الأمراض.. أبرز وأخطر تحديات القرن الحادي والعشرين

أكثر عشرة أمراض غرابة قد تسمع بها

 

شبكة النبأ: حذّرَ مختصون أن أعظم التحديات التي تواجه العالم مستقبلاً لا تقتصر على الكوارث الطبيعية أو الاحتباس الحراري، بل في خطر صامت قد يتسلل كوباء يفتك على ملايين البشر بضربة واحدة.

وبدورها، قد تلعب التغييرات المناخية دوراً مساهماً في نشر الأمراض. فبعض الأمراض، كالملاريا وحمى الضنك، قد تعدت نطاق حدودها في المناطق الدافئة، ويشير العلماء إلى صعوبة التكهن بالوقت الذي يستغرقه انتقال مرض من مكان لآخر وسرعة انتشاره أو كم البشر الذين سيصابون به.

وقال توماس ديكسون، بروفيسور العلوم السياسية، ومؤلف كتاب "الجانب الأعلى للأسفل": "أحد المخاطر الحقيقية التي قد تواجهنا في المستقبل قد يتمثل في مرض جديد يكتسح كوكبنا.. نظراً للترابط المحكم بيننا."

ويرى مختصون أن الظروف مواتية لتفشي الأمراض وسهولة تنقلها، عبر الحدود  الدولية، وأن النمط المعيشي الحديث، إلى جانب الكم الهائل من الرحلات الجوية بين كافة أنحاء العالم، قد يساهم في سرعة وفعالية انتشار الجراثيم والفيروسات.

وتعد أنفلونزا الخنازير مثالاً حياً على ذلك، حيث ظهر الفيروس الذي يعرف بـH1N1 لأول مرة في المكسيك، وسرعان ما انتشر حول العالم.

وأوضح د. إيان ليبكين، بروفيسور علم جهاز الأعصاب والأوبئة: "قد لا تبدو مظاهر المرض على حامل فيروسات محددة أو بكتيريا، إلا أنه قادر على نقل عدوى أمراض قد تكون لها عواقب وخيمة على أشخاص لم يشهدوها من قبل."بحسب سي ان ان.

أما في الدول النامية، حيث تتدنى الرعاية الصحية وخدمات الصرف الصحي، مما يوفر مرتعاً خصباً للأمراض، تفتك الأمراض المرتبطة بعدم توفر المياه النظيفة، كالكوليرا ودودة غينيا، بالملايين من البشر سنوياً.

وينبه العلماء أن عدم تبني تدابير متطرفة لتنظيف مصادر المياه العالمية، قد يفاقم الخطر، وفق شبكة "أيه بي سي" الأمريكية.

ويضيف المختصون عاملاً آخراً قد يساهم في إنتشار  الأمراض، وهو الانفجار السكاني على كوكب الأرض، مما يزيد من اكتظاظ المدن وانتشار الفقر، اللذان يلعبان دوراً مباشراً في ازدياد الأمراض المعدية.

وقال د. أنطوني فوسي، رئيس "المعهد القومي للحساسية والأمراض المعدية": "الجياع والمصابون بسوء التغذية أكثر عرضة لالتقاط العدوى."

ولا تتوقف كوارث الأمراض عند البشر، بل قد تمتد حتى المحاصيل الزراعة وسلسلة الإمدادات الغذائية، ما قد يعني إبادة سبل الحياة لآلاف من البشر، كما أن تصدير المواد الغذائية بين دول العالم قد يعرضها للتلوث.

وقال ليبكين إن شبكة توزيع الغذاء قد تعرضنا لبروز نوعية جديدة أو أخرى معروفة من الفيروسات المسببة للأمراض.

ومن المخاطر الأخرى التي قد تفتك بأعداد هائلة من البشر، الإرهاب العضوي bioterrorism، ولجوء بعض منظمات إرهابية لنشر أمراض كالأنتراكس والجدري المائي عمداً. 

وأكثر ما يقلق العلماء شيوع استخدام المضادات الحيوية وتأثيرها السلبي على المناعة الطبيعية وإضعافه مقاومة الجسم لأمراض معدية شائعة.

أكثر عشرة أمراض غرابة قد تسمع بها

ومع انتشار الأمراض الحديثة التي يمكن لها أن تتحول إلى أوبئة، مثل أنفلونزا الخنازير والسارس وجنون البقر، يتراجع الاهتمام العلمي عالمياً ببعض الأمراض النادرة، التي لا يتجاوز عدد المصابين بها بضعة آلاف، ومن بين أبرز هذه الأمراض اخترنا لكم عشرة لتعريفكم بعوارضها الغريبة.

مرض "مورغيلونس"، ويشكو من هذا المرض 14 ألف شخص حول العالم، وتظهر عوارضه من خلال بزوغ ألياف سوداء وحمراء وزرقاء من الجلد، مع شعور بالوخز.

يترافق هذا المرض مع إحساس بالتعب وفقدان للذاكرة وآلام في المفاصل، وينبع اسمه من المنطقة التي ظهر فيها للمرة الأولى في فرنسا، عندما قضى على بعض الأطفال إثر بزوغ شعر أسود من جلدهم بالقرن الـ17.

مرض "بروجيريا"، ويعرف هذا المرض بـ"الشيخوخة المبكرة"، حيث يبدو المصابون به وكأنهم من كبار السن رغم أنهم في الواقع أطفال، ويؤثر المرض على أشكال المرضى، حيث تكون رؤوسهم صغيرة وعيونهم جاحظة، ويفقدون شعرهم بسرعة، وغالباً ما يؤدي المرض إلى وفاة المصابين في أعمار مبكرة.

مرض "التحسس من المياه"، ويُعتقد أن هناك 30 مصابة بهذا المرض حول العالم، وتظهر عوارضه عادة في فترة متقدمة، وتنتج عن خلل هورموني يصيب النساء عند الولادة، وهو يتسبب للمرضى بحكاك يترافق مع آلام حادة في الجلد عند الاستحمام أو حتى شرب المياه. بحسب سي ان ان.

مرض "التحدث بلغات غريبة"، ويسجل الطب 60 حالة من هذا المرض حول العالم، حيث يجد المرضى أنفسهم يتحدثون بلغة يعجز أحد عن فهمها، وكان يعتقد أن المرض أساسه نفسي، غير أن دراسات حديثة ذهبت إلى أنه عبارة عن خلل في الدماغ يؤدي إلى تبديل لفظ الكلمات والحروف.

مرض "الضحك المميت"، ويطلق عليه بعض العلماء اسم "كورو"، وكان يقتصر على أفراد قبيلة "فور" في غينيا الجديدة، ويظهر من خلال انخراط المريض بنوبة مفاجأة من الضحك الهستيري، لتبدأ بعدها أشهر من المعاناة، تبدأ بآلام في المفاصل وفقدان القدرة على النطق السليم.

وتنتهي العوارض بوفاة المرضى الذين تظهر في أدمغتهم فجوات بعد تشريح جثثهم، وقد قام الطبيب الأمريكي، كارلتون جودسيك بدراسة المرض، وخلص إلى أنه بدأ ينتشر بعد قيام أفراد القبيلة بأكل جثث المصابين، وقد أدى هذا الاكتشاف إلى وقف عادة أكل الجثث، ما تسبب باختفاء المرض عام 1976، ونال جودسيك جائزة نوبل للعلوم.

مرض "تحول المفاصل لعظام"، وقد ظهر لمرة واحدة عام 1938 لدى الأمريكي هاري إيستلك، الذي بدأ يفقد القدرة على الحركة تدريجياً حتى بات عاجزاً عن تحريك أي عضو باستثناء فمه بعمر 39 عاماً، وقد قام إيستلك بعد وفاته بالتبرع بهيكله العظمي للأبحاث العلمية الخاصة بدراسة المرض، وهو معروض حالياً بمتحف فيلادلفيا.

متلازمة "أليس في بلاد العجائب"، وهو مرض يصيب الحواس، بحيث يجعل المرء يعتقد أن ما يراه أو يسمعه أو يلمسه أصغر بكثير مما هو عليه في الحقيقة، كما قد يشعر أن جسده صغير للغاية أيضاً، ويتسبب المرض لصاحبه بصداع الشقيقية القوي.

وقد استوحى الأطباء اسم هذا المرض من قصة "أليس في بلاد العجائب"، التي تواجه فيها البطلة ظروفاً مشابهة، ورغم أن الجدل الطبي حول ما إذا كان كاتب القصة، لويس كارول، يعاني من هذا المرض غير محسوم بعد، إلا أنه كان بالتأكيد يشكو من صداع الشقيقة الدائم.

مرض "بروفيريا"، رغم ندرة هذا المرض، فإن شهرته تنبع من تعرض الملك الإنجليزي "المجنون" جورج الثالث له في القرن الثامن عشر، وتظهر عوارضه عبر تحول البول إلى اللون البنفسجي، بسبب تعقيدات تؤثر على إنتاج الجسم لبروتين "هيمي" الضروري لكريات الدم الحمراء.

ومن عوارضه أيضاً التحسس من الشمس، وظهور آلام في الأجزاء السفلى من الجسم، ونمو الشعر على الجبهة، ويعتقد أن ماري ملكة اسكتلندا، والرسام الهولندي فان غوغ، وملك بابل القديمة نبوخذ نصر، تعرضوا لهذا المرض.

متلازمة "بيكا"، وهي كلمة لاتينية تعني الشراهة، حيث يقبل المصابون بهذ المرض على أكل كل ما يعترض طريقهم، حتى الطلاء والأوساخ.

متلازمة "موبيوس"، وهو مرض جيني نادر للغاية، ويظهر من خلال شلل يصيب كامل عضلات الوجه، بحيث يعجز المرضى حتى عن إغماض أعينهم أو تحويل أنظارهم، ويترافق المرض مع تشوهات في عظام الأرجل، أو نقص خلقي في عدد الأصابع.

حوالي 200 إصابة بداء اللشمانيا في جنوب العراق

وفي العراق الذي تكثر فيه الامراض بسبب تردي القطاع الصحي وخراب البنى التحتية، أشارت مصادر رسمية إلى تسجيل نحو 200 حالة إصابة بداء "الليشمانيا" في محافظة ميسان الجنوبية التي تقع على بعد 350 كلم جنوب بغداد، وفق تقرير.

وقال زامل شياع، مدير مديرية الصحة في ميسان، أنه قد تم "تسجيل 190 إصابة بداء الليشمانيا حتى الآن في مناطق مختلفة من المحافظة، سواء الحضرية أو الريفية، وبين مجموعات عمرية مختلفة".

أوضح أن الوباء قابل للسيطرة في الوقت الحاضر وأن الفِرق تراقب المناطق المتأثرة عن كثب، وفق شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين".

ويعرف داء الليشمانيا أيضاً باسم حبة بغداد، أو حبة الشرق أو حبة أريحا، أو حبة دلهي. وتؤدي الحالات المستعصية منه والمعروفة باسم الليشمانيا الحشوية إلى فشل الأعضاء ومن ثم الوفاة.

وينتقل المرض عن طريق لدغة أنثى حشرة من جنس الفاصدة. ويمكن أن تكون الكلاب وغيرها من الحيوانات مصدراً لانتقال العدوى إلى الإنسان ولكن القوارض وخاصة أنواع معينة منها تعتبر الناقل الرئيسي للمرض. وقال شياع أن إن في المناطق المصابة ينامون في العراء وفي أماكن تفتقر إلى الخدمات الصحية.

وحسب منظمة الصحة العالمية، تسبب الأنواع المختلفة من طفيليات الليشمانيا المعدية، البالغ عددها حوالي 20 نوعاً، مجموعة من الأعراض مثل الحمى والتوعك وفقدان الوزن وفقر الدم أما حالات الإصابة بالليشمانيا الحشوية فتسبب انتفاخ الطحال والكبد والعقد الليمفاوية.

ظهور الطاعون شرق ليبيا ومصر تنفي اكتشاف إصابات

وفي شمال افريقيا أعلنت السلطات الليبية ومنظمة الصحة العالمية ظهور إصابات بوباء الطاعون في مدينة "طبرق" الساحلية قرب الحدود الليبية المصرية.

وأعلنت المنظمة الدولية أنها سترسل فريقاً إلى ليبيا لبحث الوضع، في حين قالت تقارير محلية إن عدد الحالات المعلن عنها يتراوح بين 16 و18 حالة.

والطاعون هو وباء عرف بمرض الموت الأسود، وفتك بأكثر من 75 مليون شخص، أكثرهم في أوروبا، بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين. بحسب سي ان ان.

 وعلى الجانب المصري، أكدت السلطات أنه لا يوجد إصابات بالطاعون، وأن الاحتياطات تتخذ للوقاية بالتنسيق بين وزارة الصحة المصرية والقوات المسلحة.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة قوله: "لقد قمنا بزيارة منفذ السلوم، للتأكد من جدية الإجراءات التي تتخذ، ولم نرصد أي شيء غير طبيعي حتى الآن على الحدود الغربية."

وأضاف "أن كافة الجهات على الحدود تعمل بالتنسيق مع ليبيا ولا تسمح بأي نوع من التسرب رغم الضغوط التي يتعرض لها القائمون بالإشراف على المعبر، حيث يعبر من الحدود ما يقارب من 3000 إلى 4000 شخص يوميا."

ووفقاً للوكالة، فقد تجول الجبلي، الأربعاء، بمنفذ السلوم عبر الحدود المصرية الليبية، لمتابعة الإجراءات الوقائية التي تتخذ بالحجر الصحي عبر المنفذ للقادمين من ليبيا، وذلك لرصد فيروس أنفلونزا الخنازير ومرض الطاعون.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 2/آب/2009 - 10/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م