علماء الأزهر معترضون !!

محمود جابر

فى مصر العديد من المراكز الاشتراكية والشيوعية، وعلماء الأزهر لا يكترثون،وفى مصر العديد من الجمعيات التي ترعى الحرية الشخصية (حق ممارسة الجنس خارج مؤسسة الزواج وخارج النوع بما فيها زواج المثلين)، وعلماء الأزهر لا ينطقون، وفى مصر العديد من مراكز التبشير المسيحي وهم أيضا لا يتكلمون، فى مصر العديد من المراكز الصهيونية التي تعمل لصالح الكيان الصهيوني  وهم يرفعون شعار ( لا يسلم الشرف الرفيع).

 وفى مصر مئات الجمعيات والجماعات الوهابية ما بين أنصار سنة – وهابية – وما بين جمعية شرعية وما بين إخوان مسلمين – الجمعية والجماعة – إضافة إلى مئات المعاهد لإعداد الدعاة التابعة لهم، وهم يرعوا الاعتدال الاسلامى على طريقة الفنية العسكرية وقتل الرئيس السادات والمفكر فرج فودة ورئيس البرلمان المصري وحادث الأقصر وأحداث سيناء... إضافة لمئات الأحداث الطائفية، أضف إلى ذلك أن العديد من زعماء تنظيم القاعدة هم من خريجي هذه المدرسة الاعتدالية، والأزهر هنا لا يفعل إلا كما يفعل الزوج المحلل، وقد زاد فى غيه حين أسس مركز دراسات لأحد الشخصيات الوهابية الكبيرة بمباركة واحتضان ازهرى مائة فى المائة.

كانت النتيجة كما رصدها العيد من المفكرين والكتاب المصريين والعرب والأجانب بان تحول المجتمع المصري إلى خزان هائل لإنتاج الإرهاب والتكفير وصاحب رصيد كبير من إشعال الفتنة الطائفية،وتفسخ وانهيار فى البنية الاجتماعية المصرية بشكل يهدد بخطر داهم، كل ذلك لم يكن مقنع لفضيلة شيخ الأزهر ولا مؤسساته ومعاهده والسادة أصحاب المؤهلات العلمية والأكاديمية فى هذا الصرح الكبير لان يراجعوا أنفسهم ويعلموا من أين يأتي هذا الخلل وهذا الارتباك.

ورغم كل ذلك إلا أننا كنا من الفريق الذي كان يرى فى هذا الصرح بأنه يمثل بقية خير للأمة وانه يمكن أن يكون صمام أمان فى لحظات الخطر، بيد أن ما نشرته جريدة روزاليوسف يوم الجمعة الموافق 5 فبراير 2010 فى عددها (1403) باعتراض علماء الأزهر على إنشاء مركز للدراسات للقيادي الشيعي المفكر الدكتور احمد راسم النفيس، وإذا كان الأزهر يقوم منذ زمن طويل وحسب كلام الدكتور عبد الفتاح عاشور أستاذ الفقه الإسلامي بجامعة الأزهر، وإذا كانت المطبوعات الشيعية متوفرة فى الأسواق المصرية، فما هذا الخوف والهلع الذي أصاب هؤلاء العلماء والأساتذة، وما هي الفتن التي سيزرعها تدريس وتعليم الناس بمذهب آل البيت (ع)، ونسأل المحترم الدكتور وزملائه من الأساتذة والعلماء أن يذكروا لنا أسماء التنظيمات الإرهابية الشيعية على مر التاريخ، أو ليقولوا لنا ما هي عمليات العنف التي ترعاها الجماعة الشيعية فى أي بقعة فى المعمورة إن كانوا صادقين.

وعلى الإخوة العلماء والأساتذة فى جامعة الأزهر أن يراجعوا تراثهم القريب وتراث أساتذتهم من علماء هذه المؤسسة من الشيخ محمود شلتوت إلى الأستاذ عبد المتعال الصعيد و الدكتور أبو زهرة ومحمد محمد مدني.....

الذين أعلنوا عن جواز التعبد على المذهب الشيعي الاثنى عشري ومئات المؤلفات التي تتكلم عن الإمام جعفر الصادق والوحدة الإسلامية وفقه آل البيت.....

نحن نتوجه بالدعوة إلى أساتذتنا العلماء أن يراجعوا هذا التراث وان يقولوا رأيهم فى علمائهم قبل أن يلقوا بالاتهام على غير دليل أو حجة، وان يقولوا بحق وأنصاف من الذي يزرع الفتن ويرعاها،ألا يعلمون أن الساكت عن الحق شيطان اخرس، أم أنهم يرون فى الانتماء لآل البيت جريمة تستحق الموت وفقا للدين الأموي، والايوبى والوهابي..... ومن لا يعرف فعليه أن يعرف أو أن يصمت... أم أن الاعتراض حرفة العاجز ؟!!

والله اعلم

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 14/شباط/2010 - 29/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م