الـ (15) تثبت الـ (12)

سامي جواد كاظم

الـ 15 من شعبان عام 255 هـ هو يوم ولادة الامام الحجة بن الحسن عليهما السلام ، والـ 12 هم الائمة الاثني عشر المعصومين عليهم السلام فكيف هذا من ذاك ؟

الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف يعد الرقم الاهم في معتقدات الشيعة بل وترتكز عليه كثير من المعتقدات التي تثير الجدل مع الاطراف المخالفة للامامية.

ومما لا شك فيه ان الاعتقاد بالامام الحجة ( عج) يبدأ بالاعتقاد في ولادته وانه ابن الامام الحسن العسكري عليه السلام اما علامات الظهور وكيفية الزهور فهذه لا تنفع ان كان الاصل لم يقنع.

واليوم لو اردنا اثبات ولادة الحجة فما من سبيل امامنا الا التوثيق التاريخي والتحليل العقلي من خلال ربط النصوص بعضها مع البعض فيما نحن فيه نتحدث اما المشاهدة فهذا امر مستحيل اثباته وان كثرت الروايات عن هكذا احداث الا انها تبقى موضع شك ورفض لمن لم يقتنع بميلاد الحجة اما المتيقن بوجوده وانه يعيش فترة الغيبة الكبرى فعملية التصديق بمن يدعي انه شاهده نتيجة اعتقاد قد يقتنع بها الموالي اما المشاهدة بالاختيار من قبل المشاهد فيعد ذلك من الكبائر.

فعملية انكار ولادة الحجة يترتب عليها نتائج كارثية بالفقه الشيعي وليس كما يعتقد البعض ان الانكار هو سبب عدم التصديق في كيفية الولادة والغيبة زاعمين انها خرافة والعياذ بالله ، مسالة الانتظار امام السرداب في سامراء لظهوره هي كذبة تافهة لا تصدر الا من تافه بحق الشيعة ويكفينا كثرة مصادرنا التي تثبت ان ارض الظهور هي ارض البعثة.

هذه بعض مصادرهم التي تؤكد ولادة الامام الحجة (عج) لتكن جزء من الادلة على الولادة :

1- محمد بن طلحة الحلبي الشافعي في كتابه (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول) قال: الباب الثاني عشر في أبي القاسم محمد بن الحسن... المهدي الحجة الخلف الصالح المنتظر...فأما مولده فبسر من رأى... إلى آخر كلامه.

2- محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه (البيان في أخبار صاحب الزمان) 336 قال: إن المهدي ولد الحسن العسكري، فهو حي موجود، باقٍ منذ غيبته إلى الآن.

3- محمد بن أحمد المالكي المعروف بابن الصباغ في (الفصول المهمة) ص237 في الباب الثاني عشر قال: ولد أبو القاسم محمد الحجة ابن الحسن الخالص بسر من رأى في النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين للهجرة.. إلى آخر كلامه...

4- سبط ابن الجوزي الحنفي في كتابه (تذكرة الخواص) قال: وأولاده (أي وأولاده الإمام الحسن العسكري): محمد.

5- أحمد بن حجر في كتابه (الصواعق المحرقة) عند ذكره للإمام الحسن العسكري قال: ولم يخلف غير ولده: أبي القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين، آتاه الله الحكمة... إلى آخر كلامه.

6- الشبراوي الشافعي في (الإتحاف بحب الأشراف) قال: الحادي عشر من الأئمة: الحسن الخالص ويلقب بالعسكري... ويكفيه شرفاً أن الإمام المهدي المنتظر من أولاده... ثم قال: ولد الإمام محمد الحجة ابن الإمام الحسن الخالص بسر من رأى، ليلة النصف من شعبان سنة 255. إلى آخر كلامه.

اما الدليل الذي توصلت اليه واستنتجته من خلال بحثي الا وهو حديث الاثني عشر خليفة او امام او أي مسمى اخر المهم الاثني عشر ، وهذا الرقم كان لزاما على كل من يدعي الاسلام ان يجد مخرج لهذا الرقم فنجد التفسيرات والتاويلات لهذا الحديث المروي في مصادر كل ابناء العامة وحتى الوهابية مثلا في سنن أبى داود رواية: "لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة"، تعالوا لنتايع التخريجات لهذا الحديث من قبل المخالف لنا.

مثلا قال الحافظ ابن حجر رحمه الله (وينتظم من مجموع ما ذكراه أوجه: أرجحها الثالث من أوجه القاضي ؛ لتأييده بقوله في بعض طرق الحديث الصحيحة "كلهم يجتمع عليه الناس" وإيضاح ذلك أن المراد بالاجتماع انقيادهم لبيعته، والذي وقع أن الناس اجتمعوا على أبى بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي إلى أن وقع أمر الحكمين في صفين، فسمي معاوية يؤمئذ بالخلافة، ثم اجتمع الناس على معاوية عند صلح الحسن، ثم اجتمعوا على ولده يزيد ولم ينتظم للحسين أمر بل قتل قبل ذلك، ثم لما مات يزيد وقع الاختلاف إلى أن اجتمعوا على عبد الملك بن مروان بعد قتل ابن الزبير، ثم اجتمعوا على أولاده الأربعة: الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام، وتخلل بين سليمان ويزيد عمر بن عبد العزيز، فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين، والثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك اجتمع الناس عليه.

اقول لان كل الذين ذكرهم لم يجتمع عليه الناس وحتى امير المؤمنين عليه السلام فقد اجتمعوا على بيعته واجتمع البعض على نكث البيعة بدليل حروبه الثلاثة فكيف تم الجمع على الاجماع بين علي عليه السلام ومعاوية ؟!! عثمان الكل يعلم من قتله وعمر اخذ الخلافة بالوصاية من قبل الاول والحسن (ع) كذلك.

واما ان الاسلام عزيز في زمن خلافة يزيد وهذا اكثر استحالة من نفاذ الجمل من سم الخياط وقد اصدق ذلك ولا اصدق عزة الاسلام في زمن يزيد ثلاث سنوات حكم الاولى قتل الحسين وعياله عليهم السلام والثانية أستباح المدينة المنورة والثالثة ضرب الكعبة بالمجانيق فاي عزة للاسلام هذه ؟!!.

نستنتج من هذا ان تفسيرهم هذا جعل الحجة رقم 13 وهذا خلاف النص الذي اعتمدوه.

الإمبراطورية العثمانية (1299 - 1924) أو الخلافة العثمانية هي إمبراطورية إسلامية أسسها عثمان الأول حكمت أجزاءً كبيرة من آسيا الصغرى و الحجاز و بلاد العراق و الشام ومصر و السودان والمغرب العربي و الصومال و البلقان و النمسا و إيطاليا و رومانيا و بلغاريا و أرمينية و جورجيا و اليونان، سبعة قرون حكمت اكبر بقعة اسلامية في التاريخ الحديث الا يوجد فيهم واحد من الاثني عشر ؟

وهنالك من تدارك هذا الخطأ فصنف الاثني عشر على اساس الاربعة الخلفاء الراشدين ومن ثم معاوية بن أبي سفيان وعبد الملك أبن مروان والوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك وهشام بن عبد الملك، ثم خليفة آخر الزمان المعروف بالمهدي ستكون إقامته هو كذلك وأعظم فتوحاته بالشام أيضا وهي (الملحمة) وكذلك أشرف مرتبة ينولها وهي صلاة المسيح عليه السلام خلفه بالشام أيضاً، وهؤلاء هم الأئمة الإثنى عشر الخلفاء العظام الذين ملكوا الدنيا.

هنا لابد من التنويه هل عزة الاسلام تشترط بمن يقوم بذلك ان يكون خليفة الا يمكن ان يكون من قبل شخص لا سلطة له على الناس الا انه قمة في الوعظ والارشاد ، اليس الدين هو النصيحة ؟ وهل النصيحة لا تاتي الا من قبل الخليفة فقط ؟ الم يستنجد بعض الخلفاء بالائمة عليهم السلام في حل المستعصيات عليهم ؟

في حين عندما يسال الامامية عدوا لنا الاثني عشر فان العد سياتي وبكل بساطة ومن غير تلكؤ من الامام علي الى الامام الحجة عليهم السلام اجمعين ، وهذه السلسلة شرط من شروطها هو العهد من السلف الى الخلف ومباشرة وجها لوجه

وهذا اصل السبب الذي يتمسك به المخالف في الطعن بولادة الامام الحجة لان الطعن يعني انقطاع خيط السبحة.

لاحظوا فترة الغيبة الصغرى لم يجرأ احد على انكار الامام الحجة كما وانه لم يظهر احد يدعي المهدوية والاكثر روعة هو التماسك والتكامل بين السفراء الاربعة في الاستلام والتسليم كما هو الحال بين الائمة الاثني عشر عليهم السلام.

فالايمان بولادة الحجة يعني الايمان بالغدير والانكار لها انكار للغدير فالسبب ليس كما يقال من باب التشنيع من قبل الناصبيين بل القصد نسف سلسلة الاثني عشر وهيهات لهم ذلك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 6/آب/2009 - 14/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م