دبي: الازمة المالية تكشف عن الصورة الحقيقية
جوهرة قامت على مصادرة الحريات والعمالة الرخيصة وتجاهل البيئة
سيدة كندية.. خلف الصورة مدينة تُحكم بدكتاتورية على غرار القرون الوسطى


شبكة النبأ: في ظل الازمة الاقتصادية العالمية التفتت الصحافة الغربية الى أوجه القصور في التجربة الاقتصادية في امارة دبي، فعندما كانت الاوضاع الاقتصادية جيدة كانت دبي معجزة على الصحراء، أما الآن فتستخدم تعبيرات من قبيل، دبي فقاعات انفجرت على ارض ساخنة. لوصف الوضع في الامارة.
المهم في الازمة الاقتصادية ليس في طريقة النظر الى دبي، ولكن محاولة النظر في العمق والبحث عما يراه الصحافيون "الوجه القبيح" لدبي، كما يبدو في تحقيق مطول أعده المعلق والكاتب في صحيفة الـ اندبندنت يوهان هاري.
والوجه القاسي لـ معجزة دبي هو الصورة الخلفية التي تقف وراء السطح، فالكاتب يقول ان صور حاكم الامارة الشيخ محمد آل المكتوم تطل في كل الامكنة على الملصقات واللوحات الاعلانية، وبحسب هاري فالشيخ سوّق دبي على انها مدينة 'الف ليلة وليلة' 'والجنة شانغاري لا' في الشرق الاوسط.
وعلى الرغم من العمارات والبنايات الطويلة وناطحات السحاب والفنادق إلا ان الرافعات التي تقف الى جانب بنايات لم يكتمل بناؤها بعد تشير الى توقف في حالة العمران والبناء وتبدو بعضها مهجورة، وهناك بنايات لا عدد لها توقف العمل بها في منتصف الطريق مثل الفندق الضخم 'اتلانتيك'، الذي صمم على شكل قلعة وتم في ألف يوم بميزانية مليار ونصف مليار دولار.
ويشير الكاتب هنا بسخرية الى ان دبي تشبه قصة 'بيتر بان' وجنّته 'نيفرلاند'، فدبي انشئت في الحقيقة على لا شيء او خيال، أما الان فبدت الشقوق تظهر في جدار هذا العالم واسرار الامارة تتكشف، حيث يقول ان الامارة اقيمت في عقود متوحشة على بطاقات الائتمان والاضطهاد والعبودية وتدمير البيئة.
ويرى الكاتب ان دبي هي مثال حي عن رمز من الحديد يجسد الاقتصاد الليبرالي الجديد. ويقدم لاسرار المدينة المتكشفة من خلال قصص بعض من انهارت احلامهم مثل كارين اندروز التي تنام منذ شهور في مرآب سيارات في سيارة لاندروفر حيث حضرت مع زوجها من كندا الذي حصل على عقد في شركة متعددة الجنسيات، وتقول ان الحياة كانت في بدايتها مثل الخيال، فالحياة كانت كلها حفلات سكروا فيها في دبي حتى الثمالة كما تقول، واشترى زوجها شقتين على الرهن، ومشاكلها بدأت عندما مرض زوجها وبدأت الديون بالتراكم.
وتشير قصة بيترز، ان الدين تراكم لحد ادى لسجن زوجها في محاكمة تقول انه لم يعرف عنها اي شيء، وتعيش بدون مال بعد ان توقفت البطاقات البنكية، وتنتظر خروجه من السجن للرحيل عن دبي ولكن بدون مال. ويقول الصحافي انها طلبت منه شراء وجبة طعام لها.
ويشير الكاتب الى ان كارين ليست وحدها فهناك الكثيرون من الاجانب من ينامون على الرمل او في مطار دبي او في سياراتهم. وتقول هذه الكندية ان ما يجب معرفته عن دبي انها اي الامارة ليست كما تبدو. وتقول ان هناك عملية خداع فخلف الصورة 'مدينة تحكم بديكتاتورية على غرار القرون الوسطى'.
ويقدم الكاتب هنا جزءا من تاريخ الامارة التي كانت في الماضي كما يقول ركاما من الحشيش اليابس واشجار الصبار التي تعيش بين رمالها العقارب. واخذت اسمها من اسم نوع من الجراد الذي كان يأكل الاخضر واليابس، ثم يشير الى بدايات صعود المدينة من منتصف القرن الثامن عشر كميناء واحتلال البريطانيين لها واخيرا تحولها منذ سبعينات القرن الى مركز للتجارة الحرة.
ويقول الصحافي ان هناك دعاية تقوم بها الامارة حول كيفية حدوث المعجزة، ويقول ان المدينة لم يبنها افراد العائلة الحاكمة لكن بناها الرقيق. ويعتقد الصحافي هاري ان لدبي ثلاثة وجوه: الاول هو الاماراتيون من ابناء العائلة والمواطنين، والثاني من الاجانب مثل كارين والثالث من العمال السخرة، وهم الذين بنوا المدينة وعلقوا فيها ولكنهم بعيدون عن المشهد العام، رغم أنهم ينتشرون في كل مكان بملابسهم الوسخة ويتعرضون للاهانة، ولكن السكان لا ينظرون اليهم، ففي كل مساء يرحل العمال الذين بنوا المدينة الى ارض خلاء في حافلات حيث يقيمون في معسكرات خاصة بهم. ويشير الكاتب الى انهم حتى وقت قريب كانوا يرحلون في شاحنات الماشية من والى مواقع عملهم.
ويطلق على الموقع اسم سونابور( مدينة الرب) ويعيش فيها 300 الف عامل في ظل ظروف قاسية، تبدأ من وكالات العمالة التي تستغل العمال في بلادهم الاصلية وتخدعهم بايهامهم أن دبي جنة الله على الارض فيبيعون حتى ممتلكاتهم من أجل العمل فيها، الا أنهم عندما يصلونها يكتشفون أنها جهنم.
ويشير الكاتب الى القصة المعروفة عن استغلال ارباب العمل ووكالات العمل للعمال واوضاعهم المعيشية السيئة وأبرزها النقص في المياه او التهوية الصحية والغرف المكتظة، اضافةً الى أنه يتوجب عليهم تسديد ديونهم في العامين الاولين من العمل للوكلاء، فتراهم لا يستطيعون ارسال المال الى عائلاتهم طيلة هاتين السنتين.
ويقول أحد العمال ان ماء الشرب يصيب العمال بالمرض، ويصف العمل في دبي بانه 'الاسوأ في العالم' وان على العامل ان يحمل ما زنته 50 كلغ من الطوب على ظهره في حر الشمس. ويضيف العامل انه غير مسموح له بالتوقف عن العمل وان اخذ وقتا من العمل وبقي في غرفته فسيقتطع ذلك من اجرته.
ويقول انه منذ اربعة اعوام وهو يعمل في المدينة لم ير فيها اي شيء سوى العمارات التي يعمل فيها. ويقول انه لا يستطيع اظهار غضبه والا سيوضع في السجن ويرحل عن البلاد. وتحدث عن اضراب في العام الماضي ادى بالشرطة لمحاصرة سكنهم وتسييجه بالاسلاك ورش العمال بالمياه واجبارهم على العودة للعمل. ويقول انه يحن لبلده بنغلاديش وارضه التي يزرع فيها كل شيء، أما في دبي فلا ينمو شيء سوى النفط والبنايات. ويشكو العمال انه منذ بداية الركود الاقتصادي لم يدفع اجرهم بانتظام وقطعت الكهرباء عن عدد من المعسكرات واختفت الشركات ومعها اختفت اجورهم وجوازات سفرهم.
ويقول الكاتب ان العمال يتعرضون للخديعة للحضور والاقامة وتتواطأ في مأساتهم سلطات دبي كما يقول. ويشير بريطاني الى ان هناك العديد من حالات الانتحار في اماكن العمل ومعسكرات الاقامة لكن لا احد يتحدث عنها ويتم تقريرها بالحوادث. وحتى بعد وفاة العمال فعائلاتهم تحمل ديونهم التي يطالب بها الحيتان الذين خدعوا ابناءهم للقدوم الى هنا.
ويرى تقرير لمنظمة مراقبة حقوق الانسان ان هناك تغطية على الحوادث وأن القنصلية الهندية رصدت وفاة 971 عاملا بدعوى الاجهاد والعمل الاضافي والانتحار في عام 2005 فقط.
سائحة هولندية عبرت للصحافي عن حبها لدبي، اسواقها، حرها وشواطئها قالت انها تحاول تجنب النظر للعمال عندما ذكرها بعمال البناء. بالنسبة للاماراتيين، فدبي هي ' مدينة سانتا كلوز' كل شيء توفره الحكومة لمواطنيها من التعليم حتى الدكتوراة ، والزواج والتأمين الصحي ولا يعرفون هنا شيئا اسمه الضرائب، والوظيفة مؤمنة فالقانون الان يجعل من الصعوبة بمكان ان تطرد شركة اماراتيا'.
وفي الوقت الذي يرى فيه اماراتيون ان الدولة توفر كل شيء لهم وانهم لا يهتمون بغياب الحريات، يرى اخرون ان الدولة تجعل من ابنائهم اطفالا كسالى. ويرفضون مع ذلك اتهامات الكاتب بالرق وان الدولة بناها سخرة بقولهم ان دبي هي اكثر دولة متسامحة في العالم. ويدفعون الانتقادات بقولهم ان الغرب لا يعامل العمال جيدا وانه ان حدثت حوادث معزولة فهذا لا يعني ان الدولة ظالمة للعمالة.
الصحافي مع ذلك يجد اصواتا معارضة لما تراه ديكتاتورية العائلة الحاكمة. ويتحدثون عن تحرش الشرطة بهم وتهديدها لهم. ويقول احدهم ان الدولة تعارض قانون حقوق الانسان للعمالة لان الشركات كلها تابعة للدولة ولذلك فهي تخاف من تراجع الربح.
ومع ان الدولة تقوم بالسيطرة على المساجد وخطب الجمعة الا ان المعارض يقول ان القيود قد تؤدي لظهور الاسلاميين.
ونقل الكاتب مخاوف السكان من تحولهم لاقلية، فقد نقل عن احدهم قوله انهم اقاموا كل هذه البنايات الا انهم يخشون ان تذهب للاجانب وتقع في ايديهم. ومع نقد الكاتب لغياب الحريات واستغلال العمال الاجانب الا انه يرى ان دبي تعتبر مكانا جيدا وغير رسمي للشواذ مع ان تهمة الشذوذ قد تودي بصاحبها للسجن مدة 10اعوام. ويقول ان دبي اصبحت مأمن الشاذين حيث يعيشون بأمان فيها.
دبي تكافح الفساد لتحسين صورتها
وفي نفس السياق كثّفت دبي في خضم الظروف الاقتصادية الصعبة الناتجة عن الازمة المالية العالمية، حملتها لمحاربة الفساد الذي استفاد من سنوات الفورة، وذلك لتحسين صورتها كمركز اقليمي للاعمال. إلا ان الحملة لا تخلو من بعض الجدل خصوصا بسبب توقيف مسؤولين في شركات لاشهر دون محاكمة، وذلك للاشتباه بانهم اختلسوا مئات ملايين الدولارات.
وقال الخبير الاقتصادي اكهارت وورتز من مركز الخليج للدراسات الذي مقره دبي "كانت السوق تعيش ملء الفورة. البعض يطمعون وهكذا يبدأ الفساد". واضاف وورتز لوكالة فرانس برس محاولا تفسير ظاهرة الفساد"عندما تتاح فرصة الحصول على رشوة، البعض يستغلونها".
وفي دبي، كان القطاع العقاري المحرك الاساسي للنمو. وقد استفاد هذا القطاع من قرار رسمي اتخذ في 2002 بفتح سوق العقار امام المستثمرين الاجانب. اما الاقتصاد الاماراتي ككل، فقد استفاد من الارتفاع الكبير في اسعار الخام، فالامارات هي المصدر الثالث في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك).
ومعظم قضايا الفساد في دبي مرتبطة بسوق العقار. ومنذ بداية اذار/مارس، يحاكم سبعة اشخاص امام محكمة في دبي في قضيتين مرفوعتين ضد مسؤولين سابقين في شركات متهمين بطلب رشوة، وهما قضيتان غير مسبوقتين منذ بدأ الحديث عن حملة مكافحة الفساد في دبي العام الماضي.
القضية الاولى تتعلق باربع مدراء في شركة "سما دبي"، وهي شركة عقارية تابعة لمجموعة دبي القابضة التابعة لامارة دبي، اضافة الى موظف سابق في شركة "داماك" العقارية الخاصة.
اما القضية الثانية فهي تتعلق بموظفين سابقين في شركة نخيل التابعة ايضا لامارة دبي والتي تقوم بتطوير بعض ابرز المشاريع العمرانية في دبي لاسيما جزر النخيل الاصطناعية في الخليج. وقيمة الرشى في قضية سما دبي تصل الى 2,28 مليون دولار، اما قيمتها في قضية نخيل فتقدر ب1,4 مليون دولار.
ورفضت نخيل التعليق على القضية في اتصال مع وكالة فرانس برس. وكانت الشرطة القت القبض في شباط/فبراير الماضي على ثلاثة موظفين آخرين في نخيل.
اما الموقوف الاقدم في قضايا الفساد في دبي، فهو زاك شاهين المدير في شركة "ديار" وهو اميركي من اصل لبناني اوقف في اذار/مارس 2008. واتهم شاهين رسميا في شباط/فبراير الماضي مع مشتبه بهم آخرين باختلاس اكثر من 27 مليون دولار.
ونشر موقع على الانترنت عنوانه "انقذوا زاك شاهين" صورا للمتهم في المستشفى مع التاكيد بان الرجل قد تعرض للتعذيب اثناء توقيفه.
الا ان القضية الاكبر تتعلق بمصرف دبي الاسلامي التي قد يكون تعرض لاختلاس اموال تتجاوز قيمتها نصف مليار دولار، وذلك في عملية فساد قادها سبعة رجال بينهم اثنان فاران.
وبحسب وثائق للمحكمة، المشتبه بهم في القضية هم موظفان في المصرف نفسه وخمسة رجال اعمال، وقد عمد هؤلاء على تزوير مستندات للحصول على تمويل لمشاريع عقارية.
كما اصدرت النيابة العامة في دبي في هذه الاثناء مذكرة توقيف بحق موظف رفيع في شركة "داينستي زرعوني" بحسب الصحف المحلية.
وقال مكتب الشعالي للمحاماة الذي يمثل مستثمرين في مشاريع للشركة العقارية، لوكالة فرانس برس انه تقدم بشكاوى ضد الشركة في قضايا بقيمة 82 مليون دولار.وكان لهذه الحملة وقع كبير على بيئة الاعمال في الامارة.
وفي هذا السياق، قال علي الشهابي الرئيس التنفيذي للبنك الاستثماري "رسملة"، "انها نقطة تسجل للسطات في دبي اذ انها قررت مكافحة هذه المشكلة بفعالية بغض النظر عن الدعاية السلبية التي قد يخلفها ذلك".
واضاف ان "المقاربة العربية الكلاسيكية هي اخفاء هذه المشاكل تحت الغطاء او التغاضي عنها تماما. هذه التحركات ضد الفساد ستعزز نوعية بيئة الاعمال في دبي".
حجوزات في الاتجاه...
من جهة اخرى قالت مصادر مطلعة في شركات الطيران ان معدلات حجوزات الاتجاه الواحد طغت على حجوزات الصيف لهذا العام ووصل معدل حجز (الاتجاه الواحد) الى نصف الحجوزات التي تمت حتى الان.
واوضحت مصادر في احد مكاتب شركات الطيران لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان هذه الحجوزات هي من افرازات الأزمة المالية وفقدان الكثير من الأجانب العاملين في الامارات لوظائفهم او خشيتهم من فقدانها ما دفعهم الى الحجز باتجاه واحد الى بلادهم دون عودة.
وذكرت المصادر ان غالبية هذه الحجوزات هي لأسر المقيمين حيث عمد الكثير من العاملين في الدولة وبسبب خشيتهم من فقدان وظائفهم الى حجز تذاكر سفر الاجازة باتجاه واحد لجميع افراد الاسرة وله بالاتجاهين.
وعلى الرغم من تاكيد المصادر ان البعض بات يبالغ في ردة فعله تجاه الأزمة الا ان محليين برروا ما يقوم به البعض لجهة اعادة أسرهم الى بلادهم فاذا تحسنت الظروف أعادها واذا بقيت على حالها فانه يكون قد ضمن للعائلة استقرارها ولأولاده انتظام في الدراسة.
وبسبب تداعيات الازمة تعيش العديد من الشركات في دولة الامارات حاليا حالة من عدم الاستقرار ما دفع بعضها الى الاستغناء عن نحو 30 بالمائة من كادرها الوظيفي وقام بعضها الاخر بتخفيض الرواتب.
ومن ابرز ما افرزته الازمة حتى الان اتفاق العديد من الشركات العقارية والبنوك على مقولة "الاستغناء عن كل من ليس له مهام عمل واضحة" اذ ابرقت الكثير من الشركات إلى فروعها المترامية في إمارات الدولة بهذا الكتاب تطلب منها الاستغناء عن كل من ليس له عمل واضح او محدد.
ومن ابرز الشركات التي ترجمة هذه العبارة فعلا شركات العقار الكبرى مثل اعمار العقارية ودبي العقارات وداماك ونخيل وديار وغيرها فيما لجأت شركات اخرى الى تخيير موظفيها بين تقديم الاستقالة او ابرام عقد جديد براتب اقل.
بعض الشركات اعلنت عبر بيانات صحافية عن حركات الاستغناء التي قامت بها فيما فضلت اخرى ابقاء الامر طي الكتمان حتى لا تؤثر على سمعتها في السوق او يتأثر سعر سهمها في البورصة.
ومن ابرز الشركات التي استغنت فعلا عن موظفين واعلنت ذلك رسميا شركة نخيل (صاحبة مشاريع الجزر) التي أعلنت في بيان صحافي انها استغنت عن 15 بالمائة من إجمالي موظفيها ما يساوي 500 موظف لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية.
اما شركة داماك المعروفة بشركة العقارات الفخمة فقد استغنت هي الأخرى عن اكثر من 200 موظف من مندوبي المبيعات وأعلنت عن ذلك الا ان شركة اعمار العقارية (صاحبة أعلى برج في العالم) لم تعلن أي حالات "تفنيش" الا انها استغنت عن موظفين فعلا وخفضت رواتب البقية بنسبة 22 بالمائة.
العدوى نفسها أصابت القطاع المصرفي بشكل ملفت واستغنى عدد كبير من البنوك عن موظفين كان أبرزهم بنك دبي التجاري الذي استغنى عن حوالي 70 موظفا وبنك نور الإسلامي وبنك الخليج الأول وبنك الامارات دبي الوطني والامارات الاسلامي وبنوك اخرى الا ان ايا منها لم يجرؤ على إعلان ذلك.
حركات "التفنيش" كما اصطلح على تسميتها تعدت الموظفين الاجانب وطالت المواطنين في كثير من الشركات كشركة "الفطيم للسيارات" التي استغنت عن العشرات من ابناء الدولة بحجة انخفاض مبيعات سياراتها. هذه الحركة التي لم ترق للحكومة دفعت وزارة العمل الى اصدار قرار تحمي فيه المواطنين العاملين في القطاع الخاص ووضعت شروطا ومحددات للاستغناء عن المواطنين والمبررات التي قد تدفع الشركة الى ذلك والا تعرضت لجزاءات.
المتعثرون في سداد ديونهم يزدادون في دبي
وتزداد اعداد المتعثرين في سداد ديونهم للمصارف في دبي في ظل الازمة المالية العالمية، الامر الذي كان يعد مستحيلا حتى امس قريب في الامارة التي اشتهرت بسهولة الاقتراض.
ومع تسريح الاف العمال وتراجع مستويات السيولة، باتت الاستدانة اصعب بكثير، لاسيما لشراء المقتنيات الفاخرة كالسيارات الرياضية السريعة، حسبما افاد خبراء ومصرفيون.
وبعد فورة غير مسبوقة استمرت ست سنوات تقريبا، بدات الشركات في دبي بشطب الاف الوظائف فيما تم تخفيض الرواتب المرتفعة في بعض الشركات. بحسب فرانس برس.
وفي المقابل، انخفضت اسعار العقار بنسبة 25% مقارنة بمستواها القياسي في الصيف الماضي، وذلك بعد زيادة بنسبة 79% في الاشهر ال18 السابقة، بحسب بنك مورغن ستانلي.
وقال هيثم عرابي الذي يدير شركة "غولف مينا الترناتيف انفستمنت" ان "عدد المتعثرين في سداد ديونهم يرتفع لان هناك اشخاصا يفقدون وظائفهم وهم مديونون بشكل كبير". واشار عرابي الى ان بعض المستثمرين الذين كانوا ياملون بالحصول على ربح سريع قد وقعوا في فخ تراجع اسعار العقارات وتباطؤ السوق العقارية عموما.
وقال عرابي لوكالة فرانس برس "البعض اشترى عقارين او ثلاثة والآن عليه ان يدفع للمطورين العقاريين".
وكانت الفورة العقارية في صلب نجاح دبي اذ ان هذه السوق امنت لعدة سنوات ارباحا ضخمة للمضاربين، خصوصا بعد فتح مجال التملك للاجانب في الامارة.
38% من سكان الامارات مصابون بمرض ارتفاع ضغط الدم والربو
وفي تطور خطير كشفت مديرة ادارة الرعاية الصحية الأولية بالشارقة الدكتورة نسيم ابراهيم أن المرضى المصابون بارتفاع ضغط الدم يشكلون 38 بالمائة من اجمالي سكان دولة الامارات.
وقالت خلال ورشة عمل حول "قياس ومعالجة عوامل الخطورة لأمراض القلب" أن ارتفاع ضغط الدم من أهم عوامل الاصابة بالنوبة القلبية وفشل أو قصور القلب والسكتة الدماغية وهي الأمراض التي تسبب الوفيات في الوقت الحالي.
وكان مدير منطقة الشارقة الطبية الشيخ محمد بن صقر القاسمي افتتح اليوم الورشة التي نظمتها لجنة التعليم الطبي المستمر بالرعاية الصحية الأولية بالشارقة بمشاركة أكثر من 100 طبيب وطبيبة من العاملين بمراكز الرعاية الصحية الأولية بالدولة. بحسب (كونا).
وعرض استشاري ورئيس قسم الأمراض الباطنية والمدير الفني لمستشفى الكويت الدكتور محمد ابراهيم أحدث طرق متابعة وعلاج مرض ارتفاع ضغط الدم باعتباره من أكثر الأمراض انتشارا في المجتمعات العربية حيث تبلغ نسبة انتشاره 26 في المائة.
كما افتتح مدير منطقة الشارقة الطبية الشيخ محمد بن صقر القاسمي اليوم مؤتمرا علميا حول أمراض الجهاز التنفسي بمشاركة نحو 150 طبيبا وطبيبة وفنيا من العاملين بالمستشفيات والمراكز الصحية والذي تنظمه مستشفى الكويت بالشارقة ضمن برامج التعليم الطبي الذي ترعاها وزارة الصحة.
وذكر مدير مستشفى الكويت في الشارقة الدكتور يوسف السركال ان دراسة حديثة قام بها استشاري أمراض الجهاز التنفسي بمستشفى راشد بين طلبة المدارس بينت أن أكثر من 70 بالمائة من الأشخاص المصابين بمرض الربو يعتمدون على أدوية مهدئة وليست معالجة.
المد الاحمر يظهر على شواطئ دبي
وغزا "المد الاحمر" المؤذي للثروة السمكية والانسان والذي يتسبب بروائح كريهة، اجزاء من شواطئ امارة دبي متسببا بنفوق اسماك، حسبما افاد مسؤول في بلدية دبي وكالة فرانس برس.
و"المد الاحمر" هو الاسم الشائع لـ(عوالق) اسمها العلمي "كوكولدينيوم بوليكريكويديس"، انتشرت في مياه البحر قرب شواطئ دبي منذ اسبوع تقريبا، بحسب محمد عبد الرحمن حسن رئيس قسم البيئة البحرية في بلدية دبي. وذكر المسؤول في هذا السياق ان الظاهرة "سببها عوالق نباتية (حمراء) تغزو المياه" وتحول لون الماء الى الاحمر، وهو سبب تسمية "المد الاحمر".
واشار حسن الى ان المد اذا ما انتشر في مياه مغلقة يمكنه ان يمتص الاكسيجين لان العوالق تتنفس كسائر النباتات خصوصا في الليل.
وانخفاض الاكسيجين في المياه يؤذي الاسماك كما يمكن لهذه العوالق ان تتسبب بنفوق كمية كبيرة من الاسماك اذا ما علقت في زعانفها.
وقد يتسبب المد الاحمر ايضا بتهيج الجلد والعين لدى الانسان اضافة الى امكانية التسبب بمشاكل في التنفس، لذا ينصح بعدم السباحة في الاماكن التي ينتشر فيها المد بحسب المسؤول البلدي.
وذكر حسن ايضا ان دوريات من بلدية دبي جابت الشواطئ الثلاثاء ووجدت ان المد ما يزال موجودا في منطقة من الشاطئ بالقرب من فندق برج العرب الشهير والذي يعد من افخم الفنادق في العالم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 20/نيسان/2009 - 23/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م