السعودية وسيناريوهات الصراع على الحكم لمرحلة مابعد الملك عبدالله

 

شبكة النبأ: في اطار التنبؤات لما سيحصل في حال وفاة ملك السعودية المُسن وما يتلو ذلك من احتمالات نشوء صراع على السلطة في ضوء اعتلال صحة ولي العهد وعدم اتفاق ابناء العائلة المالكة على شخص ثالث، تحدّثَ السفير روبرت جوردن والباحث سايمون هندرسون إلى المنتدى السياسي الخاص على مأدبة غداء في معهد واشنطن لمناقشة الخلافة في المملكة السعودية والتحديات التي يمكن أن تشكلها بالنسبة للولايات المتحدة.

وسيمون هندرسون هو زميل بيكر ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن. وستصدر هذا الشهر آخر نشراته ضمن المجهر السياسي، "بعد الملك عبد الله: الخلافة في المملكة العربية السعودية". اما روبرت جوردن فهو سفير أمريكي سابق لدى المملكة السعودية، عين بعد فترة وجيزة من وقوع الهجمات الإرهابية في 11 أيلول/سبتمبر.

وتحدث سايمون هندرسون قائلا: من المرجح أن تكون الخلافة القادمة في المملكة العربية السعودية كبيرة الأهمية لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة، حيث أن طبيعة وأسلوب حكم العاهل السعودي المقبل سوف تؤثر بصورة عميقة على المصالح الأمريكية حول مجموعة كبيرة من القضايا الاقليمية الهامة، بما فيها إيران، والعراق، وأفغانستان، وباكستان، وعملية السلام في الشرق الأوسط، وبالطبع، الطاقة. وقد اشتد النقاش حول مستقبل القيادة في المملكة العربية السعودية منذ آذار/مارس المنصرم، عندما تم تعيين وزير الداخلية الأمير نايف نائباً ثانياً لرئيس الوزراء، وهو المنصب الذي ينظر إليه كـ "ولي العهد في الانتظار". وبسبب اعتلال صحة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز، يؤكد التعيين الأخير بأن الأمير نايف هو الأوفر حظاً لتولي منصب ولي العهد المقبل أو ربما حتى الملك.

وكما تم استعراض الموضوع في الدراسة "بعد الملك فهد: الخلافة في المملكة العربية السعودية"، من عام 1994، إن المعيار الرئيسي [لمبايعة] ملك للسعودية هو السن. وإذا كان ابن سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة، قد اعتبر نفسه في أي وقت مضى خاضعاً لمعيار شرط الأقدمية، فهذا أمر مشكوك فيه، ولكن يبدو أن التسلسل الزمني لولادة ابنائه يبقى الحَكَم البارز. ويقال أيضاً أن ابن سعود قد صرح بأنه ينبغي أن لا يكون ملك المستقبل قد ولد [لأم] أجنبية. فمن بين اثنين وعشرين من زوجاته، كان نصفهم فقط تقريباً من أصل عربي. وعلاوة على ذلك، عادة ما يتمتع العاهل السعودي بالخبرة والحنكة، والاهتمام في السياسة، والشعبية – وهي خصائص يفتقرها الكثير من أبناء ابن سعود.

ومع بلوغ الملك عبد الله هذا العام الستة وثمانين سنة من عمره – وهو بالفعل أكبر سناً من أي من أسلافه – تظهر هناك عدة احتمالات.

إن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أنه قد لا يطول عمر الأمير سلطان البالغ من العمر خمسة وثمانين عاماً، أكثر من عمر الملك عبد الله، مما سيضع ضغطاً هائلاً على الملك لتعيين الأمير نايف ولياً للعهد. ولكن هذه الشراكة الجديدة قد لا تستمر طويلاً، لأنه يقال بأن الأمير نايف نفسه معتل الصحة.

وإذا توفي الملك عبدالله قبل الأمير سلطان، ربما يطالب ولي العهد بالعرش، على الرغم من اعتلال صحته، ويعين الأمير نايف الرجل الثاني في البلاد. ولكن يتعين على "هيئة البيعة" المشكلة حديثاً وغير المختبرة من قبل، الموافقة على لياقة الأمير سلطان واختياره للأمير نايف ولياً للعهد على حد سواء. إن الـ "هيئة" التي تعتبر أداة من قبل الملك عبد الله لعرقلة تقدم ما يسمى بالأمراء السديريين -- أكبر وأقوى مجموعة فرعية من ابناء ابن سعود، التي تضم الأمراء سلطان ونايف -- ربما تتجنب أي مواجهة وتذعن بهدوء.

إذا حدث [سيناريو معين] بحيث لا يستطيع الملك عبد الله والأمير سلطان على حد سواء إداء الواجبات الرسمية، فإن "هيئة البيعة"، بعد تعيين مجلس مخصص لحكم البلاد لمدة سبعة أيام، سوف تختار مرشحاً مناسباً ليصبح ملكاً. وفي هذا السيناريو، من المحتمل أن يطالب الأمير نايف بالعرش. وتثير قيادته للعديد من قوى الأمن الداخلي، الاحتمال بأنه اذا كانت هناك معارضة ملكية واسعة لمطالبته، يمكنه أن يقوم وبصورة فعالة بانقلاب [لتولي السلطة].

وقد ينطوي سيناريو آخر على [مبايعة شخص آخر] ملك على البلاد كحل وسط. ومن المحتمل أن يكون [المرشح في هذه الحالة] حاكم الرياض، الأمير سلمان، البالغ من العمر ثلاثة وسبعين عاماً، الذي يلقى احترام [الجميع]. وبانحداره من عائلة السديري فقد يقنع الأمير نايف بالتنحي من أجل الحفاظ على الوئام في عائلة آل سعود.

وبغض النظر من سيصبح ملك السعودية المقبل، فإنه سيواجه تحديات فريدة من نوعها تختبر قابلية إدارته. وتطرح الفوضى التى تعم إيران اليوم عدداً من المضاعفات بالنسبة للمملكة. فالقيادة السعودية تشعر بالتوتر إزاء الأحداث الأخيرة، وهي قلقة من إمكانية حدوث تغيير ثوري، فضلاً عن توطيد السلطة من قبل المتشددين الإيرانيين.

وستواجه العلاقات الأمريكية السعودية عقبات خطيرة في ظل حكم الأمير نايف؛ فهو رجل من الصعب العمل معه ويُسمع عنه بأنه قريب من رجال الدين المحافظين. كما أنه تحدث ضد الانتخابات الديمقراطية، لأنه ينظر إلى تعيين مسؤولين بصورة مباشرة خياراً مضموناً. وبالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يقوم الأمير نايف بإلغاء بعض إجراءات الإصلاح التي اتخذها الملك عبد الله، ومن الواضح بالفعل بأنه منذ التعيين الأخير للأمير نايف، فقد برنامج الإصلاح الذي اتبعه الملك عبد الله زخمه.

وقال روبرت جوردن متحدثا ضمن مداخلته: إن فهم الكيفية التي تؤثر فيها الخلافة السعودية على سياسات الولايات المتحدة في المنطقة هو أمر بالغ الأهمية، خاصة وأن العلاقات الأمريكية السعودية تتحسن بعد سنوات من التوتر في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر. فبعد التفجيرات التي وقعت في الرياض عام 2003، أمر سفير الولايات المتحدة برحيل جميع أعضاء السلك الدبلوماسي الأمريكي من السعودية باستثناء أهم المسؤولين وذويهم، وهي خطوة اقنعت العديد من [شركات] الأعمال الأمريكية بالحد من وجودها في المملكة. وقد غضب القادة السعوديين من هذا القرار، وخلصوا بأن الولايات المتحدة لا تعتبر المملكة العربية السعودية آمنة بشكل كاف.

وفي المقابل، قام المسؤولون السعوديون بقيادة الأمير نايف، بإزالة عدد من الخلايا الارهابية في السنوات القليلة الماضية، وهي الخلايا التي لم تعترف المملكة حتى بوجودها في عام 2001. وقد اثبتت هذه الانجازات بأن الأمير نايف قادر على تحمل المسؤولية عن أمن البلاد.

وعلى الرغم من المخاوف الأمريكية حول الخلافة السعودية، من المرجح أن يحافظ العاهل السعودي المقبل -- كائناً من كان -- على مواقف البلاد الحالية حول العديد من القضايا، على الرغم من التصريحات العلنية في الماضي. وقبل أن يصبح ملكاً، كان يُعتقد بأن عبد الله عارض تماماً الغزو الأمريكي للعراق ولكن ثبت بأن ذلك لم يكن صحيحاً. فقد قدمت الرياض دعماً أساسياً للولايات المتحدة خلال الحرب، وأثبتت بأن "الضرورة تؤدي إلى بعض التوافقات من وقت لآخر". ومع تقدم أفراد من ذوي الخبرة السياسية إلى الصدارة، من المرجح أن تكون المملكة العربية السعودية مستقرة إلى حد ما بغض النظر عن النَسب الملكي للخلافة.

وفي ضوء الوضع القائم في إيران، قد تضطر السعودية إلى قبول بعض التغييرات، أو على أقل تقدير، تعي ببعض الحقائق. ويدرك قادة المملكة بأن فقدان الاتصال مع الدين يمكن أن يؤثر على الدعم الشعبي للحكم الملكي. ومن المرجح أن يؤدي قيام حركة ثورية أو تقوية المتشددين الإيرانيين إلى جعل السعوديين شديدي التوتر. ولكن بغض النظر عما سيحدث في إيران ستحاول القيادة السعودية الجديدة ترجيح قوتها الخاصة في الشرق الأوسط.

وفيما يتعلق بالمستقبل، على الرغم أنه من المرجح أن تستمر المملكة العربية السعودية في النظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها الحليف الأجنبي الرئيسي للبلاد، من المحتمل أن تقوم القيادة السعودية القادمة بمنح الأولوية لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع غيرها من الجهات الفاعلة في العالم، بدلاً من الاستثمار فقط في علاقتها مع الولايات المتحدة.

لقد أختار الرئيس باراك أوباما الخيار الصحيح في السفر إلى المملكة العربية السعودية قبل خطابه الأخير في القاهرة. وبما أن الأعمال في الشرق الأوسط، كثيراً ما تتم على أساس شخصي، فإن [مبادرة] اوباما لبناء علاقات شخصية مع القيادة السعودية ستجلب له الثقة ويمكن أن تزيد من الانجازات الاستراتيجية.

احتمالات اخرى للخلافة في السعودية 

وفي مقال آخر يتعلق بسياق الموضوع، نشرهُ معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قال سايمون هندرسون: من المرجح أن تمر المملكة العربية السعودية في السنوات القليلة القادمة، ببعض التغييرات المثيرة في القيادة. فالعاهل السعودي الملك عبد الله هو الخامس من أبناء الملك عبدالعزيز (مؤسس المملكة) الذي يحكم بلاد الصحراء، ولم يبلغ أي من أسلافه سنواته المتقدمة. ويطرح عيش الملك عبد الله عمراً طويلاً السؤال التالي: من سيكون الملك القادم، وكيف يمكن أن يؤثر حكمه على العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية؟ من المرجح أن تكون هذه الخلافة بصورة خاصة، حاسمة بالنسبة لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، حيث أن طبيعة وأسلوب حكم العاهل السعودي المقبل، قد تساعد أو تعوق الأهداف الأمريكية المتعلقة بمجموعة واسعة من القضايا الاقليمية الحاسمة، بما فيها إيران، والعراق، وأفغانستان، وباكستان، وعملية السلام في الشرق الأوسط، وأمن الطاقة.

واضاف هندرسون، إن الأخوة غير الأشقاء للملك عبدالله الذين يتمتعون بنفوذ وقوة هم أرجح من يخلفه وهم: ولي العهد [الأمير] سلطان، الذي هو في الخامسة والثمانين من عمره، ووزير الداخلية [الأمير] نايف، الذي يبلغ السادسة والسبعين. وتفيد التقارير بأن كلاهما مريض. وتمر الخلافة حالياً بين أبناء الملك عبد العزيز (الذي كثيراً ما يشار إليه بـ ابن سعود) من أخ لأخيه؛ بيد أصبح جيل الأبناء طاعن في السن، ويُعتقد أن الكثير من الأخوة، والأخوة غير الأشقاء للملك عبد الله الذين ما زالوا على قيد الحياة، يفتقرون إلى صفات الخبرة اللازمة لحكم البلاد. وكما أن التفاصيل المتعلقة بالنسب الملكي للخلافة في العائلة المالكة السعودية غير واضحة، كذلك هو الدور غير المختبر لـ "هيئة البيعة"، التي أنشئت في عام 2006، والتي تهدف إلى نزع فتيل صراع الخلافة داخل عائلة آل سعود.

ولفتَ هندرسون الى، ان الملك يقوم بدور بارز في صنع القرار السياسي في المملكة العربية السعودية. وبالرغم من أنه يسعى في البداية إلى الوصول إلى توافق في الآراء بين كبار أعضاء العائلة المالكة، إلا أنه يتخذ قراراته إما شخصياً كملك، أو على مستوى الحكومة كرئيساً للوزراء. ومع ذلك، ففي الواقع تنازل العديد من حكام السعودية لأنصارهم الرئيسيين خارج الدوائر الملكية عن الكثير من عمليات صنع القرار في المجالين الذين ميزا المملكة العربية السعودية كقوة إقليمية ودولية: الإسلام والنفط. فالسياسة الدينية، التي يتم تفسيرها على نطاق واسع، تتأثر تأثراً شديداً من [آراء] كبار رجال الدين المسلمين في البلاد، بينما تتأثر السياسة النفطية من قبل التكنوقراطيين في المملكة. ولكن حتى في هذه المجالات الحيوية، يمكن بسهولة أن يصبح صنع القرار السياسي في السعودية – الذي لم يكن أبداً فعالاً أو عملية سريعة - مشلولاً في خضم أزمة خلافة التي [عادة ما] تميز العديد من فترات الحكم القصيرة لملوك كبار السن ومرضى.

واضاف هندرسون، خلال العقد الماضي أو نحو ذلك، خضعت العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية لتقييم جذري، وخاصة منذ الهجمات التي شنت على الولايات المتحدة في 11 أيلول/سبتمبر، حيث كان خمسة عشر إرهابياً من التسعة عشر مواطنين سعوديين. وخلال فترة طويلة من إدارة الرئيس بوش، كانت العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية فاترة: وكثيراً ما يبدو أن القادة السعوديين يقومون بالتركيز على الخلافات مع الولايات المتحدة بدلاً من التقارب معها حول القضايا الاقليمية والاستراتيجية، وخاصة فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، وطبيعة تهديد تنظيم «القاعدة»، وغزو العراق والإطاحة بصدام حسين، وأسعار النفط، وصعود إيران كقوة اقليمية.

ولكن مرور الوقت، والركود العالمي في 2008-2009، وانتخاب الرئيس الأمريكى باراك اوباما، ساهمت جميعها في تحسين العلاقات الثنائية. وقد أدى ارتفاع أسعار النفط - عامل مهم في الانكماش الاقتصادي الذي حدث في جميع أنحاء العالم – إلى تعزيز احتياطيات المملكة المالية، مما جعل السعودية لاعباً مؤثراً في المحافل الدولية، يسعى [لاتخاذ] سياسات جديدة للتخفيف من الانهيار المالي العالمي. وقد رفعت جهود الملك عبد الله لتطوير العلاقات بين الإسلام والأديان الأخرى من مكانته الدولية الشخصية. وخلال فترة وجيزة نسبياً، نجح في تطوير علاقات وثيقة مع الرئيس أوباما، الذي زار الرياض في حزيران/يونيو 2009، خلال أول جولة قام بها إلى الشرق الاوسط.

واستدرك الكاتب هندرسون، رغم أن العلاقات الأمريكية السعودية تقوم على أساس مصالح وطنية دائمية وخاصة بين الدولتين، [إلا أن] قيام علاقة عمل وثيقة بين كبار الزعماء السياسيين في كلا البلدين هو أمر أساسي لتطوير روابط ثنائية قوية، ولا سيما بالنظر لأهمية العلاقات الشخصية في النظام السياسي السعودي. بيد، إن إقامة علاقات وثيقة في القمة تتطلب وقتاً وجهداً. وفي الوقت الذي تواجه فيه المملكة احتمال تتويج ملك جديد كل سنتين أو ثلاث سنوات (أو حتى أقل)، يواجه الرئيس الأمريكى احتمال أن يضطر العمل مع العديد من الملوك السعوديين خلال فترة رئاسة واحدة فقط. إن الوقت - الذي لا مفر منه - والذي يتطلب من كل زعيم سعودي جديد أن يتعرف على نظيره الأمريكي، يمكن أن ينتقص في الواقع، من التقدم في جدول الأعمال الثنائي.

إن الحل الواضح للمشاكل المرتبطة باعتلاء "سلسلة" من الأمراء المسنين عرش الخلافة السعودية هي [مبايعة] الأصغر من بينهم ملكاً على البلاد. فهناك عشرون من أبناء ابن سعود الذين ما زالوا على قيد الحياة، ومن بينهم [العاهل الحالي الملك] عبد الله، ولكن الكثير منهم لا يتمتع بالصفات التي تعتبر عادة ضرورية [للمرشح] لكي يصبح ملكاً، بما في ذلك الخبرة الحكومية والمكانة الاجتماعية النسبية لأمهاتهم. إن الاستفادة من الجيل المقبل من القادة المحتملين - أحفاد ابن سعود - تكثر من عدد المتنافسين الأصغر سناً، ولكنها تزيد أيضاً من عدم اليقين لما سيؤول له النسب الملكي للخلافة.

وتابع هندرسون، بالنظر إلى أن السلطة والمناصب هي مركزية داخل مكتب العاهل السعودي، من الممكن أن يكون هناك تنافس حاد بين أبناء العائلة المالكة. فمنذ وفاة ابن سعود في عام 1953 عمل نظام الخلافة على العرش في عدد من الظروف المختلفة؛ من تنصيب ملك جديد على وجه السرعة بعد الوفاة، أو العجز [عن القيام بدور الملوكية]، أو العزل، أو اغتيال الملك السلف. ولكن يبدو من سلاسة انتقالات السلطة في السعودية بأنها تخفي بالفعل منافسات ضارية داخل العائلة المالكة التي غالباً ما تستفحل وتستمر فترات طويلة. وخلال 270 سنة مضت سيطرت خلالها عائلة آل سعود - إلى حد كبير - على الساحة السياسية في شبه الجزيرة العربية، أدت أحياناً خصومات داخلية كهذه إلى حدوث تصدعات في القيادة. ويمكن لوجود خلافة قصيرة الأجل لملوك سعوديين مُرَضى أن يثير شبح قيام عدم استقرار سياسي أو حتى أزمة خلافة في المملكة.

ويستنتج الكاتب مايلي: كما يليق بأسرة تحكم دولة مسماة باسم العائلة الحاكمة لها، يمكن توقُّع قيام عائلة آل سعود بوضع مصالحها في الدرجة الأولى. ومع وجود خوف فطري من قيام الأجانب بانتهاك صلاحيات العائلة الحاكمة، ستمتعض عائلة آل سعود من أي محاولة [قد تقوم بها] الولايات المتحدة للتأثير على الخلافة في السعودية. وسيشكل ضبط النفس الذي تلتزمه الولايات المتحدة تحدياً واضحاً، لأن المسؤولين الأمريكيين ما يزالون يتخوفون من الأسلوب الذي سيقوم بموجبه الأمراء نايف أو سلطان بحكم المملكة. (إن سمعة الفساد التي يتمتع بها سلطان تحد من شعبيته داخل المملكة، بينما يعتبر نايف [رجلاً] "صعباً").

ويخلص الكاتب الى نتيجة مفادها، بالرغم من هذه الشكوك، من الضروري أن يحتفظ صناع القرار في الولايات المتحدة على علاقات عمل وثيقة مع القيادة السياسية العليا في المملكة العربية السعودية من أجل إدارة المشاكل الاقليمية كالجهود التي تبذلها إيران النووية في توجهاتها نحو الهيمنة الإقليمية، والتهديد الذي يشكله التطرف الإسلامي، وعملية السلام في الشرق الأوسط...

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 22/تموز/2009 - 29/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م