يوم تحرير العراق

درويش محمى

قبل ستة اعوام وفي التاسع من ابريل, تحرر العراق من نير الاحتلال البعثي الذي حكم العراق بالحديد والنار لعقود طويلة من الزمن, وفي مثل هذا اليوم تحرر العراق من سلطة الحزب الواحد القومي الفاشي الذي ادخله في دوامة من الحروب الدموية المتتالية, وفي مثل هذا اليوم تحرر العراق من شرور ديكتاتور قاتل لا يعرف الرحمة ولا الشفقة بطش بشعبه قبل جيرانه, اما الذي حصل بعد هذا اليوم وما سيحصل في العراق ولأهل العراق في المستقبل فهو شأن عراقي بامتياز .

ان تتحول مدن وقرى العراق الى ساحات حرب مكشوفة بين الشيعة والسنة فهو شأن عراقي, وان يتقاتل ابناء البلد الواحد والدين الواحد من امة محمد (ص) فهو كذلك شأن عراقي, وان يتم تهجير الشيعة من مناطق السنة وتهجير السنة من مناطق الشيعة فهو شأن عراقي بامتياز .

اما في المستقبل واذا وقعت الواقعة لا سمح الله, وتحول الخلاف على مدينة كركوك الى صراع عسكري بين الكرد والعرب وانهارت العملية السياسية برمتها فهو شأن عراقي, واذا اختلف اهل العراق ولم يتفقوا على كلمة سواء بشأن مستقبل بلادهم, واستمرت الاوضاع على ما هي عليه الان من فرقة وتناحر فهو كذلك شأن عراقي, واذا غادرت قوات التحالف في اواخر عام 2011 ولم يتمكن العراقيون من تدبير امورهم وامور بلادهم بأنفسهم فهو شأن عراقي بامتياز .

انها الارادة العراقية التي على المحك, وقدرة العراقيين وجدارتهم واخلاصهم لبلدهم واهل بلدهم هي التي قيد الاختبار, وعلى العراقيين وارادتهم ومدى اخلاصهم فقط يتوقف مصير العراق والعراقيين, وبغض النظر عما حدث ويحدث وسيحدث في العراق, يبقى التاسع من ابريل عام 2003 يوم تحرير بامتياز, شاء من شاء وابى من ابى "ولي موعاجبو" يشرب من نهر دجلة, ولانها ديمقراطية وحرية في العراق فليشرب من نهر الفرات .

* كاتب سوري

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14/نيسان/2009 - 17/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م