موسوعة الغدير.. بيان للحقائق ودعوة الى الوحدة

محمد طاهر محمد

 

شبكة النبأ: نستطيع ان نقول ان من يقرأ كتاب (الغدير) أنما يقرأ عدة كتب في آن واحد فقد تعددت مباحث وموضوعات هذا الكتاب الخالد وبمستوى الاختصاص والتحقيق والتدقيق العلمي الرفيع الذي يغني القارىء والباحث بما يوفره من مادة علمية ووثائق تاريخية فهو موسوعة علمية شاملة للتاريخ والحديث والتفسير والرجال والادب والعقيدة والفلسفة والفرق والمذاهب وقد انتهج المؤلف رحمه الله في عمله الفكري هذه منهجاً علمياً دقيقاً اتسم بالموضوعية والامانة العلمية والبحث المنسق المنظم.

ورغم ان الشيخ الاميني لم يكن أول من ألّف في الغدير وحديثه إلا ان كتابه كان افضل ما أُلف عن هذه الحادثة فقد اعطى الاميني لكتابه الغدير من جهده ووقته الكثير حتى تفرغ لكتابته تفرغاً تاماً ترك لأجله بقية مشاريعه ومؤلفاته الاخرى فكان الغدير تاج مؤلفاته واغناها في اثراء المكتبة الاسلامية والعربية.

لقد تجلّت في كتاب الغدير الجرأة العلمية في بيان الحقائق وايضاحها وقوة الدعوة الى الوحدة الاسلامية وتماسكها حول اهل البيت (ع) لذلك حظي بتقدير واعجاب واحترام من عدد كبير من العلماء والاعلام والمفكرين والادباء والمثقفين في العراق وسوريا ومصر واليمن والاردن ولبنان وايران والهند قد عبروا شكرهم واعجابهم بهذا الجهد العظيم عن طريق تقاريض تضمنت شعراً ونثراً عن مدى تأثرهم بهذا الكتاب وكان ابرز من قرض لكتاب الغدير في العراق المرجع الديني الاعلى السيد محسن الحكيم والشيخ مرتضى آل ياسين وفي سوريا الشيخ محمد سعيد دحدوح وعبد الرحمن الكيالي ومن مصر الكاتب عبد الفتاح عبد المقصود والشاعر محمد عبد الغني حسن وفي اليمن الامام يحيى بن محمد بن حميد الدين وفي لبنان السيد عبد الحسين شرف الدين والشاعر بولس سلامة ومن ايران آية الله السيد عبد الهادي الشيرازي ومحمد تقي فلسفي ومن الهند السيد حسين الموسوي الهندي والسيد سبط الحسن أما من الاردن فقد ارسل الملك عبد الله بن حسين ملك شرقي الاردن آنذاك ابياتاً للشيخ الاميني يقول فيها :

أيها الحبر زر مقاماً كريماً         وأبتهل لي مستغفراً عن ذنوبي

وارو عني دعاء عبد فقير          يشتكي ما يمسه من لغوب

فدعاء المحب بالآل ينفي           كل خطب وكل هم مريب

واقر عني الامام اسمى سلام       والثم الارض في المقام الرهيب

كما قرضه غيرهم الكثيرون ممن اشادوا بالكتاب واشاروا الى مكانة صاحبه العلمية والفكرية لقد كان منهج الغدير باعثاً في شهرته فقد أقام الاميني عنوان الكتاب (الغدير في الكتاب والسنة والادب) على مادة علمية مترابطة تعطي لواقعة الغدير وحديثه سنداً وقوة لا تقبل الشك كما اختلط الشيخ الاميني رحمه الله في كتابه نهجاً في الصلة بين المنهج الاسلامي العقائدي في التأليف والمنهج التاريخي والادبي والاخلاقي وقد صاغ من جوهر الكتاب الذي هو فكرة عقائدية دينية ( حديث الغدير ) محوره الذي دارت عليه ابحاثه التاريخية والادبية والاخلاقية.

وقد اتسم شيخنا بالموضوعية في اعتماده المصادر السنية وتوثيقها من قبل العلماء المعنيين بذلك من اهل السنة وتدلنا رواية يرويها الحاج حسين الشاكري في كتابه (ربع قرن من حياة الشيخ الاميني) ص 58_59، على مدى موضوعية الشيخ الاميني في اعتماده لمصادر اهل السنة فقال: اجتمع بعض من رجال الدين من ابناء العامة وبعض من الشخصيات البارزة في اجهزة الدولة ومن العسكريين والقضاة حينذاك وغيرهم اجتمعوا بالحاكم الطائفي (نور الدين النعساني) وطلبوا منه احالة العلامة الاميني على القضاء ومحاكمته بأثارة الطائفية والتفرقة بين المسلمين بسبب تأليفه كتاب (الغدير) الذي أثار الشبهات على الخلفاء الثلاثة بأحاديث الغدير وغيره واخذ كتابه حتى اقرأه ثم اجيبكم على طلبكم فلما جاؤوا بالاجزاء المطبوعة من كتاب (الغدير ) طلب منهم مهلة ليقرأه وليجد بعض الثغرات القانونية والمواد الجرمية وليقدمه الى المحاكمة ويحكم عليه بأقسى مواد القانون دون رحمة أو شفقة.

ومرّت ايام وتبعتها أسابيع والنعساني لم يتطرق الى كتاب الغدير بشيء على الرغم من الاجتماع بهم الذي كاد يكون يومياً ولما طال بهم الانتظار طالبه بعضهم بالجواب فقال: باستطاعتي الحكم عليه بالاعدام وتنفيذه وحرق كتبه ومصادرة امواله وكل ممتلكاته واجراء اشد التنكيل به وبمن يلوذ به بشرط واحد هل تستطيعون تحقيقه؟ فتحمس المجتمعون وقالوا كلهم: نعم ننفذ ونحقق كل ما تطلبه منا عند ذلك قال: الشرط هو ان تحرقوا جميع مصاردكم ومسانيدكم وكتبكم وصحاحكم حتى لا تكون له الحجة علينا عند تقديمه للمحاكمة فتبهتوا وقالوا مستفسرين: كيف يمكن ذلك؟ قال: لأن جميع الاحاديث والروايات التي نقلها هي من صحاحكم ومسانيدكم وسيركم واثبتها في كتابه (الغدير) في محاججاته ومناظراته ومناقشاته، فأسقط ما في أيديهم ورجعوا بخفي حنين.

كما اعتمد شيخنا الاميني رحمه الله المنهجية في طريقة الاستقراء والتحليل فقد اهتم في الجزء الاول بالاشارة الى الآيات التي اشارت الى واقعة الغدير وآراء المفسرين وتفسيرهم لها بما يوافق ومعطيات حديث الغدير ثم يستعرض الادلة التي تشير الى هذه الحادثة.

أما في الجزء الثاني فينتقل الى الشعر ومنزلته في الاسلام وموقف الرسول (ص) وتشجيعه لحركة الشعر العقائدي ثم يبدأ بذكر شعراء الغدير في القرن الاول وحتى مطلع القرن الثالث الهجري.

أما في الجزء الثالث فيحق بقية شعراء الغدير في القرنين الثالث والرابع كما ينقد المؤلف بعض الكتب منها (حياة محمد) و(العقد الفريد) اضافة الى محاور اخرى يقف عندها مع بعض الكتب اما الجزء الرابع فيتناول المؤلف تراجم وحياة اكثر من ثلاثين شاعراً عاشوا في القرون من الرابع الى السادس أما الجزء الخامس فقد اشتمل تراجم لشخصيات تخص البحث اضافة الى تراجم عشرة شعراء.

وفي الجزء السادس يترجم المؤلف حياة شعراء القرن الثامن الهجري كما يناقش بعض الآراء في الفقه والقضاء أو في الجزء السابع فأضافه الى ترجمة لبعض شعراء الغدير في القرنن التاسع فقد اختتم المؤلف هذا الجزء بترجمة لحياة أبي طالب عم الرسول واستعراض مواقفه المؤيدة والمساندة للدعوة وحمايته للرسول الكريم وايمانه العميق بالاسلام وفي الجزء الثامن يترجم حياة الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري (رض) حيث يناقش بعض المؤرخين ممن تطرقوا الى قصته مع الخليفة  الثامن وفي الجزء التاسع يتعرض المؤلف الى ترجمة بعض الصحابة الاجلاء كعمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وموقف الخليفة الثالث منهما ثم يستعرض بشكل مفصل قصة حصار عثمان اثناء حوادث الثورة التي انتهت بمصرعه وفي الجزء العاشر يتعرض لأحاديث الغلو في فضائل الخلفاء ومعاوية بن أبي سفيان ويواصل المؤلف في الجزء الاخير (الحادي عشر) استعراض موافق معاوية من شيعة اهل البيت وجرائمه الوحشية التي ارتكبها بحق الابرياء.

هذا استعراض سريع لأهم ما تطرق اليه المؤلف في كتاب الغدير أذ لا يمكن ان نسترسل بالتفصيل اكثر لأن ذلك يحتاج الى دراسات مطولة.

تقع هذه الموسوعة الخالدة في حدود (6500) صفحة احصى فيها المؤلف رواة حديث الغدير كما يلي:

1- من الصحابة: 110

2-من التابعين: 84

3- من العلماء: 360

كما احصى (26) ممن ألفوا في حديث الغدير وبلغت المناشدات والاحتجاجات بحديث الغدير 22 كما ترجم لحياة اكثر من مئة شاعر ذكروا حادثة الغدير في شعرهم وبعضهم افردلها مطولات من قصائده واشهر هؤلاء الشعراء الكميت بن زيد الاسدي والسيد الحميري وابو تمام الطائي ودعبل الخزاعي وابو سفيان العبدي وابن الرومي والشريف الرضي والمرتضى وكشاجم وابو فراس الحمداني والصاحب بن عباد ومهيار الديلمي وابو العلاء المعري وصفي الدين الحلي وغيرهم كما وضع المؤلف تقويم سند الحديث ل ( 43) عالماً من علماء اهل السنة والجماعة ووضعوا حديث الغدير موضع الاعتبار والصحة.

وقد انطلق الاميني في كتابه الى الدعوة الى الوحدة الاسلامية والوقوف على الحقيقة ومعرفة الحق في الامامة والطريق في الوصول الى الحكم الشرعي فنراه يدعوا المسلمين الى الوحدة عن طريق تقييم الرجال بالحق وليس العكس ، وكما قال أمير المؤمنين (ع) (لا يعرف الحق بالرجال اعرف الحق تعرف اهله) فالبحث في بيعة يوم الغدير ليس بحثاً طائفياً كما يدعي البعض وليس اثارة صراع تاريخي كما يعتقد الاخرون بل هو مشروع اسلامي يهدف الى تحديد وتعيين الطريق الصحيح وفق ثوابت صحيحة اعتمد عليها المؤلف في بحثه كالاصالة والعمق والاستقلالية.

ان القارئ لكتاب الغدير يزداد اكباراً واجلالاً كما استرسل في القراءة لهذا المؤلف العظيم فالاميني ينطلق من قناعة ان ما يملك من حجة ودليل وبرهان علمي سيقود البحث الى النتيجة التي يؤمن بها لأنه ينطلق من اساس علمي ومسحات شرعية يقينية لا تقبل الخطأ فقد اكتملت في الاميني كل مواصفات الباحث العلمي الذي لا يبغي غير الحقيقة شيئاً ولا يرضى سواها ويلمس القارئ ذلك في اصحائياته وفي تخريجاته الاحاديث والارقام بذكر اعلى رقم يمكنه الوصول اليه من المصادر وكذلك عندما يتناول المسائل العلمية ففي المسائل الفقهية تراه الفقيه المتبحر في الادبية تراه الاديب الناقد وفي التاريخية تجده المؤرخ المحقق.

وهناك حادثة جرت لشيخنا الاميني تدلنا على مدى علميته وسعة اطلاعه وثقافته العالية ذكرها الشاكري في كتابه ربع قرن من حياة الشيخ الاميني ص68_69 وهي منقولة على لسان الاميني نوردها هنا بأختصار: فقد ذكر الاميني قال: وقفت في (جريدة الساعة) البغدادية الصادرة في شهر محرم على قصيدة علماء للأستاذ حسين علي الاعظمي وكيل عميد كلية الحقوق ببغداد في رثاء الحسين (ع) واشار في التعليق على بعض ابياتها الى ان له مؤلفاً في حياة الامام أمير المؤمنين (ع) فأحببت ان اقف عن كثب على تأليفاته واسير طريقته في ذلك وان وجدت لديه نظماً في واقعة الغدير جعلته ضمن شعراء القرن الرابع عشر الهجري فقصدت داره وكانت على مقربة من احدى سفارات الدول الغربية  وبعد تبادل التحية والسلام أفتتح الاميني الكلام حول قصيدة الاعظمي وشكره على قصيدته ثم تبادلا حديثاً عن كتاب العقاد (عبقرية الامام) الذي لم يكن قد مضى على عرضه في الاسواق سوى اشهر قليلة وقد لاقى الكتاب اقبالاً كبيراً من قبل الشباب العربي والاسلامي وفوجىء الاعظمي حينما قال الشيخ الاميني: لا أخال ان الاستاذ العقاد كتب ما يشفي الغليل اذ ليس بوسعه ولا بوسع امة من امثاله عرفان شخصية الامام علي على حقيقتها مهما جدوا واستجدوا في ذلك وقبل ان يستفسر الاعظمي بادره الاميني بالسؤال قائلاً: هل يسعنا ان نقيس الاستاذ العقاد في الفكر والنظر بواحد من العلماء امثال: أبي نعيم الاصفهاني، الفخر الرازي، ابن عساكر، الكنجي الشافعي، أو اخطب خوارزم واضرابهم ممن كتبوا حول الامام أمير المؤمنين (ع) مؤلفاً خاصاً أو تطرقوا الى ناحية من حياته في تأليفهم؟ فأجاب الاستاذ الاعظمي قائلاً: من الجفاء بحق العلم والعلماء ان نقيس مائة من امثال العقاد بواحدة ممن ذكرتم اذ ان أولئك اساطين العلم وجهابذة الفكر الاسلامي ولا يتسنى لأنسان ان يسير ما كانوا عليه من مكانة سامية في الحديث والتفسير والحكمة والفلسفة وسائر العلوم الاسلامية فقال الاميني: اذن ما السر في ان اولئك حينما يتطرقون الى ذكر الامام (ع) لم يتفوهوا في وصفه ببنت شفة بآرائهم الخاصة بل يذكرونه بما وصفه الوحي الألهي وما روي عن النبي الاعظم (ص) في حقه؟ فقال الاستاذ الاعظمي: هذه نظرية مبتكرة نرجوا توضيحها كي نستفيد منها ونقف على السر الكامن فيها فقال الشيخ الاميني: الم نكن في دراستنا للمنطق قرأنا قول علمائه: يشترط في المعرف ان يكون اجرى من المعرف؟ فالصحابة دائمة الحديث حيث وقفوا على قول النبي الاعظم (ص) (على مسوس بذات الله) وقوله (ص) (يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت، وما عرفني إلا الله وأنت، وما عرفك إلا الله وأنا) أهتدوا الى ان وجوداً هذا جزء يسير من خصائصه وصفاته من العسير على الامة عرفان حقيقته إلا بما وصفه المولى عزوجل به فأعلنوا الى الملأ ان علياً من العنيين بقوله تعالى: (أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) وقوله (قل لا أسألكم عليه اجراً إلا المودة في القربى) وقوله تعالى: (أنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) وقوله تعالى: (أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون) وان خير معرف للأمام (ع) وخصائصه الذاتية هو ما صرح به النبي الاعظم (ص) من قوله (من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله).

 ثم ذكر الاميني عدة احاديث للنبي (ص) بحق امير المؤمنين (ع) ثم قال: ونرى الاستاذ العقاد قبل اشهر عديدة نشر كتاباً حول الشاعر ابن الرومي وهو من رجال القرن الثالث الهجري وله تراجم مسهبة في كتب التاريخ والسير ولم يتحل بشيء من الخصائص فوق خصائص الانسان في حين اخذ العلماء والاساتذة عليه _اي العقاد _ شطحات كثيرة ونشروا حولها مقالات مسهبة لعدم عرفانه بسيرة الرجل وسلوكه أو خطئه في تحليل تاريخ حياته أو بعده عن دراسة نفسيته أو سوء تفهمه لفلسفة الرجل وشعره.

فمؤلف هذا مبلغه من العلم في الكتابة عن انسان في شاكلته وهذه سعة اطلاعه عمن انبرى مئات من الكتاب في الكتابة عنه كيف يتسنى له ان يعرف بفكره ونظرة شخصيته ممسوسة بذات الله وان يكتب عن قطب رحى الحق الذي يدور الحق معه حيثما دار؟

ثم قال مخاطباً الاستاذ الاعظمي: وان كنت انت ايها الاستاذ قد اتبعت في تأليفك طريقة العقاد فأراني في غنى عن مطالعته، وان اتبعت في كتابك سيرة السلف واعتمدت في بحثك على كتاب الله وسنة نبيه فسأكون شاكراً لك لو سمحت لي بمطالعته، اجاب الاستاذ الاعظمي قائلاً: كلا يا شيخ، انا سرت في كتابي على كتاب الله وسنة نبيه وسأكون شاكراً لك مدى الحياة لو سيرت كتابي بدقة واخذت علي ما فاتني مع ما افضته على من حديثك العلمي قلت له: هات بحثك واظهر رؤوس عناوينه فأوعز الاستاذ الاعظمي الى احد انجاله بذلك فأحضر ملفاً ضخماً كبيراً وقال: أنا قمت بتحليل شخصية الامام شرحاً وبياناً في الكلام حول اربعة احاديث الاول قوله (ص) (علي مع الحق والحق مع علي يدور الحق معه حيثما دار) قلت له _ والكلام للشيخ الاميني _: اترى هذه فضيلة تخص علياً؟ قال: بلى ولم يشاركه فيه اي ابن انثى قلت: فما تقول في قوله (ص): (عمار مع الحق والحق مع عمار يدور عمار مع الحق حيثما دار)؟ وأوعزت الى مصادر الحديث، وجم الاستاذ حينما سمع ذلك وطأطأ برأسه وطرأ على الحفل هدوء مشفوع بتأثر مزعج وقال الاستاذ الاعظمي: شيخنا نسفت ربع البحث بحديثك وقضيت على الحول الذي بذلته دونه، قلت له: بل أحييت لك كتابك وأظهرت لك بالحديث الذي ذكرته الذي ذكرته ما خفي عنك السر الكامن فيه قال: وما ذلك؟ قلت أعندما صرح النبي (ص) بحديثه حول علي (ع) لم يدرك المجتمع الاسلامي الناحية الهامة الكامنة في الحديث لذلك صرح بحديثه حول عمار ليدرك المجتمع مكانة علي (ع) الالهية بذلك ففي الحديث علي (ع) جعل النبي (ص) علياً محوراً للحق وقطب رحاه قال (ص) (علي مع الحق والحق مع علي يدور الحق مع علي حيثما دار علي) وفي حديث عمار قال (ص): (عمار مع الحق والحق مع عمار يدور عمار مع الحق حيثما دار الحق) وبهذا اراد النبي (ص) ان يبين للعالم ان علياً(ع) هو قطب رحى الحق والحق يدور معه حيثما دار هو سلام الله عليه وكل طالب للحق عليه ان يكون على صلة في علي (ع) كي يتسنى له ان يعرف الحق ويتصل به ويسير على نهجه، هنا طرأ على الاستاذ وانجاله فرحة وسرور فقالوا بصوت عال: الله اكبر، الله اكبر ما احلاه من شرح وتوضيح يقام له ويقعد.

بمثل هذه الاحاطة العلمية والاستطراء المفيد والتفصيل الممتع نهج شيخنا الاميني في بحثه في حادثة الغدير فخلد بكتابه وخلد كتابه به.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 6/كانون الاول/2009 - 18/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م