غذاء الحب

السيد محمود الموسوي

يقول مؤلف كتاب (اللحظات الحقيقية)، الكتاب الذي تصدّر رأس قائمة المبيعات العالمية للكتب عند صدوره: ((مثلما توجد أغذية أساسية للجسم، هناك أيضا ثلاثة أنواع من الأغذية الأساسية للحب وهي الانتباه والحنان والتقدير..)).

الانتباه:  تكريس الانتباه يعني أن تكونوا حاضرين كلياً في اللحظة التي تعيشونها مع الشخص الذي تحبّون. لا شيء آخر يجب أن يكون مهماً بالنسبة لكم في تلك اللحظة، وحين تبذلون كل انتباهكم لشريك حياتكم، ولو لبرهة قصيرة، تفسح أمامكم فرصة حقيقية لتشعروا بذاتكم ولتتقبلوا حبه.

الحنان: إظهار الحنان يعني إظهار التعلق بالشخص الآخر، إن علامات الحب تشفي الروح والجسد وتمتلك القدرة على تقوية نظام المناعة لدينا وتساعد على التواصل مع شريكنا على مستوى الانفعالات.

التقدير: (التعبير عن تقديركم يعني أن تقولوا لشريككم ما تحبون فيه، وما هي أفضاله عليكم وما الذي يجعلكم تفخرون به، إن غالبيتنا لا نتلقى علامات تقدير كافية، كل واحد منا بحاجة لها )[1].

لغة الحب

إن التصرفات التي يتمناها الأزواج لكي يشعروا بأنهم قد يعطون الطرف الآخر درجة من الحب عليها لا تتفق في بعض الأوقات بين الأزواج والزوجات لطبيعة الاختلاف في عواطفهم وأحاسيسهم..

فالرجال يرغبون عادة في التقدير لأعمالهم التي يقومون بها وردود الفعل الودي من جانب المرأة، (( فللرجل (خزان حب).. ولكنه لا بملأ بالضرورة بما تقوم به المرأة من أجله بل يملأ عوضاً عن ذلك بالطريقة التي تتصرف بها المرأة تجاه شريكها أو شعورها نحوه..))[2].

والنساء يرغبن في التقدير العاطفي لانفسهن من قبل أزواجهن، فهي لا تأبه بعمل زوجها طوال الوقت لزيادة المصروف بقدر ما تشعر بالحب لقاء هدية بسيطة أو قصاصة ورق ترتمي عليها كلمات حميمة.

وإليكم هذه القصة للتعبير عن ذلك..

في إحدى الجلسات الاستشارية النفسية، قالت بام: " إنني أقوم بالكثير من أجل زوجي شوك ولكنه يتجاهلني، فكل ما يهتم به هو عمله ".

وقال شوك: " ولكن عملي يؤمن مصروفات منزلنا الجميل ويتيح لنا السفر وقضاء الإجازات.. ويجب عليها أن تكون سعيدة ".

وردت بام: " لا يهمني هذا المنزل أو الإجازات إذا لم نكن يحب بعضنا الآخر، فأنا احتاج إلى الكثير منك ".

قالت بام: " بالفعل، إنني أقوم دائما بأشياء كثيرة من أجلك، فأنا أغسل الملابس، أعد الوجبات، أنظف المنزل وكل شيء. فيما تقوم أنتَ بشيء واحد فقط، وهو الذهاب إلى عملك الذي يؤمن مصروفاتنا وتتوقع مني أن أقوم بكل شيء".

شوك طبيب ناجح، وعمله مثل أغلب الاختصاصيين يستهلك الكثير من الوقت، لكنه مريح، لم يستطع شوك فهم سبب سخط زوجته، فهو يكسب جيداً ويوفر لها ولعائلته حياة كريمة.. ومع ذلك تكون زوجته تعيسة عندما يعود إلى المنزل.

في اعتقاد شوك، انه كلما زاد مكسبه من عمله كلما كان عليه أن يؤدي واجبات أقل في المنزل، وان ما ينفقه بسخاء في نهاية كل شهر حقق له ثلاثين نقطة على الأقل.

وعندما افتتح عيادته الخاصة وتضاعف دخله، افترض بأنه يحرز ستين نقطة في الشهر دون أن تكون لديه فكرة بان ما ينفقه حقق له نقطة واحدة فقط كل شهر مع زوجته بام.

لم يدرك شوك بان الوضع من وجهة نظر بام مبني على: كلما كان هو مكسبه أكبر، كلما حصلت هي على أقل.. فعيادته الجديدة تطلبت المزيد من الوقت والجهود، وهذا ما جعلها تزيد من نشاطها وتقوم بالكثير لإدارة حياتهما الشخصية وعلاقتهما.

ومع زيادة عطائها، شعرت كما إنها تسجل ستين نقطة في الشهر مقابل نقطته الواحدة، مما جعلها تعيسة وممتعضة.

فبام تشعر إنها تعطي الكثير وتحصل على القليل، في حين إن الوضع من وجهة نظر شوك، انه يعطي الكثير حاليا (60 نقطة) ويجب أن يحصل على المزيد من زوجته.. فالنتيجة حسب اعتقاده كانت متعادلة.. لقد كان راضياً بعلاقتهما ماعدا شيئاً واحداً، وهو إن زوجته غير سعيدة وصار يلومها على مطالبتها بالمزيد.

بالنسبة إليه، ما ينفقه بسخاء يعادل ما كانت زوجته تقدمه في المقابل.. وهذا السلوك جعل بام أكثر غضباً.

وبعد ما استمعا إلى شريط دورتي التدريبية عن العلاقات، تمكن بام وشوك من طرد الملامة من ذهنهما وحل مشكلتهما بالحب، واتخذت علاقتهما التي كانت تتجه إلى الطلاق منحى آخر.

تعلم شوك القيام بالأشياء الصغيرة لزوجته تحدث فروقاً كبيرة.. وكان مستغرباً من مدى السرعة التي تغيرت بها الأوضاع عندما بدأ يدرك أن الأشياء الصغيرة بالنسبة للمرأة هي بمثل أهمية الأشياء الكبيرة.. وفهم  لماذا حقق الآن مكسبه من عمله نقطة واحدة فقط معها.

لقد كان لدى بام في الواقع سبب وجيه لتعاستها فهي احتاجت حقيقة لطاقة شوك الشخصية، جهوده واهتمامه أكثر بكثير من حاجتها لنمط حياتهما الموسرة.. اكتشف شوك بأنه عن طريق بذل القليل من الجهد في كسب المال وتخصيص المزيد من الطاقة في الاتجاه الصحيح ستكون زوجته اكثر سعادة.. وعرف بأنه كان يعمل لساعات طويلة أملاً في إسعادها.. وعندما فهم كيف كانت تسجل هي النقاط، صار بإمكانه العودة إلى المنزل بثقة جديدة لأنه عرف الطريق لإسعادها)[3].

كيف يمكن للنساء تحقيق نتيجة كبيرة مع الرجال؟

لقد قام (جون جري) مؤلف كتاب الرجال من كوكب المريخ والنساء من الزهرة، برصد مجموعة من التصرّفات التي يمكن من خلالها أن تحقق الزوجات تطوّراً ملحوظاً مع أزواجهن في مجال إنماء الحب، وإليكِ هذه القائمة، وفي مقابلها المقدار الافتراضي لنقاط الحب التي يسجلها لك زوجكِ:

 

ما يحدث

النقاط التي يحتسبها لها

1

يرتكب هو خطأ ولا تقول هي له:لقد قلت لك،أو تعرض عليه نصيحة.

10 -20

2

يخيب أملها ولا تعاتبه.

10 ـ 20

3

يفقد طريقه أثناء قيادة السيارة ولا تخلق هي من الموضوع مشكلة.

10 ـ 20

4

ينسى أن يحضر شيئاً وتقول هي له لا بأس هلاّ أحضرته عندما تخرج من المنزل مرة أخرى.

10 ـ 20

5

عندما تجرحه وتتفهم ما جرحه، تعتذر له وتعطيه الحب الذي يحتاج.

10 ـ 30

6

تطلب هي مساندته في وقت آخر، ويقول هو من جديد لا، فلا تجعله يشعر بأنه مخطئ ولكنها تتقبل حدود إمكانياته في ذلك الوقت.

20 ـ 30

7

عندما يعتذر إليها عن خطأ ارتكبه وتتقبل الاعتذار بحب وصفح، فكلما كان الخطأ الذي ارتكبه كبيراً كلما كانت النقاط التي يحتسبها لصالحها كبيرة.

10 ـ 50

8

عندما يطلب هو منها القيام بشيء وتقول هي نعم وتبقى في مزاج طيب.

1 ـ  10

9

عندما يريد هو إصلاح الأمور بعد مشاجرة ويبدأ في القيام بأشياء صغيرة من اجلها، وتبدأ هي في تقديره من جديد.

10  ـ 30 

10

عندما تكون هي سعيدة برؤيته حين يعود إلى المنزل. 

10 - 20

11

في المناسبات الخاصة، تتجاوز عن أخطائه التي قد تزعجها.

20  ـ 30

12

تستمتع فعلاً بمعاشرته.

10 ـ 30

13

عندما ينسى أين وضع مفاتح  ولا تكون نظرتها إليه على انه شخص غير مسؤول.

10 ـ 20

14

لا تقدم له نصيحة عندما يتولى قيادة السيارة  وتقدره على توصيله لها.

10 –20

15

تطلب مساندته بدلاً من إمعان النظر فيما فعله من الخطأ.

10 ـ 20

كيف يمكن للرجال تحقيق نتيجة كبيرة مع النساء؟*

1 ـ ابحث عنها لدى عودتك إلى المنزل وعانقها قبل القيام بأي شيء آخر.

2 ـ اسألها أسئلة محددة عن سير يومها مبدياً اهتماماً بما كانت تخطط لعلمه، على سبيل المــثال: (كيـــف سار موعدكِ مع الطبيب؟).

3 ـ امنحها 20 دقيقة من العناية والاهتمام النوعي (لا تقرأ الجريدة أو تنشغل بأي شيء آخر خلال هذا الوقت).

4 ـ إذا كانت هي التي تعّد العشاء عامة، أو كان دورها، وبدت حقاً متعبة أو مشغولة، اعرض عليها إعداد العشاء.

5 ـ اتصل بها وأعلمها بأنك ستتأخّر.

6 ـ امنحها شيئاً من التعاطف كلما جرحت مشاعرها، وقل لها (أنا آسف لانجراحك) دعها تشعر بتفهمك لجرها.

7 ـ  اسألها إذا ما كانت تريد أي شيء من السوق لدى خروجك من المنزل، و تذكر أن تحضره.

8 ـ دعها تعرف الوقت الذي تريد أن تأخذ غفوة أو استراحة فيه.

9 ـ عانقها أربع مرات في اليوم تقريباً.

10 ـ اتصل بها من عملك لتسألها عن حالها، أو لتقول لها أحبكِ.

11 ـ اغتسل قبل معاشرتها أو ضع عطراً إذا كانت هي تحب ذلك.

12 ـ اعرض عليها تدليك ظهرها أو رقبتها أو قدميها أو جميعهم.

13 ـ اخلق أجواء من الدفء والعاطفة دون أن تبدي ميولاً جنسية.

14 ـ كن متفهماً لتأخيرها عندما تقرر تغيير ملابسها وتتجمّل.

15 ـ لاحظ حالتها النفسية وابدأ بعض التعليقات مثل ( أنت سعيدة اليوم ) أو ( تبدين متعبة ) أو ( كيف كان يومكِ ).

16 ـ فاجئها بمذكرة حب أو شيء جميل.

17 ـ اقرأ لها بصوت عال أو اقطع من الصحف المقالات التي تجتذبها.

18 ـ امدح طبخها عندما تعد وجبات الطعام.

19 ـ استخدم وسيلة الاتصال بالعيون وقت إصغائك لها.

20 ـ دعها تعرف بأنك افتقدتها عندما ابتعدت عنها.

* فصل من كتاب الحب في العلاقات الزوجية

www.mosawy.org


[1] / مجلة كل الأسرة – العدد 238.

[2] / الرجال من كوكب المريخ والنساء من الزهرة – جون جري، عن جريدة الأيام.

[3] / ( الرجال من كوكب المريخ والنساء من الزهرة ) – جون جري – عن جريدة الأيام.

* مختارات من المصدر السابق، بتصرف.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 5/نيسان/2009 - 8/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م