المكتبة الرقمية العالمية توفر كنزا من التراث الثقافي العالمي

مكتبة الكونغرس واليونيسكو وشركاء يتعاونون في تحقيق المشروع

 

شبكة النبأ: تضع المكتبة الرقمية العالمية في متناول المهتمين من مستخدمي شبكة الإنترنت، وتمكنهم من الوصول إلى كنوز من ثقافات الكوكب الأرضي الهامة النادرة والمثيرة للاهتمام.

فبنقرة إصبع، أصبح بإمكان مستخدمي شبكة الإنترنت اعتبارا من 21 نيسان/أبريل قراءة مجموعة هائلة من المخطوطات الهامة النادرة متعددة اللغات أو الاطلاع على الخرائط والكتب النادرة أو الاستماع إلى التسجيلات أو مشاهدة الأفلام والنسخ والصور والاستمتاع بغيرها أيضا من المواد الثقافية والتاريخية بمساعدة فأرة الكمبيوتر التي تتنقل بهم من درّة إلى درة من الكنز العالمي المتوفر لهم الآن وهو ليس سوى قطر من بحر وبداية لمشروع طموح تشارك فيه مكتبات العالم ومؤسساته ومعاهده الثقافية في عرض مقتنياتها التراثية على الجماهير في مختلف أرجاء العالم. بحسب موقع أميركا دوت غوف.

ويستخدم موقع المكتبة الرقمية العالمية على شبكة الإنترنت سبع لغات من لغات العالم الرئيسية لتمكين جماهير المستخدمين من البحث وقراءة أوصاف المواد ومحتواها باللغات العربية والصينية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية (وهي اللغات الرسمية المستخدمة في الأمم المتحدة) فضلا عن اللغة البرتغالية. وتتوفر كل المواد في الموقع بلغاتها الأصلية إلى جانب أشرطة الفيديو التي تعرض مناقشات بين الخبراء والقيمين على المكتبة وأمنائها.

وقد شاركت أكثر من 24 مكتبة من المكتبات العالمية في توفير 1,200 مادة رقمية موجودة الآن في الموقع تتناول مختلف المواضيع والمجالات من أمكنة متعددة من العالم. من بين المعروضات المتوفرة نماذج من الخط العربي والفارسي والصيني والياباني من الفترة الممتدة بين القرنين الثامن والتاسع عشر. وهناك أيضا أوائل الأفلام السينمائية من إنتاج الأخوين لوميير في فرنسا في عامي 1897 و1898 وتوماس إديسون في الولايات المتحدة في العام 1899 وإنجيل ميروسلاف، وهو مخطوطة منمقة تم وضعها في الصرب في نحو العام 1180. 

تم تدشين المكتبة الرقمية العالمية في 21 نيسان/أبريل في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) في باريس وذلك بعد أربع سنوات من الاقتراح الذي عرضه جيمس بلينغتون مدير مكتبة الكونغرس الأميركي.

فقد تخيّل بلينغتون آنذاك موقعا على الإنترنت "يضم في مكان واحد أكثر ما يثير الاهتمام من ثقافات العالم المتنوعة وأهمها."

وصرح بلينغتون معلقا على المشروع بقوله: "إن المشروع يركّز على المواد النادرة الفريدة والوحيدة في نوعها المحفوظة بعيدا عن المتناول في مكتبات العالم الكبرى من أمثال الحكم المخطوطة على العظام في الصين والألواح الخشبية القديمة المطبوعة في اليابان والمخطوطات العلمية من العالم العربي ورسالة كولومبوس التي يعلن فيها اكتشاف العالم الجديد."

وغاية المكتبة الرقمية العالمية، كما يوضحها بلينغتون، هي أنها بزيادة كمية المواد الثقافية وتوفر تنوعها بلغاتها الأصلية على شبكة الإنترنت تستطيع "تحسين التفاهم الدولي بين الثقافات."

سدّ الفجوة الرقمية

تؤكد اليونيسكو ومكتبة الكونغرس أن هناك هدفا هاما آخر للمشروع هو المساعدة في سد الفجوة الرقمية القائمة بين البلدان.

ويوضح مساعد المدير العام للاتصال والمعلومات في منظمة اليونيسكو عبدالوحيد خان أن الوصول العالمي الشامل إلى المعرفة مبدأ أساسي من مبادئ اليونيسكو.

ويضيف خان أن "هناك مئات آلاف المكتبات. وبمجرد تمكينها من خلال العملية الرقمية، يتم إيجاد عدد لا يكاد يحصى من الفرص لوصول الناس إلى المعلومات والمعرفة."

وقال بلينغتون إنه عندما تم الكشف عن النموذج الأولي للمكتبة الرقمية العالمية في العام 2007 "كان كثير من البلدان بحاجة إلى بناء إمكانياته في المجالين الفني والبشري" كي تكون تلك البلدان قادرة على خلق المحتوى الرقمي للوصول. وقال "إن هذا جزء من التحدي وهو ما قبلناه بترحاب."

وكانت مكتبة الكونغرس هي التي عملت على وضع وتطوير المشروع النموذجي الأصلي للمكتبة الرقمية العالمية بالتعاون مع اليونيسكو وخمسة شركاء آخرين هم مكتبة الإسكندرية بمصر والمكتبة الوطنية بالبرازيل ودار الكتب الوطنية بمصر ومكتبة روسيا الوطنية ومكتبة الدولة الروسية.

وتضم المكتبة الرقمية العالمية حاليا 32 شريكا بما في ذلك المؤسسات والمعاهد التي ساهمت في توفير محتويات المكتبة أو في التمويل أو تقديم المساعدة التكنولوجية أو غيرها من المساعدات. ويحدوها الأمل في أن تضم إلى شراكتها كل أعضاء منظمة اليونيسكو.

ودعا رأفت هلال، من دار الكتب والمحفوظات الوطنية المصرية، عندما تم تدشين النموذج الأصلي للمكتبة الرقمية، إلى مشاركة الجميع، بمن فيهم "على الأخص أولئك في الشرق الأوسط والبلدان العربية وأفريقيا." وقال مخاطبا الناس والبلدان "إن ما هي المكتبة الرقمية العالمية بسبيله هو العمل معا على الكشف عن ثقافاتكم وعرضها على الناس" في العالم.

وتحدث المدير العالم لمنظمة اليونيسكو كويشيرو ماتسورا في حفل تدشين المكتبة في 21 نيسان/أبريل وقال إن المكتبة الرقمية العالمية "توفر برنامجا للتدفق الحر للمعلومات والتضامن الدولي وإجلال التنوع الثقافي وبناء المجتمعات الثقافية الجامعة." وقال إن ذلك يدل على "الإمكانيات الاجتماعية والثقافية التي تنطوي عليها التكنولوجيا الرقمية."

وتكلم فوروي زان، كبير أمناء مكتبة الصين الوطنية المشاركة في المكتبة الرقمية العالمية، وقال "إن روح المساواة والتفاهم المنفتح تظهران كليا للعيان مع إيجاد المكتبة الرقمية العالمية." وتعهد زان بتعاون مكتبته الوثيق مع المكتبة الرقمية.

ووصف بلينغتون تدشين المكتبة بأنه خطوة أولى نحو بناء مصدر شامل على الإنترنت يساعد في "تعميق فهمنا لبعضنا البعض." وحث بلينغتون الشبان بشكل خاص على الإفادة من المكتبة الرقمية العالمية "والاستمتاع بأفضل ما في الثقافات التقليدية باستخدام الوسائط الإعلامية الجديدة."

موقع المكتبة الرقمية العالمية http://www.wdl.org  متوفر الآن على الشبكة العنكبوتية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 10/آيار/2009 - 13/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م