توصل أحدث بحث علمي إلى تفسير قدرة بعض المرضى
الحاملين لفيروس (أتش اي في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)
على تفادي الإصابة بالشكل الكامل للمرض. وكان يعتقد أن نحو 2% من حاملي
الفيروس منيعون ضد المرض بطريقة ما. لكن باحثين أمريكيين وصينيين قد
شخصوا مجموعة من البروتينات في الجسم بمقدورها أن تمنع تطور مرض الإيدز،
ويشير هؤلاء الباحثون بأن هذا الاكتشاف الذي نشرت تفاصيله في مجلة (ساينس)
قد يؤدي إلى فهم أفضل لكيفية مقاومة الجسم لفيروس (أتش اي في) وقد يؤدي
أيضاً إلى تطوير دواء المرض.
وفي الوقت نفسه توصلت دراسة أخرى نشرت في مجلة (لانست)
الطبية إلى أن مادة (نانوكسينول -4) المستخدمة لقتل الحيوانات المنوية
التي اقترحت كعلاج وقائي من الإصابة بالفيروس لم تثبت فعاليتها لكن
باحثين بلجيكيين يقولون إن هذه المادة تزيد من انتقال فيروس (أتش أي في)
إذا استخدمت بصورة متكررة، وكما هو معروف منذ الثمانينيات فإن بعض
المصابين بفيروس الإيدز لا تظهر عندهم أعراض المرض ولا يعانون منها.
وأثبت الأطباء والباحثون أن خلايا (تي) المناعية
التي تحمل بروتيناً يدعى (سي دي – 8) تنتج مادة تعيق تكاثر الفيروس،
وفي البحث الجديد قارن الفريق العلمي بين خلايا (تي) المناعية التي
تحمل بروتيناً يدعى (سي دي – 8) مأخوذة من مصابين بالفيروس وأخرى من
مرضى بدأ جهازهم المناعي بالانهيار ووجدوا أن لدى الأشخاص الذين بقوا
أصحاء بروتينات تسمى (الفاديفنسين – 1) و(الفاديفنسين -2)
و(الفاديفنسين – 3) ويبدو أن هذه البروتينات تتولى وقف تكاثر جميع
أنواع فيروس (أتش أي في) ويعتقد العلماء أن بالإمكان العمل انطلاقاً من
ذلك لصالح عدد أكبر من المصابين.
ووجدت دراسة أخرى أن نسخاً مصنعة من هذه
البروتينات أقل بنحو 10 – 20 مرة من حيث الفعالية مقارنة بالبروتينات
الطبعيية، ويقول القائمون على البحث إن الاكتشاف خطوة مهمة في فهم
مقاومة الجسم للفيروس مما قد يساعد في البحث عن علاج له.
وفي جانب آخر يقوم باحثون بلجيكيون بدراسة تأثير
مادة (نانوكسينول – 4) المستخدمة لقتل الحيامن ولاحظوا أن المادة لا
دور لها بمنع مرض الإيدز بل بالعكس، إذ يسبب استخدامها المتكرر من قبل
النساء إلى قروح مهبلية مما يجعل من خطر الإصابة بفيروس الإيدز وغيره
من الأمراض التي تنتقل عبر الأجهزة التناسلية أمراً محتملاً. |