الشيعة عقائدها رصينة.. اسوارها حصينة

سامي جواد كاظم

لو اطلعنا على الاديان والمذاهب الفلسفية في العالم وعلى مدى العصور فاننا سنلحظ اندثار كثير من الملل والمذاهب نتيجة تعرضها لعواصف سياسية معادية او لهشاشة افكارها وعدم استنادها على اسس ثابتة وهذا لا علاقة له بالاكثرية او الاقلية.

ولكن النتيجة التي يتفق عليها كل من يقرأ التاريخ بانصاف هو حجم المعاداة للشيعة الامامية منذ اعلان الغدير الى يومنا هذا، ولست بصدد تكرير ما تعرض له الشيعة في العهد الاموي او العباسي وحتى طواغيت الارض في القرن الماضي، ولكني بصدد التاثيرات التي لحقت بالشيعة هل هي سلبية ام ايجابية؟

عندما خيّر معاوية حجر الكندي بين قتله اولا ام ولده فطلب قتل ولده قبله وفعل معاوية الطليق ومن ثم ساله معاوية لماذا طلبت قتل ولدك قبلك؟ اجابه حجر رضوان الله تعالى عليه خشيت ان يرى مقتلي فيضعف ويسب علي عليه السلام مرضاة لك، ومن هذه الرواية تخيلوا المواليين لعلي عليه السلام كيف يتمسكون بعقائدهم، هذه الاحداث التاريخية احدثت تاثيرها في نفوس الشيعة الامامية اليوم فلو ان هنالك فكر او مذهب تعرض لعشر ما تعرض له الشيعة لاندثر من زمان.

نحن الشيعة لانخشى الافكار المعادية بل وليس لدينا خطوط حمراء على كتب الوهابية والسلفية على عكس الطرف الاخر الذي يجن جنونه لو راى شيعي يقرأ دعاء كميل والذي فيه استغفار وتوسل بالله عز وجل طلبا لرحمته وعفوه.

استعرت الهجمة مع نجاح الثورة في ايران قبل ثلاثة عقود ولكن استعرت واشتدت اكثر بعد سقوط الطاغية وانتخاب 169 في اول انتخابات جرت في العراق اظهرت وهن وعجز الافكار البعثية والوهابية في تحقيق مسعاها، فما كان من هذه القوى الارهابية الا ربط التشيع بالفرس وكان لا عرب شيعة وحتى ان البعثي حسن العلوي اشار الى هذه النقطة وقال في كتابه الاخير عن سلطة الشيعة ان من الاجحاف اتهام الشيعة في العراق بالفرس فان كان ذلك فالعراق فارسي ولا يحق للعرب ابقائه ضمن الجامعة العربية.

نحن لا يهمنا مثل هكذا اتهامات لاننا على ثقة بعقائدنا وبافكارنا واكبر دليل وشاهد على هذا ما حصل في العراق فعلى مدى اكثر من ثمانين عام والطالب الشيعي يقرأ التاريخ السلفي المزيف الذي اقره ساطع الحصري في بداية هذا القرن والنتيجة ولا طالب شيعي تأثر بهذه الافكار.

ناهيكم عن كثرة الاصدارات الوهابية بل ان المكتبات الشيعية هي التي تعمل على شرائها وعرضها وبيعها مع الاقبال من قبل القارئ الشيعي لهذه الكتب، والعكس لو حصل في السعودية فان القيامة ستقوم ولا تقعد.

العرق يتصبب كثيرا من جباه الحكام في مصر اذا ما سمعوا كلمة شيعي ولكثرة اضطهادهم للشيعة اصبحوا الدعاية الاعلانية المجانية لاقبال المواطن المصري على اعتناق المذهب الشيعي.

احمد راسم النفيس ومحمد الدريني يذكرون قصص رهيبة لما تعرضا اليه من قبل ازلام نظام مبارك من تعذيب وسجن بسبب تهم لا صحة لها وحتى ان صحت فهي ليست بتهم حتى ان سكرتير أول السفارة الأمريكية في القاهرة إدوارد وايت التقى بالدريني ليستفسر منه عن حقيقة الشيعة في مصروبعد لقائه هذا التقت به القدس اللندنية وحاورت الدريني عن مخاطر الالتقاء بالدبلوماسي الامريكي من اضطهاد حسني مبارك اذن هو يقر بالاضطهاد المصري للشيعة.

انقل لكم سؤالين واجابتهما في هذا اللقاء:

القدس  ـ ألا ترى أن هناك مبالغة في حجم التغلغل الوهابي في مصر لدرجة أنه تحول الى عقدة لدى بعض المثقفين؟

ـ لا توجد أدنى مبالغة، فالسعودية تنفق في مصر أضعاف ما تنفقه في أهم دول الأمن القومي المباشر لها "اليمن" وما مئات المسميات للجمعيات التي تحمل مسميات إسلامية سوى دليل على ذلك.

القدس ـ ألا ترى أن الشيعة ليس لهم وجود في مصر حتى تثار كل هذه الضجة حولهم؟

ـ لا توجد مؤسسة للشيعة ولا تنظيم والوجود يكاد يكون معدوما لأسباب واعتبارات يعلمها الجميع.

تابعوا السؤال الاول للقدس الا وهو المبالغة في حجم التغلغل الوهابي اذن التغلغل موجود وتابعوا السؤال الثاني ان الشيعة لا وجود لهم اذن لماذا هذا القلق من الشيعة ولماذا الاضطهاد ولماذا هذه المخاطر التي يهولونها عن التمدد الشيعي؟ الا يدل هذا على رصانة الافكار وحصانة الاسوار؟

يقول الدريني عن طبيعة الاضطهاد المباركي للشيعة ـ الحقيقة أنهم مضطهدون وبإمكاني أن أسوق لك ألف دليل فلم يكتف النظام بإغلاق صحفنا وآليات المجلس ومنها جمعية الحوراء الخيرية المرخص بها قانونا، حتى وصل الأمر الى ملاحقتنا لمنع أي قروض نحصل عليها للعلاج من اثار التعذيب، كما دونوا في تأشيرتهم لبنك باركليز بالرفض كوننا رهن الاعتقال، ناهيك عن ممارسات وتحذيرات وتخويف مستمر من السلطة لأي ناشط شيعي، وهل هناك اضطهاد بعد أن يجبر الشيعي على الدخول في المذهب السني كشرط للإفراج عنه من السجون كما حدث للبعض فيما يسمى تنظيم رأس غارب والذي اعتقلت على خلفيته في عام 2003 وعام 2004.

 واطفالنا يدرسون المنهج السلفي في المدارس ولا نخشى على افكارهم اليست هذه نعمة إلهية فضّلنا بها على غيرنا؟

واما رد السلفية على الشيعة في مصر فكان حاضر من خلال لقاء جريدة القدس مع الدكتور كمال حبيب الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية وكانت اجابته دليل ادانته فيقول هذا الرجل ـ عدد الشيعة في مصر قليل جدا، وتتزعم شخصيات خفيفة الوزن منهم محمد الرديني وأحمد راسم النفيس، وهم يظهرون في وسائل الإعلام ليعرضوا عددا من المطالب الخاصة بدعوتهم بين الجماهير، أو إنشاء مراكز لحقوق الإنسان، أو الأبحاث ـ لو كان كذلك اذن لماذا الاضطهاد؟ ولو كان كذلك اذن لماذا ترعبكم حقوق الانسان؟ ولو كان كذلك اذن لماذا تخشون انشاء مركز للابحاث؟ على اقل تقدير يمكن لكم نشر افكاركم وكسب الشيعة في مصر الى مذهبكم !!

وعرج حبيب على صالح الورداني الذي اختفى ولا معرفة لهم بمصيره واتجاهاته بعد ما كانت معلومة بالتشيع في حين نراهم عجزوا عن رد كتاباته بخصوص التغلغل الوهابي وكان اخطر كتاب للورداني (فقهاء النفط) الذي اصدر مبارك امر بمنع هذا الكتاب ولو حصل العكس مع الشيعة فانهم سوف لا يمنعوه.

اما الدكتور سالم عبدالجليل وكيل اول وزارة الأوقاف فيقول ان الفكر الوهابي فكر توحيدي وهو متغلغل في مصر ولكنه لايدعو الى الطائفية اما الشيعة فانهم لا وجود لهم وان وجدوا يستطيعون ان يمارسوا عقائدهم ولكن لا نسمح لهم بالطائفية والتفرقة.

عجبا التغلغل الوهابي موجود ولا يعمل على التفرقة مع صراخ اساتذة في الازهر عن دناءة الفكر الوهابي وحجم الصرف الوهابي الذي تجاوز 70 مليار دولار من اجل تثبيت الفكر التكفيري في الازهر والقلة التي تقولون عنها معدمة تخشونها، اي فكر رصين وسور حصين هذا لدى الشيعة؟!!

واحد المسؤولين في الجماعات الاسلامية رفض ذكر اسمه يقول ـ ولا اضطهاد رسمي من الدولة ضد الشيعة لأنه لا توجد مشكلة شيعية منذ عهد الدولة الفاطمية ـ اذن اساس مصر شيعة فاطمية فمن اضطهدهم لدرجة قولكم لا وجود شيعي؟

لا وجود للشيعة وهم على ارق وقلق اذا ما ذكر اسم الشيعة ومع كل هذه الامكانات لديكم والعمالة لأجندة غير اسلامية والتحكم بالسلطة والشيعة ثابتة لا يقلقها ما انتم فاعلون اذن اقولها وللحق ان لكم الحق ان تقلقوا من الشيعة وللقرضاوي الحق في صراخه وخوفه على المجتمعات السنية التي يهزها صبي شيعي  والحق للمغرب ان يفارق عين مليكها النوم بسبب الشيعة فاي مذهب هذا لا زالت عقائده رصينة واسواره حصينة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 5/نيسان/2009 - 8/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م