المختار بن أبي عبيدة الثقفي

بمناسبة ذكرى ثورة المختار بن أبي عبيدة الثقفي في الكوفة عام 66 للهجرة

محمود الربيعي

مقدمة

المختار بن أبي عبيدة الثقفي  تميز بالجرأة وحسن القيادة والقدرة على إتخاذ القرارات المهمة، كما تميز بالصبر والصمود في مواجهة الإعداء، وهو الذي طالب بثأثر الإمام الحسين عليه السلام، وتمكن من قتل جميع قتلة الحسين عليه السلام بما فيهم زعماء العصابات المجرمة التي قاتلت الحسين وشايعت وبايعت على قتله، وقد ترضى عنه الإمام علي بن الحسين عليه السلام وأثنى على فعله، كما أثنى عليه كل من الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما السلام، إذ تمكن أن يعطي درساً مهماً للثوار من أجل الحق، ودرساً مهما لقن فيه الجبابرة والطغاة.

المختار بن أبي عبيدة الثقفي المكنى بأبي إسحق

هو المختار بن أبي عبيدة الثقفي بن مسعود المعروف "بكيسان"، وأمه تسمى دومة بنت وهب. من الذين ثاروا بعد واقعة كربلاء طلباً لثار الحسين عليه السلام والشهداء، ولد المختار عام الهجرة بالطائف وانتقل برفقة أبيه إلى المدينة في أيّام عمر، كان رجلاً شجاعاً سريع البديهة عاقلاً كريماً وعارفاً بفنون الحرب، لازم بني هاشم في عهد علي عليه السلام، وكان مع علي في العراق. وبعد مقتل أمير المؤمنين عليه السلام سكن البصرة، وكان شريفاً وكريماً في قومه.(موقع عقائد).

وردت بعض الروايات في الثناء عليه، وكان المختار ممن دأبوا على نشر فضائل آل محمد، وكانت صلته بأهل البيت سبباً لإتصافه بالفضل والأدب وسمو الأخلاق وكان يميل لآل الرسول صلى الله عليه وآله سراً وعلانية(سفينة البحار 435:1، مقتل الحسين للمقرّم: 167)، قال له ميثم التمار في سجن ابن زياد أنك تفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين فتقتل هذا الجبار (عبيد الله بن زياد)(سفينة البحار434:1).

" تتبع قتلة الإمام الحسين وآله عليه السلام في كربلاء، فقتل منهم في يوم واحد مائتين وثمانين رجلاً، حتى لم يفلت من زعمائهم أحد، فقتل الشمر وعمر بن سعد وشبث بن ربعي وغيرهم "

قال الإمام الصادق عليه السلام: " ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت، حتّى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين عليه السلام " ( اختيار معرفة الرجال 1/341) المعروف برجال الكشّي لشيخ الطائفة أبى جعفر الطوسى قدس سره.

 قال الإمام الباقر عليه السلام : لا تسبّوا المختار ، فإنّه قتل قتلتنا ، وطلب بثأرنا ، وزوّج أراملنا ، وقسّم فينا المال على العسرة( اختيار معرفة الرجال 1/340).

 قال عمر بن علي بن الحسين: " إنّ علي بن الحسين عليهما السلام لمّا أتي برأس عبيد الله بن زياد، ورأس عمر بن سعد فخرّ ساجداً وقال : الحمد لله الذي أدرك لي ثاري من أعدائي، وجزى الله المختار خيراً " (بحار الأنوار 343:45)" وقد ورد أيضاً في( اختيار معرفة الرجال 1/342). 

خاتمة

لقد قاد المختار بن أبي عبيدة الثقفي الثورة ونجح في الأخذ بثارات الإمام الحسين عليه السلام، فكان نموذجاً لابد أن يقتفي أثره الأحرار في العالم أولئك الذين يطالبون بالحق والإنتصار لأهله المظلومين، فرحم الله المختار فلقد أدى ماعليه من الحق ورضي الله عنه وأرضاه، لقد أثلج قلوب الصادقين والصديقين ولعن الله أمة قتلته ولعن الله أمة ظلمته ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به.

...........................

المصادر

موقع عقائد

سفينة البحار:1

بحار الأنوار:45

مقتل الحسين للمقرّم

اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشّي لشيخ الطائفة أبى جعفر الطوسى قدس سره

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 31/آذار/2010 - 14/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م