جنون العظمة

ريم علي الحاجي محمد

مِنْ صِفاتِ الله عزَّ وجلَّ العلِيُّ العَظِيمُ، وفي اللغة العَظِيمُ تعني : الذي جاوَزَ قدْرُهُ وجلَّ عن حدودِ العُقول حتى لا تُتَصَوَّر الإحاطةُ بِكُنْهِه وحَقِيقتهِ.

وعندما يوصف العبد بالعظمة فإن هذا ذم له لأنه تكبر وتجبر وهذا مذموم لأنه من صفات الله جل وعلا. ( المصدر : لسان العرب ).

لكن هناك أفراد يدعون العظمة لأنفسهم ويمارسون طقوسهم في الحياة على هذا المنوال، ولأنهم يرون أنفسهم الأعظم فالعظيم يحق له ما لا يحق لغيره في هذه الحياة..

يحق للعظيم أن ينظر لغيره من برج عالي ويرى أن الأفضلية له لا لسواه سواء كان صاحب ثروة أو نفوذ في البلاد.

يحق للعظيم توجيه الشتائم والإهانات في أي وقت ولأي كان فعظمته تؤهله لذلك.

يحق للعظيم أن يأمر وينهى كيفما شاء فهو يظن أنه لعظمته الخلق مسخرون لخدمته.

أمور كثيرة يعطي مدعي العظمة لنفسه أحقيتها متناسيا أن هناك من هو أعلى منه وأعظم وأنه لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى فلا المال ولا النفوذ والسلطة يعطيانه الحق في احتقار وامتهان خلق الله.

لكن لو دققنا في شخصيات مدعين العظمة نجد اغلبهم خاويين من الداخل فهم يدعون العظمة فقط للتغطية على شخصياتهم الضعيفة والمهتزة والطريقة الأمثل لمواجهة هؤلاء هو كسر عظمتهم بمزيد من التميز والنجاح فهذا يضعفهم أكثر أمام أنفسهم وقد يفكرون يوما في النزول عن عرش العظمة.

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 27/كانون الثاني/2010 - 11/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م