خضير أبو العباس: الفن العراقي عادَ للحياة بعد سقوط النظام البائد

قدّمنا قرابين من شهدائنا الفنانين لإيصال رسالتنا الهادفة  

حوار/علي فضيلة الشمري

شبكة النبأ: يعكس المسرح واقع الحياة، ويعطيه صورة مصغرة عن الواقع المعاش من خلال خشبة المسرح واما تكون من خلال مشاهد كوميدية وتوصل رسائل بنقد لاذع او من خلال تراجيديا الاعمال الجدية، ويكون على نوعين اما مبكي وفيه هدف تركيز الحقيقة المرة لدى المتلقي او مضحك وفيه هدف المتعة.

وينحو الخطاب المسرحي في العراق، الى استنطاق الحدث اليومي خاصة اذا ما تصدر العمل ذلك الحدث في وقته للمشاركة في الاسهام بنقل معاناة المواطن، وقد كانت مسرحية (بيت أهلنه) التي عرضت مؤخرا على مسرح الادارة المحلية في الكوت تقدم نوعا من الكوميديا الهادفة التي يحتاجها المواطن وفي نفس الوقت تعطي اشارات تعليمية وتوجيهية وتربوية للمجتمع، وكان بطل ومخرج هذه المسرحية الفنان خضير ابو العباس والذي التقته شبكة النبأ فكان الحوار التالي معه:

س: ماذا تقول عن المسرح العراقي وانت احد ابرع العاملين فيه؟

المسرح العراقي منذ تأسيسه والى يومنا هذا حاز على شهادات تعدّت حدود البلد، وأينما وجد فهو في الصدارة، وقد بدأء المسرح العراقي منذ الاربعينيات في القرن العشرين من خلال الاستاذ حقي الشبلي الذي كانت له لمسات واضحة في ارساء دعائم المسرح العراقي رغم ان المجتمع في ذلك الوقت كان بشكل كبير، وأُسست في ذلك الوقت معاهد دراسية منها معهد الفنون الجميله واول فرقة مسرحية هي فرقة الزبانية وفرقة 14 تموز وفرقة المسرح اليوم والمسرح الفني الحديث.

 وابرز مؤسسي المسرح الاستاذ سامي عبد الحميد  والاستاذ يوسف العاني وهم رواد المسرح العراقي وايضاً هناك الفنانات زكية زيد وناهدة الرماح كانوا يعملون ضمن مسرح متقدم في العراق، ومن خلالهم وصلت رسالة المسرح العراقي الى خارج البلد عبر المشاركات التي كانت تقام في دول عربية ومنها مصر وسوريا والمغرب وحصدوا على جوائز قيمة في تلك المهرجانات...

س: ما الفرق بين جيلَي الامس واليوم فيما يخص المسرح؟

لقد تأثر المسرح العراقي في فترة النظام البائد حيث كان سطحيا وموجها من خلال السلطات الحاكمة البائدة بحيث كانت النشاطات التي تدعو للهزل والضحك فقط هي التي تقام على المسرح وذلك لحرص النظام البائد على تلهية الناس بأساليب رخيصة دون تركهم يفكرون فيما كان يحل عليهم من لعنات من قبل السلطة البائدة، وبعد زوال النظام البائد توقف المسرح لاسباب العنف والارهاب، ثم عادت عجلة الفن تدور من جديد خلال الفترة القليلة الماضية وبات الفنان والمثقف العراقي يبحث عن هوية جديدة. ونجحنا في ذلك رغم موجات العنف والارهاب التي طالت الفن والفنانين كغيرهم من شرائح المجتمع...

س: مسرحية بيت أهلنه عُرضت في اكثر من محافظة ما سر ذلك النجاح؟

يقف الزميل والاخ الاعلامي جمعة السعيدي الذي تواصل مع الجهات المانحة ومع الفنانين وله دور كبير في استمرار هذه المسرحية في عدة محافظات بمعدل ثلاثة عروض في كل محافظة في الفرات الاوسط والجنوب والهدف منها تشجيع الناس باسلوب كوميدي للذهاب الى صناديق الاقتراع والانتخاب بسلام والحمد لله كان الحضور جيد بسبب تعطش ابناء هذه المحافظات للعروض المسرحية الهادفة.

س: هل تستخدون لغة الايحاء او الرموز في ايصال فكرة الى الجمهور المتلقي من خلال العروض المسرحية؟

في الوقت الراهن لاتوجد مثل هكذا لغة لاننا نريد دولة مؤسسات تنهض بالفرد بينما في السابق نعم موجودة بسبب الرقابة على الاعمال والفنانين فنستخدم التعبير الذي يحتمل المعنيين

س: (العريف شلتاغ) شخصية اوصلتك لقلوب الناس الى حد كبير ماذا تقول عن هذا الامر؟

كان ذلك في مسرحية (بيت الطين) التي قدمتها في المسرح في زمن النظام البائد وبعد سقوط ذلك النظام جسدت نفس الشخصية في مسلسل بيت الطين الذي وصل الى بيوت كل العراقين والحمد لله لنها كانت تتكلم عن معاناتهم والامهم، واتمنى ان اقدم اكثر فبالفعل اوصلتني هذه المسرحية الى قلوب كل العراقيين...

س: بطاقتك الشخصية؟ 

خضير عباس لطيف السراي من مواليد 1962 في مدينة الكوت، لي خمسة اطفال ثلاثة اولاد وبنتان، حاصل على شهادة البكالوريوس في كلية الفنون الجميلة قسم المسرح، حالياً موظف في وزارة الصحة بقسم الاسعاف الفوري وأحب وظيفتي ومهنتي الى حد كبير لانها انسانية وقريبة من الناس...

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 25/نيسان/2009 - 29/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م