كم حجة في ذي الحجة غير الغدير تثبت ولاية علي (ع)؟

سامي جواد كاظم

من المعلوم لدينا والمُسَلَمْ عندنا ان قول وفعل وتقرير المعصوم حجة وان اختلفنا بالمعصومين بعد الرسول (ص) فالذي ساذكره في هذا المقال هو الحجة على من اوصى بهم رسول الله (ص) بانهم حجة، ولاننا اتفقنا على ان رسول الله (ص) لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى، وبما انه لا خلاف بمصدري التشريع كتاب الله وسنة نبيه ومن هنا نبدأ معهم.

الغدير وهي واقعة خم لا يمكن انكارها لا الوهابي ولا السلفي ولا احد من ابناء العامة والمصادر لا تعد ولا تحصى في ذكر هذه الواقعة وخطبة الرسول الكريم في تثبيت علي عليه السلام بالولاية والامامة والوصاية والخلافة من بعده وسنترك هذا الامر جانبا لنجد العناية الالهية في جعل اكثر من مناسبة في هذا الشهر الفضيل لتكن شهودا على تثبيت حديث الغدير.

في الاول من ذي الحجة عام 9 هـ اول شاهد على ولاية علي عليه السلام حيث ان في هذا اليوم نزلت سورة براءة وقصتها معلومة ومن بعث رسول الله (ص) لغرض تبليغها لاهل مكة وكيف اعترض الله عز وجل على هذا المبعوث وارسل جبرائيل في مهمة طارئة ومستعجلة ليقول لرسول الله (ص) ( يامحمد انه لا يؤدي عنك الا انت او رجل منك ) لا حظوا الخطاب يا محمد وليس رسول الله او نبي الله لان الامر هام فالخطاب بالاسم دون الصفة هو لاهمية الامر وبقية القصة معروفة حيث استبدل المبعوث بامير المؤمنين عليه السلام ( مسند احمد 1/151 وفتح الباري 8/ 242ـ 239 تاريخ الطبري 2/383 سنن الترمذي 4/329 ومصادر اخرى سلفية لا يسعنا المقام في ذكرها ) وبعد هذا ياتي من يقول ماهو الدليل على ولاية علي عليه السلام الله يتدخل في الامر وتسال عن الدليل حقا ختم الله على قلوبهم.

وفي السادس من ذي الحجة تقدم الشيوخ والصحابة وكبراء القوم لطلب يد فاطمة الزهراء عليها السلام من ابيها فرفضهم وزوجها علي عليه السلام،وعاتب المنافقون رسول الله (ص) لانه رفضهم فقال:ما انا منعتكم وزوجته بل الله منعكم وزوجه فهبط جبرائيل عليه السلام وقال: يا محمد ان الله جل جلاله يقول لو لم اخلق عليا عليه السلام لما كان لفاطمة عليها السلام كفو على وجه الارض ادم فمن دونه ) ولاهمية الامر جاء خطاب الله عز وجل (يامحمد ) نفس الامر السابق وبعد هذا ياتي من يشكك ويريد دليل ناصح على ولاية علي (ع)، والحقيقة لدينا ان علي زوج فاطمة عليهما السلام وهذا ما استطاعت الوهابية ايجاد مخرج لهذا الزواج.

تنبيه: اذا كان هذا الزواج الهي فكيف تكون الذرية ؟

وفي التاسع من ذي الحجة حجة اخرى الا وهي حادثة سد الابواب حيث امر رسول الله (ص) باغلاق كل الابواب المفتوحة على المسجد الحرام باستثناء باب علي عليه السلام وهنا جاءت بلبلة المنافقين فقام رسول الله (ص) خطيبا فقال: اما بعد فاني امرت بسد هذه الابواب كلها الا باب علي عليه السلام....وهنا الامر جاء ايضا ( يامحمد ) وفي رواية اخرى موثقة لدى كتب السلفية جاء فيها خطاب رسول الله (ص) كالاتي ( ان عليا مني بمنزلة هارون من موسى فلا يحل لاحد ان يقرب النساء في مسجدي ولايبيت فيه جنب الا علي وذريته فمن ساءه ذلك فها هنا وضرب بيده نحو الشام ) ـ مصادرهم تذكرة الخواص ص46، الدر المنثور 3/314 تاريخ دمشق42/141، ينابيع المودة للقندوزي.

لاحظوا قول رسول الله (ص) علي وذريته أي هذه المنزلة شملت ذرية علي عليه السلام، ولاحظوا الاشارة الى الشام حيث موطن معاوية موطن تشريع سب امير المؤمنين عليه السلام.

وفي الثامن عشر من ذي الحجة حجة الوداع وحديث الغدير وهو معلوم لكل الملل ولكني احب ان اضيف من باب لطائف الله عز وجل من حسن صدفه ان امير المؤمنين عليه السلام بويع له بالخلافة بعد مقتل عثمان في الثامن عشر من ذي الحجة عام 35 هـ.

وفي الرابع والعشرين من ذي الحجة حجة المباهلة والمعلوم لدينا ان بعض الايات في القران يفسر بعضها البعض ومنها تفسير اية التطهير باية المباهلة وقصة هذه الاية هو لما اراد نصارى نجران مباهلة رسول الله (ص) ولما راوا من خرج مع رسول الله (ص) انسحبوا من المباهلة فمن خرج مع رسول الله (ص) ؟ الابناء الحسن والحسين والنساء فاطمة ونفس النبي علي عليهم صلوات الله اجمعين الى يوم الدين، وهنا حاول جاهدا ابن كثير ان يحرف معنى هذه الاية ( تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) بانها لا تشمل عليا عليه السلام فخابوا وخسروا وثبتت هذه الحادثة في امهات كتبهم.

وياتي المنافقون للمفاضلة بين علي عليه السلام وغيره من الصحابة ولهم الحق في ذلك لانه لديهم من هو افضل من محمد (ص) وعندما يكون علي عليه السلام هو نفس محمد صلى الله عليه واله اذن هنالك من هو افضل منه !!!!

لما توفي رسول الله (ص) روحي له الفداء وقف الخليفة الاول خطيبا قائلا: من كان يعبد محمد فان محمد قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لايموت... تخيلوا في هذا الحديث ان هنالك من يعبد محمد(ص) هل قصد هذا؟ وهل يعقل ان هنالك من يعبد محمد (ص) ؟ ام قصد نفس محمد (ص) فاعتبروه قد مات الا وهو علي (ع)؟ أي انتهى امر بني هاشم مع رحيل عمدة بني هاشم.

كل حادثة تكفي لاثبات ولاية امير المؤمنين عليه السلام فاي حمق هذا عندما ياتي من يشكك في هذا ولو قيل عن المشكك بانه مشكوك في النسب فهذا حكم عادل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 25/تشرين الثاني/2009 - 27/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م