عالم الكواكب: اكتشاف لبَنة الحياة والبحث عن أشقاء للأرض

حلقات زُحل تختفي وترقُّب زخّات من الشهُب

 

شبكة النبأ: فيما قال علماء انه عُثر لأول مرة على حمض جلايسين الاميني وهو اللبنة الاساسية لبناء البروتينات على مذنَّب مما يدعم نظرية ان المكونات الخام للحياة وصلت الى كوكب الارض من الفضاء الخارجي. يشهد العلماء من جهة اخرى ظاهرة كونية غريبة تتمثل في اختفاء الحلقات المحيطة بكوكب زحل عن الأنظار في الوقت الذي أظهرت فيه صور حديثة ارتطام جسم غريب بإحدى حلقات الكوكب.

وفي غضون ذلك أعلنت وكالة أبحاث الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا"، أن التليسكوب كيبلر قد بدأ فعلاً بتزويد المحطة بمعلومات جديدة في المهمة التي أُرسل لإتمامها، والتي بدأت قبل عشرة أيام للبحث عن أشقاء لكوكب الارض...

فضلا عن تقارير علمية شيقة اخرى نتابعها عبر تقرير (شبكة النبأ) العلمي التالي عن الكواكب والفلك:

اكتشاف اللبنة الاساسية للحياة على مذنَّب

اكتُشفت آثار متناهية الصغر للجلايسين في عيّنة من جسيمات من ذيل المذنب (فيلد2) جمعتها سفينة الفضاء (ستاردست) التابعة لادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) من عمق النظام الشمسي على بعد حوالي 390 مليون كيلومتر من كوكب الارض في يناير كانون الثاني عام 2004.

ووصلت عينات من الغاز والغبار جمعت على طبق صغير مبطن بمادة فائقة الرقة زغبية الطابع تسمى (ايروجيل) الى كوكب الارض بعد عامين من ذلك التاريخ في علبة صغيرة انفصلت عن سفينة الفضاء وهبطت بمظلة في صحراء يوتا.

ويعتقد ان مذنبات مثل (فيلد2) الذي اطلق عليه اسم عالم الفلك بول فيلد تحتوي على عينات محفوظة جيدا لمواد تعود الى فجر النظام الشمسي منذ مليارات السنين ومن ثم معلومات عن تشكيل الشمس والكواكب.

ورصد الجلايسين وهو اكثر الاحماض الامينية شيوعا في البروتينات على الارض لاول مرة في العينة العام الماضي لكن العلماء استغرقوا وقتا للتأكد من ان المركب محل البحث جاء من خارج الارض في الاساس.

وقالت جيمي ايلسيلا عالمة البيولوجيا الفلكية من مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في جرينبيلت بولاية ماريلاند والباحثة الرئيسية في هذا البحث أمس الاثنين "لم نكن متأكدين من انها ليست من صنع او معالجة سفينة الفضاء."بحسب رويترز.

وقدمت اكتشافاتها التي قبل نشرها في دورية علوم الشهب والكواكب امام اجتماع للجمعية الكيميائية الامريكية في واشنطن هذا الاسبوع. وقالت "لقد شاهدنا احماضا امينية في احجار نيزكية من قبل ولكن هذه هي المرة الاولى التي نكتشفها في مذنب."

ظاهرة كونية غريبة: حلقات زحل تختفي

من جانب اخر يشهد العلماء ظاهرة كونية غريبة تتمثل في اختفاء الحلقات المحيطة بكوكب زحل عن الأنظار، في الوقت الذي أظهرت فيه صور حديثة ارتطام جسم غريب بإحدى حلقات الكوكب.

ويتألف نظام حلقات زحل من سبع حلقات رئيسية وآلاف الحلقات الصغيرة والفرعية، تشكلت من 35 تريليون-تريليون طن من الجليد المتداخل مع الغبار الكوني والصخور وفق تقديرات العلماء، كما أوردت "سبيس دوت كوم."

ويبلغ عرض الحلقات 170 ألف ميل، إلا أن كثافة الجانب المضي منها لا تتعدى 30 قدماً، وتستمد لمعانها بعكس أشعة الشمس. بحسب سي ان ان.

ويعزو العلماء ظاهرة "اختفاء" حلقات زحل، وتحدث مرة كل 15 عاماً، إلى أن الكوكب أثناء دورانه حول الشمس يحدث أن تتجه حافة تلك الحلقات نحو الكرة الأرضية، وتبدأ في الاختفاء تدريجياً حتى اختفائها كلياً اليوم الثلاثاء.

وقال ليندا سبيلكر، العالم في بعثة "كاسيني زحل" بوكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا": "الضوء المنعكس من هذه الحلقات الضيقة للغاية يغدو صغيراً وببساطة تتلاشي الحلقات."

ويقع كوكب زحل في الترتيب السادس من حيث البعد عن الشمس وتظل الحلقات التي تحيط به لغزاً استعصى على العلماء تحديد كيفية تشكلها.

وفي 2007، أعلن علماء الأربعاء أن حلقات كوكب زحل قديمة قدم النظام الشمسي على الأرجح وليس كما كان يعتقد سابقاً بأنها تشكلت خلال عصر الديناصورات.

وكانت النظريات الفلكية السابقة تشير إلى أن حلقات زحل "أكثر شباباً"، وأنها تشكلت قبل نحو 100 مليون سنة فقط، وذلك من خلال بقايا النيازك المتحطمة واصطدامها بالقمر، كما كشفت عنها بيانات مركبة الفضاء الأمريكية "فويجر" التي أطلقت في سبعينيات القرن العشرين.

غير أن البيانات الجديدة التي أرسلها مسبار الفضاء الدولي "كاسيني" تشير إلى أن حلقات الكوكب موجودة منذ 4.5 مليار سنة، وهي الفترة نفسها التي تشكل فيها النظام الشمسي تقريباً.

وكان "كاسيني" قد اكتشف في مارس/آذار الماضي وجود قمر صغير جديدا يدور في المدار السادس أو المدار جي، الواقع ضمن الحلقات المحيطة بزحل.

ترقُّب تساقُط زخّات من الشهُب

ويترقب المهتمون بالفلك تساقُط زخّات من الشهب تحدث سنويا، وتحدث زخات شهب بيرسيد (البرشاء) عندما يمر كوكب الارض عبر تيار من الغبار الذي يسببه مذنب سويفت توتل.

وتشتعل الحبيبات الناشئة عن النيزك بينما تصطدم بالغلاف الجوي للارض، مما يحدث عادة اشعة من الضوء في السماء. وينشأ هذا المشهد من نقطة تسمى راديانت (المشعة) في مجموعة رأس الغول النجمية.

ويقول بيل كوك من وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) إن الارض تمر عبر أكثر الاجزاء كثافة من تيار الغبار في وقت ما في 12 من اغسطس/ آب، وعنها تمكن رؤية عشرات النيازك في الساعة الواحدة . وليست هناك حاجة لمعدات خاصة لرؤية مشهد النيازك في السماء.

ويمكن أن تظهر النيازك في أي جزء من السماء، لكن اذنابها جميعا ستكون باتجاه النقطة المشعة في مجموعة رأس الغول.

كيبلر يبدأ مهمة البحث عن أشقاء للأرض بنجاح

وفي نفس السياق أعلنت وكالة أبحاث الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا"، أن التليسكوب "كيبلر" قد بدأ فعلاً بتزويد المحطة بمعلومات جديدة، في المهمة التي أرسل لإتمامها، والتي بدأت قبل عشرة أيام.

وأكد علماء ناسا أن كيبلر، الذي تم إطلاقه في السادس من مارس/ آذار الماضي، يعمل بشكل جيد، وأن قدرته على رصد تغييرات بسيطة في الضوء المنبعث من النجوم والكواكب، تدل العلماء على أن نجماً معيناً يملك غلافاً جوياً. بحسب سي ان ان.

وأكد رئيس فريق العلماء العاملين بمهمة كيبلر، ويليام بوروكي، أن "قدرة التليسكوب على قياس الضوء وجمع المعلومات الخاصة عنه، ستمكن العلماء من اكتشاف كواكب جديدة بحجم الأرض."

وتتضمن مهمة التليسكوب التي تمتد لثلاث سنوات ونصف، الحصول على معلومات حول آلاف النجوم في مجرة طريق اللبانة التي ينتمي إليها كوكب الأرض، للوصول إلى كواكب بحجم الكرة الأرضية ومدى انتشارها في الفضاء.

واستخدم علماء ناسا كوكباً رصدته تليسكوبات أقل تطوراً من كيبلر يدعى HAT P-7 وهو أقرب إلى الشمس بـ26 مرة، ويساوي في حجمه حجم كوكب المشتري، وهو كوكب خارج النظام الشمسي. واستطاع كيبلر رصد غلاف جوي لهذا الكوكب، ما يعطي صورة عن قدرات التليسكوب الكبيرة.

ووفقاً لسارا سيغر، عضو فريق البحث في مهمة كيبلر، فإن التليسكوب "استطاع نقل معلومات عن ذلك الكوكب، أوصلت العلماء إلى أن درجة حرارة الكوكب بلغت 4000 درجة فهرنهايت، وهي درجة حرارة مرتفعة، لكنها من جانب واحد، فيما تبلغ درجة حرارة الكوكب من الجانب الآخر حوالي 1000 درجة فهرنهايت."

وأضافت سيغر أن "المعلومات الواردة عن الكوكب أظهرت أن تغييرات كبيرة تحدث في شدة الضوء المنبعث منه، وهذا يدل على أن الكوكب يدور حول نجم معين، فتتغير إضاءته، تماماً كما نرى نحن القمر من الأرض."

وتابعت قائلة إن "كيبلر أوصلنا إلى معلومات جديدة، حول كوكب قديم، والمعلومة الجديدة هي أن درجة الحرارة على الكوكب مرتفعة جداً جداً، ولكن في جانب واحد منه."

وينفذ التليسكوب كيبلر مهمة سهلة ظاهرياً، لكنها شديدة التعقيد في واقع الأمر، وتتمثل بالتركيز على نقطة واحدة في الفضاء لمدة ثلاثة أعوام ونصف، للبحث عن كواكب قد تكون شبيهة بالأرض.

وبحسب "ناسا" فإن الهدف هو النظر في إمكانية العثور على كوكب يدور حول شمس موجودة في تلك النقطة، وفق ظروف مماثلة لظروف الأرض، ويحتمل بالتالي أن يكون ذلك قد مهّد لظهور حياة على سطحه.

ناسا تطلق صاروخاً لاستكشاف السحب المضيئة

وأطلقت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، صاروخاً لدراسة كيفية تشكل الغيوم المرتفعة عن سطح الأرض، وذلك من خلال جمع المعلومات اللازمة، حمل الصاروخ اسم Black Brant XII، وتم إطلاقه من ولاية فرجينيا.

وبعد إطلاق الصاروخ، انهالت الاتصالات على مراكز الشرطة ومحطات التلفزة من المواطنين، الذين شاهدوا سلسلة من الأضواء المخيفة فوق أجزاء من شمال شرق الولايات المتحدة، وذلك لإبلاغ السلطات بهول ما رأوا.

وذكر متحدث باسم "ناسا" لـ CNN أن الإضاءة نتجت عن السحابة الليلية المضيئة، التي شكلتها جزيئات العادم، في المرحلة الرابعة من مهمته، عندما كان على ارتفاع 173 ميلاً.

وتتكون السحب الطبيعية المضيئة، والتي تدعى  polar mesospheric clouds، أو الغيوم القطبية المتواجدة في "الميزوسفير" وهي أعلى طبقة في الغلاف الجوي للأرض، ويمكن مشاهدة هذه السحب بعد غروب الشمس مباشرة، وتتكون على ارتفاع 80 كيلومتراً عن سطح الأرض.

وفي الأوضاع الطبيعية لا يمكن رؤية السحب المضيئة بالعين المجردة، ويمكن رؤيتها فقط عندما تسقط عليها أشعة الشمس وقت الغروب. 

ووفقاً لناسا، فإن محطة المراقبة الأرضية، ستتبع السحب الصناعية المضيئة التي سيشكلها الصاروخ لعدة شهور.

وتتيح البيانات التي سيتم جمعها أثناء التجربة، الوصول لرؤية حول تشكل هذا النوع من الغيوم، وتطورها، وخصائصها، كما ذكرت ناسا في بيان لها، أن العلماء سيستخدمون البيانات الواردة في تقييم وتطوير نموذج محاكاة، يمكنه التنبؤ بتوزيع ذرات الغبار التي تطلقها محركات الصواريخ في الغلاف الجوي العلوي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24/أيلول/2009 - 4/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م