بينهم قيادي في المجلس الأعلى لرعاية آل البيت..

 مسيحي عضواً في تنظيم شيعي بالزقازيق في مصر!!

 

نشرت جريدة (صوت الأمة) بعددها الصادر يوم الاثنين 13 رمضان (18-11-2002) تقريراً حول اقتياد ثلاثة أعضاء بينهم (مسيحي)، في تنظيم شيعي محظور في مصر، إلى النيابة العامة، بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم، وطباعة كتب دينية تدعو إلى تبني الفكر الشيعي دون ترخيص من الأزهر. وجاء في هذا التقرير ما يلي:

هذه ليست دعابة أو فرقعة صحفية لكنها الحقيقة التي فاجأت محمد صالح حماد وكيل النائب العام بالزقازيق عندما أحال جهاز أمن الدولة هناك الأسبوع الماضي ثلاثة من المصريين بينهم سمير يوسف توفيق ( مسيحي ) إلى النيابة بتهمة الانتماء إلى تنظيم شيعي لقلب نظام الحكم وطبع كتب دينية تدعو إلي فكر الشيعة بدون تصريح من الأزهر .

كانت الساعة حوالي الثانية ظهرا يوم الأحد قبل الماضي عندما كان كل من محمود يوسف إبراهيم(مدرس لغة عربية) ويحيى شفيق في طريقهما إلي المطبعة التي يمتلكها سمير يوسف توفيق لاستلام مطبوعات تم الاتفاق بشأنها مسبقا وكان هذا التاريخ موعدا لاستلامها .. وفي الطريق المؤدية الى قرية"المناسافور" كانت قوة من مباحث أمن الدولة برئاسة الضابط عبد الفتاح الهادي وبصحبته ثلاث سيارات شرطة في انتظار المتهمين وقبيل الوصول الى مقر المطبعة ألقت القوة القبض عليهم .

وفي واحدة من السيارات الثلاث تم دفع يحيى شفيق بداخلها .. والثانية أدخل فيها محمود إبراهيم يوسف  بينما توجهت السيارة الثالثة وألقت القبض على سمير يوسف توفيق بمقر مطبعته وتم تحريز جميع النسخ التي كانت معدة للاستلام .

كانت أول عبارة ينطق بها ضابط المباحث اثناء القبض عليهم "أهلا دا إحنا بقالنا أسبوعين في انتظاركم .. أهلا يا يحيى.. أنت تعرف أحمد رستم ؟ هو فين ؟ وهناك في مقر مباحث أمن الدولة قال لنا يحي إنه وزميليه تعرضوا لضغوط شديدة للكشف عن بقية أعضاء التنظيم .

ضابط أمن الدولة ركز في استجوابه للمتهمين على عدة أسئلة كان أهمها علاقتهم بأحمد رستم والدكتور صالح الورداني والدكتور محمد أيمن عبد الخالق والعقيلي الدمرداش .. يحيى شفيق لم ينكر علاقته بهم لأنه سبق وأن اتهم معهم عام 1985 بتهمة الانتماء الى تنظيم شيعي وكان من بين المقبوض عليهم في ذلك الوقت رجب هلال حميدة لكن ضابط أمن الدولة لم يورد اسمه من بين الأسماء التي سأله عن علاقاتهم به .

وفي مقر مباحث أمن الدولة أنكر المتهمون انتماءهم الى تنظيم يهدف الى قلب نظام الحكم وأن كل ما يقومون به هو إعادة طبع كتيبات دينية لأجل توزيعها أثناء معرض الكتاب المقبل وأن هدفهم من ذلك لا يتجاوز نشر محبة آل البيت في نفوس الناس  وأثناء التحقيقات وردت أسماء لشخصيات عربية من بينها أسعد وحيد القاسم (كويتي الجنسية) وفارس الحسون (مقيم في الكويت) وسألهم عن علاقتهم بدار الكوثر للطباعة والنشر وهي دار نشر تهتم بطباعة كتب الشيعة ومن بين ما تمت مصادرته وتحريزه في القضية كمبيوتر وطابعة وماكينة تصوير حديثة وبعض صور ضوئية من رسائل الكترونية (ايميلات) لم ينكر المتهمون علاقتهم بها وهي كانت ضمن أوراق القضية التي سألهم عنها ضباط أمن الدولة وحجم اتصالاتهم ونوعيتها بأعضاء من الخارج.

وكان أثناء التحقيقات في مقر أمن الدولة أخبرهم رجال المباحث  أن تليفوناتهم كانت تحت المراقبة والأفضل لهم الإعتراف .. ومن بين المطبوعات التي تمت مصادرتها كتب تحمل عناوين " بنور آل البيت اهتديت .. وبنور فاطمة اهتديت .. وآل البيت في صحاح السنة .. وعلى خطى آل البيت " بالإضافة إلى كتب أخرى أنكر المتهمون علاقتهم بها وهي " ليالي بيشاور للسيد محمد الموصول الشيرازي ..  ومعالم المدرستين للعلامة مرتضى العسكري ".

وبعد انتهاء التحقيقات تمت إحالتهم إلى النيابة .. وبحضور العقيد عبد الفتاح الهادي أعلن أمام وكيل النائب العام أنه كان يتابعهم منذ شهرين .. وأن التحريات أسفرت عن ضبط ثلاثة منهم والباقون جاري حصرهم .. وأثناء التحقيقات أعلن المتهمون تعرضهم لضغوط شديدة في مقر مباحث أمن الدولة لكن ضابط المباحث أنكر علاقته بذلك . وأقر المتهمون أنهم بالفعل يعيدون طبع هذه الكتب . كما أثبتت التحقيقات علاقتهم بشخصيات في الخارج لكنها لم تكن على أساس تنظيمي حسب تأكيد المتهمين .

وبعد أربعة أيام استمرت فيها التحقيقات لأكثر من 20 ساعة استمرت فيها إحدى الجلسات حتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء قبل الماضي واستأنفت للمرة الثانية في الساعة العاشرة من صباح نفس اليوم لتصدر النيابة قرارها بحبس محمود يوسف إبراهيم 15 يوماً على ذمة التحقيقات وإطلاق سراح يحيى شفيق نظير كفالة بينما تم الإفراج عن صاحب المطبعة بضمان محل الإقامة .

من جهته استنكر المجلس الأعلى لرعاية آل البيت حادث إلقاء القبض على المتهمين في بيان أصدره عقب عملية القبض عليهم وقال: إن المجلس الأعلى لرعاية آل البيت تلقى باستغراب شديد نبأ قيام جهاز أمن الدولة بالزقازيق بالقاء القبض على محمود يوسف ويحيى شفيق وسمير توفيق .. واعتبر ذلك مخالفة لما هو معلن من قبل الحكومة والخاص بحرية الفكر كما نص الدستور..أمين عام المجلس الأعلى لرعاية آل البيت قال في بيانه: إن الاقدام على هذه الخطوة يعد تخبطاً وإفلاساً من جانب من أصدروا قرار القبض خاصة وأن هناك فتوى من الأزهر بجواز التعبد بالمذهب الشيعى  الاثني عشري، وأضاف (إن قيام الدنيا ضد الملتحفين بالاسلام من وهابيين وغيرهم قد سلط الضوء وأبرز نهج آل البيت كسبيل للخروج من دوامات العنف والتطرف .. وهو ما أوصى عليه تقرير الأمم المتحدة الأخير في الفصل السابع ، وطالب بتدخل الرئيس مبارك شخصياً لانهاء ما أسماه بالمهزلة ووضع حد لعبث الصغار بوضع ومكانة مصر وادعاءات التزامها بالحريه والديمقراطية).. واستطرد البيان بأن نهج آل البيت لا يجوز ربطه بدوله أو شخص.

يذكر أن أحد الأعضاء الثلاثه(يحيى شفيق) يعمل بالمجلس الاعلى لرعاية آل البيت.

كما أن الأمين العام لهذا المجلس محمد رمضان الدرينى صاحب دعوة تأسيس مجلس شيعي أعلى يكون مقره الرئيسي القاهرة, وكان قد عاد لتوه من رحلة إلى سوريا قال إنها كانت للتشاور حول تأسيس المجلس الشيعي الأعلى .. وسبق له أن توسط بين السفير الإيراني بالقاهرة (هادى خسرو شاهي) وشركة مصر للسياحة من أجل إيفاد مليون سائح إيراني سنوياً لزيارة العتبات المقدسة وهو ما يعرف باحياء مسار آل البيت..  وهو المشروع الذي تعطل برغم الإعلان عنه قبل عام ونصف العام .

وإذا كانت الأشهر الماضية قد شهدت نشاطاً ملحوظاً للشيعة المصريين لدرجة الإعلان عن مجلس شيعي أعلى مقره القاهرة فهل تأتي عملية القبض الأخيرة على تنظيم للشيعة في الزقازيق كرسالة إنذار للحد من النشاط المتزايد لهم؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.

ملحوظة هامة:  يقصد  بأحمد رستم  الدكتور أحمد راسم /الأستاذ بكلية الطب - جامعة المنصورة