الملتقى الدولي: وزير السياحة المصري أحيا مسار آل البيت فاتهموه بالتصوف.. أزمة 300 ألف سائح إيراني في القاهرة

 

بركات آل البيت تحف البلتاجي على سرير المريض لأنه أول وزير بعد الثورة يقر حق آل البيت ففي ذلك نقل المجلس الأعلى لرعاية آل البيت (مصر) تقريراً عن مجلة الملتقى الدولي في عددها المرقم 478، وعلى صفحتها الرابعة، تحدثت فيه عن خطط لبدء السياحة الدينية في مصر، واستقبال الزوار الإيرانيين، فيما يلي نصه:

على سريره بالمستشفى في ضاحية من ضواحي العاصمة الفرنسية يرقد حالياً الدكتور ممدوح البلتاجى في انتظار جراحة – قالوا أنها بسيطة – يعود بعدها لمزاولة عمله. كان الدكتور البلتاجى قد تعرض لوعكة صحية داهمته الأسبوع قبل الماضي ونقل على أثرها إلى المستشفى قبيل سفره إلى باريس لإجراء الجراحة.. لكن ذلك لم يمنعه من زيارة المعرض السياحي الذي نظمته مؤسسة إعلامية فرنسية بصحبة وزير السياحة هناك (ليون براتراند) وغادر المعرض الذي بعده مباشرة إلى معمل للتحاليل الطبية لإجراء الفحوصات اللازمة قبيل إجراء الجراحة. اختلطت زيارته الضرورية من اجل العلاج بمهامه كوزير لسياحة مصر يسعى بكل الوسائل إلى تنمية مصادر الجذب السياحي إلى السوق السياحية المصرية. لكن هل معنى ذلك أن وزير السياحة استطاع توظيف كافة مصادر الجذب السياحي المتوافرة في مصر من اجل تنمية السوق السياحية المصرية ؟! الإجابة.. بالطبع لا.. قبل عام قال وزير السياحة آن وزارته قررت إحياء مسار آل البيت (ع).. كانت العبارة فوق الاستيعاب اللحظي.. فما هي علاقة وزير السياحة بآل البيت؟!  هل أخذته نزعة صوفية فأراد أن يتقرب إلى آل بيت رسول الله ويصبح أول صوفي يكشف عن نفسه في حكومة الدكتور عبيد أملا في آن تحفه بركات آل البيت !! لم يترك لنا الدكتور البلتاجى وقتا للإفراط في التحليلات والاستنتاجات وقال لنا انه بإحياء مسار آل البيت سنساهم في تنشيط مصدر من مصادر الجذب السياحي الذي سيسهم في تدعيم عنصر السياحة الدينية.. لم يكن التوضيح بالأهمية التي استقبلنا بها الخبر على نحو جيد في ذلك الوقت. فمن ذا الذي سيشغله باله أن يأتى من خارج مصر لزيارة مقام السيدة زينب مثلا وإذا كانت السياحة هي واحدة من أهم مصادر النقد الأجنبي في مصر فانه من غير المتوقع مثلا آن يبعث لنا الغرب سائحين يجيئون خصيصا لأخذ بركات سيدنا الحسين اللهم الا اذا اعتبر وزير السياحة آن القادمين من الأرياف وأقاربنا في الصعيد الذين يأتون لزيارة مقامات ومشاهد آل البيت في القاهرة هم سائحون أجانب وهم بدورهم باعتبارهم كذلك.. سيسهمون في زيادة تدفق النقد الأجنبى لمصر ..!!

السفير الايرانى في مصر هادى خسرو شاهي كان أول ما بدأ به نشاطه في القاهرة أن أصدر كتابا باللغتين العربية والفارسية اسماه (مراقد آل البيت في مصر) ترجم الى اللغتين الانجليزية والفرنسية وقال في مقدمة كتابه انه قرر أن يكتب هذا الكتاب بعد أن شاهد موالد آل البيت في مصر والجموع الغفيرة التى تحضر مثل هذه المناسبات.. مايفعله المصريون تجاه آل البيت وما يحفظونه في قلوبهم من مكانة لآل البيت يجعلهم لا يقلون تبجيلاً لأحفاد النبى عنهم في أى بلد من بلدان الشيعة سواء كان ذلك في ايران أو في العراق أو سوريا أو حتى البحرين.. ما يفعله زوار الامام الحسين من تقبيل لعتبات مشهده والتمسح بجدران الضريح هو نفسه ما يفعله شيعة العراق مع مشهد الامام الحسين هناك وهو ايضا ما يذهب لأجله السائح الايرانى الى العراق للتبرك بمراقد آل البيت في الكوفة أو النجف الأشرف.

وقد أحدثت الزيارة الأولى لمسؤول ايرانى إلى مصر أثناء فعاليات منظمة المؤتمر الاسلامى الذى انعقد قبل عامين انفراجاً في العلاقات المصرية الايرانية ما لبثت آن عادت الى الجمود مرة أخرى ..

لكن استقبال الرئيس المصري حسني مبارك للسيد كمال خرزاى أثناء المؤتمر أعطى دلالات كان أهمها أن مصر لا تمانع من جهتها على الاطلاق في تطبيع العلاقات المصرية الايرانية بشرط أن يتوقف الايرانيون عن تعظيم وتبيجل شخصيات ترى مصر أنها شخصيات إرهابية إجرامية وليسوا أبطالا كما يزعم النظام الايرانى الحاكم.. وأثناء مشاركته في فعاليات مؤتمر منظمة العواصم والمدن الاسلامية صرح محافظ طهران الذى كان ضمن المشاركين في هذا المؤتمر أنه رفع اسم خالد الاسلامبولى  قاتل السادات من الشارع الذى كان معروفاً باسمه في العاصمة الايرانية كتعبير عن رغبة الجانب الايرانى في ازالة أية معوقات يمكن أن تقف في طريق عودة العلاقات الطبيعية بين مصر وايران. وعلمت الملتقى الدولى أن الأزهر قد أفتى وفق المذهب الشيعى عندما أعلن رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف الشيخ على أبو الحسن أنه لا طلاق إلا به ايضا وهو يعنى أن الطلاق إذا تم من غير شهود لا يعتد به...... واستند في ذلك إلى كونها، أى الفتوى مستندة إلى حديث الإمام على بن أبى طالب (ع) والمعمول بها في المذهب الشيعى .

وكشفت مصادر مطلعة أن عدداً من الشيعة المصريين يستعدون لرفع دعوى يطالبون فيها الدولة أن تعترف بهم وأن تعيد إليهم جمعيتهم .العقابى واحد من أقطاب الشيعة في مصر رفع طلباً للمسئولين يطلب فيه رفع القيود عن المذهب الشيعى ويقول: لفت نظري أثناء عملي في القضاء بمجال الأحوال الشخصية بأن الأسرة المصرية تعانى من مشاكل قديمة في الطلاق والميراث وإثبات مدة الحمل وأطفال الرضاعة وحلولها جميعا عند المذهب الشيعى. ومتشيع آخر هو الدكتور محمد هلال طبيب نفسى بمستشفى الدكتور جمال ماضى أبو العزايم يقول: أنا كطبيب نفسي يساعدني مذهبي الشيعي على أداء مهامي الطبية لأن المذهب الشيعي يدعو إلى المودة ويعمل على تربية الناس على الدعاء والرضى مما يساعد في حل الأمراض النفسية. والانشطة التى شهدتها مؤخراً لجنة التقريب بين المذاهب. والنشاط غير المسبوق للمجلس الاعلى لرعاية آل البيت في عقد جلسات التقريب بين المذاهب وتكوين مركز دراسات متخصص في هذا الشأن .كل هذا وذاك جعل الدكتور ممدوح البلتاجى وهو خبير في تقييم وتصنيف النوعية الجيدة من السائح الأجنبى لا يغيب عن ذهنه أن أوروبا تصنف السائح الإيرانى ضمن نوعية السائحين التي تدفع بسخاء، فكأن الدكتور البلتاجى بذلك لا يغيب عن ذهنه المعلومات التى وردت في خطاب أرسله له أمين المجلس الأعلى لرعاية آل البيت يطلب فيه السماح بفتح الباب أمام دخول السائح الإيرانى لزيارة العتبات المقدسة واحياء مسار آل البيت باعتباره أحد أهم وسائل جذب السائح الشيعى بوجه عام والإيرانى بوجه خاص ....

 وفى الخطاب المرسل من المجلس الأعلى لرعاية آل البيت في هذا الصدد قال محمد الدرينى أمين عام المجلس أنه قد حصل على وعود من الجانب الإيرانى الرسمى تهدف إلى إرسال ألف سائح إيرانى يوميا – في المرحلة الأولى – لزيارة العتبات المقدسة.

 هنا اتضح أن وزير السياحة عندما أعلن عن مشروعه احياء مسار آل البيت كانت عينه تقع على السائح الإيرانى وأنه حينما اتخذ هذا القرار كان – بوصفه رجل سياسة أيضا – يلمس بنفسة الإنفراجة الواضحة في العلاقات المصرية – الإيرانية المتمثلة في استقبال الرئيس مبارك لوزير الخارجية الإيرانى كمال خرازى وإعلان الأزهر عن جلسات التقريب بين المذاهب الإسلامية ومن بينها المذهب الشيعى فضلا عن عودة الحديث عن جواز التعبد بالمذهب الشيعى من قبل قيادات بارزة في الأزهر واستشهادهم بفتوى الشيخ شلتوت عن جواز التعبد بالمذهب الجعفرى لأن إمامة الإمام جعفر الصادق، هي مهد المذاهب الإسلامية الأربعة.... كل هذا جعل الدكتور البلتاجى يطلق تصريحه الناري الذي وصفناه آنذاك بأنه تدخل في شؤون اختصاصات شيخ مشايخ الطرق الصوفية ووزير الأوقاف بل امتد بنا الخيال إلى أنه- أى الوزير- قد داهمته نزعة صوفية جعلته يتقرب إلى آل البيت سعياً في التبرك بهم من أجل حمايته من الإنهيار المتوقع للدكتور عاطف عبي.

هذا، وأرسلت شركة مصر للسياحة خطاباً إلى محمد رمضان الدرينى بوصفه الأمين العام للمجلس الأعلى لرعاية آل البيت، قالت فيه (( بالإشارة إلى اللقاءات العديدة التى تمت مع سعادتكم بخصوص سياحات العتبات المقدسة والتى تحاولون إبرازها إلى السوق السياحى المصرى، وعقب المقابلة الطيبة مع معالى السفير الإيرانى بالقاهرة السيد هادى خسرو شاهى والذى صرح بأن إيران سوف ترسل ما لا يقل عن ثلثمائة ألف سائح سنوياً ولذلك نود الإحاطة بأن شركة مصر للسياحة الشركة الوطنية العريقة تعلن استعدادها للمشاركة في آلية المشاركة في هذا السوق لما لها من قدرات وإمكانيات والمتمثلة في إمتلاكها لأسطول كبير من الباصات الكبيرة والصغيرة ومطاعم وفنادق وتيسيرات أخرى في جميع الفنادق العالمية الموجودة في مصر بالإضافة إلى خبراتها في تسيير الطائرات الشارتر ووجود مكاتب لها في جميع مطارات جمهورية مصر العربية لخدمة عملائها على مدار 24 ساعة )) امضاء المشرف على السوق الإيرانية (( محمد يحيى البسيونى )) شركة مصر للسياحة ...

الخطاب ليس في حاجة إلى تعليق لكنه تجدر الإشارة إلى أن شركة مصر للسياحة وهى شركة رسمية حكومية عندما تبدأ في تخصيص مشرف للسوق الإيرانية فإن ذلك يعنى أن العمل في هذا الخصوص على الجانب الرسمى في وزارة السياحة متمثلاً في الوزير شخصياً يعطى اهتماماً كبيراً في هذه السوق.... سواهتمام الشركة بعرض مثل هذه الإمكانيات أمام السائح الإيرانى من طائرات ومطاعم وخلافه يعنى أن الوزارة تعنى عن جدارة حجم وقيمة هذا السوق وبالتالى فإن مشروع احياء مسار آل البيت الذى تبناه الوزير يعنى بما لا يدع مجالا للشك أن الوزير كان يضع عينه على السائح الإيراني فماذا حدث؟!

أرسل المجلس الأعلى لرعاية آل البيت يستفسر ما طلبه من الوزير في شأن السماح بدخول السائحين الإيرانيين فكان رد الوزير بالشكر إلى أمين المجلس لإسهامه في إحياء مسار آل البيت وفيما يخص موضوع دخول السائح الإيرانى فإن الأمر معروض على الوزارات والجهات الأخرى المعنية ...

ويرد الطرف الأول على ذلك بأنهم – أى الإيرانيين – سيدخلون مصر عبر مطاراتنا وسيتم السيطرة عليهم تماماً والأمر تحت أيدينا ولا حاجة للقلق من ذلك فلدينا الإمكانات الكفيلة بتأمين ذلك.. وبين وجهتي النظر مازالت أزمة دخول السائحين الإيرانيين محل سجال دائر بين الدكتور البلتاجى بوصفه خبيراً سياحياً يعرف كيف يوظف جميع مصادر الجذب السياحى وبين الأجهزة الأمنية التى تراعى البعد الأمنى ويسيطر عليها هاجس القلق مما قد تحدثه عناصر إيرانية إذا تم السماح لها بدخول مصر هذا من جهة أخرى وفى اتصال هاتفي معه قال أمين المجلس الأعلى لرعاية آل البيت: إن بركات آل البيت تحف بسرير الدكتور البلتاجى في مرضه لأنه الوزير الوحيد بعد الثورة الذى أقر حق آل البيت في استقبال ضيوفهم  .