الانتحار.. ما هي أسبابه؟

اختلف الباحثون والمفكرون في تحليل ظاهرة الانتحار عند الإنسان تلك الظاهرة التي سجلت تزايداً ملحوظاً عند مختلف الشعوب، وخصوصاً أوربا، وينطلق كل باحث اجتماعي أو نفسي من خلفيته الفكرية في تعداد أسباب الانتحار، فمنهم من اعتبرها نتيجة للضائقة الاقتصادية وآخر نتيجة لحالة مرضية وآخر اعتبر أسبابها الحقيقية (اجتماعية – اقتصادية) إلا أن العلماء المسلمون ودون استناد إلى الخلفية الفكرية الإسلامية وحدها اعتبروا سبب الانتحار هو الفراغ العقائدي، ذلك الفراغ الذي يشكل الباعث والدافع إلى انتحار الإنسان وعلى العكس من ذلك فإن الاعتقاد يحقق للإنسان أهدافاً عدة من بينها أو على رأسها رضا الله سبحانه وتعالى أو السعي إلى رضاه وبالتالي سيشكل حتماً مانعاً ذاتياً عن قتل النفس مهما تدهورت حالة المرء الاقتصادية أو الاجتماعية أو حتى النفسية بل أن رضا الله سبحانه اعتبره الباحثون النفسانيون من العلاقات الأساسية لكبح جماح الإنسان واللافت هذه الأيام الانتشار الكبير لهذه الظاهرة في بعض الشعوب الإسلامية والعربية مما يدفعنا إلى التساؤل عن آثار الثورة الإعلامية على شعوب هذه المنطقة.

تلك الثورة الاتصالاتية التي قامت بنقل صور نمط الحياة الغربية تسلل معه الفراغ العقائدي. وما يلي تقرير عن تزايد حالات الانتحار في أوساط الأسر اليمنية بشكل لافت. فالتزايد في حالات الانتحار منذ عام 1994 وحتى منتصف عام 2002 بلغ حداً وصل إلى 800 حالة مسجلة لدى السلطات الرسمية، وفي الأيام الماضية خصوصاً شهدت اليمن 80 حالة انتحار.

وقد أوضحت التقارير الرسمية أن العدد الأكبر من المنتحرين هم من الشباب من كلا الجنسين فضلاً عن أرباب الأسر التي تعاني (حسب التقرير) من الضائقة الاقتصادية والاجتماعية أو النفسية إلا أن مصادر غير رسمية ترى أن هذه الأرقام هي دون العدد الحقيقي الذي يتجاهل حالات الانتحار في المناطق الريفية والنائية والتي لا تدخل إلى الإحصاء الرسمي.

المتابعون لهذه الظاهرة أبدوا تخوفاً من اتساعها كونها تسير بشكل تصاعدي

خصوصاً بعد تردي الأوضاع الاقتصادية في اليمن منذ عام 1994 التي رفعت فيها الدولة الدعم للسلع الأساسية والخدمات في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري مما أدى إلى ارتفاع جميع أسعار السلع والخدمات وزيادة معدلات البطالة والفقر كل هذه العوامل حسب رأي الباحثيين الاجتماعيين والاقتصاديين أدت إلى انتشار ظاهرة الانتحار.

الدكتور عبد الله معمر أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء قال أن تزايد ظاهرة الانتحار بهذا الشكل الكبير في اليمن وخاصة في الآونة الأخيرة هو بفعل الأزمة الاقتصادية التي تأتي معها مجموعة العوامل النفسية والاجتماعية التي تنعكس على الفرد وتخلق مثل هذه المشاكل.

وأضاف الدكتور معمر أن ثمة عوامل أخرى وراء ظاهرة الانتحار في اليمن وخاصة في أوساط الشباب منها المشاكل الأسرية حيث أن استمرار الخلافات الأسرية وتفاقمها وبقاءها دون معالجة يؤدي أحياناً إلى اللجوء للانتحار على اساس التخلص من دوامة هذه الخلافات.

وأشار الدكتور إلى أن بعض الشباب يلجأون إلى التخلص من حياتهم متأثرين بالأفلام السينمائية وقال معمر: (أن هناك حالات انتحار كثيرة بالنسبة للفتيات سببها رفض أسرة هذه الفتاة أو تلك تزويجها بالشاب الذي تريد) ومن أدوات الانتحار هي السلاح الناري والشنق أو تناول السموم.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا