مجالس المحافظات مطالبة بإقالة: الفوانيس واللالات

حميد لفته

قد كانت لافتات المالتي سينفذهاين لعضوية مجالس المحافظات متخمة بالوعود التي سينفذها الفائزون لأبناء محافظتهم في مختلف مجالات الحياة كالتعليم والصحة والعمل والسكن والنقل ولماء والكهرباء والقضاء على الفساد ومحاسبة المفسدين...الخ

وبعد مرور أكثر من شهرين على العملية الانتخابية لم تعلن النتائج النهائية إلا قبل عدة أيام مما جعل آمال المواطنين مؤجلة وهي تترقب ان تباشر هذه المجالس الجديدة مهامها فعسى ان يأتي قليلا من الفرج وان يلمح المواطن بصيص ضوء في نهاية الأنفاق وان يلمس كلمة صدق في زحمة النفاق والوعود الكاذبة والتستر بستار الوضع الأمني واستشراء الارهاب.

اما الآن فان المواطن يتمنى ان لا تجد المجالس الجديدة شماعة انخفاض أسعار البترول وان يستفيد أعضاء المجلس الخلف من تجربة أعضاء المجلس السلف ويتعض الفائزون بما حل بالخاسرين ويكونوا عند حسن الإنسان العراقي المثقل بالمشاكل والهموم الحياتية اليومية كالبطالة والإرهاب وسوء الخدمات الصحية والبلدية،ولاشك ان المتضرر الأكبر من هذا الحال هو المواطن الفقير العاطل عن العمل او صاحب الدخل المحدود من الموظفين الصغار او المتقاعدين ((المغضوب عليهم)) وليس المتقاعدين من مجلس النواب او مجالس المحافظات طبعا!!

هذا المواطن الذي أصبح الآن ضمن مدى رؤية القوى الخاسرة، لتكون همومه وآلامه ومعاناته مضامين لشعاراتهم ولافتاتهم وخطبهم!! بعد ان كانت تحجبه عن عيونهم كراسي السلطة التي كانوا بامتيازاتها ينعمون، فأدركوا في هذه الانتخابات ان هذا الإنسان المعدم والكادح الفقير قادر ان يختار وقادر ان يعاقب وقادر ان ينزع عن عينه عصائب التضليل والتدجيل والزيف ويطالب بحقه في حياة حرة كريمة آمنة فلم تؤثر على قراره ((البطانيات)) ولا((الصوبات)) ولا((الوريقات)) لانه يعرف إنها جزءا تافها من ماله المسروق وحقه المغصوب وليس مكرمة ولا مّنة من المانحين يعني ((من لحم ثوره)).

هذا الموقف وهذه الصحوة وان كانت ناقصة ومتأخرة فقد كانت كافية لتكون إنذارا قويا لمن حاولوا تهميشه واغتصاب حقوقه واستغفاله في ظل مختلف الشعارات العرقية والطائفية او (الديمقراطية))، أدت بهذه القوى ان تصحو على حين غرة لترفع لافتات تطالب بإنصاف الطبقات الشعبية الفقيرة.

لاشك ان مطالب هذه الطبقات الشعبية الفقيرة يصعب تعدادها حيث ان التقارير الموثوقة للكثير من المنظمات الدولية والمحلية تشير الى بطالة تزيد على 50% وأكثر من مليوني أرملة وإضعاف هذا العدد من الأيتام والمشردين وان أكثر من 30% من الشعب العراقي يعيش في او تحت خط الفقر.

ومن لا يقدر ان يشتري الماء المستورد!!! عليه ان يكون تحت رحمة الكوليرا والتايفوئيد وغيرها من الأمراض،ومن لا يستطيع ان يشتري المشتقات البترولية التي تطفو ارض وطنه على بحيرة منها ان يعيش في كابوس الظلام ووطأة حر الصيف اللاهب وبرد الشتاء،ومن لا يملك قطعة من ارض وطنه عليه ان يسكن البراري تحت سقوف من الصفيح ومن لا يملك قوت يومه عليه ان يفتش في فضلات الأثرياء ونفايات المطاعم والفنادق الراقية ،ومن لا يستطيع ان ((يورق)) لا يستطيع ان يعمل كناسا ولا يتطلع ان يصبح شرطيا او جنديا ،إما ان يتوظف بشهادته فهذا امرأ صعب المنال اذا لم يمتلك ((كارتا)) من احد سكنة المنطقة الخضراء او ما حولها او ان يكون من ذوي الأيادي الرمادية.

 فمن اجل ان تكون طلباتنا واقعية وأحلامنا متواضعة نقول إننا نطالب ((مجالس المحافظات الجديدة ان تصدر قرارا: برفع المولدات وإقالة الفوانيس واللالات )). لتسبح بيوتنا،وشوارع مدننا وتدور عجلات مصانعننا ، ومكائن مزارعنا بقوة التيار الوطني المستمر وليس بتيار ((سيريس)) متقطع.

 لتكون هذه الخطوة هي ((عربون)) الثقة والمصداقية لوعود وعهود الفائزين الجدد بعد ان عجز عن تحقيقها من سبقوهم فأصبحوا من الخاسرين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 15/نيسان/2009 - 18/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م