ديون دبي وانكشاف الفقاعات

ديونها بلغت 184 مليار دولار

 

شبكة النبأ: قال خبير اقتصادي بالأمم المتحدة اليوم إن صدمة أسواق المال العالمية التي سببها تخلف شركة "دبي العالمية" عن سداد ديونها "هو تذكير جاء في وقته ليوضح هشاشة التعافي الاقتصادي (الآسيوي)".

وتوقعت تيزيانا بوناباس كبيرة خبراء سياسات الاقتصاد الكلي في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادي "إسكاب" تعافيا اقتصاديا متذبذبا" للكثير من دول آسيا التي أثبتت أنها "قاومت" الأزمة المالية في الغرب.

وتوقعت الوكالة في تقريرها الاقتصادي السنوي نموا نسبته 6.3% في منطقة آسيا والمحيط الهادي العام القادم بعد أن كان رد فعل حكومات المنطقة كافيا بشكل عام للتعامل مع الأزمة المالية إذ خففت من سياساتها النقدية وقدمت برامج تحفيز مالية من أجل استدامة اقتصادياتها. بحسب الوكالة الألمانية للأنباء.

لكن التقرير قال إن التعافي على المدى الأطول سيظل يعتمد على قدرة الحكومات الآسيوية على التخلي عن برامج التحفيز في الوقت الصحيح بما يمنع من حدوث فقاعات للأصول والبحث عن محفزات جديدة للنمو كي تحل محل سنوات عديدة من التدني المحتمل للطلب القادم من الاقتصاديات الغربية..

وقالت بوناباس إن دبي بالإشارة لكل نهضتها السابقة تظل جزءا محدودا نسبيا من النظام الاقتصادي العالمي "فدبي ليست مثل الولايات المتحدة (في تأثيرها على النظام العالمي)".

وقالت إن التصور الواضح المنتشر على نطاق واسع بأن دبي قد تتسبب في مشاكل عالمية هو منذر بالخطر في حد ذاته.

وقالت إن "ما يقلق هو حجم تغطية أزمة دبي لديونها خلال الأيام القليلة الماضية"، مضيفة أن المؤشرات التي أظهرت اليوم أن الأسواق المالية بدأت التعامل مع أزمات دبي قد تأكدت من جديد.

وقال ناجيش كومار كبير الاقتصاديين باللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادي إنه في ضوء "المهمة الصعبة جدا" التي تواجه صناع السياسة في آسيا لتحقيق انتقال سلس من حالة الأزمة إلى وضع النمو الطبيعي بشكل أكبر، فإن هذا هو الوقت المناسب لتشجيع آليات المساندة الإقليمية لتحقيق المزيد من الاندماج الاقتصادي والتجاري والاستثماري .

وقال كومار إن "الوقت قد حان لتعميق وتوسيع تلك (الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية) كي تعكس تغير محاور النمو الاقتصادي باتجاه آسيا".

وأصبح أيضا البحث عن مصادر جديدة للنمو ضروريا وصعبا في نفس الوقت، فهناك فرص كثيرة قائمة لتخليص المنطقة من اعتمادها الكبير على تصدير منتجاتها إلى الغرب.

ومن بين هذه الفرص الجديرة بالاهتمام الطلب المحتمل لنحو 860 مليون شخص في المنطقة يعيشون تحت خط الفقر.

وقال كومار إنه "إذا كان بالإمكان دفع هؤلاء خارج دائرة الفقر لينضموا إلى قوة المستهلكين الدافعة ، سيكون له تأثير كبير".

وأفادت التوقعات المعدلة بأن الصين ستسجل أسرع معدل نمو بنسبة تبلغ 9% العام القادم وستحقق الهند أداء قويا بمعدل نمو نسبته 7.5% في حين سيبلغ معدل نمو إندونيسيا 5%.

الديون الإجمالية 184 مليار

حيث أفادت تقديرات ميريل لينش التابعة لبنك أوف أمريكا أن مديونية دولة الإمارات العربية المتحدة ستبلغ 184 مليار دولار في نهاية العام 2009 وأضافت أن المنطقة تواجه جدولاً ضيقاً للسداد حتى العام 2013.

وجاء إعلان دبي المفاجئ بأنها ستطلب من دائني شركتي دبي العالمية ونخيل العقارية التابعتين لها تعليق المطالبات بسداد الديون ليهز الأسواق العالمية، ويثير مخاوف من أن الإمارة التي شهدت طفرة بناء كبيرة بمراكمة الديون قد تتخلف عن السداد.

وقالت ميريل لينش في تقرير، إن إعادة الهيكلة التي تجريها دبي ستكون بمثابة صفعة قوية لآفاق الانتعاش الاقتصادي في منطقة الخليج. وأضافت، إن نطاق مديونية المنطقة هو الأمر الذي تتركز عليه الأنظار الآن. وتابعت ميريل لينش، "غياب بيانات رسمية عن الديون قد يزيد من حالة عدم التيقن".

وقالت ميريل لينش، إن دين الإمارات يبلغ 184 مليار دولار منها 88 مليار دولار مستحقة على دبي، و90 مليار دولار على أبو ظبي وبحساب خدمة الدين تزيد هذه التقديرات، إذ أنها تشمل فقط أصل الدين.

وقالت ميريل لينش، إن دبي تواجه استهلاك دين بقيمة 50 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة منها 12 مليار دولار في العام 2010، و19 مليار دولار في العام 2011، و18 مليار دولار في العام 2012.

وقدرت ميريل لينش إجمالي الدين المستحق على دبي العالمية عند مستوى 26.5 مليار دولار، و80 بالمائة منه يستحق السداد خلال ثلاث سنوات.

منافسة غير شريفة

من جهتهم قال مسئولون ماليون في حكومة دبي إن ديون والتزامات مجموعة "دبي العالمية" ليست مضمونة من الحكومة باعتبار أنها "شركة تجارية مستقلة،" رغم ملكية الإمارة الواقعة في دولة الإمارات العربية المتحدة لها، مضيفين أن على الدائنين تحمل جزء من مسؤولياتهم حيال القروض التي طلبت المجموعة مؤخراً تأجيل سدادها.

واعتبر عبد الرحمن آل صالح، مدير عام دائرة المالية في دبي، أن ردة الفعل على تأجيل السداد " مبالغ بها جدا وغير مبررة،" في حين قال الفريق ضاحي خلفان، قائد شرطة الإمارة ورئيس لجنة موازنتها، إن ديون الحكومة "تكاد لا تذكر" مضيفاً أن دبي "تواجه أزمة منافسة غير شريفة تتمثل في الإساءة إليها كي لا تكون حاضنة للمال والأعمال،" دون أن يكشف الجهات المشاركة في هذا العمل. بحسب (CNN).

وقال آل صالح، في حديث لتلفزيون دبي، إن هناك ما وصفه بـ"الخلط الإعلامي الكبير،" بين المجموعة وحكومة الإمارة مؤكدا أن  دبي العالمية "شركة تأسست على أسس تجارية وكانت جميع تعاملاتها مع المقرضين والمستثمرين تقوم على هذا الأساس، كما كانت تحصل على التمويل بناء على وضعها التجاري وجدوى مشاريعها."

وقال آل صالح: "الخطأ الذي وقع في وسائل الإعلام هو اعتبار الشركة جزءا من الحكومة وهو أمر ليس صحيحا."

وقال مدير عام دائرة المالية في دبي: "دبي العالمية هي شركة قامت بمشاريع كبيرة في الإمارة وذات أهمية إستراتيجية لكنها تأثرت بالأزمة المالية العالمية أسوة بما حدث في كثير من دول العالم وواجهت صعوبات في سداد التزاماتها وبالتالي كان القرار الذي اتخذته الحكومة بإعادة هيكلة الشركة للانتقال إلى مرحلة أفضل في المستقبل."

وأوضح آل صالح أن ديون والتزامات المجموعة ليست مضمونة من الحكومة وقال إن "دبي العالمية تأسست كشركة تجارية مستقلة وصحيح أن الحكومة هي المالك ولكن بحكم أن للشركة نشاطات متعددة ومعرضة لأنواع متعددة من المخاطر لذلك كان القرار منذ التأسيس أن الشركة غير مضمونة من الحكومة وبالتالي كان تعامل الشركة مع جميع هذه الأطراف مبني على هذا الأساس " .

واعتبر آل صالح أن "على المقرضين تحمل جزء من المسؤولية بحكم إقراضهم للشركة بناء على جدوى مشاريعها وليس بناء على ضمانات مقدمة من الحكومة."

ومع إشارته إلى أن القرار ربما "ضايق بعض الجهات في هذه الفترة وبالذات المقرضين" أكد مدير عام دائرة المالية أن القرار الذي اتخذ "قرار حكيم يصب في مصلحة جميع الأطراف على المدى الطويل وليس القصير" بحكم أن لدى مجموعة دبي العالمية مشاريع إستراتيجية.

ووصف آل صالح ردة الفعل على القرار "بالمبالغ بها جدا وغير المبررة وسيتم تصحيح الوضع في أقرب فرصة،" ودعا وسائل الإعلام إلى التعلم من التجربة مشيرا إلى أن "قرار إعادة الهيكلة متبع في كثير من الدول سواء عن طريق تدخل الحكومات أو مجالس إدارات الشركات" وذلك عند مواجهة هذه الشركات لبعض الصعوبات.

من جهته، قال الفريق ضاحي خلفان تميم، القائد العام لشرطة دبي، بصفته رئيسا للجنة الموازنة العامة لحكومة دبي للعام 2010، إن هناك "خلطا والتباسا" بين مديونية بعض الشركات العاملة المحلية ومديونية حكومة دبي مشيراً إلى أن مديونية الحكومة "تكاد لا تذكر."

وبحسب خلفان فإن العقارات في دبي "لاتزال ذات المردود الأعلى في المنطقة بأسرها وان المستثمرين العقاريين على المستويين المتوسط والبعيد بمنأى عن الأزمة العقارية العالمية إلى حد بعيد في حين تضررت فئة محدودة للغاية في قطاع المضاربات العقارية حيث أن التعامل في قطاع المضاربات العقارية هو الذي شابه خلل."

وتابع خلفان، الذي يرأس أيضاً فريق "إدارة الأزمات" في الإمارة، إلى أن دبي كحكومة "لا تواجه أزمة مديونية مالية ولكنها تواجه أزمة منافسة غير شريفة تتمثل في الإساءة للإمارة كي لا تكون حاضنة للمال والأعمال وجاذبة للاستثمارات الأجنبية التي وجدت في دبي مجالا خصباً للانتقال إليه والعمل فيه وتحقيق النجاح تلو الأخر."

صندوق النقد

من جهته أشاد صندوق النقد الدولي بتدخل مصرف الإمارات المركزي لزيادة السيولة من اجل معالجة دين امارة دبي.

واضاف الصندوق انه ينتظر توضيحات حول تعاون بين الدائنين والمدينين، كما اعلن في بيان.

وقال صندوق النقد: نواصل مراقبة الوضع على اثر الاعلان غير المتوقع لحكومة دبي عن ارجاء تسديد ديون شركة دبي العالمية وفرعها شركة نخيل الذي نجم عنه تأثير سلبي على الاسواق المالية .

واضاف ان اقتصاد الامارات العربية المتحدة، ودبي جزء منها، يستند الى موارد قوية. وكانت حكومة دبي اعلنت الاربعاء انها ستطلب تجميد او تاجيل استحقاقات ديون مجموعة دبي العالمية التي تملكها ستة اشهر على الاقل.

وادى الاعلان المفاجئ الى صدمة في الأسواق الآسيوية والأوروبية والأميركية مع المخاوف من تعثر دبي في سداد ديونها التي تقدر بحوالى ثمانين مليار دولار.

ومع استمرار القلق بشأن ديون دبي، تتردد تكهنات باحتمال اضطرار الامارة الى بيع او تصفية بعض استثماراتها.

وتملك حكومة دبي عدة اصول مهمة في انحاء العالم، منها طيران الامارات التي يتولى رئيس مجلس ادارتها ايضا رئاسة اللجنة العليا للسياسة المالية في دبي.

وتصدرت الشركة جهود تحويل دبي الى مركز دولي وكانت احدث طلبياتها بقيمة 55 مليار دولار لطائرات من بوينج وايرباص.

ومن اصول دبي الهامة ايضا دبي للالومنيوم (دوبال) وهي من اكبر المنتجين والمصدرين للالومنيوم في العالم، وفي عام 2006 دخلت في مشروع مشترك مع مبادلة للتنمية المملوكة بالكامل لحكومة ابوظبي لبناء واحد من اكبر مصاهر الالومنيوم في العالم.

كما تملك دبي، عبر بورصة دبي، 21 في المئة من بورصة لندن اشترتها في نوفمبر 2007. وكانت اسهم بورصة لندن من بين اكثر الاسهم انخفاضا على مؤشر فاينانشال تايمز بعد انباء ديون دبي.

وفي عام 2007 اشترت الذراع الاستثمارية لشركة دبي انترناشونال كابيتال، وهي شركة استثمارية خاصة مملوكة لحكومة دبي، حصة لم يكشف عنها في بنك اتش اس بي سي مما جعلها واحدا من اكبر المستثمرين في أكبر البنوك الاوروبية.

كما اشترت استثمارات مركز دبي المالي العالمي حصة 2.2 في المئة في دويتشه بنك الالماني في العام نفسه في صفقة قيمتها 1.83 مليار دولار.

واشترت دبي انترناشونال كابيتال، عبر صندوقها للاسهم الاستراتيجية العالمية، حصة في شركة الالكترونيات والترفيه اليابانية سوني، وذلك في 2007 ايضا.

وفي العام ذاته، اشترت دبي انترناشونال كابيتال اليانس ميديكال مقابل 1.25 مليار دولار وتعتزم توسيع واحدة من اكبر الشركات الاوروبية لخدمات الفحص بالاشعة المقطعية واشعة الرنين لتدخل الى الشرق الاوسط واسيا.

كذلك اشترى صندوق الاسهم الاستراتيجية العالمية ايضا حصة 13.2 في المئة من الشركة الام لايرباص الصناعات الجوية والدفاعية الاوروبية ـ ايدس) مما جعله واحدا من اكبر المؤسسات المستثمرة في المجموعة.

ومن بين اصول دبي الرئيسية كذلك شركة اعمار العقارية، وشركة دبي العالمية التي كانت في قلب الازمة الاخيرة.

وتملك دبي العالمية شركات فرعية واستثمارات متنوعة، في مقدمتها موانيء دبي العالمية، وهي من اكبر شركات تشغيل الموانيء في العالم.

وسعت الشركة الى طمأنة المستثمرين يوم 26 نوفمبر بانها ليست جزءا من اعادة هيكلة دبي العالمية. واجرت دبي العالمية محادثات مع شركة للاستثمار الخاص لبيع جزء من شركة تشغيل الموانيء.

وفي اكتوبر 2006 اشترت استثمار العالمية، الذراع الاستثمارية لدبي العالمية، حصة 2.7 في المئة من بنك ستاندرد تشارترد بنحو مليار دولار.

وفي 2007 استثمرت دبي العالمية خمسة مليارات دولار في شركة ام جي ام ميراج لتشغيل اندية القمار بشراء اسهم، ونصف مشروع في لاس فيجاس بقيمة 8.5 مليار دولار.

كما اشترت اشترت استثمار العالمية سلسلة بارنيز الامريكية لسلع التجزئة الفاخرة مقابل 942 مليون دولار في العام قبل الماضي ايضا، واستثمرت 100 مليون دولار في بنك الاستثمار الصغير بريلا فاينبرج.

وفي يونيو العام الماضي اشترت شركتا نخيل لتطوير العقارات واستثمار حصة 20 في المئة في شركة جولات السيرك الدولية، سيرك دو سولي، ومقرها مونتريال وخططت لبناء مسرح مع المجموعة على جزيرتها الصناعية الرئيسية النخلة.

وفي نوفمبر 2008 اشترت وحدة استثمارات الترفيه والرياضة التابعة لدبي العالمية، ليجركورب، مضمار الجولف تيرنبري الذي تقام عليه اقدم مسابقات الجولف من شركة ستاروود للفنادق والمنتجعات مقابل 100 مليون دولار.

كما اشتركت شركة نخيل سفينة كوين اليزابيث2 مقابل 100 مليون دولار لتحويلها الى فندق فاخر عائم امام جزيرة النخلة الصناعية. واصبح مستقبل السفينة موضع تمحيص منذ رست في ميناء راشد في دبي العام الماضي لتجديدها. وفي يوليو قالت نخيل انها تنظر في نقل السفينة الى موقع اخر او الى افريقيا.

رئيس الامارات: البلاد بخير

من جانبه اكد رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ان اقتصاد الامارات "بخير"، وذلك بعد ايام من طلب حكومة دبي تجميد الاستحقاقات المالية لديون مجموعة دبي العالمية ما اثار مخاوف اقليمية وعالمية.

وبينما تابعت سوقا الامارات الماليتان تراجعهما لليوم الثاني على التوالي، قال الشيخ خليفة بمناسبة العيد الوطني لاتحاد الامارات العربية المتحدة "نود ان نطمئن الجميع ان بلادنا اليوم اقوى واحسن حالا وان اقتصادنا بخير ومجتمعنا في خير ومسيرتنا الى خير".

وفي وقت تتطلع فيه الاسواق الى مدى التزام الاتحاد الاماراتي، وامارة ابوظبي الغنية بالنفط تحديدا، في مساعدة دبي على الخروج من مصاعبها المالية، شدد الشيخ خليفة، وهو ايضا حاكم ابوظبي، على الالتزام المطلق بصون الاتحاد الذي تأسس عام 1971 ويضم ابوظبي ودبي والشارقة وعجمان وام القيوين ورأس الخيمة والفجيرة. بحسب فرانس برس.

وقال في هذا السياق "عندما يتعلق الامر بما اودعه لنا الآباء المؤسسون من امانة فنحن لا نتردد ولا نجامل ولا نتهاون وبهذا نصون اتحادنا وندافع عن هويتنا ونحمي دولتنا".

ووجه تحية "تقدير" الى حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم الذي يشغل ايضا منصبي نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء.

وهو اول كلام رسمي لرئيس دولة الامارات منذ اعلان حكومة دبي الاربعاء الماضي انها طلبت تجميد استحقاقات ديون مجموعة دبي العالمية التي تملكها، ما تسبب بصدمة في الاسواق المحلية والعالمية وزاد المخاوف ازاء قدرة الشركات التابعة لحكومة دبي على سداد ديونها البالغة عشرات مليارات الدولارات.

واكد الشيخ خليفة ان "الازمة المالية العالمية على قسوتها لن تكون سببا يدعونا للتردد او التراجع، ولا مبررا يدفعنا الى اليأس او التراخي، فنحن على ثقة بقدرة شعبنا ومصادر قوتنا وسنستمر بثبات واصرار في تنفيذ ما تبنينا من استراتيجيات وما رسمنا من خطط وما بدأنا من مشاريع".

وقال ايضا "لقد تمكنا (...) من تجاوز المرحلة الاصعب من الازمة وقد اخذت مؤشرات الحركة الاقتصادية لمعظم القطاعات في النمو صعودا تدريجيا بداية من الربع الاخير للعام الحالي".

واعتبر رئيس دولة الامارات ان "التحولات" في الاقتصاد الاماراتي "تؤسس لنموذج اقتصادي جديد (...) قادر على الانتقال بنا تدرجا من مرحلة العمالة الكثيفة الى مرحلة جديدة قوامها صناعات واعمال عالية التقنية كثيفة رأس المال اساسها المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة والوعي البيئي".

ويشير الشيخ خليفة بذلك الى سعي الامارات الى التحرر تدريجيا من عبء العمالة الوافدة الكثيفة، ولا سيما العمالة غير الماهرة، التي تشكل غالبية سكان البلاد.

واعتبر ان "نجاح النموذج الاقتصادي الجديد يتطلب منا رؤية شمولية واضحة وترتيبا محكما للاسبقيات والاستمرار في اصلاح السياسات الاقتصادية والمالية والائتمانية والسياسات الحاكمة لسوق العمل وتأكيد وحدة هذا السوق على امتداد الوطن وعدم تجزئته".

انخفاض تكلفة تأمين الديون

يذكر ان تكلفة التأمين انخفضت على ديون دبي من اعادة الهيكلة أو العجز عن السداد يوم الثلاثاء بعد يوم من كشف شركة دبي العالمية عن خططها لاعادة هيكلة ديون تبلغ قيمتها 26 مليار دولار.

ونزل سعر مبادلات الالتزام مقابل ضمان لاجل خمس سنوات لدبي الى 526 نقطة أساس من 570 نقطة عند اقفالها يوم الاثنين بحسب مؤسسة سي.ام.ايه داتافيجن. وكانت المبادلات سجلت نحو 300 نقطة أساس قبل اعلان حكومة دبي الصادم الاسبوع الماضي الذي طلبت فيه من دائني شركة دبي العالمية تعليق المطالبة بالسداد.

ونزلت مبادلات الالتزام مقابل ضمان لاجل خمس سنوات لابوظبي الى 134 نقطة أساس من 139.8 نقطة أساس.

وهبطت مبادلات الالتزام مقابل ضمان لاجل خمس سنوات لموانيء دبي العالمية الى 581.2 نقطة أساس من 643.5 نقطة أساس.

ونزلت أسعار صكوك شركة نخيل التابعة لدبي العالمية والتي تستحق السداد هذا الشهر 4.5 نقطة أساس الى 51 في حين نزلت سعر اصدار يستحق السداد في يناير كانون الثاني 2011 نقطة واحدة الى 47.

سحب صنداي تايمز

من جانب آخر تسبب نشر رسم كاريكاتوري اعتبرته السلطات الاماراتية مهينا ويظهر فيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم امير دبي، بوقف توزيع صحيفة "صنداي تايمز" الاسبوعية الجمعة في البلاد، كما افاد مسؤول اماراتي.

وقال مسؤول في المجلس الوطني للاعلام في الامارات "لم توزع نسخ صنداي تايمز اليوم".

واضاف المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه "لا يمكننا القبول بتوجيه اهانة شخصية، هذا مخالف لعاداتنا".

واضاف ان القرار "لا يعني منع الصحيفة"، مؤكدا ان كل الدوريات الدولية الاخرى وجهت انتقادات حادة لدبي منذ بداية ازمة الديون ولم تتعرض لاي قيود.

وتحت عنوان "حلم دبي يغرق" نشرت "صنداي تايمز" على صفحتين رسما مركبا يصور الشيخ محمد غارقا في بحر من الديون. بحسب فرانس برس.

والشيخ محمد هو كذلك نائب الرئيس ورئيس وزراء ووزير دفاع الامارات العربية المتحدة، واليه يعود الفضل في التطور الهائل الذي حققته امارة دبي التي تعاني اليوم صعوبات في سداد ديونها.

واكد الشيخ محمد في تشرين الثاني/نوفمبر ان "الازمة العالمية على الرغم من تاثيراتها الانية، لن تثني دبي عن طموحها التنموي ولن تزيحها عن موقعها الريادي ولن تبعدها عن دورها الفاعل في ساحة الاقتصاد العالمي".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/كانون الاول/2009 - 15/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م