انحراف الكنسية.. هل هو مقدمة لانهيارها؟

اغتصاب وإلحاد وإباحية داخل الجدران الكنسية

إعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: فيما يشبه الانحدار الى الهاوية، بدأت الكنائس في أيرلندا والتي تنوء تحت إرث فضيحة جنسية، بنشر إعلانات مبوَّبة بحثاً عن قساوسة يافعين، بعد أن أعلن رئيس الأساقفة في دبلن أن البلاد مقبلة على نقص حاد في رجال الدين.

وعانت الكنيسة الأيرلندية من ضربة موجعة للثقة، بعد أن قال تقرير حكومي نشر في تشرين ثاني الماضي، إن أبرشية دبلن، وعدد آخر من الكنائس والمؤسسات الكاثوليكية الأيرلندية أخفت عمليات تحرش جنسي ارتكبها كهنة بحق مئات الأطفال منذ تسعينيات القرن الماضي!.

وفي جانب آخر من العالم أعلن مدعي عام العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي، عن إلقاء السلطات القبض على سبعة أشخاص بينهم قسيس كاثوليكي، بتهمة الترويج لأفلام إباحية، أبطالها من الأطفال!.

وفي أمريكا وجّه المدعي العام في مدينة كاونسل بلفس، بولاية أيوا الأمريكية، اتهامات للقس إفراين أومانا، بالاعتداء على طفلة في العاشرة من العمر، في كنيسته، وعلى سيدتين أخريين خلال السنوات الست الأخيرة.

وفي سياق يتعلق باختراق الإلحاد للكنيسة، سمحت كنيسة بروتستانتية بمدينة في هولندا لواعظ "ملحد" بالاستمرار في أداء مهامه الكنسية، فقرر مجمع لكنيسة محلية في مدينة زيريخزي بجنوب غرب البلاد أن آراء الواعظ كلاس هندريكسا لا تختلف في جوهرها عن الآراء التي يعبّر عنها اللاهوتيون الليبراليون في الكنيسة البروتستانتية.

بعد فضائح تحرش بالأطفال.. أيرلندا تعاني نقصاً في القساوسة

ويقول الإعلان المبوّب الذي نشرته الكنيسة الأيرلندية "مطلوب رجال يافعين للعمل في مهنة محترمة، تتضمن التوجيه الديني، وزيارة المرضى، والعلاقات العامة، وإجراء مراسم الزواج، براتب مقطوع، مع ملاحظة أن الزواج ممنوع للمتقدمين."

وتوقع رئيس الأساقفة في دبلن ديامويد مارتن أن لا تتمكن أبرشيات العاصمة الأيرلندية من تقديم خدماتها، إذا لم توظف قساوسة شبان بأسرع وقت، لافتا إلى أن 46 في المائة من الكهنة فوق عمر الـ80 عاما، ونحو اثنين في المائة فقط تحت سن 35 عاما.

وعانت الكنيسة في البلاد من ضربة موجعة للثقة فيها، بعد أن قال تقرير حكومي نشر في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، إن "أبرشية دبلن، وعدد آخر من الكنائس والمؤسسات الكاثوليكية الأيرلندية أخفت عمليات تحرش جنسي ارتكبها كهنة بحق مئات الأطفال في التسعينيات."بحسب سي ان ان.

وقال تقرير لجنة التحقيق التي شكلتها أبرشية دبلن، والذي جاء في 720 صفحة إنه "مما لا شك فيه أن اعتداء الكهنة على الأطفال جنسيا تم التستر عليه،" بين يناير/كانون ثاني عام 1975 وحتى أيار/مايو 2004 وهو الوقت الذي غطاه التقرير.

وأضاف التقرير أن الكنيسة فشلت في التعامل مع تلك الاعتداءات و"تم الحفاظ على السرية، وتجنب الفضيحة، وحماية سمعة الكنيسة وممتلكاتها.. دون النظر إلى  مصلحة والتي كان ينبغي أن تكون الأولوية الأولى."

وقد شكلت لجنة التحقيق في مارس/آذار من عام 2006 لبحث مزاعم أطفال تعرضوا للاعتداء الجنسي، من قبل رجال الدين في العاصمة الايرلندية، وأنجزت اللجنة تقريرها في يوليو/ تموز الماضي.

وقدم الكاردينال شون برايدي رئيس الكنيسة الكاثوليكية في أيرلندا اعتذارا عن حوادث الاستغلال الجنسي الواسع النطاق التي ارتكبها قساوسة في العاصمة دبلن والمناطق المحيطة بها بحق الأطفال، وعن الأساليب التي اتبعتها الكنيسة للتستر عن هذه الحوادث.

ومن جهته عبّر البابا بنديكت عن مشاعر " الغضب والخيانة والعار" ازاء تعرض اطفال لاعتداءات جنسية على يد كهنة في ايرلندا.

وتوقعت مصادر بالكنيسة استقالة بعض الاساقفة في اعقاب تقرير حكومي يقول ان زعماء الكنيسة في ايرلندا التي يشكل الكاثوليك اغلب سكانها تستروا على انتهاكات واسعة النطاق ضد الاطفال من قبل كهنة على مدى 30 عاما.

وقال كبير اساقفة دبلن ديارمويد مارتن بعد ان عقد هو وزعماء الكنيسة الايرلندية الاخرين اجتماعا طارئا مع البابا "اعتقد اننا نتطلع الى اعادة تنظيم كبيرة جدا للكنيسة في ايرلندا."

وقال الفاتيكان ان البابا سيكتب الى الشعب الايرلندي بخصوص الازمة وخطة العمل المقررة وهي المرة الاولى التي سيخصص فيها البابا وثيقة قاصرة فقط على الانتهاكات الجنسية للكهنة ضد الاطفال.

وقال بيان للفاتيكان "يشارك البابا الكثير من المؤمنين في ايرلندا الشعور بالغضب والخيانة والعار وهو يشاركهم الصلاة في هذا الوقت العصيب في حياة الكنيسة."

القبض على قسيس لترويج أفلام إباحية للأطفال

وفي المكسيك أعلن مدعي عام العاصمة المكسيكية، مكسيكو سيتي، ميغيل إنجيل مانكيرا، عن إلقاء السلطات القبض على سبعة أشخاص، من بينهم قسيس كاثوليكي، بتهمة الترويج لأفلام إباحية، أبطالها من الأطفال.

وتعليقا على الموضوع، أفاد مانكيرا، أن المتهمين قد روجوا ما يزيد عن مائة ألف صورة ومشاهد مصورة إباحية تحتوي على مشاهد يمارس فيها أطفال من مختلف أنحاء العالم الجنس.

وبحسب مانكيرا، فإن السلطات كانت قد صادرت العديد من الكمبيوترات وأقراص "دي. في .دي." من المتهمين.

ومن جهة أخرى لم يفصح مانكيرا عن عدد الأولاد الذين وقعوا ضحية هذه العصابة، والذين أجبروهم على صنع هذه الأفلام، وأكد أنهم جميعا دون العاشرة من العمر.

ويذكر أن تورط أحد القساوسة الكاثوليك بانتهاكات جنسية للأطفال ليس بالأمر الجديد، فلقد سبق وأن قدم بابا الفاتيكان،البابا بنديكتوس السادس عشر بسيدني في يوليو/ تموز عام 2008 اعتذاراً علنياً عن التجاوزات الجنسية التي ارتكبها كهنة،  وذلك خلال قداس حضره أساقفة وطلبة المدارس الإكليريكية الأستراليون، في إطار مشاركته في الأيام العالمية للشباب التي استضافها أستراليا.

وقال البابا خلال عظته في القداس: "أرغب بالتوقف قليلاً لكي أعترف بالعار الذي شعرنا به جميعا على أثر التجاوزات الجنسية على القاصرين من جانب بعض الكهنة ورجال الدين في هذا البلد"، وأضاف: "أشعر فعلاً بالأسف العميق للمعاناة التي قاساها الضحايا، وأؤكد لهم بصفتي أنني أشاطرهم آلامهم."

وخرجت إلى العلن قضايا كثيرة لاعتداءات جنسية على الأطفال، تورط فيها كهنة حول العالم، ولكن هذه الاعتداءات أخذت في أستراليا والولايات المتحدة أبعاداً أكبر بكثير، وصلت حد أنها طغت جزئياً على سبب زيارة البابا إلى هاتين الدولتين.

قس أمريكي يستدرج طفلة ويغتصبها داخل الكنيسة

وفي أمريكا وجه المدعي العام في مدينة "كاونسل بلفس" بولاية أيوا الأمريكية، اتهامات للقس إفراين أومانا، بالاعتداء على طفلة في العاشرة من العمر، في كنيسته، وعلى سيدتين أخريين خلال السنوات الست الأخيرة.

وأشار المدعي العام، مات ويلبور، في عريضة الاتهام إلى أن أومانا قام باستدراج الطفلة إلى كنسيته سنة 2003، وأخذها إلى غرفة الصوت، حيث خلع سرواله الداخلي وطلب منها القيام بنفس الشيء، وعند رفضها لذلك قام بالهجوم والاعتداء جنسياً عليها.

وبحسب العريضة، توالت جرائم أومانا، إذ قام سنة 2007 بالاعتداء على امرأة أثناء زيارته لها في غياب زوجها. بحسب سي ان ان.

وبينت العريضة أن أومانا قام عام 2008، باستدراج سيدة أخرى إلى حجرة المؤن في كنيسته، بحجة مساعدته على ترتيب الأطعمة فيها، وفور دخولهما تجنب القس إشعال الأضواء، وهجم على السيدة التي تمكنت من إضاءة الأنوار والهرب.

وذكرت عريضة الاتهام أن توالي الشكاوى ضد أومانا هو ما دفع الإدعاء إلى ملاحقته، حيث تم اعتقاله الأسبوع الماضي بمدينة "لينكولن"، إلا أنه تم الإفراج عنه الخميس بكفالة. وتشمل العريضة اتهامات أخرى منها تحرشه بعدة نساء عبر التقبيل واللمس دون إرادتهن.

وعند سؤال أحد أعضاء الكنيسة التي كان يخدم فيها أومانا، ذكر أن هذا الأخير قد غادر الكنيسة فور إطلاق سراحه وهرب إلى مدينة أخرى، لينضم إلى كنيسة جديدة.

واعظ مُلحد يواصل أداء مهامه بكنيسة هولندية

وفي سياق يتعلق باختراق الإلحاد للكنيسة، سمحت كنيسة بروتستانتية بمدينة في جنوب غربي هولندا لواعظ "ملحد" بالاستمرار في أداء مهامه الكنسية.

فقد قرر مجمع لكنيسة محلية في مدينة زيريخزي بجنوب غرب البلاد أن آراء الواعظ كلاس هندريكسا لا تختلف في جوهرها عن الآراء التي يعبّر عنها اللاهوتيون الليبراليون في الكنيسة البروتستانتية.

وتم وقف قضية رُفعت إلى محكمة كهنوتية ضد هندريكسا، واعترض على القرار حوالي ربع الممثلين في الاجتماع المحلي.

وكان كلاس هندريكسا يخضع لتحقيق عقب نشر كتابه "الإيمان بإله لا وجود له"، وفقاً لما نقلته الإذاعة الهولندية.

وفي هذا الكتاب يقول هندريكسا إنه لا يؤمن بوجود إله شخصي، أو "بالنسبة إليّ الله ليس بكائن، بل كلمة تشير إلى ما يمكن أن يحدث بين الناس"، على حد قوله.

وتضم كنيسة هولندا البروتستانتية، التي تشكلت عام 2004، الكنائس الإصلاحية، كنيسة هولندا الإصلاحية والكنيسة اللوثرية الإنجيلية.

المسيح كان غنياً وعائلته تنقّلت بـ كاديلاك!

واختار كاهن مسيحي في الولايات المتحدة مناسبة عيد الميلاد ليقدم مطالعة جديدة حول تاريخ المسيح، اعتبر فيها أن الأفكار السابقة حول الفقر المدقع التي عاش في ظلها مع عائلته "غير صحيحة"، بل إنها تخالف ما يمكن استدلاله من قراءة الإنجيل، الذي يشير إلى أنه كان غنياً ويعيش ببذخ.

وقال الكاهن توماس أندرسون، رئيس كنيسة "إنجيل الكلمة الحية" في أريزونا، إن فكرة فقر المسيح "غير واقعية"، نظراً لأن عائلته تلقت بعد مولده مجموعة من الهدايا، بينها الذهب والبخور، وهي كلها منتجات فاخرة ومكلفة للغاية في تلك الحقبة.

وتابع أندرسون بالقول إن المسيح كان يرتدي أفخر الملابس، بدليل أن الجنود الرومان الذين قاموا بصلبه تنافسوا بالنرد للحصول عليها بعد موته. بحسب سي ان ان.

وأضاف الكاهن الأمريكي أن عائلة المسيح كانت "تتنقل بترف"، قائلاً: "مريم ويوسف ذهبا إلى بيت لحم في كاديلاك، لأن الحمار الذي ركبته مريم كان أفخر وسائل النقل في ذلك الوقت.. الفقراء آنذاك كانوا يأكلون الحمير بسبب الجوع، والأغنياء وحدهم كان بوسعهم استخدام تلك الحيوانات للتنقل."ولفت أندرسون إلى أن المسيح كان يمتلك صندوقاً مليئاً بالمال أودعه لأحد تلامذته.

يذكر أن كنيسة أندرسون تتبع مجموعة من الأفكار التي تخالف العقائد المسيحية التقليدية حول فقر المسيح وتواضعه، وقد جمعت أفكارها ضمن ما يعرف بـ"إنجيل الازدهار"، الذي يشير إلى أن المسيح لم يكن يعيش في فاقة، ولا ضرورة بالتالي لأتباعه أن يعيشوا في حالة من التواضع التقشف، خاصة وأن الله سيكافئ المخلصين له بشكل مادي.

وقد اجتذبت هذه الأفكار الكثير من الشخصيات المعروفة والمشهورة، وإن كانت تتعارض مع النصوص التقليدية للأناجيل، التي تشير إلى أن المسيح أعرب أكثر من مرة عن احتقاره للثروات والأغنياء، وشدد على ضرورة السخاء ومساعدة الفقراء.

وقد قام عدد من المؤرخين بمناقشة أفكار هذه الكنيسة من خلال القول إن صلب المسيح كان التعبير الأشد وضوحاً على فقره، باعتبار أن هذه العقوبة لم تكن تطبق بحق الأغنياء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 10/شباط/2010 - 25/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م