اللافتات الانتخابية ودراماتيكية المشهد

ناجي الغزي

مع بدأ انطلاق الحملة الانتخابية البرلمانية في شوارع بغداد والمحافظات الجنوبية والوسطى والشمالية تسارعت الاحداث وكسرت حالة الركود والجمود في المشهد الاقتصادي اليومي مما جعل الاجواء الاقتصادية الراكدة تتحرك والجيوب الفارغة تمتلئ ببركات شهر الهبات والوعود والهدايا.

وبعد شد وجذب حول تأخير موعد الانتخابات تحقق الحلم البنفسجي في 12 شباط وبدأ المشهد يتحول بشكل دراماتيكي على ارض الواقع حيث بدأت خصخصة الخطاب السياسي في سوق المزايدات الوطنية والخروج به من إطاره القانوني ووضعه على لافتات الشوارع بشعارات تثير الفضول في فك طلامسها وخفاياها مما دعت بعضها الى السخرية لدى الناخب.

واللافتات الانتخابية أخذت تتطور بتطور الاحوال المادية للمرشحين أحزاب وأفراد مقياس بالانتخابات الماضية, وقد تحولت من لافتات فقيرة تخط باليد على القماش الرخيص الى لافتات فلكس طباعي نوع "دجتال" وبتصميم كمبيوتري.

وقد تنوعت أساليب الدعاية الانتخابية التقليدية بطرح الكتل السياسية مرشحيها بصور أنيقة وشعارات براقة تغدغ مشاعر الناخب وتعزف على أوتار مواجعه. من أجل الوصول والحصول على موقع في الخارطة السياسية الجديدة. والفوز في الانتخابات البرلمانية ليس صعبا أن قررت خوض الانتخابات، لكن الفوز يحتاج إلى أن تقدم نفسك بشكل مختلف عن صورة البرلماني السابق، وقطع الوعود بدون ضمانات ليس كافياً.

 والاكثر من ذلك أن تأتي ببرنامج عمل متكامل مع خطة ستراتيجية لتنفيذه تستطيع بهما أن تقنع الناخب الذي يعيش حالة إحباط مدمرة وأزمة ثقة كبيرة.

أن سخونة الساحة الانتخابية جعلت اللافتات تدخل في مشهد دراماتيكي بين المرشحين فهناك لافتات تسلقت أسطح البنايات العالية وأعمدة الكهرباء وعلى الجدران وعلى زجاج السيارات, تفوح رائحة الشعارات الوطنية من جنباتها, كلها تستهدف أصوات الناخبين لانها السبيل الى قطف الثمار اليانعة والتحكم بالقرار دون غيره.

 واللافتات الانتخابية هي آلية التسويق التقليدية في المجتمع العراقي فهي كثير ما تتركز في الأماكن المزدحمة أكثر من المناطق الاخرى وتحتوي على عبارات وصور لوجوه جديدة وشعارات كثيرة وعديدة ومعظم تلك الشعارات عامة ومتشابه.

وعلى الرغم من أن الترشيح هو حق طبيعي لاي مواطن عراقي تتوفر لديه شروط المفوضية, ولكن السؤال هل هذا الشخص مؤهل مهنيأ وعلمياً لتلك الصفة الكبيرة وهل يدرك حجم المسؤلية المهمة التي يتحملها والكرسي المحصن دبلوماسياً الذي يحجزه مدة اربع سنوات؟

وفي دول العالم المتقدم الدعايات الانتخابية تقوم على ضوابط قانونية وتعتمد على اليات معينة في الانفاق والتسويق الانتخابي للمرشحين سوى أحزاب أم شخصيات ضمن حملات انتخابية مدروسة وبرامج أنتخابية تحتوي على خطة ستراتيجية في التنفيذ. أما في العراق لاتوجد ضوابط قانونية في عملية الانفاق على الحملات الانتخابية والتدقيق في مصادر تمويلها, وكذلك الاحزاب والقوى السياسية لاتمتلك اليات على تسويق نفسها بشكل فاعل وجدي تقنع به الناخب, وذلك بسبب جهل الكثير منها كمرشحين أو أحزاب بالتجارب الانتخابية في العالم والاخفاق في الاداء السياسي لبعض القوى السياسية التي ساهمت في بناء العملية السياسية. وأن روح الزعامات والشخصنة مهيمنة على مشاعر الناخب العراقي, لذا فأن أغلب القوى السياسية جعلت أغلب مرشحيها يتخفون وراء زعمائها في التسويق الانتخابي وكأن المرشح لاقيمة له. وهذا الاسلوب يراد به أستغفال الناخب وخداع الجماهير بأسم زعيم الكتلة.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 21/شباط/2010 - 6/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م