الانترنيت والتبليغ الإسلامي.. ضرورات ايصال الصورة الى الآخر

 

يتيح البث المعلوماتي عبر أجهزة الانترنيت الفرص الجيدة للتعريف بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ونشر الثقافة الإسلامية الشاملة. وهذا ما يوجه المشاعر نحو ضرورة الظفر بمنطلقات الوحدة بين المسلمين وفرص تضامنهم حتى يصبحوا (قوة دولية) على العالم أن يحسب حسابها في رسم مستقبل البشرية، الخال من أي منغصات أو تدخلات فضّة في شؤون الآخرين.

لا شك أن هناك انعطافة كبيرة في الاستخدامات الإسلامية المعتمدة على الإمكانات المعلوماتية التي يقدمها الانترنيت، كأحد أهم الوسائل الحديثة للتعريف بالإسلام (ديناً وإنساناً) ويلعب ذلك دوراً سريعاً في إيصال الأفكار، ويقدم فضل عظيم لكل تواق إلى معرفة الحقيقة، فتلبية الاحتياجات الروحية، سيبقى مطلباً أقوى من كوابح الحياة المادية المعاصرة، والانترنيت هنا الذي يعتبر وسيلة تكنيكية متقدمة للتعرف على الدين الإسلامي، والتعرف على المسلمين وتقاليدهم من قبل غير المسلمين، يخلق نوعاً جديداً من التواصل الإنساني بين الشعوب الذي نوّه عنه الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم، بقوله عزّ من قائل: (.... وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

ففي فسحة الانترنيت يمكن إبراز الكثير من ملامح التراث الإسلامي الهادف لتعميق الجانب الديني الإسلامي في النفس البشرية الأمارة بالسوء في أحيان ليست قليلة، خاصة وأن عدد مستخدمي الانترنيت في عالم اليوم قد تجاوز (400) مليون نسمة، وهناك توقع أن يصل هذا الرغم إلى مليار فرد سنة 2005م، ولو علمنا أن عدد صفحات الانترنيت المعروضة حالياً على الشبكات المعلوماتية يبلغ أكثر من مليار صفحة، لتم التيقن تماماً أن المحور الديني الإسلامي يشكل جانباً مهماً من اهتمام عموم مستخدمي شبكة الانترنيت.

وللتعريف بشيء من هوية مستخدمي الانترنيت الموزعين على العالم تشير أحدث إحصائية أن نسبة مستخدمي الانترنيت في الدول الصناعية تشكل أكبر نسبة إذ تبلغ (88%) وتبين دراسة ثانية: (إن سكان أميركا الشمالية هم الأكثر تصفحاً للانترنيت... فقد بلغ عدد مستخدمي الانترنيت في أمريكا (130) مليون نسمة وهو ما يمثل (50%) من مجموع السكان، في حين بلغت النسبة (43%) من مجموع سكان أوربا. وقد تبين أن فئة الشباب هم الأكثر استخداماً حيث تبلغ نسبتهم (50%) من مجموع المستخدمين ولوحظ أن (43%) من مجموع المستخدمين نساء في حين استأثرت اللغة الإنكليزية على استخدامها بنسبة بلغت (80%) في مواقع الانترنيت المختلفة، في حين توزعت بقية النسبة (20%) بين ما زاد على 26 لغة أخرى).

ويذكر أن الاستخدامات الدينية للانترنيت في الجانب الغربي من الكرة الأرضية، كان محور اهتمام اجتماعي عام، شمل عدد من الباحثين والمتابعين في مجالات الأديان والاتصال الجماهيري وتكنولوجيا المعلومات وفي هذا الصدد تنصب الجهود الحالية لنقل المجتمع والتجربة الدينية من تصفحات الكتب إلى بيانات إلكترونية مثبتة على شبكة المعلومات الدولية، ويلعب البريد الإلكتروني دوراً إيجابياً في تبادل المعلومات كنوع من التفاعل بواسطة شبكة المعلومات الدولية.

وهناك بوادر تشير إلى أن الانترنيت قد مهد لخلق أجواء من التفاهم، من خلال الاتصالات الجارية بين المسلمين من جهة، وأفراد يعتنقون البوذية وآخرين وثنيين وهندوس بالإضافة إلى معتنقي المذاهب المسيحية من جهة أخرى. وكل ذلك يبشر إلى أن الروحانيات بدأت تأخذ مكانتها اللائقة، بعيداً عن فلسفة الحياة المادية المعاصرة. ويتبين مما يقدمه الانترنيت من خدمات جادة، أنه يقلص ظاهرة العزلة بين المجتمعات البشرية.

وتؤكد استطلاعات الرأي، أن هناك تزايداً مستمراً في استخدام الشبكة الانترنتية لأغراض دينية، تتمثل في رغبة الانتهال من المعارف الدينية، وحب الاستماع إلى المواعظ الدينية، وكذلك شراء منتجات ذات طابع ديني، بواسطة الإعلانات والمخاطبات التي تبث أو تستلم بواسطة الانترنيت.

ومن المؤسف ما لوحظ منذ أحداث تفجيرات (11 أيلول) في الولايات المتحدة الأمريكية، من تزايد إقبال الأمريكيين والأوربيين على الانترنيت، ولكن مصحوباً بمحاولات لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، ممن لا دين لهم والذين يستغلون الانترنيت للتنفيس عن شرورهم مثل الجماعات الإباحية والجماعات التي تدعوا إلى العنف السلبي.

لقد أدى الانتشار الواسع لوسائل الإعلام والاتصالات والانترنيت إلى إيجاد حالة من القلق لدى المربين والآباء والأمهات، تحسباً من تعرض أولادهم وبناتهم إلى ما يسيء لتوجهاتهم الحياتية، ولا ينمي الذوق العام لديهم مما قد يؤدي بهم إلى النزول إلى مستويات منافية لطموحات الأسر المحترمة. ويعترف (الدكتور سليمان جازع الشمري) من قسم الإعلام في جامعة الملك سعود بـ: (أن هناك عجزاً واضحاً في عملية سيطرة الوالدين على تعرض الأبناء للمعلومات والثقافات الأخرى). ويزداد هذا العجز سوءاً في ظل اختفاء دور الأب التربوي الذي أصبح أحد أتعس الظواهر في بعض المجتمعات العربية والإسلامية.