هل يرجع عهد الانتداب الاستعماري؟

قوات بريطانية تبقى في العراق 5 سنوات

ذكرت صحيفة التلغراف البريطانية ان قوات بريطانية ستضطر  للبقاء في العراق خمس سنوات كجزء من قوة احتلالية بعد الاطاحة بنظام صدام حسين، جاء ذلك في مذكرة وزعت على الوزراء البريطانيين صادرة عن مكتب رئيس الوزراء توني بلير الاسبوع الماضي وذلك في خضم التكهنات المتزايدة عن احتمال غزو العراق في مطلع العام القادم. وعلمت صنداي تلغراف من مسؤولين كبار في وزارة الدفاع البريطانية أنه سيكون ضروريا بقاء قوة كبيرة في العراق ما بعد صدام حسين لمنع تشرذم الدولة الوليدة وانزلاقها إلى حالة الفوضى وجاء الكشف عن هذه الخطط مع تجمع تقارير استخبارية عن قيام خلايا تابعة لتنظيم القاعدة باعادة تنظيم صفوفها في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، ويعتقد المسؤولون في وزارة الخارجية البريطانية بأن وحدات من تنظيم القاعدة اصبحت تمارس نشاطات متزايدة في تونس والمغرب واليمن حيث تخطط للموجة التالية من الهجمات. فقد تم اعتقال عدد من المشتبه بهم الانتماء الى تنظيم القاعدة في المغرب، كما تم تحميل المسؤولية عن تفجيرات في الفنادق في تونس لتنظيم اسامة بن لادن ومن المعروف ان القوات الخاصة الاميركية والبريطانية تستخدم عملاء محليين في محاولة لاختراق المجموعات، وتتعاون الحكومتان المغربية والتونسية في هذه المهمة ولكن المشكلة حسب قول المسؤول البريطاني تكمن في اليمن، ويشكل تجدد نشاط تنظيم القاعدة قلقا خاصا لاميركا وبريطانيا خصوصا مع تسريع الخطط لشن هجوم ضد العراق، ويعتقد المسؤولون في وزارة الدفاع البريطانية بأن 30.000 جندي بريطاني سيشاركون في القتال إلى جانب الاميركيين اذا ما أراد رئيس الوزراء البريطاني ان يكون لاعبا قويا في هذا العمل العسكري، وسيبقى حوالي نصف هذه القوات في المنطقة لعدة سنوات لتساعد في تدعيم الحكومة العراقية بعد الاطاحة بصدام حسين وذلك بنفس الآلية التي تعمل بها القوة الدولية حاليا في افغانستان. وتوجد مخاوف في اوساط الحكومة ووزارة الخارجية في بريطانيا من ان ازاحة صدام قد تؤدي إلى حرب أهلية اذا حاول الاكراد اقامة دولة مستقلة في شمال العراق، وهناك مخاوف من ان يحاول سكان جنوب العراق التمتع بحكم ذاتي. وستكون تكاليف بقاء 15.000جندي بريطاني في العراق التمتع لمدة خمس سنوات خيالية بالنسبة لبريطاني ولكن الأمل معقود على الدول الصديقة التي لن تشارك بارسال قوات للعراق مثل اليابان بأن تقوم بتسديد جزء من الفاتورة كما فعلت قبل 11 عاما في عملية عاصفة الصحراء، ويعكف المسؤولون البريطانيون على التأكيد للدبلوماسيين الاميركيين على أهمية بناء الدول وهي مسألة لا تجد اهتماما يذكر من قبل الرئيس بوش. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع البريطانية ان السبب الذي جعل جورج بوش الأب يمتنع عن استمرار تقدم القوات الغربية لاحتلال بغداد عام 1991 أنه كان يعرف بانه سوف يتورط هناك لمدة خمس سنوات على الاقل، فليس بامكانك ان تسقط صدام وتدمر جيشه وبعد ذلك تنسحب، لأن ذلك سيكون كارثة مؤكدة، ولذلك يحاول البريطانيون اقناع الاميركيين بأهمية بناء الدولة بعد اسقاط صدام حسين. ومن بين الدلائل على الاستعدادات البريطانية للمشاركة في غزو العراق الانسحابات الكثيرة للقوات البريطانية من البوسنة ومقدونيا وسيراليون وافغانستان فهذه الخطوات تعتبر هامة في اوساط الجيش البريطاني، لان هذه القوات التي تم سحبها هي التي سوف تشارك إلى جانب الاميركيين في غزو العراق والبقاء فيه لسنوات عديدة. واما لماذا يفضل رؤساء اركان الجيش الاميركي شن الهجوم على العراق في عام 2003 وليس هذا العام لان مخزون الاسلحة المتقدمة قد استنفد في حرب افغانستان خاصة صواريخ كروز والقنابل الموجهة باشعة الليزر، ورغم ان انتاج هذه الاسلحة جار بأقصى الطاقة المتوافرة منذ عدة شهور الا ان المخزون منها لم يصل إلى المستوى الذي كان عليه قبل حرب افغانستان. وتعتبر صواريخ كروز حيوية بالنسبة لأي خطة هجومية لانها تمكن القوات الاميركية من تدمير الدفاعات الجوية العراقية دون ان تجازف بحياة الطيارين الاميركيين.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا