حقوق السجين من منظور إسلامي

قبسات من أفكار الامام الشيرازي (قده)

 

- للسجين حق ممارسة الهوايات المشروعة وتعلُّم المِهن المفيدة والقراءة والكتابة والخطابة وعرض التمثيليات لمن في داخل السجن أو خارجه

 

شبكة النبأ: إن السجين هو انسان قبل أن يصبح سجينا، وقد نجد سجينا لايستحق أن يكون خلف القضبان، ولكن على العموم للسجين حقوق محسوبة ومكتوبة ومسألة تطبيقها من مسؤولية الجهات الحكومية، فمثلما عوقب السجين بالحبس لسبب قد يكون مقبولا أو لايكون كذلك، فعلى الجهات ذات العلاقة أن تؤمّن للسجين حقوقه في العيش الملائم حتى في محجره، وقد وضع الامام الشيرازي (قده) في كتابه الموسوم بـ (كيف ينظر الاسلام الى السجين) بنودا وخطوات هي بمثابة الحقوق التي يجب أن يحظى بها السجين وقد توزعت على مجالات حياتية عديدة منها:

حرية المعاملات

الأول: حرية السجين في إجراء جميع المعاملات، من البيع والشراء والرهن والإجارة والمضاربة والمزارعة والمساقاة والحوالة وحتى الكفالة في صورها الممكنة، وغيرها، سواء في داخل السجن أو خارجه، بواسطة الهاتف أو عبر الوكيل أو ما أشبه.

النكاح وما أشبه

الثاني: ممارسة عقد النكاح أو الطلاق بأقسامه المختلفة، لنفسه أو غيره ممن كان وكيلاً عنه أو وليّاً عليه، وسواء بالنسبة إلى السجناء أو الخارجين عن السجن، ويصح كونه شاهد الطلاق، أو النكاح حيث المستحب الاشهاد فيه، وكذلك بالنسبة إلى كونه وصيا أو موصيا، أو متوليا لوقف، أو ما أشبه ذلك.

الشهادة تحملاً وأداءً

الثالث: كونه شاهداً تحملاً أو أداءً، سواء لمن هو في السجن أو خارجه، إذ من الممكن تحمل الشهادة أو أداؤها بواسطة الهاتف بعد إحراز صحتها، نعم استشكلنا في (الفقه) في تحمل شهادة الطلاق من غير مجلسه إذا كان الشهود في غير محل المطلّق وارتبطوا بسبب التلفونات المتعددة الخطوط أو ما أشبه).

ولكي يبقى السجين على تواصل مع العلم والتعليم والاطلاع على ما يجري في العالم خارج السجن، أجاز السيد الشيرزي للسجين امكانية التعليم والقراءة والخطابة وما شابه، وهي خطوة مهمة لتطوير شخصية الانسان حتى لو كان سجينا، فعقوبة السجن التي يمضيها معزولا عن المجتمع العام لاتعني حرمانه من هذه الحقوق الهامة، كما نقرأ ذلك في هذا البند:

الخطابة والكتابة وما أشبه

الرابع: ممارسة الخطابة والتعليم والكتابة بمختلف أشكالها وحتى للجرائد والمجلات.. وإلقاء الخطب والمحاضرات وعرض التمثيليات لمن في داخل السجن أو خارجه، بواسطة الراديو أو التلفزيون أو ما إلى ذلك..

وكذلك لا يمنع عن مطالعة الكتب والجرائد والمجلات ومتابعة الأحداث عبر الإذاعة والتلفاز وما أشبه.

المهن المختلفة

الخامس: ممارسة المهن كالنجارة والحدادة والحياكة والنقش وصنع المصنوعات اليدوية وغيرها، وما أشبه.

الرياضة

السادس: توفير الأماكن الخاصة للرياضة، بالاضافة إلى ساحة واسعة يستطيع السجين من خلالها التمشي.

الهوايات الشخصية

السابع: السماح له بالاهتمام بهواياته الشخصية كتعليق اللوحات والزخرفات وجعل المزهريات وما أشبه، وحتى الحيوانات الأليفة وغير الأليفة مما تحفظ في الأقفاص، كالهرة والدجاجة والإوزة وطيور الحب والبلابل...

ومن الامور المهمة هو تواصل السجين مع محيطه العائلي، فالسجن لايعني حصر التواصل بينه وبين مجتمع السجن فقط، بل من حق السجين ان يتواصل مع عائلته وربما تكون له قدرة على التوجيه وإن كان سجينا إضافة الى تحقيق الشرط الانساني في مثل هذه اللقاءات، فيرى السيد الشيرازي رحمه الله ان اللقاء مع العائلة حق من حقوق السجين كما نقرا ذلك في هذه النقطة:

اللقاء بالعائلة

الثامن: أن يسمح للسجين بزيارة عائلته له في أيّ وقت شاؤوا، وكذلك بالنسبة إلى المرأة زيارة زوجها لها، كما يسمح للسجين ببقاء عائلته معه.

وقد ورد أن أمير المؤمنين علياً t أجاز لعائلة السجين ذلك. ففي الجعفريات بسنده إلى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي i:

إن امرأةً استعدت علياً t على زوجها، فأمر عليt بحبسه ـ وكان الزوج لا ينفق عليها إضرارا بها ـ فقال الزوج: احبسها معي، فقال علي t: لك ذلك، انطلقي معه لا عليك أحداً )[1].

وفي مسألة الفصل بين السجناء، هناك رؤية تتعلق بالاعمار والتشابه والتقارب والتناقض وما شابه، كما نقرأ في هذا الكتاب القيِّم حول الفصل بين السجناء حيث جاء في هذا الموضوع:

الفصل في موارده

التاسع: فصل السجناء بعضهم عن بعض إذا أرادوا ذلك، كما يلزم الفصل بين الرجال والنساء والصبيان فيما إذا كان ذلك خوفاً الفتنة أو المشكلة، وكذلك فصل الخطرين منهم عن غيرهم، بل وفصل المؤذي للسجناء بسبب جنون أو نحوه.

أما إذا لم يكن محذور كما إذا شاءت العائلة أن تكون مع ولي أمرها فلا بأس بسجنهم جميعاً في مكان واحد.

الرعاية الصحية

العاشر: يلزم توفير الشروط الصحية للسجناء، من حيث السعة والهواء والإضاءة والتدفئة والتبريد والأدوات الصحية حتى لقضاء الحاجة مع لياقتها ونظافتها، وتهيئة حمامات كافية يراعى فيها الفصول السنوية، فيتوفر فيها الماء الحار والماء البارد وما أشبه، ويكون الذهاب إلى الحمام حسب رأي السجين نفسه، واللازم صيانة هذه الأماكن ونظافتها باستمرار من قبل الدولة.

ومن اللازم أيضاً أن يتوفر للسجين ما يلزمه من الأطباء والأدوية ويسهل عليه مراجعة أي طبيب شاء حتى في خارج السجن.

...................................................................................

* المصدر: كتاب كيف ينظر الاسلام الى السجين/ تأليف آية الله العظمى الامام الشيرازي (قده)

[1]- الجعفريات: ص 108 باب حبس الزوج.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 25/آذار/2009 - 27/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م