الشبكات الاجتماعية وأخطار التشدد والعسكرة والجريمة

 

شبكة النبأ: تثير إفرازات استخدام التجمعات والأفراد للشبكات الاجتماعية على الشبكة العنكبوتية استفزاز ومخاوف المراقبين نظرا لحجم الأضرار النفسية مترتبة على سوء واستغلال البعض استخدامها، فضلا عن توظيفها في بث الأفكار السلبية والممارسات الخاطئة أمام مرأى ومسمع الجميع، دون اكتراث بطبيعة مشاعر وردة فعل المتلقي.

فيما تشكل التجمعات المتطرفة تهديدا حقيقيا لناصري السلام مع تزايد أعداد المواقع والشبكات الالكترونية التي تحتضن تلك الأفكار العنصرية ومشاعر الكراهية وتساعد على نشرها.

تشدد وكراهية

وكشف تقرير لمركز سيمون فيسنتال عن أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت مثل (الفيسبوك) "Facebook" و(تويتر) "Twitter" و(يوتيوب) "YouTube" من قبل الجماعات المتشددة او جماعات تحض على الكراهية زاد بحوالي 20 بالمئة على مدى العام المنصرم.

وكشفت الدراسة التي اعتمدت على ابحاث اجراها المركز ومعلومات من الجمهور عن أكثر من 11500 شبكة اجتماعية وموقع الكتروني ومنتدى ومدونة تروج للعنف ومعاداة السامية والخوف من المثليين وموسيقى تحض على الكراهية و"الارهاب" ارتفاعا من عشرة الاف قبل عام.

وقال الحاخام ابراهام كوبر العميد المساعد للمركز الذي اجرى ابحاثا حول الكراهية على الانترنت منذ 1995 "الارقام من المرجح ان تكون ... اضعاف ذلك... يجب اخذ هذا الرقم على انه تقريبي." بحسب رويترز.

وقالت الجماعة الحقوقية إن المتطرفين يروجون ايضا بقوة على الانترنت لفكرة العمل بشكل منفرد او ما يطلق عليه "الذئاب الوحيدة" بدلا من ألعمل ضمن جماعة.

وذكر كوبر في مؤتمر صحفي أمثلة للكراهية على الانترنت تتضمن اشرطة فيديو لمتطرفين يسعون لاستمالة مجندين وتبين كيفية صنع عبوات ناسفة بدائية. وتراوحت الالعاب على الانترنت من قصف الناجين من زلزال هايتي الى اطلاق النار على مهاجرين غير شرعيين ومثليين جنسيا.

وقالت كارولين مالوني العضوة بالكونجرس الامريكي من نيويورك للصحفيين "في حين يجري تعليم الاطفال أن (العصي والحجارة قد تكسر عظامك لكن الكلمات لن تضر بك أبدا).. فان هذا ليس صحيحا دائما... يبدأ الارهاب والتعصب بالكلام لكنهما يتحولان الى أفعال."

"الكراهية الإلكترونية"

في سياق متصل لفت تقرير إلى أن الطابع غير المنظم للشبكة العنكبوتية ساهم في الترويج وتفشي ظاهرة "كراهية الإنترنت" التي ارتفعت بمعدل 20 في المائة عن العام الماضي.

وأشار التقرير الصادر عن مركز "سايمون فيزنتال للتسامح" الذي نشر الاثنين تحت مسمى"الإرهاب الرقمي والكراهية 2010"، إلى أن الشبكة العنكبوتية تعج بمحتويات عنصرية وأخرى متصلة بالإرهاب، بلغت 11500 صفحة.

كذلك تغمر محتويات "الكراهية" تلك المدونات الشخصية والمواقع الاجتماعية الشهيرة كفيسبوك، ومايسبيس، ويوتيوب وتويتر.

قال الحاخام أبراهام كوبر، عميد مركز سيمون فيتزنتال: "هذا التصاعد ليس في المواقع التقليدية في الولايات المتحدة فحسب.. أنه عالمي وفي معظم الشبكات الاجتماعية."

وبدوره قال مارك وايتزمان، مدير الشؤون الحكومية بالمركز الذي ساعد في وضع التقرير، إن المشتبهين بالإرهاب، الذي ينمو داخل الولايات المتحدة، لديهم وجود نشط في الإنترنت.

واستشهد بقضية أمريكية من بنسلفانيا التي أطلقت على نفسها اسم "جين الجهاد" التي اعتقلتها السلطات الأمريكية مؤخراً. بحسب (CNN).

وأشار إلى أن كولين لاروز، التي وجه لها القضاء تهم التأمر لتوفير الدعم للإرهاب وقتل شخص في دولة أجنية، كانت في "رادار"، أي تحت مراقبة المركز منذ العام الماضي، لافتاً إلى أن كل قضايا الإرهاب تتصل بشكل أو بآخر بالإنترنت.

ورغم ان هذه المواقع تخضع للرقابة، غير أن الأمور تختلط أحياناً على السلطات الأمنية لتحديد أي التهديدات حقيقية وتلك التي هي مجرد أحاديث، وفق واضعي التقرير.

ومن الأمثلة التي سردها التقرير، قضية جيمس فون بران، 88 عاماً، المتهم بإطلاق نار على حارس أمني في متحف الهولوكوست القومي في واشنطن في يونيو/حزيران.

وحمل فون بران، على موقعه الإلكتروني الذي يدعي "الإمبراطورية الغربية المقدسة" مسؤولية قضائه ست سنوات خلف القبضان في الثمانينيات على "المحلفين السود والمحامين اليهود والزنوج والقاضي اليهودي."

 وأضاف وايتزمان، الذي سبق وأن أدلى بشهادته أمام الكونغرس الأمريكي والأمم المتحدة حول تقريره بشأن الكراهية: "ليس هناك معادلة تقول إن شخصا يكتب مثل هذا الهراء سيقوم بإطلاق نار عشوائي."

وربما من أكثر المخاوف المثيرة هي تزايد أعداد مواقع "كيف" التي تحملها الجماعات الإرهابية بشكل روتيني بكتيبات إرشادية وأشرطة فيديو حول كيفية صنع القنابل والمتفجرات وقرصنة الكمبيوتر.

واستكشفت الدراسة أيضاً التجارة الإلكترونية واستخدامها في الترويج للكراهية، مثل حادثة عرض "خاتم أصلي لضحية هولوكوست" في موقع eBay للمزايدات، حيث عمدت إدارة موقع المزايدات الإلكتروني الشهير إلى إزالة الإعلان قبيل البيع.

عاصفة فتاوى

إسلاميا، احتدم الجدل عبر وسائل إعلام حول موقف الشريعة الإسلامية حيال موقع التعارف الاجتماعي "فيسبوك،" فظهرت تقارير تشير إلى تحريمه من قِبل لجنة الفتوى في الأزهر، بعد أن حملته بيانات المسؤولية عن خُمس حالات الطلاق بمصر، قبل أن يتم نفي ذلك بعد مرور أيام، وسط انعدام في وضوح الموقف.

بالمقابل، رأى أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية، الشيخ أمين الكردي، الذي يمتلك صفحة دعوية خاصة على "فيسبوك،" في حديث أن "الأمور بمقاصدها" وليس هناك بالتالي حظر شرعي على الموقع بشكل مطلق، شرط مراعاة استخدامه بصورة عاقلة ومتزنة، "أما اللجوء إليه لاختراق الحرمات وفضح الناس فهو محرم ومرفوض." بحسب (CNN).

وأوضح الكردي عبر الهاتف من بيروت قائلاً "النظرة إلى هذه القضية، سواء بما يتعلق 'بفيسبوك' أو الانترنت بشكل عام يجب أن تكون شاملة عبر التحقق من جانبين، الأول القصد من الاستخدام والثاني هوية المستخدم."

وتابع الكردي بالقول "إذا كان القصد من الاستخدام سامياً، ويهدف لتبادل المعارف والمعلومات والتواصل بين الناس الذين تفرقهم المسافات، فهذا أمر جيد، بل يمكن أن يكون مقصوداً لذاته إن كان السبيل الوحيد لمعرفة ما هو بعيد عنّا، وقد قرّبت هذه الوسائل التكنولوجية العالم وجعلته بمتناول البشر، وهذا أمر إيجابي."

غير أنه لفت إلى أن الحكم الإيجابي على "فيسبوك" والانترنت بشكل عام ينقلب بالكامل إن كان القصد من الاستخدام "العبثية والتدخل بشؤون الناس وتجاوز الحرمات واستخدام شخصيات وهمية للتغرير بالآخرين، وهي أمور محرمّة."

ولفت أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية إلى أن هذا يقود إلى إدراك أفضل للجانب الثاني في الحكم، المتمثل في معرفة هوية المستخدم، فإن كان من المتزنين والعاقلين فلا مشكلة في تعامله مع هذه المواقع "أما إن كان ممن عُرف عنه تتبع الناس وفضحهم وتشويش عقول والفتيات والمراهقين فيجب عندها تحريم استخدامها من قبلهم."

وخلص الكردي إلى القول "الأمور بمقاصدها، ونحن ننظر للمقاصد لإطلاق المواقف والأحكام، أما التحريم المطلق فلم يقل أحد به، لأن الانترنت ككل وفيسبوك بشكل خاص هو مجرد وسيلة."

وأعاد الكردي أساس المشكلة إلى وجود شريحة من الأشخاص الذين يستخدمون الانترنت بطريقة سيئة، معتبراً أن الحل لا يكون بتحريم هذه الشبكة بل بتوجيه الذين يسيؤون التعامل معها ونصحهم وتنظيم هذا الملف بشكل كامل.

وحدد الكردي ثلاثة أسس لمعالجة هذه القضية، تبدأ من تعزيز الجوانب الإيمانية لدى المستخدمين، وخاصة صغار السن، وتفعيل الجانب الرقابي من قبل الأهل ودعوتهم إلى تجنب ترك أولادهم بحالة العزلة، وأخيراً استخدام برامج المراقبة الإلكترونية "المرشحات" في المنازل لضمان ضبط المصطلحات والصور والمواقع المستخدمة.

يذكر أن الكردي يمتلك صفحة خاصة على موقع "فيسبوك" تحمل طابعاً دعوياً، وهو يستخدمها لنقل الدروس الدينية والرد على الأسئلة.

وكانت صحيفة الراية القطرية قد نشرت مطلع "فبراير/شباط الجاري بياناً منسوباً إلى لجنة الفتوى في الأزهر بمصر، تحرم فيه اللجنة التسجيل في موقف "فيسبوك" واستخدامه.

وعزت الصحيفة قرار اللجنة الأزهرية إلى نتائج دراسة أعدها فريق من المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر، خلصت إلى أن 'حالة من كل خمس حالات طلاق في البلاد تعود لاكتشاف شريك الحياة وجود علاقة مع طرف آخر عبر الإنترنت، من خلال موقع "فيسبوك."

وأوضحت الدراسة 'أن هذا الموقع سهل للعديد من الأشخاص خيانة الآخر بحيث يمكن للزوج أو الزوجة اللذين يشعران بالملل والضيق وينتابه شعور بالرتابة العثور بسهولة على طرف آخر يقيم معه علاقة بعيداً عن المظلة الشرعية.

وفي الثالث من فبراير/شباط، نقلت صحيفة "القدس العربي" أن رئيس لجنة الفتوى السابق في الأزهر، الشيخ عبد الحميد الأطرش، انضم إلى قائمة مؤيدي الفتوى الجديدة بقوله بحرمة الدخول على "فيسبوك" بعد زيادة معدلات الطلاق وانتشار الخيانة الزوجية.

ونسبت الصحيفة للأطرش قوله: "من يدخل على هذا الموقع آثم والذي يعين عليه آثم أيضا" طالباً من أولياء الأمور الانتباه للقنبلة الموقوتة في منازلهم والتي ستنفجر في بيوتهم لتقضي على الأخضر واليابس.

ولكن موقع "إسلام أون لاين" المقرب من الداعية الإسلامي المصري، يوسف القرضاوي، نقل الجمعة نفي الشيخ الأطرش، لما نُشر عن تحريمه استخدام الموقع الاجتماعي، وأورد عنه قوله: "لم أحرم فيسبوك، وإنما كل الذي قلت به إن الإنترنت والتلفاز هما سلاح ذو حدين، شأنه شأن سكين المطبخ الذي يمكن استخدامه في منفعة أو استخدامه في إيذاء النفس والغير."

وأضاف: "أنا لا أعلم حتى كيفية عمل الفيس بوك كموقع على الإنترنت، ولا يمكن أن أحرم شيئا لا أعرف ماهيته أو كيفية التعامل معه."

كما نقل الموقع عن لجنة الفتوى في الأزهر بدورها تأكيدها بأنها لم تطلق أي فتوى تحرم "فيسبوك" أو تمنع التعامل معه، وأكد الأمين العام الحالي للجنة الفتوى، الشيخ سعيد عامر، أن اللجنة لم تصدر أي فتاوى حول موقع "فيسبوك،" وزاد بالقول إنها لم تستلم أي استفسارات حول الموقع، "خاصة أن آلياته غير معلومة للجنة."

ولكن هذه التصريحات المتضاربة لم تساعد على توضيح الموقف الذي اتخذه الأزهر أو الشيخ الأطرش من القضية خاصة لم تتمكن من الوصول إليهما للوقوف على حقيقة ما نسب إليهما من مواقف متباينة.

حماية القاصرين

من جهتها أكدت المفوضية الأوروبية، عشية ما يطلق عليه يوم ''الإنترنت الأكثر أمنا''، وجوب أن يحصل القصر المستخدمون للإنترنت على حماية أفضل من المواقع الاجتماعية الإلكترونية.وأقنعت المفوضية ، الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي ، في العام الماضي 20 شركة للمواقع الإلكترونية بما في ذلك رواد هذه المواقع مثل ''فيس بوك'' و''جوجل- ماي سبيس'' و''ياهو'' بالتوقيع على ميثاق يشجع على الاستخدام الآمن للإنترنت وبصفة خاصة بالنسبة للقصر.

وبعد مرور عام ، وجدت المفوضية أن 40 في المائة من هذه المواقع ''تجعل البيانات الشخصية للمستخدمين دون سن الثامنة عشرة مرئية فقط لأصدقائهم تلقائيا وأن الثلث فقط من هذه المواقع ردوا على تقارير المستخدمين التي تطلب المساعدة'' حسبما أفاد بيان صحافي صدر مؤخرا.

وقالت مفوضة وسائل الإعلام في الاتحاد الأوروبي المنتهية ولايتها فيفيان ريدنج: '' إنني أتوقع أن تفعل كل الشركات المزيد . هناك حاجة للحفاظ على خصوصية البيانات الشخصية للقصر تلقائيا، ويتعين أن تكون هناك ردود سريعة ومناسبة على الأسئلة والتقارير الخاصة بانتهاك الخصوصية. شبكة الإنترنت أصبحت ضرورية الآن لأطفالنا ويقع على عاتق الجميع المسؤولية عن جعلها آمنة ''.وذكر بيان بالحقائق والوقائع قدمته المفوضية أن موقع ''يوتيوب'' أحد المواقع التي لا تحترم التوصيات المتعلقة بخصوصية القصر .والأمثلة السلبية الأخرى شملت مواقع ''ارتو'' و''بيبو'' و''ديليموشن'' و''هيفيز'' و''اكسبوكس لايف'' و''نازا كلازا دوت بي ال'' و''نيتلوج'' و''بيكزو'' و''راتي'' و''سكاروك'' و''في زد نت'' و''اي ار سي جاليريا'' و''زاب دوت ال يو''. وينجو موقع ''فيس بوك'' من الانتقاد في هذا الصدد. وحذر بيان الحقائق الذيقدمته المفوضية من أن ''فيس بوك'' مع ذلك ليس من بين 14 موقعا إلكترونيا ، من أصل 25 جرى مسحها، توفر معلومات أمان خاصة بالقصر من السهل العثور عليها وفهمها.وجرى الاحتفال بيوم الإنترنت الأكثر أمنا أمس الثلاثاء في البرلمان الأوروبي في ستراسبورج . وحضر ريدنج المفوض المقبل للتكنولوجيا الرقمية هذا الاحتفال.

قتل بائعات الهوى

من جانب آخر أعلنت مدرسة كاثوليكية في أستراليا إنها قد اتخذت إجراءات تأديبية بحق طالب إنشاء تجمعاً على الموقع الاجتماعي الشهير "فيسبوك" للدعوة لقتل العاملات بالجنس.

ولجأت إدارة الموقع الاجتماعي لإزالة الصفحة التي تحمل عنوان" أقتل بائعة الهوى حتى لا تضطر لدفع أتعابها" إلا أن الخطوة جاءت متأخرة بعض الشيء بعد انضمام 18 ألف شخص للموقع.

وأكد إيان ماكدونالد، مدير "كلية سانت لورنس" في كيونزلاند، اتخاذ إجراءات بحق أحد طلاب الأكاديمية لمسؤوليته في إطلاق الصفحة.

وجزم بعدم مسؤولية المدرسة في إطلاق الصفحة التي دشنها الطالب خارج الساعات الدراسية، غير أنه قال إن الحادث "يسلط الضوء على أهمية الحاجة لتثقيف الطلاب بخطورة الإنترنت. بحسب (CNN).

وأثارت الصفحة ثائرة العاملين في قطاع الجنس، وانتقدتها أيلينا جفريز، رئيسة الاتحاد الأسترالي للعاملات في الدعارة بالقول إنها تروج للعنف ضد بائعات الهوى."

وأضافت بالقول وفق وكالة الأنباء الأسترالية: "إنها تهمة تبعث على الأسى وتظهر كيف أن الناس يعتقدون بأنه من الأمور الطبيعية بأن صناعة الجنس تترافق يداً بيد مع العنف.

وقالت عاملة بالجنس انضمت للموقع لإبداء امتعاضها منه: "كبائعة هوى لا أجد هذا الموقع مسلياً أنه كمثل شنق السود وتعليقهم على الأشجار، وحرق اليهود في الأفران، واغتصاب الأطفال."

ويذكر أنه مازالت هناك صفحات قائمة على الموقع الاجتماعي تروج للعنف ضد بائعات الهوى، بعضها يرتبط بألعاب فيديو يقوم فيها اللاعب بدهس هؤلاء العاملات بالجنس بسياراتهم.

ويتيح موقع التواصل الاجتماعي للمستخدمين فرص الاتصال بالآخرين والتفاعل معهم، إلا أن البعض أساء استخدامه على غرار سجين بريطاني، طوع "فيسبوك" للتهكم على السلطات الأمنية.

ومن سخرية القدر أن عدد المعجبين بالسجين الفار، كريغ لينش، 28 عاماً، بلغ 37 ألف شخص، قبيل أن تحذف إدارة الموقع ملفه الشخصي.

قلق العسكر

من جهتها بدأت الجيوش تطلق العنان لجنودها لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت الدولية. ورغم بعض التجاوزات، كما في إسرائيل، فإن ثورة الويب 2.0 لا يمكن تحاشيها حتى لدى العسكريين.

هل هناك من حل لهذه المشكلة داخل المؤسسات العسكرية، وهل الحل هو مع Facebook أو Twitter أو مواقع تواصل اجتماعي أخرى ؟ بين الانفتاح على عالم الإنترنت 2.0 والرقابة على المعلومات، يجب الاختيار. آخر الأخبار تفيد أن السلطات تتردد في ترك جنودها أحراراً بالتواصل مع العالم، لكنها ترضخ للأمر الواقع.

بالنسبة للتجاوزات على الشبكة، تكاثرت في المدة الأخيرة التجارب السيئة لدى الجيش الإسرائيلي على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ألغيت فجأة عملية عسكرية كانت ستتم في الضفة الغربية في الثالث من آذار/ مارس، ذلك أن أحد الجنود الإسرائيليين سرّب معلومات على Facebook تفيد بأنه " سنقتحم منطقة كاتانا قرب رام الله".

وقد أدى هذا الإفشاء بالسر إلى إيقاف ناشر الخبر عن عمله والحكم عليه بالسجن لمدة عشرة أيام، إذ اعتبرت قيادته أنه عرّض العملية للخطر.

وهذه ليست المرة الأولى التي يعيد فيها الجيش الإسرائيلي خططه بسبب الإفصاح عن معلومات سرية على الإنترنت. ففي عام 2008، حُكم على جندي بالسجن لمدة 18 يوماً لأنه سرّب صورة لمنشأة عسكرية إسرائيلية على موقع Facebook الاجتماعي. وفي عام 2009، أحصى الجيش الإسرائيلي حوالي 12 حادثة من هذا النوع.

وقرر الجيش الإسرائيلي في أوائل شهر آذار/ مارس القيام بحملة توعية حول أخطار مواقع التواصل الاجتماعي بواسطة إعلان يذكّر أن أحمدي نجاد ليس "بصديق لكم" على Facebook.

إذا كان الجنود في إسرائيل، وهم ليسوا غالباً من المتخصصين، يمكنهم استخدام Twitter&co،ففي الولايات المتحدة لا تزال الرقابة شديدة للغاية رغم بعض الفوضى. في 25 شباط/ فبراير، أصدرت وزارة الدفاع بياناً يحث على تنظيم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ويفيد هذا البيان : أنه من اليوم فصاعداً، يستطيع الجنود استخدام هذه المواقع للاتصال بعائلاتهم.

الإصابة بالفصام

وشرح الجنرال جورج كايسي، القائد الأعلى في الجيش الأمريكي، في أواخر شباط/فبراير أن هذه السياسة الجديدة كان " لا بد منها" ويمكنها أن تساعد على رفع معنويات الفرق العسكرية في الخارج. وقد لاحظت السلطات أن هذه المواقع هي وسيلة تواصل مدهشة : فحساب الأميرال مايك مولين على Twitter يعدّ حتى الآن 16000 مشترك.

أما الجيش الأمريكي فكان يبحث منذ عدة سنوات على طريقة تواصل موحدة، لأن الطرق الأخرى كانت تعاني من الفصام أو الفوضى. وقد بينت دراسة أجريت عام 2007 أن كل وحدة عسكرية كانت تتصرف على هواها. فقوات سلاح الجو الأمريكي كانت تشجع استخدام Twitter و Facebook ، بينما لم يكن مسموحاً لقوات المارينز الاتصال عبر هذه المواقع خوفاً من تسريب معلومات حساسة. أما وزارة الدفاع، فكانت تسمح باستخدام بعض مواقع التواصل الاجتماعي وتمنع استخدام البعض الآخر...

في فرنسا، يبقى الجيش متحفظاً حول هذا الموضوع. وقد صرّحت أخيراً وزارة الدفاع على موقع 01Net أنه يحق للعسكريين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي " لأغراض شخصية" وأن كل أنواع الرقابة المتوفرة والتي يمكن تصوّرها ليس بإمكانها تجنب بعض " الأخطاء التي من الممكن أن يرتكبها أحد الموظفين".

في الواقع، إن تسريب المعلومات يحصل حتى داخل المؤسسات العسكرية التي تفرض رقابة مشددة. في هذا السياق، أقرت وزارة الدفاع البريطانية أن ستة عشرة وثيقة سرية كُشف عنها وأصبحت علنية، رغم أن الأجهزة المعلوماتية داخل الوزارة لا تسمح بالدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي.

خدمة تحويل في الاموال

بالاضافة الى ذلك بات يستطيع الاصدقاء على موقع فيسبوك الاجتماعي على شبكة الانترنت ان يرسلوا لبعضهم البعض مباشرة دفعات مالية صغيرة عن طريق تطبيق جديد يسمى بوكستر Buxter.

وتقتصر المعاملات المالية في الوقت الحالي من خلال هذه الخدمة الجديدة على عملتي الدولار واليورو، لكن توجد خطط لادراج الاسترليني خلال الاسابيع الاربعة المقبلة.

رخصة امريكية

من جهة اخرى قال مسؤولون امريكيون انهم سيسمحون لشركات تكنولوجيا امريكية بتصدير برمجيات الدردشة والتواصل الاجتماعي الى ايران والسودان وكوبا أملا في أن تساعد مواطني هذه الدول على التواصل مع العالم الخارجي.

وجاء قرار وزارة الخزانة الامريكية بعد طلب من وزارة الخارجية ان تقدم اعفاءات بموجب العقوبات الحالية بما يسمح للشركات مثل جوجل ومايكروسوفت كورب بتصدير برمجيات معفاة من الرسوم.

وقال نائب وزير الخزانة نيل وولين في بيان " الخطوات التي اتخذت اليوم ستمكن المواطنين الايرانيين والسودانيين والكوبيين من ممارسة أهم حقوقهم الاساسية."

وذكرت الوزارة ان الاعفاء سيسمح بتحميل برامج للبحث في شبكة الانترنت وعمل المدونات والبريد الالكتروني والرسائل الفورية والدردشة والتواصل الاجتماعي وتبادل الصور والافلام.

وكانت الانترنت وسيلة تواصل مهمة للمحتجين الايرانيين الذين شككوا في صحة نتائج الانتخابات العام الماضي. واتهمت الولايات المتحدة ايران بتقييد استخدام الانترنت ردا على ذلك. بحسب رويترز.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الجابون قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان ايران التي تصف نفسها بأنها ديمقراطية يجب ان تتصرف كدولة ديمقراطية وان تحترم حرية التعبير والتجمهر.

وقالت كلينتون "في القرن الحادي والعشرين حرية التعبير والتجمع تمارس على الانترنت كما تمارس شخصيا. ولذلك سنستمر في تأييد هؤلاء الايرانيين الذين يريدون المراوغة حتى يتمكنوا من التواصل دون ان تقوم حكومتهم بعرقلتهم."

وفي رسالة بتاريخ 15 ديسمبر كانون الاول عام 2009 لكارل ليفين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الامريكي قالت وزارة الخارجية انها طلبت من مكتب السيطرة على الاصول الاجنبية التابع لوزارة الخزانة تخفيف أحكام التصدير مشيرة الى انه من المصلحة القومية الامريكية السماح لمواطني تلك الدول الحصول على البرامج.

وعقدت وزارة الخارجية الامريكية سلسلة من الاجتماعات مع شركات التكنولوجيا منها اجتماع عقد مؤخرا مع مواصلة واشنطن الضغط من اجل حرية استخدام الانترنت في دول مثل الصين وايران ودول اخرى.

وتؤيد وزارة الخارجية الامريكية تطوير برامج قادرة على التحايل على الرقابة الحكومية وتدرس طلبات المنح المقدمة من جانب مطوري هذه البرمجيات.

وصرح شيلدون هايملفارب خبير التكنولوجيا في معهد السلام بالولايات المتحدة بأنه يؤيد الخطوة الامريكية.

وقال "هذا لا يعني ان تلك الحكومات لن تستطيع المراقبة والسيطرة والتأثير على ما يقال في الانترنت محليا.

"لكن على الاقل سيتمكن السكان العاديون من الوصول الى أفضل أدوات ممكنة للاتصال."

والشركة التي توفر هذه الخدمة على موقع فيسبوك هي شركةClickandBuy التي تقوم بتشغيل خدمة الدفع عن طريق الانترنت على شبكة الاتصالات الدولية.

ويصل عدد من لهم حسابات مع هذه الشركة الى ما يربو على 13 مليون شخص في أنحاء العالم، وهو ما يعتبر شرطا لاستخدام خدمة بوكستر.

وتتم المعاملات المالية بين الحسابات على بوكستر مجانا دون دفع اية رسوم الا ان رسوما ضئيلة بواقع 1.9 ? كحد ادنى 2 يورو أو 3 دولارات تدفع لتحويل الاموال من بوكستر الى حساب آخر من مثل الحساب البنكي.

وذكر كريستيان فون هامل كبير نواب رئيس شركة ClickandBuy لبي بي سي ان الناس تتشارك في احوالها ومعلوماتها وصورها على الفيسبوك لذا فالسؤال هنا لماذا لا تتشارك ايضا في اموالها .

وقد صمم بوكستر لوضع كميات صغيرة من النقود لا تجاوز بحد اقصى 50 يورو او ما يوازي 45 جنيها استرلينيا. كما ان المعاملات لا تجري الا بين اصدقاء على فيسبوك.

وقال هامل نحن لا نسعى الى التنافس مع النظم المصرفية الوطنية، فهذا ليس هو المكان لدفع الإيجار أو فاتورة الغاز .

روليت الدردشة

على صعيد متصل يبدو عالم الانترنت حالياً في حالة انشغال ملحوظ بالوافد الجديد، موقع "تشاتروليت" أو "روليت الدردشة" وهو الأول من نوعه على صعيد توفير خدمة جديدة تتيح للناس التعارف والتحدث مع غرباء عبر الكاميرا بشكل عشوائي، الأمر الذي وصفه البعض بأنه "أروع تجربة على الانترنت اليوم."

وفكرة "تشاتروليت" - الذي أسسه مراهق روسي - بسيطة، وتقوم على تشغيل المستخدمين لكاميراتهم، ومن ثم تظهر أمامهم صور آلاف الأشخاص المتواجدين على الموقع في اللحظة نفسها، ويمكن للمستخدم اختيار الشخص الذي يرغب التعرف عليه والتحدث إليه مباشرة، علماً أن الكثيرين استغلوا قلة القوانين الموجودة فيه لعرض مواد "إباحية."

وقامت CNN باختبار الموقع، فظهرت بعض الأمور الطريفة، ومنها رجل فرنسي يروي النكات، وأشخاص يرتدون ملابس تنكرية ويرقصون على وقع موسيقى صاخبة، إلى جانب رجل تونسي كان يمشي بصورة مترهلة وهو يشكو التعب بعد الدردشة لأربع ساعات متواصلة.

ولكن ذلك لم يحل دون بروز قضايا جنسية، إذ اتضح أن الكثير من مستخدمي الموقع كانوا يتحدثون عبر كاميراتهم وهم عراة، وبعضهم الآخر كان "يداعب نفسه،" في حين رفع أحدهم لافتة أمام الكاميرا كتب عليها "هل يمكنني رؤية صدرك؟"

وتشير أرقام الموقع الذي انطلق بنجاح كبير منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلى وجود ما لا يقل عن 35 ألف مستخدم في كل الأوقات، وقد كتبت المدونة المعروفة، جيسون كوتكي، إن "تشاتروليت" هو "أفضل موقع موجود على الانترنت حاليا."

وتعتبر فكرة الاختيار العشوائي للأشخاص الذين يمكن التحدث إليهم أبرز ما يميّز الموقع، باعتبار أن المواقع الأخرى التي تقدمة خدمات التحدث بالصوت والصورة تتطلب تسجيلاً مسبقاً لقائمة معارف تتيح التواصل بهذه الصورة. بحسب (CNN).

ويقول البعض إن الموقع هو "نقيض فيسبوك" لأن الأخير يتيح للمستخدم بناء عالمه الافتراضي الخاص وتصوير نفسه بالصورة التي يراها أو التي يرغب بها، ولكن "تشاتروليت" يقدم الناس وقف حقيقتهم دون وجود ما يضطرون لإخفائه باعتبار أن التعارف عشوائي.

ولكن بعض مستخدمي الموقع قالوا إنه زاد توترهم وتسبب في "جرح مشاعرهم" بعض أن لاحظوا كثرة الأشخاص الذي يمرّون مرور الكرام على صورهم دون اختيار التحدث إليهم.

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" إن مؤسس الموقع هو مراهق روسي لا يتجاوز من العمر 17 عاماً، ويدعى أندري تيرنوفسكي، وقد نقلت عنه قوله إنه أقام الموقع في الأصل على سبيل اللهو، ولم يتوقع هذا الإقبال الكبير عليه، وأشار إلى "امتعاضه" من بعض الأمور "غير الجيدة" التي يقوم بها الناس عبره.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 18/آذار/2010 - 1/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م