حرب المتصفِّحات: مايكروسوفت بين القرصنة الصينية وتضييق الخناق على غوغل

 

شبكة النبأ: حتى أواخر التسعينيات من القرن الماضي لم يكن أمام متصفحي الانترنت مجال كبير للمفاضلة والاختيار بعد أن تفوّقَ برنامج انترنت إكسبلورر على غريمه نيتسكيب نافيجيتور وأصبح هذا البرنامج الذي ابتكرته شركة مايكروسوفت العملاقة للبرمجيات يتم تنزيله مسبقاً على معظم أجهزة الكمبيوتر في العالم.

لكن مايكروسوفت أعلنت إن ثغرة في برنامج إنترنت إكسبلورر لتصفح الإنترنت تم استغلالها لشن الهجمات التي دفعت جوجل إلى التهديد بوقف نشاطاتها في الصين حيث تمارس أكبر شبكات القرصنة وسرقة المعلومات نشاطاتها في هذا البلد.

مايكروسوفت تفتح معركة المتصفحات ببرنامج إكسبلورر 9

تواصل شركة "مايكروسوفت" مساعيها لاسترداد موقعها في عالم البرمجيات، فيعد أيام قليلة على طرحها لنظام التشغيل الجديد "ويندوز 7،" الذي تعتزم من خلاله تحسين صورتها المهزوزة منذ تعثر سلفه "فيستا" قدمت الشركة متصفحها الجديد "إنترنت إكسبلورر 9."

ويبدو أن "مايكروسوفت" كانت تراقب عن كثب تراجع الإقبال على النماذج القديمة من "إنترنت إكسبلورر" مقابل تقدم برامج أخرى، على رأسها "فايرفوكس" المستخدم اليوم على ربع أجهزة الكمبيوتر في العالم، إلى جانب "كروم" الذي تتيحه "غوغل" و"سفاري" الذي صممته "آبل" بشكل يتيح له العمل على نظام "ويندوز."

وقال دين هاشاموتوفيتش، مدير برنامج "إنترنت إكسبلورر 9،" إن المتصفح الجديد: "يستفيد من قوة أجهزة الكمبيوتر الحديثة بشكل لا مثيل له، ما يتيح إظهار صور ومواد مكتوبة بشكل سريع."وأضاف هاشاموتوفيتش: "هدفنا الأساسي تقديم أفضل متصفح على الإطلاق لكل مستخدمي أنظمة ويندوز."

ويمتاز المتصفح الجديد بمعالجة فائقة السرعة لنصوص "جافا،" كما أنه قادر على تحديث الصفحة بمعدل 40 إلى 60 مرة في الثانية، في حين تعجز المتصفحات العادية عن تنفيذ أكثر من 5 إلى 10 تحديثات في الثانية.

ويبدو أن "مايكروسوفت" تعمل على تطوير هذا المتصفح بعد أن حذت حذو عدد من منافسيها، ناقلة الكثير من خدماتها إلى الشبكة العنكبوتية بشكل مباشر، مثل برنامج "أوفيس 2010" ومحرك البحث الجديد "بينغ" وبريد "لايف" الإلكتروني. بحسب سي ان ان.

يذكر أن مايكروسوفت كانت قد طرحت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي نظام التشغيل "ويندوز 7" الذي تبدو مبيعاته حتى الآن مشجعة للغاية، خاصة من قبل كثير من مستخدمي الكمبيوتر الذين أصابهم النظام القديم "فيستا" بالإحباط، بسبب العيوب الكثيرة التي تشوبه.

الاتحاد الأوروبي يقبل التسوية مع مايكروسوفت

وقبِلَ مسئولو مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوربي عرض مايكروسوفت السماح للمستخدمين في أوروبا باستخدام متصفح انترنت منافس واضعين بذلك نهاية لنزاع استمر عشر سنوات في خطوة جنبت الشركة غرامة محتملة. وفرضت المفوضة الأوروبية حتى الآن غرامات بلغت 1.68 مليار يورو (44ر2 مليار دولار) على شركة البرمجيات الأمريكية العملاقة لانتهاكها قواعد الاتحاد الأوروبي لمكافحة الاحتكار.

وقالت المفوضية أن تعهد مايكروسوفت الملزم قانونا أزال مخاوفها من احتمال أن تكون الشركة قد اخترقت قواعد مكافحة الاحتكار بالاتحاد الأوروبي بدمج متصفحها انترنت اكسبلورر في نظام التشغيل ويندوز واسع الانتشار. وقالت نيلي كرويس مفوضة المنافسة في الاتحاد الأوروبي في بيان "سيستفيد ملايين المستهلكين الأوروبيين من هذا القرار إذ ستتاح لهم حرية اختيار متصفح مواقع الشبكة الذي يستخدمونه".

وأضافت أن تعهد الشركة يمثل حافزا على الابتكار للشركات المنتجة لبرامج التصفح وسيؤدي إلى تطوير برامج أفضل في المستقبل. وقالت المفوضية أن التزامات مايكروسوفت ستسري في المنطقة الاقتصادية الأوروبية لمدة خمس سنوات. كانت المفوضية اتهمت مايكروسوفت في يناير كانون الثاني بالسعي لإحباط منافسيها عن طريق دمج متصفح مواقع الانترنت الذي تطوره في نظام التشغيل ويندوز مما يهدد الابتكار ويحد من الخيارات المتاحة للمستخدمين. بحسب رويترز.

وتسببت شكوى من شركة أوبرا النرويجية لتطوير برامج التصفح في توجيه ذلك الاتهام. وبحسب شركة ستاتكاونتر المتخصصة في أبحاث سوق الانترنت يستحوذ انترنت اكسبلورر الذي تنتجه مايكروسوفت على 56% من حركة تصفح مواقع الانترنت العالمية بينما يستحوذ متصفح فايرفوكس من شركة موزيلا على نحو 32% وأوبرا على 2% متقدما على متصفح سفاري من إنتاج أبل.

استغلال ثغرة في إنترنت إكسبلورر لشن الهجوم على جوجل

وأعلنت "مايكروسوفت" إن ثغرة في برنامج "إنترنت إكسبلورر" لتصفح إنترنت تم استغلالها لشن الهجمات التي دفعت جوجل إلى التهديد بوقف نشاطاتها في الصين.

وقال مدير شؤون الأمان في مايكروسوفت "مايك ريفي": "إن برنامج إنترنت إكسبلورر كان إحدى الوسائل التي استخدمت في الهجمات المتطورة والمحددة الأهداف التي تعرضت لها جوجل وشبكات شركات أخرى".

وأضاف: "إن مايكروسوفت تستمر في العمل مع جوجل وشركات أخرى في القطاع ومع السلطات لجلاء الضوء حول هذه القضية". بحسب اربيان بزنس.

وشدد على أن هذه الهجمات اقتصرت على نسخة "إنترنت إكسبلورر 6" القديمة للمتصفح، ونصح المستخدمين برفع معايير الأمانة في البرنامج إلى أعلى مستوى.

وقال رئيس مايكروسوفت "ستيف بالمر": "إن مايكروسوفت تأخذ هذه الهجمات على محمل الجد.. بيد إنها لا تنوي الانسحاب من السوق الصينية".

وهددت جوجل بوقف نشاطاتها في الصين متحدثة عن "هجوم متطور جداً ومحدد الأهداف" مصدره هذا البلد بهدف قرصنة حسابات "جي ميل" للبريد الالكتروني لناشطين صينيين في مجال حقوق الإنسان.

مايكروسوفت: سوق البحث الصينية على قمة أولوياتنا

وأكدت مايكروسوفت أكبر شركة للبرمجيات في العالم أهمية الصين كسوق حيوية لأنشطتها في مجال البحث على الانترنت في الوقت الذي تلاحق فيه شركتي بايدو انك وجوجل العملاقتين في أكبر سوق للانترنت في العالم.

وبحسب مؤسسة كوم سكور لأبحاث السوق كسبت مايكروسوفت حصة منتظمة في السوق الأمريكية منذ إطلاق محرك البحث باللغة الانجليزية (بينج) في يونيو فبلغت حصتها 10.3% في نوفمبر تشرين الثاني مقارنة مع 17.5% لياهو و 65.6% لمحرك جوجل الذي يهمين على السوق.

وتأمل مايكروسوفت أن تبدأ بداية قوية مماثلة مع إطلاق إصدار من بينج باللغة الصينية والتي مازالت في مرحلة التطوير بعد إطلاقها على نطاق ضيق في يونيو. بحسب رويترز.

وقالت الشركة في رد بالبريد الالكتروني على أسئلة "مايكروسوفت ملتزمة بالسوق الصينية وسوق البحث على الانترنت في الصين هي أهم سوق إستراتيجية بالنسبة لها. أنشأنا مركز تكنولوجيا البحث في الصين تحديدا للوصول إلى فهم أعمق لاحتياجات المستخدمين الصينيين وحتى نستطيع أن نوفر لهم المنتج الأفضل".

وسوق الانترنت الصينية هي محل اهتمام الشركات المتخصصة في مجال البحث الساعية للتوسع خارجيا لكن شركات عملاقة مثل ياهو واي باي وأمازون تجد صعوبة في اقتحامها بسبب مشاكل الترجمة والمنافسة الداخلية الشرسة.

والصين هي أكبر سوق للانترنت من حيث عدد المستخدمين حيث يبلغ عددهم 350 مليونا. وقدرت مؤسسة أناليسيز انترناشونال للأبحاث سوق البحث على الانترنت في الصين بنحو ملياري يوان (293 مليون دولار) في الربع الثالث يقودها محرك البحث الصيني بايدو بحصة ضخمة تبلغ 63.9% يتبعه جوجل 31.3%.

فايرفوكس منافس جديد في حروب برامج التصفح

حتى أواخر التسعينيات من القرن الماضي، لم يكن أمام متصفحي الانترنت مجال كبير للمفاضلة والاختيار بعد أن تفوق برنامج انترنت إكسبلورر على غريمه نيتسكيب نافيجيتور، وأصبح هذا البرنامج الذي ابتكرته شركة مايكروسوفت العملاقة للبرمجيات يتم تنزيله مسبقا على معظم أجهزة الكمبيوتر الشخصي.

ولم تكن إستراتيجية شركة مايكروسوفت تفتح مجالا كبيرا للتنافس في هذا المجال، ولكن بعد أن وضعت حرب برامج التصفح أوزارها، جعلت شركة نيتسكيب برنامجها مفتوح المصدر، مما سمح لمجموعة من مطوري البرامج بطرح متصفح جديد مفتوح المصدر وأزاحوا عنه النقاب عام 2004 تحت اسم "فايرفوكس".

ومنذ ذلك الحين حاز متصفح فايرفوكس على استحسان متصفحي الانترنت حول العالم ، وظل يتقدم بخطوات ثابتة في جميع أنحاء العالم حتى أصبح يحتل موقع الصدارة في ألمانيا حيث يفضله 44 في المائة من مستخدمي الكمبيوتر الألمان مقابل 37 في المائة يفضلون برنامج إكسبلورر حسبما كشف استطلاع للرأي أجرته مؤخرا مؤسسة فيتكاو أند ماس.

وتولت شركة موزيلا الإشراف على برنامج فايرفوكس منذ عام 2003 ، ورغم أنه تم تنزيله عام 2002 على قليل من أجهزة الكمبيوتر تحت اسم "فايربيرد" إلا أنه لم يظهر في شكله النهائي وباسمه الذي يعرف به حاليا وهو "فايرفوكس" إلا في أول نوفمبر عام 2004.

ويأخذ شعار البرنامج شكل ثعلب يدور حول العالم، وتضمن هذا المتصفح منذ طرحه أول مرة باقة من الخصائص والوظائف جعلت برنامج إنترنت إكسبلورر يبدو عتيقا حيث كان يحتوي على خاصية منع النوافذ الدعائية ووظيفة استعراض آخر الأنباء من خلال شبكة الانترنت.

ويستطيع الأشخاص الذين يفضلون برنامج فايرفوكس أن يحملون نسختهم الشخصية من فايرفوكس معهم أينما ذهبوا على بطاقة تخزين بفضل النسخة المحمولة من البرنامج التي طرحتها شركة موزيلا.

مايكروسوفت تسعى لتضييق الخناق على غوغل

وبحثت شركة "مايكروسوفت" مع مؤسسة روبرت مردوخ الاعلامية "نيوز كورب" خطة محتملة تتضمن قيام عملاق المعلوماتية بدفع لها تعويضات مقابل سحب اخبارها عن مواقع "غوغل" بحسب تقرير صحافي.

وقالت صحيفة "فايننشل تايمز" ان هذه الخطة ستولد معركة بين محركات البحث على النفاذ الى المواقع وستضغط على "غوغل" ليبدأ بالدفع مقابل محتواه.

وقال مصدر لم يكشف عن هويته ان "هدف مايكروسوفت من ذلك هو تضييق الخناق على غوغل".

الا ان هذه الخطوة قد تكون لصالح الصحف التي لم تؤسس لنفسها بعد موقعا الكترونيا يمكن الاعتماد عليه في ظل تراجع انتشارها حاليا وتدني عائداتها.

واطلقت مؤسسة مردوخ نقاشا حادا بعدما اتهمت "غوغل" ب"سرقة" قراء صحيفتها كما هددت باعاقة نفاذ محرك البحث الى محتوى الصحيفة.

وكانت المؤسسة اعلنت في وقت سابق عن خطة لتصبح خدمة قراءة الصحف الكترونيا مدفوعة. واعتبر "غوغل" ان المؤسسة الاخبارية تتمتع بحرية الانسحاب من محرك البحث.

وتحاول "مايكروسوفت" وضع حدود لسيطرة "غوغل" على مجال الابحاث على الانترنت وهي كانت طرحت محرك بحث خاص بها يدعى "بينغ".

بداية النهاية لعصر الأخبار المجانية على الإنترنت

وتقول تقارير إخبارية إن شركة ميكروسوفت قد عرضت على شركة "نيوز كوربوراشن" التي يملكها عملاق الإعلام العالمي روبرت مردوخ أن تحصل على الحقوق الحصرية لتوزيع أخبارها عبر إنترنت ما قد يؤشر إلى نهاية عصر الأخبار المجانية عبر إنترنت.

وبحسب أنباء في لندن ونيويورك، فإن شركة ميكروسوفت ستدفع لشركة نيوز كوربوراشن مقابل رفع موادها الإخبارية من محرك البحث العملاق جوجل، ووضعها عوضاً عن ذلك على محرك البحث "بينج" التابع لميكرسوفت. وذلك وفقاً لموقع بي بي سي.

ويقول مراسل لبي بي سي، إنه إذا تمت هذه الصفقة ستبدأ محركات البحث في التنافس على تقديم الخدمات الإخبارية مقابل المال.

ويشار إلى أن من أهم المزايا التي يقدمها فضاء إنترنت حرية نقل الأخبار والمعلومات المجانية. لكن عدداً من المؤسسات الإخبارية والصحف مثل وول ستريت جورنال تعتمد حالياً على تحقيق دخل من خلال بيع الأخبار.

وواجهت هذه المؤسسات صعوبات في إيجاد وسائل لبيع خدماتها على شبكة إنترنت. وتعاني الصحف الورقية في جميع أنحاء العالم من تراجع في المبيعات بينما يمكن للقارىء أن يجد أهم ما نشرته بسهولة ومجاناً عبر محرك بحث مثل جوجل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 18/كانون الثاني/2010 - 2/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م