تداعيات الازمة المالية: الركود العالمي يؤدي إلى تراجع الهجرة

التوجّه لحَلب الأبقار والأعمال الفنية خشَبة خلاص

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: أظهرت دراسة علمية حديثة أن الأزمة المالية العالمية قد يكون لها فوائد صحية كثيرة على صحة الأفراد، الأمر الذي قد يعدّ مفاجئاً للكثيرين، لكن الدراسة جاءت متوافقة مع دراسات سبقتها درست تأثير الأزمات المالية التي مرّ بها الاقتصاد العالمي في القرن الماضي.

ومع انخفاض أسعار الفائدة الى مستويات قياسية واستمرار تضرُّر البنوك بسبب الازمة المالية بدأ بعض المدخرين الفرنسيين العودة الى الجذور واستثمار أموالهم في تربية الابقار، ففي الوقت الذي يعرض فيه (الدفتر أ) وهو أكثر حسابات التوفير انتشارا في فرنسا عائدا يزيد قليلا على واحد في المئة يمكن لملّاك الابقار توقع عوائد تتراوح بين أربعة وخمسة في المئة على استثمار أولي قيمته حوالي 1200 يورو (1700 دولار) سنويا حسبما يقول مروّجون لتلك الفكرة.

ومن جانب اخر بدأ فنانون وجامعو تحف وقعوا ضحايا الازمة الاقتصادية في الولايات المتحدة يرهنون مقتنياتهم بشكل متزايد للحصول على سيولة مع انهم يخاطرون من خلال ذلك بخسارة جنى العمر.

فضلا عن اخبار اخرى تتعلق بتداعيات الازمة المالية في انحاء العالم نتابعها مع تقرير (شبكة النبأ) التالي:

الأزمة المالية قد تطيل العمر وتفيد الصحة

وبينت دراسة أجراها باحثون في جامعة ميتشغان الأمريكية، أن انخفاض الناتج المحلي بمقدار خمسة في المائة، أدى إلى زيادة في معدل الأعمار لدى المواطنين بمقدار 1.9 سنة.

وأشارت الدراسة إلى أن الأزمة المالية العالمية التي حدثت في العشرينيات من القرن الماضي، أدت إلى زيادة معدل الأعمار لدى الناس بمقدار 8.8 سنوات، في الفترة بين عامين 1920-1940، ورغم ارتفاع معدلات الانتحار في تلك الفترة، إلى أن معدل الوفيات عموماً شهد انخفاضاً ملموساً. بحسب سي ان ان.

كما وجد الباحثون أن معدل الأعمار ارتفع من 57.1 سنة، عام 1929 إلى 63.3 سنة عام 1933، ويتوقع الباحثون وفقاً للدراسات ارتفاع معدل الأعمار لدى الأمريكيين بسبب الأزمة المالية العالمية التي يعيشها العالم حالياً ليصل إلى 77.7 عاماً.

ويقول الباحثون إن الأسباب المباشرة لهذا التحسن في الوضع العام في صحة الأفراد ليس واضحاً تماماً، رغم أن هناك بعض المؤشرات التي قد تكون سبباً في ذلك.

فقد بينت الدراسة أن الناس في أوقات الأزمات يقللون من تناول الوجبات خارج المنزل، ما يعني اعتمادهم على الطعام المنزلي الذي غالباً ما يكون صحياً أكثر من أكل المطاعم، كما بينت الدراسة أن الناس يقللون من استخدامهم للسيارات، ما يؤدي إلى انخفاض حوادث الطرق المسببة للوفاة.

وقد يكون الفراغ الذي يعيشه الناس في الأزمات، حافزاً لهم للقيام بمزيد من الرياضة التي تنعكس إيجاباً على صحتهم، إضافة إلى ابتعاد الكثيرين عن عادات صحية سيئة، كالتدخين وشرب الكحول، ما يزيد من تمتع الفرد بصحة أفضل.

مدخرون فرنسيون يتجهون إلى حَلب الابقار بحثاً عن المال

ومع انخفاض أسعار الفائدة الى مستويات قياسية واستمرار تضرر البنوك بسبب الازمة المالية بدأ بعض المدخرين الفرنسيين العودة الى الجذور واستثمار أموالهم في تربية الابقار.

وفي الوقت الذي يعرض فيه (الدفتر أ) وهو أكثر حسابات التوفير انتشارا في فرنسا عائدا يزيد قليلا على واحد في المئة يمكن لملاك الابقار توقع عوائد تتراوح بين أربعة وخمسة في المئة على استثمار أولي قيمته حوالي 1200 يورو (1700 دولار) سنويا حسبما يقول مروجون لتلك الفكرة.

وعلى خلاف سوق الاسهم يعرض هذا الاستثمار في الابقار على أنه ينطوي على مخاطر أقل وتعتمد المكاسب على بيع نتاج القطيع.

وقال بيير مارجري مدير شركة جيستيل وهي شركة في جنوب شرق فرنسا تدير نحو 30 ألف رأس نيابة عن 1000 مستثمر ان المبيعات تضاعفت في العام المنصرم.

وأضاف "تشتري بقرة واحدة او أكثر يتم تأجيرها الى مزارعين محترفين. يتزايد القطيع الخاص بك عاما بعد عام. القطيع الذي يضم 20 بقرة سيدر عليك واحدة اضافية كل عام.. وهذا يعادل تقريبا أربعة الى خمسة بالمئة."بحسب رويترز.

ورغم أن معدل المواليد بين القطيع أعلى من ذلك الا أن نسبة من الناتج تعوض الوفيات في حين يباع قسم منه لتغطية التكاليف. غير أن الزيادة الصافية يمكن أن ترتفع في عام خصب الى سبعة في المئة.

وقيم الابقار متقلبة اعتمادا على سعر اللحوم والحليب وعلف الحيوان. غير أن مارجري قال ان أمن الغذاء العالمي يدعم السوق وان تكلفة البقرة الواحدة لم تتغير بدرجة تذكر هذا العام رغم انخفاض أسعار الحليب.

عربات الطعام المتنقلة تروج مع الكساد الأمريكي

مساء كل يوم خميس يتقابل لوني بيشوب وليزا كيس لتناول العشاء.. مقابل خمسة دولارات لكل منهما يتناولان مقانق لذيذة تقدمها لهما عربة طعام تقف أمام محل النبيذ المفضل لديهما في لوس انجليس.

الشاحنة الحمراء التي تحمل اسم (لتس بي فرانك) Let s be Frank أي (لنكن صرحاء) هي جزء من اسطول متنام من بائعي الطعام المتنقلين الذين يقدمون طعاما شهيا ومبتكرا وغالبا ما يكون عضويا.

جذب هذا الاتجاه في ان واحد ممولين يبحثون عن فرص عمل خلال الكساد وأيضا من يبحثون عن وجبات رخيصة.

والعربات الجديدة تعد تطويرا (لعربات التاكو) التقليدية التي تبيع أطعمة مكسيكية بصفة أساسية في مواقع البناء وفي ضواحي تقطنها أعداد كبيرة من ذوي الاصول اللاتينية في مدن امريكية.

لكن قوائم الطعام مختلفة تماما وتجتذب من يهوون الاطعمة المبتكرة والوجبات غير المعتادة مثل شطائر التاكو المحشوة بلحم مشوي على الطريقة الكورية وبرجر نباتي وسوتشي وكعكات صغيرة وشطائر الايس كريم. بحسب رويترز.

وقال بيشوب (46 عاما) وهو يتناول المقانق "اكلت في مطاعم ثلاثة نجوم في جميع انحاء العالم. اتمتع بهذا كما تمتعت باي شيء اخر وأوفر مالا كثيرا."

وفي ظل التراجع الاقتصادي يقول توم فورت المحلل في تيلسي ادفيزوري جروب في نيويورك ان من يرغبون في انشاء مطاعم يواجهون صعوبة في الحصول على تمويل لاقامة مطاعم كبيرة.

وتابع ان تكلفة اقامة مطعم متنقل جزء ضئيل من تكلفة اقامة مطعم ثابت مشيرا الى ان افتتاح مطعم مشويات مكسيكي يتكلف 900 ألف دولار.

بدأت اريكا كوهين (34 عاما) عملها في سلسلة مطاعم راقية ولكنها قلصت حلمها بفتح مطعم برجر تقليدي بعدما بدت المخاطر كبيرة في ظل الكساد.

واستأجرت وشريكها في العمل شاحنة ضخمة مزودة بمطبخ ونافذة لتلقي الطلبات مقابل 30 ألف دولار.

وتقف شاحنتها ذات اللون الوردي التي تقدم شطائر برجر صغيرة قبالة شارع هوليوود وتجتذب عمالا مثل لارا يتورياجا التي طلبت شطيرة كوجار التي تتكون من قطعتين من البرجر الصغير عليهما طبقة من الجبن والفطر الاسود.

التحف والاعمال الفنية خشبة خلاص في عصر الازمات

من جانب اخر بدأ فنانون وجامعو تحف وقعوا ضحايا الازمة الاقتصادية في الولايات المتحدة يرهنون مقتنياتهم بشكل متزايد للحصول على سيولة مع انهم يخاطرون من خلال ذلك بخسارة جنى العمر.

وباتت تحف مهملة على غرار لوحة تعود لرسام كبير يعلوها الغبار في علية او نقش لاندي وارهول، ترتدي اهمية استثنائية في زمن لم تعد المصارف فيه مصدرا ممكنا للتمويل والقروض. بحسب فرانس برس.

وقالت ميغان كارليتون المستشارة في شركة "ارت فاينانس بارتنرز" التي تقع في الطبقة السابعة من ناطحة سحاب على طراز "آر ديكو" في نيويورك "سبق ان رهن الناس منازلهم وهم ينتقلون اليوم الى ممتلكات اخرى لهم: اللوحات المعلقة على الجدران".

وتعد هذه الشركة احدى الدائنين المتخصصين في هذا المجال السري نسبيا في اطار السوق الفنية. ويتنوع الزبائن الذين يقصدون الشركة بين جامعي تحف واعمال فنية من الاثرياء وصالات عرض ومتاحف مرورا بالفنانين انفسهم.

وقال جيرولد مانديس المستشار المالي الذي يساعد المشاهير في ادارة ديونهم ان "الناس مثقلون بالدين لان لديهم افكار خاطئة عن انفسهم وعن المال وعلاقتهم به".

وحددت شركة "ارت فاينانس" حجم القرض الذي تمنحه لزبائنها بنصف قيمة الاعمال الفنية المرهونة. وتحتفظ الشركة بهذه الاعمال حتى موعد استحقاق القرض ذي الفوائد المرتفعة، والتي تتراوح نسبتها بين 12 و18%.

وقد تضاعف عمل هذه الشركة منذ الخريف الماضي في اعقاب الازمة الاقتصادية في الولايات المتحدة، حيث يتدافع الزبائن حاملين بين ايديهم لوحات وتحف قديمة وغير ذلك.

بدورها، تتولى شركة "ايميغرانت فاين ارت فاينانس" ومقرها نيويورك رهن الاعمال الفنية. ويفخر القيمون عليها بان من يقصدها من الزبائن يرهنون اعمالا فنية تقدر قيمتها بمليوني دولار كحد ادنى. وفي معظم الحالات، يمكن للزبائن استرجاع ممتلكاتهم قبل انتهاء مهلة استحقاق القرض التي يصل حدها الاقصى الى عشرين عاما. الا ان الرياح لا تجري دوما كما تشتهي السفن، فالمصورة اني ليبوفيتز استحق دفع قرضها المبرم مع شركة "ارت كابيتال" في كانون الاول/ديسمبر 2008 وقدره 24 مليون دولار قبل فترة قصيرة.

الركود العالمي أدى إلى تراجع الهجرة

وكشفت دراسة جديدة أجريت لصالح البي بي سي عن وجود تراجع كبير في عدد المهاجرين إلى الخارج بحثا عن العمل منذ بداية الركود في الاقتصاد العالمي.

فقد أشارت الدراسة إلى أنه في الفترة بين سبتمبر/أيلول 2008 إلى مارس/آذار 2009 تراجعت أعداد المهاجرين من العمال غير المهرة بنسبة الثلث. لكن الدراسة لم تجد أدلة على وجود هجرة معاكسة رغم تزايد احتمالات فقدان المهاجرين في الخارج لوظائفهم.

ويقول مراسل بي بي سي للشؤون الاقتصادية أندرو ووكر إن سبب ذلك قد يكون سوء أوضاع المهاجرين الاقتصادية في بلدانهم. كما أن العاملين في الخارج قد يخشون العودة إلى بلدانهم لفترات طويلة قد ترحمهم من فرص السفر مرة أخرى إلى البلد الذي كانوا يعملون به

وأظهر البحث أن المهاجرين باتوا يرسلون اموالا أقل الى بلادهم الاصلية مقارنة بالسابق، وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الأموال تبقى مصدرا مهما لإعاشة الكثير من العائلات في بلاد المهاجرين الأصلية.

ومن أهم الأمثلة التي كشفت عنها الدراسة تأثيرات الأزمة الاقتصادية على أوضاع العمالة الأجنبية في دول الخليج.

فعندما بدأت الأزمة الاقتصادية العالمية تؤثر في الاقتصادات النفطية الغنية تم الاستغناء عن عشرات الآلاف من العمال الأجانب منهم 70 ألف بنغالي.

وكان ذلك بسبب الركود الذي أدى لتوقف مشروعات البناء بشكل خاص ومشروعات أخرى يعمل فيها الآلآف من بنغلاديش . ولكن الاقتصادات الخليجية سرعان ما تعافت من تبعات الركود خاصة مع عودة أسعار النفط إلى الارتفاع.

وعادت العمالة الأجنبية للتدفق وبحسب تقديرات في الإمارات العربية المتحدة استمرت الزيادة في تحويلات العاملين من بنغلاديش إلى بلادهم خلال الـ 12 شهرا الماضية، ولذلك مازالت الإمارات من الدول المفضلة للعمالة البنغالية.

ويشار إلى أن العاملين الأجانب يشكلون نحو 80 % من سكان الإمارات العربية المقدر عددهم بنحو خمسة ملايين نسمة.

وأدت الأزمة المالية العالمية لعودة مئات الآلاف من الهنود على بلدهم بعد ان فقدوا وظائفهم، وأظهرت تقديرات الدراسة أن مئتي ألف هندي عادوا من الإمارات العربية المتحدة فقط.

17 ألف عامل اجنبي غادروا الكويت بسبب الازمة الاقتصادية

وفي الكويت ألغى حوالى 17 الف عامل اجنبي تاشيرات اقامتهم وغادروا الكويت في النصف الاول من العام الحالي بسبب تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية، وذلك حسبما افادت صحيفة السياسة الكويتية الخميس.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ان 70% من العمال الذين فقدوا وظائفهم وغادروا البلاد من جنسيات آسيوية.

والرقم لا يشمل العمال الذين استقالوا او صرفوا من وظائفهم في القطاع العام كما لا تشمل فئة خدم المنازل، اذ ان وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مسؤولة فقط عن العمال في القطاع الخاص.

وذكرت المصادر ان الرقم الحقيقي للعمال الاجانب الذين تاثروا بالازمة هو بالواقع اكبر بكثير على الارجح، اذ ان عددا من العمال الذين فقدوا وظائفهم لا يزالون في الكويت على امل الحصول على وظائف جديدة.

ويشكل الاجانب اكثر من 68% من سكان الكويت، وغالبيتهم من الدول الاسيوية، الا ان الوافدين العرب يشكلون نسبة مرتفعة ايضا ويقدر عددهم ب971 الف وافد.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 3/تشرين الثاني/2009 - 13/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م