انفلونزا الخنازير يضرب الدولار ويزيد من تفاقم الازمة الاقتصادية

شركات الادوية تحقق انتعاشاً غير مسبوق وآسيا تستعد للوباء

اعداد: صباح جاسم

شبكة النبأ: تتزايد المخاوف حول التأثيرات الاقتصادية لمرض أنفلونزا الخنازير حول العالم، وذلك بالتزامن مع اتساع رقعة انتشاره من جهة، وتأثيره المحتمَل على التجارة العالمية وحركة تبادل السلع والسياحة من جهة أخرى، خاصة وأن ظهوره جاء في وقت يترنح فيه الاقتصاد العالمي ككل تحت تأثير الأزمة المالية.

وتأتي تلك المخاوف، خاصة مع ظهور حالات من المرض في الولايات المتحدة وكندا، والحديث عن إصابات أخرى في دول أوروبية، حيث رأى خبراء أن الخسائر التي قد يسببها المرض ستضر بفرص انتعاش الاقتصاد العالمي قريباً.

وقد سارع البنك الدولي إلى التدخل للمساعدة على احتواء المرض، من خلال إعلانه تقديم 205 ملايين دولار للسلطات المكسيكية على شكل تمويل سريع.

وقال كبير الخبراء الاقتصاديين بصندوق النقد الدولي ان الاثار الاقتصادية لتفشي انفلونزا الخنازير قد تكون "شديدة جدا" في بعض الدول. واضاف اوليفييه بلانشار في كلمة امام منتدى في واشنطن ان من الواضح ان اعداد السياح ستتأثر.

واشار الى انه من المبكر جدا القول بشكل مؤكد ماذا ستكون الاثار على الاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل ركودا حادا.

وحثت المكسيك -التي كانت أول دولة ظهرت فيها انفلونزا الخنازير- الناس على البقاء في منازلهم اثناء عطلة تستمر خمسة ايام وحذر مصرفها المركزي من ان تفشي المرض قد يعمق الركود الاقتصادي في البلاد وهو ما سيلحق مزيدا من الضرر باقتصاد سجل بالفعل انكماشا بنسبة 8 في المئة في الربع الاول من هذا العام مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.ومن ناحية اخرى تجاهلت الاسواق العالمية انباء تفشي الانفلونزا. بحسب رويترز.

وقتل فيروس انفلونزا الخنازير ما يصل الي 176 شخصا في المكسيك واعلن عن اكتشاف حالات للاصابة بالمرض في الولايات المتحدة وامريكا اللاتينية واوروبا.

أنفلونزا الخنازير يضرب الدولار ويهز انتعاش الاقتصاد العالمي

وتتزايد المخاوف حول التأثيرات الاقتصادية لمرض "أنفلونزا الخنازير" حول العالم، وذلك بالتزامن مع اتساع رقعة انتشاره من جهة، وتأثيره المحتمل على التجارة العالمية وحركة تبادل السلع والسياحة من جهة أخرى، خاصة وأن ظهوره جاء في وقت يترنح فيه الاقتصاد العالمي ككل تحت تأثير الأزمة المالية.

وتأتي تلك المخاوف، خاصة مع ظهور حالات من المرض في الولايات المتحدة وكندا، والحديث عن إصابات أخرى في دول أوروبية، حيث رأى خبراء أن الخسائر التي قد يسببها المرض ستضر بفرص انتعاش الاقتصاد العالمي قريباً.

وقد سارع البنك الدولي إلى التدخل للمساعدة على احتواء المرض، من خلال إعلانه تقديم 205 ملايين دولار للسلطات المكسيكية على شكل تمويل سريع.

وجاء ذلك في أعقاب اجتماع عقده مدير البنك، روبرت زوليخ، مع وزير المالية المكسيكي، أوغسطين كارستنز، الذي قال إنه من المبكر تقدير التأثيرات الاقتصادية للمرض. بحسب سي ان ان.

وذكر بيان للبنك الدولي أن المبلغ سيتم تأمينه للحكومة المكسيكية خلال فترة تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة أسابيع، مبينا أن البنك سيساعد المكسيك على "التعامل مع التأثيرات الاقتصادية للأزمة."

من جهته، قال زوليخ إن البنك الدولي سينقل إلى المكسيك خبرته حيال تعامل الدول مع انتشار فيروسات مماثلة، كما في حالة أنفلونزا الطيور أو مرض السارس.

وقد تراجع البيزوس المكسيكي بنسبة 2.8 في المائة، في حين تراجع الطلب الأمريكي على البضائع المنتجة في المكسيك، الأمر الذي قد يفاقم أزمة البلاد الاقتصادية، بعد أن دخل نموها في مرحلة الانكماش بأكثر من أربعة في المائة للربع الأول من العام الجاري.

وجرى طلب منع التجمعات والمناسبات العامة في المكسيك، ما أدى إلى دخول البلاد في حالة الشلل الاقتصادي، مع إغلاق المدارس والجامعات والحانات والمطاعم حتى السادس من مايو/ أيار المقبل.

ويعتمد الاقتصاد المكسيكي بشكل كبير على تصدير المواد الزراعية والصناعية والسياحة، وسيكون لتراجع الصادرات وأعداد الزوار تأثير حاسم على نمو البلاد، علماً أن أرباح السياحة لعام 2008 فاقت 13 مليار دولار.

وحول العالم، تراجعت مؤشرات الأسواق المالية على خلفية المخاوف المرتبطة بإمكانية تحول المرض إلى وباء، وتأثيره المحتمل على الاقتصاد الأمريكي، فتراجع الدولار أمام العملات الأخرى، في حين تعرضت أسهم شركات الطيران والمطاعم لخسائر كبيرة بعد الحديث عن ظهور إصابات في دول أوروبية، ونيوزيلندا.

انفلونزا الخنازير تلحق اضرارا بالاسواق والطيران

وانتشرت السلالة الجديدة من الفيروس المسبب للاصابة بانفلونزا الخنازير التي قتلت 149 شخصا في المكسيك الى مناطق اخرى في العالم وبدأ شبح الوباء يضر بالسفر بطريق الجو.

ونصحت الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الاوروبي المواطنين بتجنب السفر الى المكسيك وطبقت الشركات قيودا أكبر على السفر الى دول تأكدت حالات اصابة بها. بحسب رويترز.

وقالت منظمة الصحة العالمية ان انتشار وباء -- تفشي مرض جديد خطير في انحاء العالم -- ليس حتميا بعد لكن يجب على كل الدول الاستعداد للاسوأ وخاصة الدول النامية الفقيرة.

وقال الدكتور كيجي فوكودا القائم بعمل مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "ستصاب (تلك الدول) بشدة بطريقة مفرطة."

وقالت المراكز الامريكية للسيطرة على الامراض والوقاية منها يوم الثلاثاء انها أكدت ما مجمله 64 حالة اصابة بشرية بانفلونزا الخنازير في البلاد.

وأضاف موقع المراكز على الانترنت ان هذا الاحصاء الجديد يتضمن عشر حالات في كاليفورنيا وحالتين في كنساس و45 في نيويورك وحالة واحدة في أوهايو وست حالات في تكساس. ولم يتضمن الحالة التي أعلنت عنها سلطات ولاية انديانا.

وتأكدت حالات عدوى جديدة في اسرائيل ونيوزيلندا. وأكدت كندا واسبانيا وبريطانيا ايضا وجود حالات اصابة وأعلنت دول اخرى عديدة عن الاشتباه في وجود حالات اصابة.

وقالت شركة ارنست اند يونج الامريكية للمحاسبة ان أحد الموظفين في مكاتبها في تايمز سكوير تم تشخيص اصابته على انها انفلونزا الخنازير لكنها قالت في وقت لاحق ان الاصابة غير صحيحة. واذا تأكدت فانها ستكون الحالة الاولى التي يتم الابلاغ عنها في منطقة الاسواق المالية في نيويورك.

ومن بين الامور الغامضة التي تكتنف التفشي الحالي للمرض هو السبب في ان كل الحالات خارج المكسيك خفيفة نسبيا حتى الان.

وقال مسؤولون انهم يتوقعون بالفعل وفاة مصابين مع انتشار المرض وان الوباء قد يهدد المؤشرات الهشة للانتعاش الاقتصادي في انحاء العالم حيث سيلحق ضررا كبيرا بالسفر والتجارة وطاقة انتاج الصناعات التحويلية. وادى اخر وباء عالمي وهو انفلونزا هونج كونج في عام 1968 الى وفاة نحو مليون شخص.

وواصلت اسعار اسهم شركات الطيران الانخفاض نتيجة لمخاوف من انها قد تشهد انخفاضا شديدا في حركة الطيران.

وتراجعت اسواق الاسهم الاوروبية والاسيوية لكن شركات صنع الادوية سجلت مكاسب وتعافت اسواق الاسهم الامريكية من الخسائر السابقة التي منيت بها ولم تشهد تغيرا يذكر.

المكسيك تبدأ اغلاقا جزئيا لاقتصادها

ونتيجة لتفاقم الازمة أمر الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون باغلاق جزئي للاقتصاد للحد من انتشار فيروس انفلونزا الخنازير بينما دعا مسؤولون الى زيادة الاحتياطات لمواجه وباء وشيك.

وقالت منظمة الصحة العالمية انها ستظل في الوقت الراهن عند مستوى تحذيرها الحالي الذي يقل درجة واحدة عن التحذير من وباء كامل وانها لن تشير بعد الان الى الفيروس (اتش1 ان1) بانفلونزا الخنازير لتهدئة منتجي اللحوم الذين تضرروا. بحسب فرانس برس.

وتم الابلاغ عن حالات اصابة جديدة بانفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة واوروبا. واعلن عن حالة اصابة في بيرو لكن في وقت لاحق رجعت السلطات عن اعلانها الذي لو تأكد لكان اول حالة في امريكا اللاتينية خارج المكسيك.

وكانت كل الحالات خارج المكسيك تقريبا معتدلة ولم يحتج الا عدد قليل من المرضى علاجا في المستشفى وهونت معظم أسواق العالم من شأن المخاوف.ولكن عدد الحالات استمر في الزيادة ويقول مسؤولون ان هناك اسئلة كثيرة بشأن التفشي لم تعرف اجابتها.

وقال مسؤولون امريكيون انه حدثت حالات اصابة جديدة وان 298 مدرسة امريكية على الاقل اغلقت في انحاء البلاد بسبب الاصابات المحتملة. وسجلت كندا اول حالة اصابة بالفيروس من شخص الى شخص.

وفي المكسيك الدولة الاكثر تأثرا حيث وقعت 176 حالة وفاة ابلغ الرئيس فيليب كالديرون الادارات الحكومية واعمال القطاع الخاص غير الضرورية للاقتصاد بان تتوقف عن العمل ابتداء من يوم الجمعة لتفادي المزيد من انتشار الفيروس الذي يبدو انه يصيب الصغار والكبار والفقراء والاغنياء دون تمييز.

وقال كالديرون في اول كلمة تلفزيونية منذ بدء ظهور المرض "ليس هناك مكان أكثر أمانا من منازلكم لتجنب الاصابة بفيروس الانفلونزا."

وفي مكسيكو سيتي حيث اصاب الفيروس الحياة العامة بالشلل فعلا كان البعض متشككين بينما تعهد اخرون الا يشاركوا في الاغلاق.

وقال اندريس جارسيا الذي يعمل في محل خياطة في وسط العاصمة "اغلاق مؤسسات الاعمال ليس صوابا وليس عدلا. فعلى أي شيء نعيش.. على الهواء.."

وقال مجلس مصانع التصدير في المكسيك -وهو احد اعمدة الاقتصاد- انه سيتجاهل دعوة الاغلاق بينما تعهدت بعض المناجم في البلاد بان تواصل العمل.

وقال سيزار كاسترو رئيس المجلس للصحفيين "لدينا التزامات علينا الوفاء بها واذا لم نوف بها سينتهي الامر بالعلاج أن يصبح أسوأ من المرض."

ويقول محللون ان صناعة السياحة في المكسيك تضررت بشدة ومع بقاء المتسوقين في منازلهم والهبوط الحاد للصادرات الى الولايات المتحدة فان المكسيكة قد تجد نفسها في أشد وأطول كساد منذ سنوات.

روش ونوفارتيس تحققان انتعاشا لم يخطر لهما على بال بسبب الازمة

وفي سياق التصدي لانتشار المرض تستعد شركتا الادوية السويسريتان الكبيرتان نوفارتيس وروش لتزويد المجتمع الدولي بعقار التاميفلو واللقاح المضاد لانفلونزا الخنازير التي تهدد بالتحول الى وباء لتحققان من وراء ذلك رواجا لمنتجاتهما كان الامل فيه مفقودا بسبب الازمة الاقتصادية.

وبذلك ستتمكن الشركتان السويسريتان من تحقيق زيادة لم تكن متوقعة على الاطلاق في حجم اعمالهما وان كان المحللون يتساءلون عن مدة هذه الطفرة. بحسب فرانس برس.

وتنتج روش عقار التاميلفو المضاد للفيروسات والذي يعد من ادوية الانفلونزا الوحيدة، مع ريلينزا الذي تنتجه شركة غلاكسوسميثكلاين البريطانية (جي.اس.كي)، التي اثبتت فاعلية ضد فيروس ايه (اتش1ان1) وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

واوضحت المجموعة التي مقرها في مدينة بال والتي لا تعمل في مجال اللقاحات انها تزيد حاليا انتاجها من التاميلفو الذي يمكن ان يصل الى اربعة مليارات جرعة سنويا وفقا لمتحدث باسم المجموعة.

واوضح ان المجموعة "مستعدة" ايضا لتصدير ثلاثة ملايين جرعة من التاميفلو اضافة الى ال220 مليون جرعة المتوافرة حاليا في العالم. وهي لا تزال تنتظر الضوء الاخضر من منظمة الصحة العالمية لارسال هذا المخزون في خلال 24 ساعة.

وكانت روش استفادت في السنوات الماضية من طلبات الدول التي تسعى الى زيادة مخزونها من التاميفلو لمواجهة انتشار محتمل لانفلونزا الطيور التي اظهر العقار ايضا فاعلية في مكافحتها.

الا انه مع انتهاء هذه الطلبات تراجع حجم اعمال التاميفلو بنسبة 68% ليستقر على 609 ملايين فرنك سويسري (403,9 ملايين يورو) العام الماضي.

واوضح اندرو فايس المحلل في بنك فونتوبل ان الازمة الصحية الجديدة يمكن ان تعطي "انطلاقة فريدة لحجم الاعمال" تنعكس في "ارتفاع طفيف وفريد للارباح".

ويرى المحلل لوك اولتن في مؤسسة هليفيا ان توقع وصول مبيعات التاميفلو الى 900 مليون فرنك (597,3 مليون يورو) عام 2009 تبدو "حذرة جدا" لان روش "ستستفيد بالتاكيد" من انفلونزا الخنازير.

من جانبها يمكن ان تستفيد شركة نوفارتيس المنافسة من خبرتها في مجال اللقاحات ولا سيما بفضل تكنولوجيا زراعة الخلايا الاسرع والاكثر فاعلية من الانتاج التقليدي عن طريق البيض.

ولا تزال مجموعة دانييل فاسيلا التي اجرت اتصالات مع منظمة الصحة العالمية لانتاج لقاح، تلقي السلالة الفيروسية لتتمكن من انتاج اللقاح. وقال متحدث باسم نوفارتيس "ننتظر معرفة ما ستبلغنا به السلطات" حتى نبدأ بالانتاج.

آسيا مستعدة لمكافحة الانفلونزا

وقال جونج وا لي القائم بأعمال كبير الاقتصاديين بالبنك الاسيوي للتنمية ان تفشي الانفلونزا الجديدة قد يضر بالتجارة والسياحة في اسيا لكن الدروس المستفادة من انتشار وباء سارز في عام 2003 ستعزز جهود مكافحة اثار المرض.

وأضاف جونج في مقابلة مع رويترز، ان تعافي الاقتصاد الاسيوي مرهون بالطلب الاستهلاكي في القوى الاقتصادية المتقدمة. وأوضح أن الاقتصادات الاسيوية ربما تكون وصلت الى أدنى مستوى في الركود الحالي.

وتابع ان دولا يعوزها الاستقرار السياسي مثل تايلاند قد تتأخر عن غيرها في الخروج من اسوأ ركود اقتصادي خلال عقد من الزمن على الاقل.

واشار جونج خلال المقابلة التي جرت في جزيرة بالي السياحية حيث يعقد البنك الاسيوي اجتماعه السنوي الى ان تأثير تفشي وباء الانفلونزا على الاقتصاد قد يأتي في "شكلين".

وأوضح أنه "اولا قد يضر بصناعة السياحة وقدرة العمالة على الانتقال. ثانيا قد يضر بالاستهلاك المحلي عن طريق التاثير على نفسية المستهلكين".

لكن جونج اعرب عن اعتقاده في قدرة اسيا على مكافحة الفيروس بقوله "اعتقد ان اسيا استعدت لان المنطقة لديها خبرة جيدة في مكافحة سارز."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 5/آيار/2009 - 8/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م