دبي امارة الاحلام.. الازمة المالية تضعها صيدا سهلا لشقيقتها

الشفافية طريق لتجاوز آثارها

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: فيما قال رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان في تصريحات نشرت مؤخرا ان هناك مبالغة في تقدير تأثيرات الازمة المالية على بلاده، وأن امارة ابوظبي الغنية لا تسعى للاستحواذ على شركات امارة دبي مقابل دعمها المالي لها كما ادعت تقارير صحافية، رأى محللون ومسؤولون اماراتيون ان الامارات قادرة على اجتياز الازمة المالية العالمية بفضل تدخل السلطات وتعزيز الانفاق العام، مؤكدين ان اقتصادها سيتعافى بوتيرة اسرع من دول اخرى كثيرة.

لكن وكالة التصنيف المالي الدولية "ستاندرد اند بورز" اعتبرت ان اقتصاد امارة دبي قد يشهد تراجعا في العام 2009 بعد سنوات من الازدهار الاقتصادي، وقامت بخفض تصنيف ست مجموعات مرتبطة بالحكومة الاماراتية.

وأكد الشيخ خليفة في مقابلة مع صحيفة "الرؤية الاقتصادية" التي اصدرت عددها الاول مؤخرا، ان كل الاجراءات لتجاوز تداعيات الازمة في الامارات بما في ذلك دبي هي اجراءات شفافة و"لا حاجة لاطلاق التوقعات".

وقال الشيخ خليفة ردا على سؤال حول الشائعات والتقارير عن رغبة ابوظبي وهو حاكمها، في شراء حصص في شركات امارة دبي "نتابع ما يكتب من تقارير في هذا الشأن".

واضاف "اعتقد ان هناك سوء فهم ومبالغة في تقدير انعكاسات الأزمة علينا كما ان هناك تفسيرات خاطئة حول طبيعة العلاقة التي تربط الإمارات الاعضاء في الاتحاد". بحسب فرانس برس.

واضاف "نحن اعضاء في كيان واحد واجزاء في جسد واحد قوي ومتماسك وبالنسبة الى الاجراءات التي تتخذ سواء على صعيد الاتحاد او على صعيد كل امارة لمعالجة الازمة فانها اجراءات معلنة وواضحة ولا حاجة إلى إطلاق التوقعات في شأنها".

وكانت شائعات وتقارير صحافية اشارت الى ان امارة ابوظبي تسعى للاستحواذ على حصص في شركات تابعة لامارة دبي مقابل دعمها بالسيولة لمواجهة تداعيات الازمة المالية والوفاء بالتزاماتها المالية، الامر الذي نفاه المسؤولون في دبي مرارا.

واعتبر الشيخ خليفة ان "اي اجراء اقتصادي سليم لا بد ان يتسم بقدر عال من الشفافية وهذا ما نحرص عليه في التعامل مع آثار الازمة الحالية وفي جهودنا من اجل مساعدة مؤسساتنا العامة والخاصة على تجاوز آثارها".

الاقتصاد الاماراتي قادر على اجتياز الازمة

ويرى محللون ومسؤولون اماراتيون ان الامارات قادرة على اجتياز الازمة المالية العالمية بفضل تدخل السلطات وتعزيز الانفاق العام، مؤكدين ان اقتصادها سيتعافى بوتيرة اسرع من دول اخرى كثيرة.

وذكر هؤلاء ان الانفاق المرتفع من قبل الحكومة يعني ان اقتصاد الامارات السبع التي تشكل الامارات العربية المتحدة سيتجنب الاسوأ من تداعيات الازمة المالية العالمية، حتى ولو ان التدخل الحكومي كان بطيئا بعض الشيء فيما اضطر المصرف المركزي الى دعم دبي بالسيولة.

وقال وزير التربية والتعليم العالي الاماراتي الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان "صدقوني، ان (تعافي الاقتصاد) سيكون اقرب مما يعتقده الكثيرون".واضاف الشيخ نهيان امام المشاركين في منتدى اقتصادي في دبي هذا الاسبوع "نحن محظوظون لان حكومتنا اتخذت عدة خطوات لمعالجة مشكلة" التباطؤ الاقتصادي.

وشأنها شان باقي دول مجلس التعاون الخليجي الغنية بالنفط، تاثرت عائدات الامارات من الخام بشكل كبير مع تراجع الاسعار بقوة بعد بلوغها مستوى قياسي في تموز/يوليو الماضي حين تجاوزت 147 دولارا للبرميل الواحد.

الا ان الامارات، لاسيما عبر ابوظبي التي تمتلك الغالبية العظمى من النفط الاماراتي، جمعت على مدى السنوات الماضية فوائض مالية ضخمة من عائدات النفط. وتملك امارة ابوظبي واحدا من اكبر الصناديق السيادية في العالم.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمصرف دويتشه بنك في الشرق الاوسط وشمال افريقيا هنري عزام ان "دول مجلس التعاون الخليي في موقع افضل من دول اخرى كثيرة" تنقصها الموارد النفطية.

واضاف عزام في حديث مع الصحافيين على هامش المنتدى ان دول الخليج "كانت تملك احتياطات ضخمة في الخارج عندما بدات الازمة". بحسب رويترز.

وتباطأ القطاع العقاري في الامارة بشكل كبير بعد ان نما بوتيرة مذهلة خلال السنوات القليلة الماضية سيما منذ فتح القطاع امام المتسثمرين الاجانب في 2002.

واصدرت دبي الشهر الماضي برنامج سندات بقيمة 20 مليار دولار لكي تتمكن من الوفاء بالتزامتها المالية اذ انها قامت بالاستدانة بقوة خلال السنوات الماضية. وتقدر ديون دبي مع استثناء ديون المصارف ب74 مليار دولار.

أفراد من الأسرة الحاكمة يواجهون دعوى تعويض بمبلغ 1.9 مليار دولار

من جهة اخرى بدأت محكمة في دبي نظر دعوى مرفوعة على ثلاثة من أفراد الأسرة الحاكمة بعد أن طالب رجل أعمال بمبلغ 1.9 مليار دولار تعويضا عن مصادرة مزعومة لشركته بصورة غير مشروعة.

وجاء في مستندات خاصة بالقضية اطلعت عليها رويترز، أن الدعوى رفعها رجل الأعمال ومالك العقارات الإيراني شهرام عبد الله زادة المقيم في دبي زاعما أن شركته استولى عليها الشيخ حشر مكتوم بن جمعة آل مكتوم.

وبدأت المحكمة التي تنظر الدعوى المرفوعة على شركة الفجر للعقارات وأعضاء من الأسرة الحاكمة في دبي المحاكمة لكنها أجلتها الى الثامن من ابريل نيسان عندما لم يحضر المدعى عليهم.

وقال سالم الشعلي المحامي الموكل عن زادة لرويترز هاتفيا انه حضر الجلسة مع موكله لكن نظر القضية أجل الى الثامن من ابريل نيسان لعدم حضور المدعى عليهم.

وجاء في مستندات القضية أن الشيخ حشر كان كفيلا لزادة بموجب القانون في الامارات الذي يلزم الأجانب باتخاذ شريك أو كفيل من المواطنين لممارسة أي نشاط تجاري.

وورد في المستندات أن زادة يتهم شركة الفجر والشيخ حشر وابنه الشيخ مكتوم بصفته مديرا للشركة وابنته الشيخة مريم بصفتها شريكة بالضلوع في القضية.

وامتنع الشيخ حشر عن التعليق هاتفيا ولم يرد من خلال البريد الالكتروني. كما لم يتسن الاتصال بابنه ولا ابنته هاتفيا.

ويرجح أن تحظى الدعوى باهتمام واسع النطاق كقضية اختبار لدبي المركز المالي والتجاري الاقليمي التي يوجد بها العديد من البنوك الغربية.

وتشير المستندات الى أن زادة زعم أن الشيخ حشر والشيخة مريم استوليا على كل ما تملكه الشركة من أموال سائلة ومنقولات وعقارات وغيرها في مارس اذار من العام الماضي.كما يزعم المدعي أن الاستيلاء على الشركة حدث أثناء احتجازه لدى الشرطة.

وقال زادة لرويترز "اعتقلت 60 يوما في 21 فبراير 2008 ولا أعرف الى اليوم أي قانون خالفت ولم أتهم بأي شيء. ما زلت لا أعرف سبب احتفاظهم بجواز سفري أكثر من عام."

وأكد الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي لرويترز هاتفيا أن زادة كان معتقلا وذكر أنه كان محتجزا بتهم رشوة بأمر من المدعي العام. لكن زادة نفى ذلك.

(إعمار) الإماراتية تدرس إلغاء مشروعات بكلفة 24.5 مليار دولار

وفي نفس السياق قالت شركة "إعمار" العقارية في الإمارات العربية المتحدة إنها تنظر في إلغاء أو تأجيل عدد من مشروعاتها بناء على طلب مستثمرين.

وكان مجموعة من المستثمرين في الشركة طلبوا في التماس تقدموا به إلغاء أو وقف بعض المشاريع التي قالوا إنها "غير مجدية."

وقالت "إعمار،" التي تعد أكبر شركة عقارية عربية من حيث القيمة السوقية، في بيان، الخميس، إنها "تلقت التماسا من مستثمرين يتعلق ببعض مشروعاتها وستدرس اقتراحاتهم بشكل جدي."

والمشروعات التي طلب المستثمرون إلغائها هي مشروعات ورسان وأسمران وميسان، والتي تبلغ كلفتها الإجمالية نحو 24.5 مليار دولار. بحسب سي ان ان.

وفي يناير/كانون ثاني الماضي، نقل عن محمد العبار رئيس شركة إعمار العقارية قوله "إن وضع إعمار المالي قوي،" إلا أنها لا "تخطط لإعادة شراء أسهمها بل يمكن أن تبحث تأجيل بعض المشروعات إذا دعت أوضاع السوق لتأجيل إنشاء وحدات جديدة للبيع."

وبعد نحو شهر من تصريحات العبار، أعلنت شركة "جون لانغ هومز" المملوكة بالكامل لشركة "إعمار"، إفلاسها عبر تقدمها بطلب للحكومة الأمريكية لحمايتها من الدائنين لمحكمة في مدينة ديلاوير الأمريكية، بعد تراجع حاد في مبيعات الوحدات العقارية.

وكانت "إعمار" اشترت الشركة بالكامل في صيف عام 2006 مقابل نحو مليار دولار في وقت وصل فيه نشاط بناء المنازل في أمريكا إلى ذروته قبل أن يتراجع بعد أن ضربته أزمة الرهن العقاري.

وبحسب بياناته المالية، فإن "إعمار" شهدت تراجعا على أرباحها السنوية بنسبة 54 في المائة إلى 818 مليون دولار ، مقارنة بـ1.77 مليار دولار في عام 2007 نتيجة تكبدها خسائر في ذراعها الأميركية، ما أدى إلى خسارتها نحو 463 مليون درهم في الربع الأخير من 2008.

721 شركة تشارك بمعرض للقوارب بدبي رغم الأزمة العالمية

واستطاعت إمارة دبي في ظل أسوأ الأزمات المالية التي يمر بها العالم، من استقطاب أكثر من 721 شركة عالمية ومحلية، للمشاركة في معرض دبي العالمي للقوارب، في دورته السابعة عشر.

واعتادت إمارة دبي على إعلان صفقات سخية خلال أيام المعرض، مما أكسبه سمعة دولية كبيرة، زادت من رغبة الشركات الأجنبية المشاركة فيه، حتى وصلت عدد الدول المشاركة إلى حوالي 50 دولة.

وتحفَظ البعض من أصحاب الشركات المشاركة على الإفصاح عن نجاحهم في عقد أي صفقات حتى الآن، في حين حرص المنظمون على التقليل من الآثار المباشرة للأزمة الاقتصادية، بالإعلان عن زيادة حجم المشاركة التي يشهدها المعرض هذا العام. بحسب فرانس برس.

وقال هلال سعيد المري، الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي، الجهة المنظمة للمعرض،  إن "قطاع القوارب شهد تأثرا واضحا وكبيرا عالميا، وإذا نظرنا إلى المعارض الأمريكية والأوروبية على سبيل المثال، فإننا نجد أن الانخفاض فيه تقريبا وصل إلى ما بين 30 إلى 40 في المائة."

وأضاف المري، "لم يشهد معرض دبي بدوره أي انخفاض جراء الأزمة، بل بالعكس، فقد شهد نموا"، معتبرا أن نوعية الزبائن الذين قدموا إلى المعرض، ليسوا ضمن الفئة المتأثرة بالأزمة.

وقال المري إن المعرض يشهد في دورته السابعة عشرة، زيادة نسبتها 20 في المائة في أعداد الشركات المشاركة، بالإضافة إلى عرض أكثر من 400 من اليخوت في أجزاء المعرض، أما من ناحية الجهات الدولية، فقد بلغت نسبة الزيادة حوالي 25 في المائة.

وقال سعيد حارب، المدير التنفيذي لنادي دبي الدولي للرياضات البحرية، إن "الأزمة الاقتصادية هي جزأ لا يتجزأ من واقعنا، ونحن جزء من هذا الواقع، ولكن هذا لا يعني أن نتباكى ونقف مكتوفي الأيدي."

ستاندرد اند بورز تحذّر من تراجع اقتصاد دبي

واعتبرت وكالة التصنيف المالي الدولية "ستاندرد اند بورز" ان اقتصاد امارة دبي قد يشهد تراجعا في العام 2009 بعد سنوات من الازدهار الاقتصادي، وقامت بخفض تصنيف ست مجموعات مرتبطة بالحكومة الاماراتية.

وقالت في تقرير "نتوقع ان يتراجع اقتصاد دبي بنسبة تتراوح بين 2% و4% في العام 2009" مع تراجع اسعار النفط وبعد تاثير التراجع الاقتصادي العالمي على سوق العقارات.

واضافت انها خفضت تصنيفها الائتماني لست مجموعات مرتبطة بحكومة دبي درجة واحدة، مشددة على اثر الازمة الاقتصادية العالمية على دبي. بحسب فرانس برس.

ورأى المحلل فاروق سوسة في تقرير ان خفض التصنيفات يعكس اثر "التدهور في اسس اقتصاد دبي منذ الربع الاخير من العام 2008 فيما يواصل التراجع الاقتصادي العالمي التاثير سلبا على بعض القطاعات الاقتصادية الحيوية في دبي بما يشمل التجارة والسياحة والتبادل التجاري".

وجاء في التقرير ان "الطلب في قطاع العقارات المهم جدا لا يزال يعطي مؤشرات تراجع واضحة مع اشارات على ان عملية تصحيح جذرية كبرى في سوق العقارات وتقلص في اعمال البناء يترافق معها، تجري حاليا".

والمجموعات الست التي تم خفض تصنيفها تشمل اكبر مرفأ في الشرق الاوسط، المنطقة الحرة في جبل علي، وشركة موانىء دبي العالمية ومركز دبي المالي الدولي والتي تراجع تصنيفها من "أ+" الى "أ".

وبالاضافة الى ذلك، قالت "ستاندرد اند بورز" انها خفضت التصنيف الائتماني لشركة "اعمار" العقارية الى "بي بي بي+" من "أ-" مع ميل سلبي، فيما كانت توقعاتها سلبية بالنسبة لاربعة مصارف تتخذ من دبي مقرا لها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 24/آذار/2009 - 26/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م