انفلونزا الفكر الوهابي

سامي جواد كاظم

سمعتم وسمعنا عن التمدد الشيعي الذي بات يؤرق الوهابية ومن لف لفيفهم او دب دبيبهم، وعقدوا الندوات والدراسات وكتبوا المقالات لتحليل هذه الحالة التي تعتبر مسامير وليس مسمار في نعش الوهابية.

احد فطاحل الوهابية حاول معرفة سبب الكره للفكر الوهابي والتمدد الشيعي فبدلا من الاقرار بارهابهم نراه يعبث بمفردات الكلام ليجعل السبب هم الشيعة، فقد توصلت الوهابية وعبر مقالاتها في صحفها الرسمية ان سبب نبذ الفكر الوهابي عالميا يعود الى احداث سبتمبر التي تعتبر افضل هدية الى الشيعة في تقبيح صورتهم وكأن الشيعة لا تعلم ماهية الوهابية حتى تنتظر عمل ارهابي وكأن الوهابية لم يسبق لها ان اغارت على كربلاء وقتلت وسرقت وهدمت ضريح الحسين عليه السلام اكثر مما حدث في امريكا، وكأن العالم غافل عن فتاويكم التحريضية والتكفيرية للبشرية قاطبة والشيعة خاصة.

 بل وان الوهابية تقطر حقدا وحسدا عندما استنكر الشيعة احداث سبتمبر وتحديدا حوزات قم قبل ان تستنكر مشايخ الوهابية والازهر هذا العمل الاجرامي.

كتبت جريدة الوطن هذه العبارة ( فلم يقدم تنظيم القاعدة هدية أفضل من تلك التي قدمها للمذهب الشيعي وهو يستغل هذه – الفوبيا – بكل الهدوء وبعيدا عن المواجهة).

 انتم اجرمتم انتم قتلتم فما دخل الشيعة في ذلك؟ واذا كنتم تعلمون ان هذا يصب في صالح الشيعة فلماذا اقدمتم على الجريمة؟ وهل القيام بمثل هكذا عمل ارهابي ياتي من فراغ؟ كلا بل من تخطيط ميداني وفكري ارهابي بحت مع تهيأة العدة والعدد والمال للقيام بمثل هكذا عمل ارهابي وكانت الوهابية اهل لذلك.

وبدأت الوهابية تعاني من الضرر الهائل الذي طال العمل السني في بقاع الأرض المختلفة وسياسات المراقبة والتضييق على مدارسه ومساجده ومؤسساته، واخرها في الولايات المتحدة الامريكية حيث داهمت مدارس تابعة للسعودية وجدوها بؤرة للفكر الارهابي ونشر ثقافة الاجرام فتم غلقها وترحيل طاقمها.

في لقاء لاحد الاعلاميين مصطفى الانصاري في جريدة الحياة ذكر التالي ( أن لجم حصان السلفية، قد فتح الباب مشرعا أمام الدور الإيراني كي ينتشر مستغلا انشغال العالم بالخطر الإرهابي السني، فقدمت إيران نفسها بكل ما تمتلك من براجماتية ولم ترتكب خطأ واحدا يعرقل مشروعها السياسي ) اذا ايران لم ترتكب خطأ واحد فلماذا هذا التهجم الباطل على الشيعة؟ هذا اولا وثانيا ان لُجم فمكم الوهابي بسبب ما تبثوه من افكار ارهابية تكفيرية فهذا خطأكم فبدلا من ان تصححوا افكاركم تنهالون بالافتراءات والكذب والمؤامرات على الشيعة حتى تحاولون رسم نفس الصورة للشيعة وتكونون قد وصلتم الى ما خُطط لكم من تشويه صورة الاسلام الذي بدأ يلفت انتباه العالم لما فيه من افكار رائعة تضمن العيش الكريم المادي والمعنوي للانسان اينما كان.

واما مسالة المنح الدراسية التي تمنحها جامعات طهران للدراسة في جامعاتها فهذا اسلوب يعتمده العالم كله وها هي جامعة الملك فيصل التي تستقطب الافريقيين للدراسة فيها ولا اريد ان اقول تشترط عليهم الانتماء للفكر الوهابي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 30/نيسان/2009 - 3/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م