الشيعة في السعودية: تكتل عربي لملاحقة مطلقي فتاوى القتل قضائياً

انتقادات واسعة لسياسة القمع ضد منظمات المجتمع المدني

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: في اطار التوجهات الرامية للتصدي للفكر التكفيري برز للعلن تكتّل جديد ضمَّ المسلمين الشيعة من اليمن ومصر والعراق، لغرض ملاحقة رجال الدين السعوديين المتشددين مطلقي فتاوى التكفير والقتل بحق الشيعة أمام محاكم جرائم الحرب في اوربا وأمريكا.

وفي ظل ذلك انتقد الشيخ حسن الصفار، الحظر المفروض على منظّمات المجتمع المدني في السعودية وهيمنة (سياسة القمع) على مجمل الفعاليات والأنشطة الأهلية في البلاد. وقال خلال خطبة الجمعة في مدينة القطيف ان القمع السياسي من أبرز معوقات العمل المدني إلى جانب غياب بيئة اجتماعية مشجعة.

وذكرت صحيفة الوفد المصرية أن القاهرة شهدت مؤخرا توقيع بروتوكول بين مؤسسة الإمام علي لحقوق الانسان اليمنية ومؤسسة آل البيت المصرية للتحرك المشترك عبر المؤسسات الدولية الخاصة بملاحقة مجرمي الحرب.

وبحسب الصحيفة التقى الناشط الشيعي اليمني الشيخ فيصل محمد شايع في القاهرة السيد محمد الدريني رئيس مؤسسة آل البيت الذي أطلعه على الخطوات التي تم اتخاذها بهدف ملاحقة 22 مفتيا سعوديا يدعون لقتل الشيعة.

 وتتهم المؤسستان رجال الدين الوهابيين بنشر مبادئ العنف ضد الاقليات والمخالفين في الرأي. ونسبت الوفد لشايع قوله ان الطريق نحو ملاحقة هؤلاء العلماء في المحافل الدولية أصبح قاب قوسين. معتبرا ان تلك الخطوة "ذات أهمية قصوي من أجل ايقاف كل من تسول له نفسه تأليب الرأي العام السني ضد الشيعة".

ومن بين الدول التي تقرر رفع قضايا فيها بلجيكا حيث محكمة مجرمي الحرب بالاضافة للولايات المتحدة وفرنسا.

وأضاف شايع "أنه جاء للقاهرة بغرض دعم المساعي الرامية لملاحقة علماء السعودية الذين يؤلبون الرأي العام في العالمين العربي والاسلامي ضد أهل الشيعة من أجل القضاء عليهم". بحسب شبكة راصد الاخبارية.

وكشف بأنه وعدد من رموز الشيعة في اليمن انتهوا من توثيق كافة الجرائم التي ارتكبت في غضون الفترات الماضية ضد الطائفة الشيعية في اليمن والسعودية في منطقة نجد وغيرها.

مرجعا عمليات القمع الواسعة التي طالت الشيعة في المملكة إلى "الفتاوي العدائية التي يطلقها أئمة بارزون لهم الكلمة النافذة بين أوساط انظمة الحكم في المملكة وعدد من البلدان الاخري".

ومن جانبه اكد الدريني أن دخول اليمن بعد العراق في تكتل مع المصريين الشيعة سيعضد الجهود الرامية لحصار المروجين للأفكار والفتاوي التي لا تخدم الا أعداء المسلمين في العالم.

ونفي الدريني ان يكون التكتل يمثل حملة ضد أهل السنة مشددا علي أنه لا عداء بين الرأي العام الشيعي والسني "ولكن المشكلة في الغلاة الذين يسعون نشر بذور الفتنة بين الجانبين".

وكانت جماعة عراقية رفعت الشهر الماضي دعوى قضائية أمام المحاكم الالمانية ضد الشيخ عبدالله بن جبرين المتواجد في المانيا للعلاج لتورطه في "التحريض على الإرهاب وإبادة الجنس البشري".

ويقول ناشطون شيعة أن الحكومة السعودية تغض الطرف عن فتاوى التكفير الصادرة عن علماءها فيما يذهب آخرون لاتهامها بتوفير غطاء لتلك الفتاوى.

وتأتي الخطو الأخيرة في أعقاب تصريحات تكفيرية بحق المسلمين الشيعة والصوفيين السنة أطلقها امام المسجد الحرام الشيخ عادل الكلباني في الرابع من الجاري لتلفزيون BBC. وقوبلت تلك التصريحات بموجة سخط واسعة في الأوساط الشيعية في المملكة والخارج.

شيعة السعودية يطالبون بحقوق افضل في منطقة الحدود مع اليمن

وفي نفس السياق طالبت الاقلية الشيعية في السعودية السلطات التي يقودها السنّة بإنهاء التمييز في منطقة نائية تحدّ اليمن تخشى السعودية انها قد تكون بمثابة قاعدة انطلاق للقاعدة لشن حملة جديدة.

وشنت القاعدة عام 2003 هجمات انتحارية على مجمعات سكنية للاجانب ومنشآت نفطية ومبان حكومة في اطار حملة لزعزعة الاستقرار في اكبر مصدر للنفط في العالم لكنها فقدت قوة الدفع بعد اخر هجماتها عام 2006.

وأبدت السعودية قلقها من ان متشددي القاعدة قد يستخدمون اليمن لاستئناف حملتهم. وشنت القاعدة هجمات خلال العام الماضي في اليمن ودعا الجنوبيون الى الانفصال عن الشمال. بحسب رويترز.

واقال العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة نجران العام الماضي بعدما شكت طائفة الشيعة الاسماعيلية التي تشكل اغلبية في المنطقة من جهود لتوطين يمنيين سنة واعطائهم مساكن ووظائف في مسعى لزيادة تهميشهم.واندلعت اشتباكات عام 2000 بين مئات من افراد الطائفة الاسماعيلية وشرطة نجران.

وتأمل الشيعة الاسماعيلية ان يكون تعيين امير جديد في اطار استراتيجية حكومية افضل نحو اشاعة الهدوء في المنطقة.

وطالبت الشيعة الاسماعيلية في عريضة وقعها 181 شخصا ونشرت على احد مواقعها على الانترنت بان يكون التسامح هو الاساس الذي يدعم القومية للجميع فيما قالوا ان التمييز يطال ابسط عناصر وجودهم كمواطنين وينسحب على مصادر رزقهم كافة.

وقالوا انهم يتعرضون للتهميش في الوظائف والمناصب داعين الى الانفتاح على جميع الطوائف الاسلامية.

وتحدثت وسائل الاعلام السعودية عن خطط لتحسين البنية الاساسية في نجران وقالت ان الحكومة تقيم مركزا صناعيا جديدا في جيزان القريبة لتوفير وظائف لفقراء الجنوب.

ويشترك اليمن والسعودية في حدود جبلية طويلة غير محكمة بدرجة تكفي لاستخدامها في كافة اشكال التهريب ابتداء من تهريب الحجاج بطريقة غير قانونية الى المخدرات والاسلحة.

وقالت وزارة الداخلية السعودية في ابريل نيسان انها اعتقلت 11 متشددا لهم صلات بالقاعدة بالقرب من الحدود اليمنية واتهمتهم بالتخطيط لهجمات بعدما عين الملك عبد الله ابنه الامير مشعل محافظا جديدا لنجران.

السعودية تطلق سراح الشيخ العمار أستاذ الحوزة العلمية بالأحساء

واطلقت السلطات الأمنية السعودية سراح رجل دين بارز واستاذ بالحوزة العلمية في الأحساء بعد عشرة ايام على احتجازه على خلفية قبوله تبرعات وانفاقها على المساجد والمجالس الحسينية.

وذكرت مصادر مقربة لشبكة راصد الاخبارية أن سلطات البحث الجنائي بالأحساء أطلقت سراح الشيخ علي حسين العمار أحد أبرز رجال الدين في قرية البطالية. وقضى العمار عشرة أيام معتقلا في السجن العام تنفيذا لأوامر مباشرة من محافظ المنطقة بدر بن جلوي.

واتهم العمار الذي يشرف على حوزة نسائية كبيرة بقبول تبرعات مالية ونذورات وانفاقها على المساجد وواجبات الضيافة في المجالس الحسينية.

وسبق للعمار أن تعرض لسلسلة استجوابات لدى سلطات البحث الجنائي على خلفية رعايته لعدد من المشاريع الدينية في بلدته. كما احتجز في وقت سابق في سجون المباحث الجنائية في اكتوبر 2007. وعرف الشيخ المفرج عنه كأحد أستاذة الحوزة العلمية في الأحساء.

وأغلقت السلطات في مايو 2008 حسينية الفاطمية وحوزة نسائية يدرس بها مئات الطالبات يشرف عليها الشيخ العمار في قريته البطالية. وجاء اعتقاله الأخير بعد أيام على احتجاز اثنين من الوجهاء الاحسائيين البارزين لأسباب طائفية.

فقد اعتقلت السلطات قبل نحو ثلاثة اسابيع الوجيه الحاج عبدالله احمد العلي (63 عاما) على خلفية رعايته مجلسا حسينيا عائليا في مدينة الهفوف.

فيما اعتقلت بعد ذلك بأسبوع الوجيه المعروف الحاج حسين الحبابي الرئيس السابق لجمعية العمران الخيرية ونادي الصواب الرياضي بمدينة العمران على خلفية تعليقه لوحة ترحيبية برجل دين وأطلقت سراحه بعد أسبوع.

وكانت تقارير دولية أشارت إلى أن المواطنين الشيعة في الأحساء يتعرضون منذ سنوات لتمييز طائفي على يد السلطات السعودية.

الصفار ينتقد سياسة القمع ضد منظمات المجتمع المدني في السعودية

من جهة ثانية انتقد الشيخ حسن الصفار الحظر المفروض على منظّمات المجتمع المدني في السعودية وهيمنة "سياسة القمع" على مجمل الفعاليات والأنشطة الأهلية في البلاد.

وقال خلال خطبة الجمعة في مدينة القطيف ان القمع السياسي من أبرز معوقات العمل المدني إلى جانب غياب بيئة اجتماعية مشجعة.

واستغرب الصفار استضافة المملكة لاجتماعات مجلس التفاهم العالمي وهو منظّمة عالمية أهلية مستقلّة تقدم توصيات وحلول عملية لصانعي القرار في حين تحرم مواطنيها من تأسيس منظمات مشابهة.

متسائلا لماذا لا نستطيع نحن في بلداننا أن نوجد مثل هذه المنظّمات "كأن ننشئ مجالس للتفاهم المذهبي بدلا أن تشتد الخلافات الطائفية والمذهبية".

ورعت المملكة أعمال مجلس التفاهم العالمي الذي يضم سياسيين بارزين سابقين في دورته الـ 27 الأسبوع الماضي بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية برابغ.

وأكد الصفار مرة أخرى على أن "القمع السياسي" يقف عائقا أمام نمو العمل الأهلي وفقدان روح العمل الجمعي في البلاد.داعيا إلى "دور سياسي" لتجاوز ما وصفها بالحالة السلبية القائمة في مجتمعاتنا.

وفي جانب آخر من خطبته حث الصفار على التزام جانب اللباس المحتشم ضمن الأجواء الأسرية مشددا على أن التساهل في هذا الجانب يخلف آثارا وخيمة على الأمن الاجتماعي.

وانتقد تصرف بعض الأمهات والأخوة والأخوات الذين يبرزون بكامل زينتهم المثيرة داخل المنزل دون مراعاة لآثار ذلك على نفسية شركائهم في العائلة.

الناشط الشيعي الاسماعيلي آل صعب يكمل سنته الأولى معتقلا دون تهم رسمية

وأكمل الناشط الاسماعيلي البارز في السعودية الشيخ أحمد تركي آل صعب مؤخرا عامه الأول خلف قضبان السجون السعودية بتهمة التحرك لعزل أمير نجران السابق من منصبه.

 وقاد آل صعب حملة سياسية ناجحة للإطاحة بحاكم نجران السابق الأمير مشعل بن سعود شملت خطابا وقع عليه المئات من القيادات النجرانية يطالبون فيه الملك عبدالله بعزله من منصبه ووضع حد للفساد الحكومي في المنطقة.

 واعتقل آل صعب في مدينة الرياض بعد 10 أيام من تزعمه وفدا سياسيا من القيادات النجرانية في لقاء مع الملك عبدالله في الثاني من مايو 2008.

وسلم الوفد حينها الملك مذكرة يطالبون فيها بطرد حاكم نجران وقتها الأمير مشعل سعود، وإيقاف توطين الأجانب في المنطقة، وإنهاء التمييز الديني ضد الفاطميين، ومكافحة الفساد الحكومي في المنطقة ومعاقبة الفاعلين. وعقد آل صعب آنئذ عدة لقاءات مع المسؤوليين السعوديين في الديوان الملكي.

 وبعد مرور عدة أيام تم إستدعائه للرياض واعتقل فور هبوطه المطار الذي وصله بمعية مرافقين أمنيين من جهاز المباحث السعودي في يوم 12 مايو 2008.

ولا يزال آل صعب محتجزا في سجن الحاير أشهر سجون البلاد وأكثرها حراسة دون توجيه تهم رسمية.

 وتقول المعارضة السعودية أن إعتقال آل صعب يعزز الإعتقاد بزيف الإصلاحات السياسية في السعودية لأنه أعتقل بسبب تسليمه خطابا للملك.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 30/آيار/2009 - 2/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م