روبرت مردوخ: امبراطور الإعلام في العالم

مسيرته المهنية ورؤيته المستقبلية لوسائل الإعلام

اعداد: علي الطالقاني

 

شبكة النبأ: يؤثر رجال الإعلام وبشكل فاعل في الحراك السياسي والإجتماعي وحتى الإقتصادي، من خلال مايصنعوه من مواد إعلامية، فالتعامل مع الأحداث والأخبار كبضاعة يصار إلى تسييسها وتسويقها بشكل مؤثر ومربح في آن واحد، مهما كان الثمن الأخلاقي، هو ما يفعله الإعلاميون في كثير من المواقف؛ مما يظهر أن الأخلاق، والمبادئ والمثل التي يتحدثون عنها خلال حياتهم العملية كانت حبراً على ورق، ولا تتعدى كونها سلاحًا يواجهون به خصومهم.

ومن بين الشخصيات البارزة إعلامياً هو "روبرت مردوخ" الملقب بـ إمبراطور الإعلام والذي يملك ستوديو شركة فوكس القرن العشرين، وشبكة فوكس، و 35 محطة تصل خدمتها إلى أكثر من 40 ٪ من امريكا... وصاحب قنوات الكابل تشمل فوكس نيوز، و 19 من القنوات الرياضية الإقليمية، أما انتمائه السياسي وهو حزبي من اليمين المتطرف بدأ مسيرته في الصحف المحلية والتلفزيونات الأسترالية ثم ما لبث ان تمدد الوحش المالي إلى بريطانيا واميركا حيث بسط سيطرته على صناعة الافلام والاعلام الفضائي وحتى شبكات الانترنت.

بعد ان أحكم سيطرته على السوق الإعلامية في أستراليا قام بتوسيع نشاطه، وتحول عام 1969 إلى بريطانيا؛ حيث اشترى أولا صحيفة "News of the world" الأسبوعية التي كان يصل حجم توزيعها إلى 6.2 ملايين نسخة، ثم قام بتغيير سياستها التحريرية اعتمادًا على الموضوعات الجنسية، والتركيز على العناوين ذات الحجم الكبير. بعد عدة أسابيع اشترى صحيفة “The Sun” بنصف مليون جنيه إسترليني بعد أن شارفت على الإفلاس؛ فخفض عدد العاملين بها، ثم ما لبث ان قلب سياستها التحريرية رأسًا على عقب، واستحدث في الصحيفة ركناً يومياً ثابتًا لصورة فتاة عارية، وركّز على أخبار الفضائح وما يحدث في المجتمع المخملي؛ فارتفعت مبيعات الصحيفتين في وقت قصير ليحقق مردوخ أرباح طائلة و يسيطر على سوق الإعلام البريطاني.

النقلة الكبرى: مردوخ امبراطوراً

استطاع روبرت مردوخ خلال خمسين عاماً أن يحول صحيفة استرالية واحدة الى شركة نيوز كورب التي تعد واحدة من اكثر الامبراطوريات الإعلامية قوة ونفوذا في العالم. في حين تبلغ ثروته أكثر 7.7 مليار دولار، مما يضعه في المرتبة 32 بين أغنياء العالم.

وفي ما يلي جدول زمني لبعض أهم الاحداث وصفقات الاستحواذ التي قامت بها الشركة:

1953: بعد وفاة والده، ترك مردوخ دراسته في جامعة اوكسفورد وعاد ليتولى ادارة شركة 'ذا نيوز' في أديليد باستراليا.

1956: بدأ نشر اول وانجح مجلة تلفزيونية اسبوعية في استراليا وهي 'تي في ويك'.

1964: اطلق صحيفة 'ذا اوستراليان' اول صحيفة على مستوى البلاد.

1969: اشترى صحيفة 'ذا صن' الشعبية البريطانية الشهيرة.

1970: اشترى حصة في مجلة 'لندن ويك إند تليفزيشان' (بيعت في عام 1979).

1972: استحوذ على صحيفة 'ذا ديلي تليغراف' الشعبية في سدني.

1973: دخل السوق الاميركية بشراء ما يعرف الآن ب'سان انطونيو اكسبريس نيوز'.

1976: اشترى صحيفة نيويورك بوست من دوروثي شيف مقابل 30 مليون دولار.

1976: اشترى مجلة نيويورك و'فيليج فويس'.

1976: اشترى صحيفتي 'ذا تايمز' و'صنداي تايمز' البريطانيتين الشهيرتين.

1980: تأسيس شركة نيوز كورب.

1982: اشترى صحيفة بوسطن هيرالد.

1983: اشترى صحيفة شيكاغو صن تايمز

1985: اشترى شركة تي سي إف هولدنغز (الشركة الأم لشركة تونتيث سنشاري فوكس فيلم لانتاج الأفلام).

1985: اشترى سبع محطات تلفزيونية اميركية من شركة 'ميتروميديا' مقابل ملياري دولار ليؤسس شبكة فوكس التلفزيونية.

1985: اصبح مواطنا اميركيا بما يتماشى مع القواعد المنظمة لمجال الإعلام بحظر الاجانب من تملك محطات التلفزيون.

1986: استحوذ على نقابات قوية لنقل صحف بريطانية الى منشآت جديدة.

1986: ادراج شركة نيوزكورب في بورصة نيويورك.

1989: اطلاق تلفزيون سكاي الذي سيطر سريعا على سوق البث التلفزيوني عبر الاقمار الصناعية في بريطانيا.

1993: استحوذ على قناة 'ستار تي في' الفضائية الآسيوية.

1996: اطلق قناة فوكس نيوز الكابلية.

2003: استحوذ على حصة نسبتها 34% في شركة هوغس الكترونكس المشغلة لشبكة 'دايركت تي في' اكبر شبكة تلفزيونية عبر الاقمار الصناعية في الولايات المتحدة من شركة جنرال موتورز مقابل 6 مليارات دولار.

2005: اشترى شركة 'انترميكس ميديا' مالكة الموقع الالكتروني الشهير 'ماي سبيس' مقابل 580 مليون دولار.

2007: عرض 5 مليارات دولار لشراء شركة داو جونز آند كو الاميركية والسيطرة على صحيفة وول ستريت جورنال.

اما النقلة الكبرى ضمن سيطرته على الرأي العام البريطاني فكانت مع مرور مجموعة صحف "The Times" -أعرق الصحف البريطانية- بأزمة مالية حادة، واعرض المستثمرون عن إنقاذها تخوفا من الغموض الذي يلفّ مستقبلها بعد تراجع مبيعاتها بشكل ملحوظ، ووقوع مشاكل مع عمال الطباعة والنقابات. إلا أن هذه المخاوف لم تمنع مردوخ من التركيز على المجموعة؛ لما تمثله من أهمية في عالم الصحافة وثقل في دنيا السياسة، ويبدو أنه كان قد حضّر خطة جديدة لتحويل خسارتها إلى أرباح، فخاض في سبيل ذلك معارك استخدم فيها كافة أسلحته، حتى حظي بتأييد رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك "مارجريت تاتشر" التي وافقت له بصفة استثنائية على شراء المجموعة، بالرغم من أن قانون الاحتكارات البريطاني يمنع هيمنة شخص واحد على كل هذا العدد من الصحف، ومع ذلك يسيطر مردوخ على 40% من الصحافة البريطانية. كما قلص مردوخ عدد العاملين في مجموعة The Times، وواجه نقابة عمال الطباعة بحركة استفزازية؛ حيث قام بطرد آلاف العمال دون سابق إنذار، متنكرا بذلك لبعض الأفكار اليسارية التي أُعجب بها في مطلع الخمسينيات وأشاد بها كثيرا، ولكنه على غير المعتاد حافظ على الطابع المحافظ للصحيفة وملحقاتها.

قام مردوخ بالانتقال إلى اميركا عام 1973 حيث قام بالسيطرة على صحيفة سان انطونيو اكسبرس ومن ثم اسس صحيفة ستار وسوبرماركت تابلويد. لكن خطوته الأكبر كانت في عام 1976 بالسيطرة على صحيفة نيو يورك بوست. عام 1982 اصبح مردوخ مواطنا اميركيا ما سمح له بالاستثمار في محطات التلفزة. وفي 1987 اشترى في أستراليا صحيفتي الهيرالد والويكلي تايمز. و في عام 1991 وقعت شركة مردوخ الأسترالية في ازمة مديونية فقام ببيع بعض الجرائد الاميركية التي اسسها منتصف الثمانينات، و كانت معظم هذه الخسائر سببها الشبكة الفضائية الاعلامية سكاي (sky television ) التي سببت الكثير من الخسائر في بدايتها ما دفع مردوخ إلى الضغط عبر علاقاته على مؤسسة البث الفضائي البريطانية لقبول الاندماج مع مؤسسته فتمت عملية الاندماج في ظل مؤسسة جديدة سمّيت BskyB ومنذ ذلك الوقت تسيطر هذه الشركة على التجارة التلفزيونية البريطانية: British pay-tv marke بعد هذه الخطوة و استيلائه على شبكة البرامج الأرضية التلفزيونية المدفوعة BskyB استطاع احتكار حق بث ونقل مباريات الدوري الممتاز لكرة القدم الإنكليزية، وبيع نسبة كبيرة من الإعلانات؛ فأدى ذلك إلى زيادة عدد المشتركين في الشبكة بنسبة مليون مشاهد، ثم أقدم على خطوة جريئة لجذب أكبر عدد من المشاركين حين ابتكر فكرة توزيع أجهزة التشفير مجانًا على المشتركين الجدد، وقفز بعددهم إلى أرقام لم تكن الشركة تحلم بها من قبل، فوصل عدد المشتركين إلى 7 ملايين.

نفوذ مردوخ في السوق الشرقي

يملك الامبراطور الاعلامي مردوخ عدة صحف محافظة مثل النيويورك بوست الاميركية والتايمز والصن الإنجليزية ويسيطر على شبكة فوكس نيوز المتطرفة وينزع مردوخ بحسب شهادته الخاصة إلى اتجاه موال لاسرائيل وداعم لها ومن جهة اخرى معاد لفرنسا ومحارب لنفوذها وهو ما يلاحظ في حملات وسائله الاعلامية على فرنسا.

دخل مردوخ السوق الاعلامي العربي صراحة وشريكاً عبر استثماره في روتانا او ما برر بأنه نقاش لتملك حصة. شركة روتانا تعتبر القوة الإعلامية المهيمنة في الشرق الأوسط, وتمتلك ست قنوات تلفزيونية وذراعا لإنتاج الأفلام. وبالرغم من أنها قد انطلقت خلال السنتين الماضيتين إلا أنها مع هذا تستحوذ على 50 في المائة من إجمالي إنتاج الأفلام العربية, مع العلم أنها أنتجت نحو 22 فيلماً في 2005.. وفي ظل عدم اعتبار العالم العربي والخليج تحديداً سوقا استهلاكيا معوضاً لكلفة الفن (ماديا). مؤخرا اشترى محطة تي. جي. آر. تي التلفزيونية التركية الخاصة بعد مساومات استمرت أكثر من عام، ويسعى مردوخ إلى شراء صحيفة تركيا ووكالة اخلاص للأنباء اللتين يملكهما رجل الأعمال التركي أنور اوران في مسعى يهدف التصدي للشعور المعادي لـ إسرائيل وأمريكا وكسب تركيا من جديد بعد تراجع صورة الحليفين في الشارع التركي كما يصنف على انه محاولة للدخول إلى العقل الشرقي عبر اعلامه المخترق اصلا. والذي يمتلك مردوخ تأثيرا كبيرا على أهم فضائياته عبر علاقاته الشخصية مع امراء الخليج ونفوذه الاخباري كونه من مصادر تلقيم الاخبار. دعم مردوخ للمحافظين الجدد تجلى في موقف وسائله الاعلامية الداعم لحرب العراق والذي استعمل في وقتها مردوخ نفوذه الاعلامي لتأليب الرأي العام ضد العراق وانشاء ارضية شعبية لخطط بوش ووزارة دفاعه.

استثمارات مردوخ

تعتبر مجموعة مردوخ الإعلامية واحدة من 3 مؤسسات تحرص جمعية الصداقة الأمريكية الإسرائيلية على شكرها؛ لدعمها الدولة العبرية إعلاميا واستثماريا؛ فمجموعة مردوخ تستثمر في الشرق الأوسط داخل إسرائيل فقط من خلال شركة NDS News Datacom التي تعمل في مجال التكنولوجيا الرقمية والاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، اما هذا الدعم فتجلى في حملة التغطية والدعم والتشجيع لاسرائيل في حربها الاخيرة ضد لبنان.

انشأ مردوخ اقوى امبراطوريات العالم الاعلامية، امبراطورية تتسع بشكل دائم مؤمنة له موطئ قدم اعلامي وثقافي في كل بقعة من بقاع الارض. وفي خضم متابعته لدعم شركته العالمية يتجه مردوخ الآن إلى السيطرة على الاعلام الصيني واقتحام سوره التجاري. اذ يملك قناة phoenix الناطقة بالصينية والتي انتقدت حلف شمال الأطلسي بلا هوادة بعد قصف طائراته لمقر السفارة الصينية في بلغراد أثناء التدخل العسكري في إقليم كوسوفو؛ وذلك إرضاء للسلطات الصينية وحفاظا على مصالحه، حتى إن السفارة البريطانية في بكين أرسلت بمذكرة إلى الخارجية البريطانية احتجاجا على تغطية الصحف التي يملكها مردوخ للحدث. كما أمر بمنع نشر كتاب "الغرب والشرق" الذي ينتقد السياسة الشيوعية في الصين من ذات المنطلق ، دون الالتفات إلى "حرية الرأي والفكر"، على الرغم من أن الكتاب يحتوي –حسب النقاد– على ملاحظات بنّاءة تفيد التجربة الصينية، وتعرض الجوانب الجيدة فيها، وتقترح تعديلات على السلبيات الملحوظة. كما أمر بمنع طباعة السيرة الذاتية للسير كريس باتن آخر حاكم بريطاني لهونغ كونغ.

سياسة مردوخ المهنية

أن مردوخ يتعامل مع الأحداث والأخبار كبضاعة يصار إلى تسييسها وتسويقها بشكل مؤثر ومربح في آن واحد، مهما كان الثمن الأخلاقي، وهو ما استخدمه في كثير من المواقف؛ مما يظهر أن الأخلاق، المبادئ والمثل التي نادى بها في مطلع حياته العملية كانت حبرا على ورق، ولا تتعدى كونها سلاحًا واجه به خصومه، ثم أولاها ظهره بعد أن قويت شوكته. يؤمن مردوخ بالانترنت كلغة العالم القادمة وبالتكنولوجيا الجديدة و عصر السرعة. كما يعتبر من اقوى الممهدين للعولمة ولكسر الحدود الحضارية والثقافية بهدف التغلغل في كبد المجتمعات تمهيدا ل’’عصرنتها‘‘ ويقدم مصالحه الشخصية والعقائدية على كل ما سواها. كما و يعتبر وفيا لانتمائه اليميني ولقناعاته المتماهية مع محافظي الادارات الاميركية ، قام روبرت مردوخ بشراء موقع ماي سبيس www.myspace.com"" الإجتماعي بمبلغ فاق النصف مليار دولار.

أما في مجال النفوذ والقوة السياسية، فلو وجدت دراسة لتصنيف أقوياء العالم في هذا المجال فلا شك أن مردوخ سيكون من بين الواقفين على منصة التتويج. فمنذ ثمانينات القرن الماضي، وباستثناء الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، لم ينجح أي مرشح إلى رئاسة في أمريكا أو لرئاسة مجلس وزراء في بريطانيا، إلا إذا كان مدعوماً من قبل مردوخ، وبالتالي مؤسساته الإعلامية.

ففي الثمانينات كان مردوخ مقرباً من رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر، ومن ثم لعبت صحيفة "ذي صن" دوراً كبيراً بفوز جون ميجور المفاجئ في انتخابات 1992م. أما بالنسبة لتوني بلير، فتربط الرجلين علاقة صداقة كبيرة. وقد نقلت صحيفة " ذا أنديبندنت" أن مردوخ قد عرض على بلير وظيفة في "نيوز كورب" بعد استقالته من منصبه. كما حل رئيس الوزراء الإنكليزي الجديد غوردون براون كضيف شرف على إحدى الحفلات التي أقامها مردوخ مؤخراً.

أما في الولايات المتحدة، فقد كان مردوخ مقرباً وبشكل كبير للرئيس السابق رونالد ريغن، كما هو من عائلة بوش، وقد دعم بشكل كبير الحملات الانتخابية للرئيس الأمريكي جورج بوش في عامي 2000 و2004م، كما قدمت مؤسساته الإعلامية التي أرادها الرئيس الأمريكي في حربه على العراق.

الإعلام وجبات السريعة

وفي تشخيصه لحراك الصحافة فقد قال مرودخ، أمام حشد من اهل الصحافة والنشر ان جيلا جديدا من مستخدمي الإعلام، نما على أن يحصل على المحتوى ساعة يشاء، كيفما يشاء، وحتى كما يشاء . وأضاف أن القوة باتت تبتعد عن الطبقة المتحكمة القديمة في قطاع الإعلام.. رؤساء التحرير، والمديرين، وحتى المستثمرين.

وأضاف مردوخ، انه من التحديات التي يواجهها القطاع اليوم، الاستفادة من ثورة الانترنت، ووصف هذه التقنية بأنها على الرغم من أنها لا تزال جنينا، إلا أنها تدمر وتعيد بناء أي شيء في طريقها .

ولعل أبرز ما قاله مردوخ، هو تشبيه لافت، اعتبر فيه أن الإعلام سيصبح مثل الوجبات السريعة.. يستهلكها الناس خلال حركتهم، حيث يشاهدون الاخبار، الرياضة والأفلام خلال السفر على أجهزتهم الجوالة. إلا أنه أضاف أنه يعتقد أن امام الصحف التقليدية سنوات كثيرة من الحياة ، ولكن مستقبل الطباعة والحبر هي أنه سيكون واحدا فقط من الكثير من القنوات الاعلامية، التي يختار من بينها المستخدم.

ويعلق رئيس قسم الصحافة والنشر في جامعة سيتي اللندنية، البروفيسور ادريان مونك، على الموضوع بقوله لا بد من أخذ تصريحات مردوخ على محمل الجد. ويضيف هذا رجل أمضى حياته في هذا المجال ، منذ أيام الآلة الطابعة . وكان روبرت مردوخ اطلق تصريحات مشابهة العام الماضي ، وتسبب في جدل اعلامي كبير ، عندما اعتبر ان عمر الصحف سينتهي عام 2040، معترفا أنه والكثير من الناشرين فشلوا في تقدير تأثير الانترنت على مهنتهم.

وتسبب التكنولوجيا الحديثة، في ظهور الكثير من قنوات ارسال/استقبال المعلومات الجديدة والموازية للقنوات التقليدية، خصوصا مع انتشار ظاهرة المواطنين الصحافيين ، وازدياد عدد المدونات الالكترونية الشخصية (بلوغ) ، التي تشكل تحديا لهيمنة سلطة هيئات التحرير التقليدية. إلا أن البروفيسور مونك، يرى أنه لا بد من التروي قبل الحكم على مدى نجاح هذه الظاهرة ، ويقول إنه في النهاية ليس كل شخص مهيّأً ان يكون صحافيا، كما أنه ليس كل شخص مهيّأً لأن يكون موتسارت (نسبة إلى عبقري الموسيقى الشهير)، على الرغم من أن سبل عزف وتسجيل الموسيقى الشخصية ، متوفرة في متناول الجميع.. ويوضح أن الصحافة الجيدة سوف تبقى مطلوبة.

انقراض الصحف المطبوعة

وأكد روبرت مردوخ أن الصحف الورقية في طريقها الي الإنقراض لتترك الساحة خالية أمام التقنية الرقمية، مؤكدا أنها لن تحتاج لأكثر من 15 عام لتسقط من حسابات القراء. وأوضح مردوخ أن القاريء لن يعد في حاجة مستقبلا الي الصحافة المطبوعة وسيخضع طواعية الي سطوة التقنية الرقمية، مشددا أنه في حاجة من 10 الى 15 عاما للتخلي تماما عن النسخ الورقية.

وتابع إمبراطور الإعلام في حديثه أن المستقبل لن يحتمل الصحيفة المطبوعة على ورق وسيصبح أمام القارئ أن يحصل على وسيلة محمولة، ستنقل كامل مضمون الصحيفة ويتم تحديثها كل ساعة او ساعتين علي الأكثر.

وأضاف يمكن الأن الحصول على المضمون او العنوانين الرئيسية او التنبيهات على جهاز بلاك بيري او بالم بايلوت طوال النهار، مشيرا الي أنه لا يظن أن الأمر سيستغرق وقتا طويلا وإنما سيحتاج الى سنتين او ثلاث سنوات لكي يتعمم والجمهور سيحتاج من 10 الى 15 عاما لاعتماد ذلك كليا.

وشدد مردوخ أن الصحف التي تعاني من أزمة بسبب تراجع التوزيع وعائدات الإعلانات، يجب ان تفرض رسوما في مقابل الوصول الى مواقعها على الانترنت، مضيفا أنه يجب في المستقبل الدفع من اجل الحصول على الصحيفة المفضلة على الانترنت.

واعترف إمبراطور الإعلام أن عصر مجانية الصحف على شبكة الانترنت سينتهي قريبا، معتبرا الصحف التي سارعت للوصول الى الانترنت للحصول على جمهور اكبر ولفت الانتباه اضرت بنفسها وبات عليها التراجع الان.

ورفض مردوخ امكانية اعتماد خطة انعاش حكومية للصحافة، مؤكدا أنه لن يقبل ابدا اي اموال عامة لانها تعني ببساطة التخلى عن حرية الانتقاد والاضطلاع كليا بدورنا.

ــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر

مركز التقدم الأميركي على الإنترنت باللغة الانكليزية + محطة فوكس نيوز + وكالة رويترز + جريدة الشرق الأوسط + موسوعة ويكيبيديا

................................................................................................................

- مركز النبأ الوثائقي يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية

للاشتراك والاتصال www.annabaa.org

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 24/حزيران/2009 - 26/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م