الزواحف ارهاب يهدد امن الجنوب

جمال الخرسان

لان المصائب لا تاتي فرادى فقد ابتلي العراق هذا الصيف بمجموعة من الظواهر الطبيعية ذات النتائج السلبية جدا على الانسان والبيئة في نفس الوقت.

فبالاضافة لما خلفته وتخلفه ظاهرة العواصف الرملية الناتجة عن مجموعة من المتغيرات الطبيعية والمناخية ومن اهمها التصحر بالاضافة لما تقدم وغيره، جاء الدور هذه المرة على هجوم للزواحف السامة على السكان والمواشي مخلفة ورائها العديد من الضحايا وخصوصا بين الاطفال.

ليس الافاعي الطويلة وحدها ما يكثر من التردد على سكان الجنوب في المدن والقرى البعيدة بل وصلت النوبة ايضا لحيوان زاحف آخر قيل انه من فئة العقرب ينقض في الليل والنهار على فريسة سهلة (الاطفال) ليس لها حول ولا قوة في ظل غياب فاضح للجهات المعنية وخصوصا وزارة الصحة!

ومع ان القاء كل اللوم على عاتق الحكومة في هذه القصة فيه شيء من الاجحاف الا انه في الاتجاه الاخر لايمكن تبرئة المعنيين تماما من الاثار السلبية لتداعيات ازمات من هذا القبيل، اذ ان الجهات المختصة حتى لو كانت عاجزة عن ايجاد حلول مباشرة للمشكلة فان هذا لا يعني الغاء دورها في اتخاذ خطوات مهمة من شانها تضييق دائرة تداعيات المشكلة في محاولة للحد من خطورتها ونطاق اتساعها!

فعلى هذا الصعيد تفيد اخر الانباء الواردة من هناك ان ناحية العز التابعة لمحافظة البصرة تعرضت لهجمة شرسة جدا من قبل الزواحف راح اثرها قرابة 40 ضحية جلهم اطفال، وما ساعد على ذلك هو فقدان هذه المنطقة السكنية لاي مركز طبي ! وهذا لعمري تقصير واضح تتحمله دون شك بالدرجة الاولى وزارة الصحة التي تتحمل وزرا اخر ايضا في عدم توفيرها لحلول بديلة كالمفارز الطبية المرابطة في تلك المنطقة المنكوبة وغيرها من المناطق التي تتعرض لنفس المشكلة.

يا سادتي المسؤولين ان هذه الشريحة المحرومة تملك ايضا حق التصويت في جميع المواسم الانتخابية .. اذكركم فربما نسيتم ذلك ! واذا ما تخلى البعض عن مسؤولياته المفترضة تجاه هؤلاء الناس فان الدعاية الانتخابية ربما تكون دافعا اخر يحرك البعض لمد يد المساعدة لهذه الشريحة المنسية!!! فهل ثمة من له ضمير يحترق على طفولة العراق؟!

* كاتب عراقي

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 21/تموز/2009 - 28/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م