اسرائيل ترفض وقف الاستيطان وتباشر في تهويد القدس

اسرائيليون يتوقعون نزاعا طويلا مع امريكا بعد اجهاض خطط اوباما للسلام

 

شبكة النبأ: ذكرت دراسة نشرت نتائجها ان المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة تحصل على شريحة أكبر بكثير من المساعدات المالية التي تقدمها الحكومة الاسرائيلية الى المجالس البلدية في اسرائيل ذاتها.

يقول التقرير الذي يتابع تطور المستوطنات اليهودية منذ حرب عام 1967 حتى اليوم ان عدد سكان المستوطنات ينمو ايضا بمعدل يزيد على ثلاثة امثال معدل نمو سكان اسرائيل.

وتدعو الولايات المتحدة اسرائيل الى تجميد كل الانشطة الاستيطانية الحساسة حتى يتسنى استئناف محادثات السلام المتعثرة مع الفلسطينيين بشأن اتفاق سلام شامل يحدد مصير المستوطنات في اطار مقايضة الارض بالسلام. بحسب رويترز.

ووجدت الدراسة انه "بينما تحصل المجالس البلدية الاسرائيلية ككل على 34.7 في المئة من دخلها من الحكومة وتحصل على نسبة اخرى تبلغ 64.3 في المئة من دخلها فان بلديات المستوطنات تحصل على 57 في المئة من الحكومة و42.8 في المئة من دخلها الخاص."

وقالت الدراسة ان الحكومة الاسرائيلية خصصت 4.1 في المئة من ميزانيتها الاجمالية للمجالس البلدية للمستوطنات رغم انها تؤوي 3.1 فقط من اجمالي السكان الاسرائيليين.

أجرت الدراسة شبكة السياسة الاسرائيلية الاوروبية وهي مشروع لمركز ماكرو للاقتصاديات السياسية ومقره تل ابيب انشيء لاستكشاف العلاقات بين اسرائيل والاتحاد الاوروبي.

وأجرت الدراسة تقييما لقيمة كل المباني في المستوطنات - حيث يسافر سكان بعض هذه المستوطنات للعمل في مناطق اخرى لانه ليس بها صناعة توفر مصدرا اساسيا للدخل - عند نحو 18 مليار دولار.

وقال المدير روبي ناثانسون "ليس فقط المستوطنات هي التي تؤثر على الاولويات في عملية صنع القرار بشأن القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بالحكومة الاسرائيلية - لكن الحكومة الاسرائيلية تمول أكثر من نصف المبالغ اللازمة لاستمرار وجودها."

وتحليل الدراسة يبين ان ذروة بناء المستوطنات كانت في الفترة بين عامي 1977 و1983 في عهد رئيس الوزراء الراحل مناحيم بيجين وهي الفترة التي بنيت فيها أكثر من 56 في المئة من المستوطنات.

وجاء في الدراسة ان "النشاط الاستيطاني تراجع بدرجة كبيرة بعد عام 1985 ." وفي العقد التالي بعد عام 1967 كان البناء قاصرا على مناطق بها عدد ضئيل متفرق من السكان الفلسطينيين لكن في وقت لاحق امتد الى مناطق بها كثافة سكانية فلسطينية عالية.

والشق الاعظم من البناء كان مخصصا للسكنى ويتألف في معظمه من منازل تتكون من ثلاث أو اربع غرف.

ووصل اجمالي عدد السكان اليهود الى 276045 بحلول نهاية 2007 حيث متوسط العمر عند العشرين هو الاصغر في أي شريحة عمرية من سكان اسرائيل.

وقال التقرير "في السنوات العشرين الماضية ورغم مفاوضات السلام المستمرة فان تعداد سكان المستوطنين في الضفة الغربية ارتفع الى أكثر من المثلين بمعدل نمو أسرع بكثير من سكان اسرائيل."

واضاف "هذه الزيادة ما كان ليمكن تحقيقها دون الدعم النشط من جانب جميع الحكومات الاسرائيلية في هذه الفترة."

تكثيف البناء في القدس الشرقية

من جهتها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الحكومة الإسرائيلية تخطط لتكثيف البناء في القدس الشرقية، على الرغم من موقف الولايات المتحدة من موضوع الاستيطان فيها، والتي تعتبر البناء هناك كما هو في البؤر الاستيطانية في الضفة.

وبينت إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته على أن القدس هي جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل، وعلى أن استمرار البناء فيها هو جزء من التطور الطبيعي لاحتياجات اليهود في المدينة، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."

وفي هذا النطاق نشرت الصحيفة، الاثنين، معلومات عن البناء الإسرائيلي في القدس الشرقية، وذكرت أنه في نطاق فندق "شيبرد" في حي الشيخ جراح، تم بناء 390 وحدة سكن، وتمت المصادقة على بناء 20 وحدة أخرى. بحسب (CNN).

أما في حي رأس العمود فهناك خطة لبناء 110 وحدة سكن، وفي ما يسمى حي "معاليه زيتيم" في حي راس العامود، فقد جرى إسكان 50 وحدة سكن حتى الآن، وهناك مخطط لبناء 60 وحدة أخرى.

وقالت الوكالة نقلاً عن الصحيفة إنه 70 عائلة تسكن اليوم فيما يسمى "عير دافيد أو مدينة داود"، وهناك خطة لبناء أربعة نطاقات سكن جديدة.

وبحسب "يديعوت " فإن هناك خطة لبناء 300 وحدة سكن في بلدة أبو ديس، بالقرب من مبنى البرلمان الفلسطيني.

وفي حي الثوري سيطرت "جمعية العاد" على منطقة وسط المتنزه العام فيها وتعتزم إقامة نطاق سكني هناك، وفي مدخل جبل المكبر هناك مشروع "نوف تسيون" بالقرب من قصر المندوب السامي، والخطة الآن لإقامة مشروع سكن فاخر يضم نحو 300 وحدة سكن بيعت حتى الآن منها 40 شقة ليهود من مقاطعة ميامي.

أما في أطراف جبل المكبر في حي "بيئيمونا"، فبدأت أشغال بنية تحتية لإقامة 60 وحدة سكن.

السلطة تدين تصريحات نتنياهو

من ناحية ثانية، أدان الناطق باسم الرئاسة في السلطة الوطنية الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول استمرار الاستيطان بالقدس الشرقية،ورفضه النداء الذي وجهته إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بوقف بناء مزيد من الوحدات الاستيطانية في المدينة التي يطمح الفلسطينيون أن تكون عاصمة لدولتهم المستقبلية.

وشدد أبو ردينة في تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، على أن القدس الشرقية هي خط أحمر لا يجوز المساس به، معتبراً أن نتنياهو بهذه التصريحات يرفض المطلب الدولي بوقف الاستيطان، ويواصل تحدي واستفزاز الجهود الدولية للوصول إلى حل عادل ودائم للصراع في الشرق الأوسط.

وطالب أبو ردينة الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي بالعمل على عدم إضاعة الفرصة المتاحة حالياً لاستئناف عملية السلام، خاصة ما تبذله إدارة أوباما في هذا الاتجاه.

وحذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية من استمرار هذه السياسة الإسرائيلية، محملاً إسرائيل مسؤولية توقف عملية السلام.

النزاع مع الولايات المتحدة

قالت نائبة اسرائيلية يمينية بارزة في مقابلة ان اسرائيل مستعدة للمخاطرة بخلاف ممتد مع واشنطن بشأن مطلب الولايات المتحدة وقف البناء في مستوطنات القدس الشرقية والمستوطنات الاخرى.

وقالت تسيبي هوتوفيلي التي تنتمي لحزب ليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ان نتنياهو قد يواجه معارضة من داخل حزبه اذا تراجع ووافق حتى على تجميد جزئي في بناء المستوطنات في الاراضي المحتلة. بحسب رويترز.

وقالت هوتوفيلي لرويترز "هذا لن يكون مرضيا. لقد انتخبنا لنواصل البناء في يهودا والسامرة (الصفة الغربية المحتلة) وليس لنجمد البناء."

وقالت هوتوفيلي عضو اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية "ثمة نقاش حقيقي مستمر" مشيرة الى رفض اسرائيل نداءات الرئيس الامريكي باراك اوباما لتجميد الاستيطان من اجل استئناف محادثات السلام.

ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم في المستقبل. ويعترضون ايضا على أي توسع في مستوطنات الضفة الغربية التي يقولون انها تجزىء الاراضي التي سيقيمون عليها دولتهم.

وقالت هوتوفيلي ان واشنطن عبرت "خطا أحمر شديد الوضوح" عندما دعت الى تعليق مشروع بناء نحو 20 منزلا في القدس الشرقية. وعندما سئل البيت الابيض ان كان اتصل باسرائيل بشأن مشروع محدد امتنع عن التعليق.

وعبر اسرائيليون من مختلف الانتماءات الحزبية عن اتفاقهم مع نتنياهو لقوله لحكومته يوم الاحد في تصريحات اذاعها التلفزيون "لا يمكن أن نقبل فكرة ألا يكون لليهود حق العيش وشراء (المنازل) في أي مكان في القدس."

وتعتبر اسرائيل القدس عاصمتها غير المقسمة بما في ذلك الشطر الشرقي الذي استولت عليه مع الضفة الغربية في حرب عام 1967. وضمت اسرائيل القدس الشرقية في اجراء غير معترف به دوليا.

وقالت هوتوفيلي انها لا ترى حلا سهلا للتوتر السياسي مع واشنطن وقالت ان أي حل وسط يمكن ان يخلق أزمة سياسية داخلية لائتلاف نتنياهو.

وقالت "ربما لا تتفق اراء الحكومة الاسرائيلية والادارة الامريكية لبعض الوقت بشأن هذه القضية تحديدا قضية المستوطنات. لا بأس."

وأضافت هوتوفيلي وهي محامية عمرها 30 عاما وأصغر عضو في البرلمان الاسرائيلي وتنتقد بشدة الجهود التي يدعمها

نتنياهو يتحدى الولايات المتحدة

من جهته رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مطلبا امريكيا بوقف خطط لبناء مزيد من المنازل لليهود في القدس الشرقية بقوله انه لن يتلقى اوامر بشأن الاستيطان الاسرائيلي في المنطقة المتنازع عليها.

وقد يعمق الخلاف مع واشنطن بشأن مشروع لبناء 20 وحدة سكنية في جزء من القدس احتلته اسرائيل في حرب عام 1967 اخطر صدع في العلاقات بين الحليفين في عشر سنوات.

وقال مسؤولون اسرائيليون ان وزارة الخارجية الامريكية استدعت مايكل اورين السفير الاسرائيلي لدى واشنطن وابلغته بوجوب تعليق خطط الانشاء التي اقرتها بلدية القدس هذا الشهر. بحسب رويترز.

وقال نتنياهو "لا يمكننا قبول فكرة ان اليهود لن يكون لهم الحق في العيش وشراء (منازل) في اي مكان في القدس" واصفا المدينة بأنها العاصمة الموحدة لاسرائيل وهو زعم لا يلقى اعترافا دوليا.

وابلغ الصحفيين في الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء الاسرائيلي " بوسعي فقط ان اتصور ماذا سيحدث اذا اقترح احد ان اليهود لا يمكنهم العيش في مناطق معينة في نيويورك او لندن او باريس او روما. ستحدث بالقطع ضجة دولية كبيرة.. لا يمكننا قبول هذا المرسوم في القدس."

ونتنياهو بالفعل على خلاف مع باراك اوباما بشأن مطالبة الرئيس الامريكي لاسرائيل بتجميد الاستيطان اليهودي على الاراضي المحتلة التي يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم عليها.

ويحاول المبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل الذي من المقرر ان يعود الى المنطقة عما قريب ووزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك العمل على التوصل لاتفاق بشأن المستوطنات من شأنه ان يشمل خطوات مبدئية من جانب العرب لتطبيع العلاقات من اسرائيل.

لكن القيود على الاستيطان اليهودي في القدس قد تؤثر بشدة على ائتلاف نتنياهو الذي يعتبر مستقبل القدس خطا احمر بالنسبة للشركاء الدينيين والقوميين المتطرفين فيه.

وردا على تصريحات نتنياهو قال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ان الزعيم الاسرائيلي عليه ان يدرك ان المستوطنات والسلام يسيران في خطين متوازيين لا يلتقيان.

وضمت اسرائيل القدس الشرقية واعلنت المدينة باكملها عاصمة لها بعد حرب 1967. ويقول الفلسطينيون ان الاستيطان اليهودي في الاراضي المحتلة يمكن ان يمنعهم من اقامة دولة قابلة للحياة.

يقام المشروع السكني داخل مجمع بحي الشيخ جراح حيث كان يوجد فندق شبرد سابقا. وفي عام 1985 اشترى المجمع مليونير يهودي امريكي يمول المشروعات السكنية اليهودية في القدس الشرقية.

وقالت بلدية القدس ان لجنة التخطيط بها وافقت عملا بمبدأ " الشفافية التامة" على اقامة الشقق العشرين وتعهدت بالحفاظ على " البناء التاريخي" للموقع.

وشكك الفلسطينيون في مدى مشروعية حيازة المجمع قائلين انه ينتمي للمفتي السابق ورجل الدين البارز في القدس الحاج امين الحسيني.

وذهب الحسيني الى المنفى عام 1937 وتوفي عام 1974. وصنفت اسرائيل قطعة الارض على انها "ملكية غائبة" بعد حرب 1967.

وزير يطالب أوباما بتنفيذ تعهد سري

كشف وزير الاستخبارات الإسرائيلية، دان ميريدور، أن لدى بلاده "قلقاً متزايداً" حول إمكانية عدم التزام الإدارة الأمريكية الحالية، وعلى رأسها باراك أوباما، بتعهدات سلفه جورج بوش، حول السماح لإسرائيل بمواصلة أعمال البناء ضمن حدود المستوطنات الموجودة حالياً بالضفة الغربية.

وقال ميريدور إن طلب وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، من تل أبيب تجميد الاستيطان هو خطوة "غير مسبوقة" إذ لم يُعرف عن أركان الإدارة الماضية إصرارهم على هذا الأمر. بحسب(CNN).

وأقر الوزير الإسرائيلي بأن بلاده وافقت عام 2003 على خطة "خريطة الطريق" التي تنص على ضرورة وقف عمليات الاستيطان، بما في ذلك عمليات البناء التي تُسمى "النمو الطبيعي" للمستوطنات.

غير أنه قال، في مؤتمر صحفي عقده مع عدد من الصحفيين الأجانب، إن الحكومة الإسرائيلية وافقت على هذا الأمر بعدما اتفقت مع إدارة بوش على السماح بمواصلة البناء ضمن "حدود معينة" لم يحددها، طالباً من البيت الأبيض الالتزام بما تعهد به الرئيس السابق.

وتوجه الوزير الإسرائيلي لأوباما بالقول: "المرء لا يقوم بالتزامات لمدة ولايته فحسب، وإلا فإن إدارة السياسة الدولية لا يمكن أن تستمر كما هي اليوم.. يجب احترام الاتفاق الذي جرى التوصل إليه، وأنا لا أظن أن القيام بخلاف ذلك سيكون أمراً جيداً."

وكانت كلينتون قد تطرقت إلى ما ذكرته إسرائيل عن تعهدات "سرية" لبوش حيال الاستيطان، فقالت إنها لا تعرف عنها شيئاً، ولكنها تمتلك بالمقابل وثائق ومحاضر تؤكد إصرار الإدارة الأمريكية السابقة على وقف الاستيطان وإلزام إسرائيل بما تفرضه خطة "خريطة الطريق" للسلام.

ويأتي هذا الخلاف "العلني" بين تل أبيب وواشنطن حيال المستوطنات بعد ظهور الكثير من بوادر تباعد وجهات النظر بين الطرفين حيال الكثير من جوانب عملية السلام.

موقف واشنطن مخالف للتوراة

قال الحاخام الاكبر في اسرائيل شلومو عمار في رسالة نشرتها صحيفة "جيروزاليم بوست" ان الولايات المتحدة تخالف تعاليم التوراة بمطالبتها اسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.

وكتب الحاخام في رسالة موجهة الى مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الاميركية الكبرى ان "التوراة تطلب من الشعب اليهودي العيش في اسرائيل بينما تمارس الولايات المتحدة ضغوطا لمنع اليهود من ان يعيشوا ويبنوا منازلهم في اجزاء كبيرة من ارض اسرائيل" بحدودها التوراتية. بحسب فرانس برس.

واضاف ان "الاميركيين يريدون اقامة دولة (فلسطينية) يحظر على اليهود العيش فيها بل ويريدون حتى منع التوسع الطبيعي للمستوطنات اليهودية".

ودعا الحاخام اليهود في الولايات المتحدة الى استخدام نفوذهم "ليتمكن اليهود من الاقامة في كل مكان من اسرائيل بناء على تعاليم التوراة والهالاخا" التعاليم الدينية اليهودية المتشددة.

كذلك رفضت اسرائيل الثلاثاء دعوات الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الاوروبي وروسيا الى وقف الاستيطان في القدس الشرقية.

وقال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون في بيان ان "اسرائيل تتحرك وستتحرك انطلاقا من مصالحها القومية وخصوصا كل ما يمس بالقدس".

واضاف ان "حقوقنا في القدس، بما فيها تنميتها، لا يمكن ان تكون موضع اعتراض".

بدوره، اعتبر وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء ايلي يشائي ان اسرائيل "ليست تابعة لدولة اخرى في العالم. من حق حكومة ودولة اسرائيل البناء في كل انحاء اسرائيل حين تكون مشاريع مماثلة قد حصلت على كل التراخيص القانونية".

وكان هذان المسؤولان يردان على الانتقادات الدولية لمشروع اعلن ويقضي ببناء عشرين مسكنا في احد احياء القدس الشرقية.

أوروبا تزيد الضغوط لوقف بناء المستوطنات  

كما انضمت المانيا وفرنسا والسويد التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي الى الدول الغربية التي تضغط على اسرائيل لوقف بناء مستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية في اطار جهود تقودها الولايات المتحدة لاستئناف محادثات السلام.

ويعارض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الدعوات الدولية الى تجميد البناء في الاراضي المحتلة لكنه أبدى بوادر مرونة على ما يبدو حيث تحدثت صحيفة عن خطة سرية لازالة أكثر من 20 موقعا استيطانيا اقيمت دون ترخيص. بحسب رويترز.

وتعهدت اسرائيل منذ فترة طويلة بتفكيك المواقع الاستيطانية التي لم تقرها قط لكنها واصلت البناء في المستوطنات الاكبر في القدس الشرقية والضفة الغربية.

وفي برلين نقل عن روبريخت بولنتس وهو عضو بارز في حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي اليه المستشارة الالمانية انجيلا ميركل قوله ان اسرائيل تقدم على المخاطرة "بالانتحار البطيء كدولة ديمقراطية" اذا لم توقف البناء.

وقال بولنتس رئيس اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية لصحيفة راينيش بوست "اسرائيل تتجاهل حقيقة انه لا الفلسطينيين ولا الدول العربية ستقبل حلا دون القدس الشرقية."

واستدعت وزارة الخارجية الفرنسية السفير الاسرائيلي دانييل شيك في باريس للاحتجاج على مشروع اسكان اسرائيلي مزمع في القدس الشرقية.

وضمت اسرائيل القدس الشرقية بعد فترة قصيرة من الاستيلاء عليها عام 1967 في اجراء لم يعترف به دوليا.

وحثت السويد التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي اسرائيل على الامتناع عن هدم منازل في القدس الشرقية حيث يواجه الالاف مخاطر التشريد.

واصبحت القدس نقطة محورية في الجدال بشأن الاستيطان منذ ان اتهم مسؤولون اسرائيليون وزارة الخارجية الامريكية بابلاغ السفير الاسرائيلي لدى واشنطن مايكل اورين بأنه يتعين على اسرائيل ان توقف خططا لبناء نحو 20 وحدة سكنية في الشطر الشرقي للمدينة.

ولم تؤكد الولايات المتحدة قط انها قدمت هذا الطلب لكن نتنياهو رفضه في تصريحات أثناء اجتماع لحكومته أذاعها التلفزيون في اجراء يرى محللون انه يستغل التأييد الشعبي الواسع في اسرائيل لمواصلة السيطرة على المدينة المتنازع عليها.

انتحار سياسي

من جانبه حث عضو كبير في حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي اليه المستشارة الالمانية انجيلا ميركل اسرائيل على عدم بناء مزيد من المستوطنات محذرا من أنها تعرض نفسها للانتحار السياسي اذا واصلت ذلك.

ونقل عن روبرخت بولنتس رئيس اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية قوله إن هدف اسرائيل اقامة حدود آمنة لا يمكن تحقيقه الا من خلال حل الدولتين. وتتسم تصريحاته بالشدة على نحو غير مألوف بالنسبة لسياسي ألماني.

وقال بولنتس لصحيفة راينيشه بوست اليومية انه اذا لم تكف اسرائيل عن بناء مستوطنات فتعرض نفسها لخطر "الانتحار التدريجي كدولة ديمقراطية".

ومضى يقول ان التمتع بحدود امنة لن يكون ممكنا بالنسبة الى اسرائيل الا اذا أمكن أن تكون القدس عاصمة لدولة فلسطينية لكنه أضاف أن اسرائيل تحاول عزل القدس الشرقية عن الضفة الغربية من خلال بناء مزيد من المستوطنات.

ونقلت عنه الصحيفة قوله ان اسرائيل تتجاهل حقيقة انه لا الفلسطينيون ولا الدول العربية ستوافق على اي حل دون القدس الشرقية.

ويشعر الساسة الالمان بأن عليهم التزاما خاصا بشأن اسرائيل بسبب المحارق النازية التي تعرض لها اليهود ويميلون الى اللين في انتقادها مقارنة بدول أخرى كثيرة.

ومن ناحية اخرى حثت السويد التي ترأس الاتحاد الاوروبي حاليا اسرائيل على الامتناع عن اجلاء الفلسطينيين وهدم منازلهم في القدس الشرقية العربية حيث يتعرض الالاف لخطر التشريد.

وقال تقرير للامم المتحدة في مايو ايار ان زهاء 1500 أمر هدم ستصدر لمنازل اقيمت دون ترخيص من بلدية القدس الاسرائيلية في شرق المدينة.

اخلاء كل المواقع الاستيطانية في يوم واحد

قالت صحيفة اسرائيلية ان اسرائيل تعتزم ان تزيل في يوم واحد كل المواقع الاستيطانية غير المصرح ببنائها وعددها 23 والمقرر اخلاؤها في الضفة الغربية المحتلة في خطوة تهدف الى تنفيذ وعد قطعته اسرائيل لواشنطن منذ فترة طويلة.

ولم يذكر التقرير الذي نشرته صحيفة هاارتس تاريخا لازالة المواقع الاستيطانية حيث يعيش بعض من أكثر المستوطنين تشددا في الضفة الغربية المحتلة ولكنها قالت ان الجيش أجرى تدريبا في الاسبوع الماضي استعدادا لعملية اجلاء المستوطنين.

وقالت هاارتس ذات التوجهات اليسارية ان الجيش يستعد لان يخلي "بالقوة 23 موقعا استيطانيا غير مشروع في يوم واحد. صاغت المؤسسة العسكرية هذه الخطة بعلم من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو." بحسب رويترز.

وتتعرض اسرائيل لضغوط دبلوماسية متزايدة من الولايات المتحدة لوقف كل الانشطة الاستيطانية في الضفة الغربية لاستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين.

ويرفض نتنياهو حتى الان الالتزام بتجميد كامل للنشاط الاستيطاني في أكبر خلاف بين اسرائيل والولايات المتحدة خلال عشر سنوات.

وفي مايو ايار قال مارتان فيلناي نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ان ازالة المواقع الاستيطانية غير المشروعة التي عادة ما تكون تجمعا للمنازل المتنقلة فوق تلال معزولة دون تصريح من الحكومة أصبحت "قضية محورية" لادارة نتنياهو.

وقال بنحاس والرشتاين وهو زعيم للمستوطنين "التقرير ( الصحفي) يبدو خياليا تماما." ولكنه صرح لراديو الجيش بأن المستوطنين يمكنهم أن يكونوا "شركاء في اتفاقات مؤلمة ولكن ليس نتيجة ضغط أمريكي".

وتقول وزارة الدفاع الاسرائيلية انها لن تكشف عن أماكن كل المواقع الاستيطانية للحفاظ على عنصر المفاجأة ولكنها تشمل المواقع التي بنيت بعد مارس اذار عام 2001 وهي مجموعة التزمت اسرائيل بازالتها خلال ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش.

ومن المتوقع أن تقابل عملية الاخلاء بمقاومة من المستوطنين. وقال والرشتاين ان نحو ثمانية الاف شخص يعيشون في هذه المواقع.

مستوطنون يشعلون النار في اشجار بالضفة

من جانب اخر اعلن مسؤول امن فلسطيني ان مستوطنين اسرائيليين يمتطون جيادا أشعلوا النار يوم الاثنين فيما لا يقل عن 1500 شجرة زيتون مملوكة لفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقام اخرون برجم سيارات بالحجارة.

وقال المسؤول غسان دغلس ان اثنين من قادة السيارات الفلسطينيين اصيبوا بجروح طفيفة وان خمس عربات لحقت بها أضرار بالقرب من مستوطنة يتسهار التي تقع خارج مدينة نابلس الفلسطينية.

وقال ان عشرة مستوطنين يركبون الجياد ويحملون المشاعل أشعلوا النار في عدد يتراوح بين 1500 و2000 شجرة زيتون. والزيتون من المحاصيل المهمة التي تدر اموالا للفلسطينيين الذين يشكون من الهجمات المتواترة على بساتين الزيتون من جانب المستوطنين.

ولم يتوفر على الفور تعقيب من جانب متحدث باسم الجيش أو الشرطة الاسرائيليين.

وذكرت تقارير اعلامية اسرائيلية ان الحادث كان ردا من المستوطنين على قيام الجيش الاسرائيلي قبل ساعات بتدمير منزل متنقل في موقع استيطاني اقيم دون موافقة الحكومة الاسرائيلية.

وفي وقت سابق توفي فلسطيني في مستشفى اسرائيلي متأثرا بجروح ناجمة عن اصابته بأعيرة نارية على الحدود مع قطاع غزة بعد ان رفض التوقف عندما امرته دورية اسرائيلية بذلك حسبما جاء في تصريحات متحدثة باسم المستشفى والجيش.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 25/تموز/2009 - 2/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م