الاحداث الساخنة بشأن الشيعة

في كل من مصر واليمن والسعودية

محمود الربيعي

الشاه وصدام مثلا، والنمرود وفرعون مثل اخر

يبدو ان سياسات بعض الدول لم تتغير على الرغم من العبر والدروس في حاضر وماضي التجارب الدولية والبشرية ولم يتعظ مسؤولو تلك الدول بما حدث لمن قبلهم، فبالامس القريب حاول الشاه في ايران قمع الحريات العقائدية والدينية لعلماء الشيعة وكان من نتيجة هذا العمل ان سقطت حكومته وانهارت، ومن ثم استبد في العراق صدام وحزبه ومنعوا علماء الشيعة من ممارسة حرياتهم العقائدية والدينية وانتهى ذلك بسقوط حكمه رغم ماكان يتمتع به من قدرات عالية.

 وفي تاريخ الشعوب حضارات سادت ثم بادت وماأكثرها فالتاريخ يشهد بسقوط النمرود وفرعون وسقوط دولة بني امية وبني العباس وكافة الامبراطوريات المتجبرة زمن القياصرة والروم فماذا بعد كل هذا غير ان يعتبر الحكام والقادة من هذه الدروس ويفكروا مرة لان يجربوا اطلاق حريات مواطنيهم والسماح لهم بممارسة الديمقراطيةعلى قاعدة لاضرر ولاضرار.

شيعة مصر والدكتور السيد محمد الدريني

واليوم كما كان بالامس تشهد الساحة المصرية حملات متزايدة ضد شيعة مصر وهاهم يستصرخون اخوتهم فرغم ماينادي به الدكتورالسيد محمد الدريني من المطالبة بالحقوق المدنية للشيعة دون التدخل بأية امور سياسية او امور تتقاطع مع أمن الدولة وسلامتها يصر الحكام فيها وبالذات الاجهزة الامنية المتنفذة ألتدخل في شؤون حياة المواطنين التي تقرها كافةالاديان ومنظمات المجتمع المدني والقانون الدولي ومنها منظمات حقوق الانسان.

شيعة السعودية والمجازر الدموية

 ولايختلف الامر في المملكة العربية السعودية التي تمارس الكثير من التضييق على الشيعة وكأنها ملكت رقاب الناس واستبدت بلا حدود ضاربة عرض الحائط جميع مشاعر الشيعة في العالم في الهند والباكستان وايران والعراق ولبنان وسوريا وكافة الدول ذات الطبيعة الشيعية ولها تاريخ عميق في تجاوز الحدود الجغرافية والاعتداء على المقدسات الدينية للشيعة كما حدث في القرن العشرين في مدينتي النجف وكربلاء حيث دمرت قبور ائمتهم مما لايرتضيه عقل ولاوجدان.

شيعة اليمن والحرب المعلنة على الشيعة فيها

وتتكررهذه الايام في اليمن امور لاتختلف ابدا عما يجري من حملات الابادة الجماعية للشيعة في العراق كما يحدث في في كافة المناطق وبشكل سافر تتناقله وسائل الاعلام المختلفة رغم ان المعارضة لاتطالب الا بأبسط الحقوق المدنية كما حدث ذلك في صعدة وعدن وصنعاء وفي بقية المحافظات، أفلا يعي هؤلاء بأعمالهم هذه وقد نصبوا انفسهم حكام بالوكالة على شعوبهم، وألا يتعضون بما حدث لمن كان قبلهم كألشاه في ايران وصدام في العراق أم أنهم نسوا مافات؟!

ياحكام هذه البلاد استيقضوا قبل فوات الاوان

ان رؤساء هذه الدول لحري بهم مراجعة انفسهم وعليهم ان يجتمعوا ويراجعوا انفسهم ليغيروا من هذه السياسات الجاهلية التي لاتتلائم مع روح الاسلام وشريعته السمحاء وليعيدوا النظر الف الف مرة قبل ان يفوت الاوان،  لان الشعوب اذا استحكم عليها الضغط لابد ان يستجيب لها القدر.

ايها الحكام كونوا دعاة امن وسلام في بلاد المسلمين

ان الفرصة حاضرة لزعماء هذه الدول للنظر في امور رعاياهم ومواطنيهم وليكونوا دعاة أمن وسلام قبل أن ينفرط زمام امرها ويحل عليها غضب الله.. انظروا الى مطاليب شعوبكم المستضعفة واعطوها حريتها واضمنوا لهم حقوقهم المدنية واشركوهم في كل شئ فهم خلق الله وعياله ولاتستبدوا ولاتظلموا فان الظلم حرام عليكم ولاتشاطروا ابليس اللعين الذي يسوغ ويجمل لكم اعمالكم وخافوا يوما كان شره مستطيرا.

الله الله في انفسكم وشعوبكم ايها الحكام

الله الله في انفسكم وشعوبكم قبل فوات الاوان وقبل ان يحل عليكم غضب الله يوم لاتجدون معينا لأنفسكم وأنتم تقفون بين يدي الله عز وجل، يوم لايقبل من الظالمين معذرة، ويوم لاينفع والد ولاولد وفي يوم ليس فيه الا الحساب.

انظروا الى المواطنين بعين واحدة

ان على الحكام ان كانوا غافلين عليهم اعادة النظر بحاشيتهم ومستشاريهم الذين يركبون الشر ويزينون لهم العمل  ممن لايعظمون حرمات الله..  وعلى الحكام تطهير أجهزتهم القضائية والتنفيذية قبل ان يقوموا بالحملات الظالمة التي يدفعهم اليها هؤلاء الضالين،  وعليهم ان يختاروا الحكمة وان يتجنبوا الفتنة، واخيرا ندعوا حكام كافة الدول العربية والاسلامية ان يتخذوا من الحوار لغة للتفاهم وعليهم ان يمتنعوا عن كل عمل تعسفي وان ينظروا الى مواطنيهم بعين واحدة.

دعوة ودعاء لحكامنا في الدول العربية والاسلامية

نسأل الله لحكامنا التوبة والعودة الى حكم العقل والمنطق والعمل بالروح السمحاء التي امرنا  الله بها ورسوله وان لايكونوا اداة للشيطان انه سميع مجيب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 31/آب/2009 - 10/رمضان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م