حرمل

حيدر الجراح

أو غلفة الذئب، الاسم العلمي (Peganum harmala) وهو من الفصيلة الرطراطية ويعتبر من الاعشاب المعمرة له اسماء اخرى يعرف بها، الحريمل، خايس، شجرة الخنزير..

يعود استعمال الحرمل إلى عهد الإغريق، حيث استعملوا مسحوق البذور في العلاج من الديدان الشريطية، ولاتزال البذور تستعمل في هذا الغرض في الطب الشعبي، كما تستعمل في إدرار اللبن عند النساء، وتقوية الناحية الجنسية عند الرجال.

في علم تفسير الاحلام تعني الكلمة سماعا او مشاهدة في احلام الحالمين عدة تفسيرات ومعاني

فهي تعني (مال يصلح به مال فاسد).

للحرمل علاقة بامور الحسد والحاسد والمحسود..

وقد عرفت المجتمعات الانسانية منذ القدم الاعتقاد بالحسد او اصابة العين..

والحسد له عدة معاني  (ان تتمنى زوال نعمة المحسود اليك) او (ان يرى الرجل لاخيه نعمة فيتمنى ان تزول عنه وتكون له دونه) او هو (انفعال نفسي ازاء نعمة الله على بعض عباده مع تمني زوالها)..

وقد يخرج الحسد من خانة التمني والرجاء الى حيز الفعل أي الى الحاق الضرر والاذية بالاخرين بطرق خفية سرية غير منظورة وذلك عن طريق العين والشم واللمس والسمع. الا ان العين هي الوسيلة الاولى لتنفيذ الحسد..

يجمع الحرمل بعد جفافه وتوضع حباته في كيس صغير ويعلق في البيوت كتعويذة لدفع الحسد وقد يخاط في كيس صغير على هيئة مثلث ويعلق في صدر الطفل او في كتفه من اجل منع الحسد، وتحرق الام الحرمل في الموقد عند المغرب وياتي بالولد او البنت ليعبر عليه مع قراءة عزائم وصور مخصوصة..

ونحمل في ذاكرتنا الكثير من الطقوس التي ترافق هذه الكلمة منذ طفوتنا وحتى الان.. فلازال الكثير يستخدمون الحرمل عن طريق (الطقطقة) لدرء الحسد والنفس عن افراد المنزل..

وكانت جميع هذه الممارسات تتم داخل المنازل قبل عقود مضت، ولكنها الان اصبحت تمارس حتى خارج المنزل وهو اغرب ماشاهدته في احد الاسواق التجارية الكبرى في بغداد..

كان احد الرجال يدور على المحلات التجارية وهو يحمل في يده مبخرة صغيرة فيها حرمل، يطقطق به داخل أي محل يريد صاحبه درء الحسد عنه وعن تجارته، التي تعاني ركودا هذه الايام بسبب الازمة المالية العالمية والفساد المالي وليس بسبب حسد الحاسدين..فجيرانه مثله تجارتهم تعاني من الكساد..بسبب نقص الموجود من البضاعة، او بسبب رداءة نوعيتها، او قدم موديلاتها، ولكنه لايقتنع باي سبب لهذا الكساد غير اقتناعه بانه محسود وعليه عين تمنع الزبائن من الوصول اليه والشراء منه..وبدلا من البحث عن السبب الحقيقي لهذا الركود، ومحاولة معالجة مايتعلق به هو شخصيا او ببضاعته التي يبيعها يلجأ هؤلاء التجار الى طقوس جداتنا واجدادنا، وبنقلون مساحات ممارسة هذه الطقوس من داخل المنازل الى خارجه في فضاءات جديدة، تكشف عن حجم الخرافة المتأصلة في وعينا وحياتنا..

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/آذار/2010 - 26/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م