الشباب الامريكي يستغل انشغال الشرطة بمكافحة الارهاب لارتكاب الجرائم

قالت صحيفة التايمز ان انشغال الشرطة الامريكية بمكافحة الارهاب في الولايات المتحدة ادى الى تنامي الجريمة وتصاعد الجرائم، حيث تستغل أعداد متزايدة من المراهقين والشباب تحول موارد الشرطة نحو عمليات مكافحة الارهاب للانخراط في موجة اجرام على كلا جانبي الأطلسي. وقد ارتفعت معدلات الجريمة في أميركا لأول مرة منذ عقد من الزمان وهو ما يعكس زيادة متوقعة في كل من انجلترا وويلز ووضع حدا لمعدلات متدنية طيلة سنوات خمس، وينحى باللائمة في هذا على تزايد مشاكل الشباب الذكور المتصلة بالفقر وكذلك على توجيه الشرطة لمكافحة الارهاب على جانبي الأطلسي. ففي اميركا، يتوقع ان يعلن برنامج اكتشاف الجريمة المنظمة التابع لمكتب التحقيقات الاميركي قريبا عن زيادة قدرها 2% في عدد الجرائم الرئيسية في عام 2001 بعد تسع سنوات من ارقام متدنية، أما في انجلترا وويلز فيتوقع ان تقفز نسبة ارتفاع الجرائم بنسبة 6% لدى الاعلان عن الارقام الخاصة بالعام 2001 - 2002 قريبا في حين انها سجلت انخفاضا في أربع من السنوات الخمس الماضية. وتشمل الزيادة في اميركا ارتفاع معدل القتل بنسبة 31% وزيادة في السرقة والسلب والسطو على المنازل وسرقة السيارات كما ورد في صحيفة واشنطن بوست. وقفزت حوادث القتل في بوسطن بنسبة 67% في حين ارتفعت بنسبة أقلها 10% في المدن الرئيسية مثل هيوستن واتلانتا وسانت لويس وفونيكس اما شيكاغو ولوس انجلوس فقد ارتفعت فيها بنسب أقل وقد تنامت موجة الجريمة بأسرع معدل في الولايات الغربية يليها الجنوب ثم الغرب الاوسط بخلاف الشمال الشرقي حيث نعم بانخفاض في معدلات الجريمة. فقد تدنت حوادث القتل في نيويورك في حين انخفضت كافة الجرائم بما فيها القتل في مدينة واشنطن، واستثنيت الوفيات التي نجمت عن هجمات 11 سبتمبر من الاحصاء،. ولو اعتبرناها كحوادث قتل فإن معدلات القتل ترتفع في أميركا بمعدل 26% في سنة واحدة. ويعزى ارتفاع موجة الجريمة الى الزيادة في اعداد المراهقين - وهي الفئة الأقرب لارتكاب الجرائم - وكذلك سوء أداء الاقتصاد الاميركي، كما ان مكتب التحقيقات الفيدرالي بصدد عملية اعادة تنظيم تركز على منع الارهاب اكثر من الحيلولة دون وقوع جرائم تقليدية. وتواجه اميركا مشكلة فريدة من نوعها وهي زيادة في عدد مجرمي الشوارع السابقين فقد صدرت احكام قاسية في الثمانينيات بحق مخالفات متعاطي الكوكايين ولكنهم الآن امضوا فترة محكوميتهم مما يزيد من ا عداد المطلق سراحهم إلى 600 ألف سنويا. وهذه الاحصائيات تسبب ردة وهزة ضد اجراءات الرئيس بوش بخفض المصروفات على تنظيم وتوفير الرعاية للمجتمع. وفي هذا السياق يقول السناتور الديمقراطي جوزيف بيدن الجريمة اشبه ما تكون بقص العشب فهي لا تبقى على مستواها بعد ان تقوم بقصها. في انجلترا وويلز شهدت المناطق المدنية الكبرى زيادة ملحوظة في الجرائم وكان أسوأها في لندن، وهنا ايضا يرد ذلك إلى 11 سبتمبر حيث سحبت شرطة العاصمة 1500 من ضباطها من مناطق الضواحي وشوارع جنوب لندن من أجل توفير حماية للمباني الهامة في العاصمة اضافة إلى الزيادة في اعداد الشباب الذكور وهم الأكثر ميلا للشجار والسكر والتصرف العنيف. وتقول ماريون فيزجيرالد وهي باحثة في علم الجريمة. لقد اعتصر الباحثون في علم الجريمة عقولهم حول سبب انخفاض معدلات الجريمة في السنين العشر الماضية وها هم يعتصرونها ثانية لمعرفة سباب ارتفاعها. وهي توافق على تحميل اللوم جزئيا على تحويل ضباط الشرطة من اجل مهمات مكافحة الارهاب، واستطردت تقول: عندما تستدعى الشرطة للتعامل مع أمور مثل احداث 11 سبتمبر وحتى من اجل جنازة الملكة الأم فإنك ترى في الواقع ارتفاعا في الجرائم. واشارت الدكتورة فيزجيرالد الى اتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء فقالت: ان المجتمع بدأ يتوجه للاستقطاب سريعا بين المنعمين والمحرومين، وقالت: في قلب بعض المناطق الأشد فقرا عمليات بناء، ومما يدعو للسخرية ان البنايات الصناعية المهجورة تحولت إلى مناطق سكنية فاخرة فاحشة الثراء مع سيارات ام بي دبليو تنساب من خلال البوابات الكهربائية، وما لم تكن لدينا هندسة اجتماعية فاننا مضطرون للتعايش مع تكثيف عمل الشرطة في مناطق المحرومين بينما يقوم الاثرياء باستئجار خدمات أمنية خاصة لحماية أنفسهم.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا