قضية لوكربي وقضية بن جبرين وجهان لارهاب واحد

سامي جواد كاظم

لقد هرب بن جبرين من قبضة العدالة ولكنه لم ولن يفلت من القضاء الاخروي الذي لا مفر منه ولكن كيف لنا ان نحقق القضاء الدنيوي؟

لقد كان قاب قوسين او ادنى من تقديمه للعدالة بجهود بطل الانتفاضة في المهجر علي السراي اثردعوته القضائية المحبوكة والمسبوكة بدقة عالية التي لا تحوي ثقب حتى بقدر سم الخياط، ولكنه هرب منها بن جبرين ولم ينفذ منها بعد نصيحة الوزير الالماني للوزير السعودي بالاسرع في تهريب شيخهم من المانيا.

وحقيقة عندما فكروا بتهريبه استسهلوا موته على ان يحاكم واذا ما حوكم فيقين ال سعود بالذنب والعقاب الذي ستحكم به المحكمة لهذا فضلوا تهريبه حتى لو هلك.

السؤال المهم هنا،من الطبيعي بدأت حسابات مشايخ التكفير التفكير في المصير المحتوم التي سيتلقوه اذا ما فكروا بالسفر، طيب وليمتنعوا عن السفر فهل انتهى الامر؟ السؤال هنا اذا ما بقي المشايخ من غير سفر هل سيبقون بمنأى عن العدالة وقوة القانون؟

هنالك حالات اجرامية مشابهة لمثل اجرام الوهابية استطاع القانون ان يقتص من المجرمين على سبيل المثال حادثة لوكربي، هذه الحادثة الذي عملت امريكا جاهدا على القاء القبض على من تشك بالمتهمين وليس الجزم بتفجير الطائرة فوق لوكربي واخيرا حصلت على ما ارادت واتضح احدهم بريء والاخر متهم وتمت محاكمته.

قضية الرئيس السوداني البشير الذي لازال لم يمثل امام القضاء الا ان مذكرة التوقيف اخذت صداها فالمحكمة الجنائية اقدمت على التحقيق والاستدلال على جرم المتهم واستصدرت مذكرة التوقيف.

بماذا يختلف ابن جبرين عن هؤلاء؟

محكمتان لهما القدرة على محاكمته محكمة العدل الدولية التابعة للامم المتحدة والتي يعترف بها كل اعضاء الامم المتحدة باستثاء امريكا واسرائيل فالاولى ثبت جرمها بحق نيكارغوا وانسحبت والثانية علم في الاجرام بحق فلسطين واما بقية الدول فهي ضمن صلاحية هذه المحكمة التي لا سلطة تنفيذية لها على اعضائها مجرد استصدار احكامها والعراق والسعودية اعضاء في الامم المتحدة اذن هم من توابع هذه المحكمة.

المحكمة الاخرى التي استحدثت حديثا هي المحكمة الجنائية الدولية والتي لها الامكانية على تتبع الادلة والقضايا والحكم ولها اتصالات مع مجلس الامن في المساهمة على القاء القبض على من تثبت ادانته.

هذه المنافذ لماذا لم تسلكها الحكومة العراقية؟ فالأدلة والإثباتات جاهزة لدى الاخ علي السراي والتي تعتبر أدلة دامغة لا يمكن لأي شيخ تكفيري ان يفلت منها ولو اضيف لها الإرهابيين المعتقلين في السجون العراقية والذين يحملون الجنسية الوهابية فان الأمر سيكون غاية في السهولة وان الدوية الاعلامية لوحدها التي سترافق هكذا خطوة سيكون لها تأثيرات ايجابية قوية.

في الداخل السعودي لا يستطيع امين طاهر البديوي ملاحقة هذه المشايخ قد يستطيع الحصول على ضمانة بعدم التهجم على شيعة السعودية وهذا ما حصل عليه من سلمان العودة الذي تعهد بعدم تكفير الشيعة بعد ما تنازل البديوي عن قضيته المرفوعة ضد العودة مقابل عدم تكفير الشيعة وهذا لا يكفي، المهم خارج السعودية كيف يمكن للمحاكم الدولية ان تلقي القبض او تطالب السعودية بتسليم من يحرض على قتل البشرية؟

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 5/تموز/2009 - 12/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م