العراق أولا

رفعت الواسطي

ماأفرزته نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق يشير الى عدة امور مهمة لابد من التعاطي معها مستقبلا.

أولا: الناخب العراقي عزف عن الاسماء السياسية التي لم تثبت مهنيتها في البرلمان العراقي السابق والحالي وهذه من أهم المعايير التي يمكن الاعتماد عليها والتحرك مستقبلا لخلق اواصر من العلاقة المهنية بين أصحاب الاختصاص والبرامج الانتخابية ذات المعيار العملي والمنطقي والقريب لحس المواطن العراقي.

العراق اليوم لم يعد بحاجة الى السياسي الفاشل او صاحب التصريحات الصحفية المتناقضة مع عمله ، اننا بحاجة الى أصحاب الاختصاص في ادارة مرافق ومؤسسات الدولة بعد ان فشل أكثر السياسيين العراقيين بعد سقوط نظام صدام البائد.

ففي مرحلة ماتعرف بالمعارضة العراقية لم يقدم قادة واعضاء الكتل السياسية مايبشر بالخير ازاء تغيير النظام الشمولي الحاكم آنذاك بل على العكس كانوا هم السبب في تمزيق المهاجرين واللاجئين العراقيين في دول الشتات بسبب ولائهم أو ارتباطهم بالدول المحيطة بالعراق حيث مكاتبهم السياسية. وقد سمعنا عن الكثير من القصص التي تتعلق بمعاناة العراقيين في تلك الدول دون ان يكون لهذه الاحزاب الدور الايجابي في حل ومعالجة قضاياهم.

ثانيا : التحالفات المكررة للكتل السياسية الرئيسية المشاركة في الترشيح والحصول على الاصوات لم يعد بالامكان ان تقدم أكثر ماقدمته في مرحلة ماتعرف ببناء الدولة العراقية الحديثة.

هنا في هذا المجال أود مراجعة ذاكرة القاريء لتلك الكيانات السياسية وتأريخها القديم والحديث.

1- الكتلة العراقية او القائمة العراقية بزعامة الدكتور اياد علاوي : انضمت اليها شخصيات واحزاب سياسية تعارضت كثيرا في تاريخها مع المشروع الوطني الذي نحتاج اليه. اود الاشارة الى ثلاثة شخصيات / الدكتور اياد علاوي رئيس الكتلة المتهم باعادة تأهيل حزب البعث الى الواجهة السياسية داخل العراق وخارجه وهنا لا اود ان اكون متجنيا على الدكتور علاوي رغم ان الرجل قد فقد شريكة حياته التي أغتالتها المخابرات العراقية في العاصمة البريطانية لندن فترة المعارضة العراقية.

وقد سبق لي ان التقيت به حين كنت اعمل في اعلام هيئة الارسال العراقية التابعة للمؤتمر الوطني العراقي الموحد عام 1994 وتحاورت معه في موضوع الوفاق الوطني لكن الصورة لم تعد كتلك حيث المشاركة الفعلية في قيادة العملية السياسية لعراق مابعد الحاكم الاوحد.

وقد اشارت كل المعطيات نتيجة العمليات الارهابية التي طالت المدنيين العراقيين الى تورط حزب البعث وتحالفه مع تنظيم القاعدة الارهابي والجماعات التكفيرية الاخرى وفي نفس السياق فان ادارة الدكتور اياد علاوي لرئاسة الوزراء عام 2004 لم تخلو من اعادة توظيف من كانوا ضمن الاجهزة القمعية والمخابراتية والفاسدة ابان حكم صدام العوجة.

الشخصية الثانية في كتلة القائمة العراقية هو حسن العلوي وللاسف يشار اليه بالمفكر العراقي الذي لم يكن دقيقا وصائبا في تفكيره هنا اود أيضا الاعتذار لهذا التوصيف لكن القاريء العزيز ومن خلال سرد ماكان من العلوي سيجد لي العذر في ذلك.

عرف عن حسن العلوي ارتباطه بحزب البعث المنحل ورئيسا لجهاز الدعاية في مرحلة تأهيل صدام العوجة ليكون بديلا عن أحمد حسن البكر عام 1979وفي البرنامج الوثائقي الذي عرضته قناة أبوظبي الفضائية عن حياة الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم أشار العلوي الى نقطة في غاية الاهمية حول خسة وقبح السلوك البعثي السيء حينما قال انه وبعد ان قتلوا عبد الكريم قاسم تعمدوا على اظهاره اما الرأي العام العراقي من على شاشة التلفاز ويبصقوا على وجهه وهو مقتول. ان هذا الامعان على اهانة الشعب العراقي الذي أحب عبد الكريم قاسم والذي كان حسن العلوي الشاهد على الفعل السيء البعيد عن الذوق والعرف الديني والاخلاقي

هو بحد ذاته ادانة واضحة لشخصية حسن العلوي الذي رغم ذلك فقد استمر مع حزب البعث الى عام 1980 عام خروجه من العراق واليوم يعود الى نفس التشكيلة المؤمنة بحزب البعث والفكر الشوفيني الى حد التآمر من جديد على العملية الديمقراطية في مهدها الاول.

الشخصية الثالثة في القائمة العراقية هو الدكتور طارق الهاشمي الذي استغل صلاحياته التوافقية السيئة في مجلس الرئاسة كثيرا ضد ارادة وطموح الشعب العراقي واليوم وبعد اجراء الانتخابات يطل علينا بتصريح خطير يخص رئاسة الجمهورية ان يكون عربيا ليعود العراق الى الحاضنة العربية ! للاسف لم يكن التوصيف دقيقا يدل على حكمة سياسية أو لغة وطنية تحترم التكوينات القومية في العراق الذي هو أهم من الحاضنة العربية السيئة النوايا في كل تاريخها الطويل مع الشعب العراقي بل ان العراق كان دائما هو السباق في المواقف القومية المشرفة للدول العربية. للمقال تكملة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 24/آذار/2010 - 7/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م