صحيفة فرنسية لاتنسوا الجرائم التي ابدات شعب الشيشان

وجهت صحيفة(لونوفال أوبرزفاتور الفرنسية) دعوة إلى كل المهتمين بحقوق الإنسان إلى عدم نسيان الإبادة التي جرت بحق الشعب الشيشاني على يد الجنود الروس.

وقالت الصحيفة في عددها الأسبوعي الأخير: لا يجب أن ينسى أحد التعذيب المنتظم للشيشانيين عن طريق صعقهم بالكهرباء، وضربهم حتى الموت، ولا يجب أن ينسى أحد الأصابع والأطراف التي تم بترها.

ووصفت الصحيفة الأعمال التي ارتكبها الجنود الروس بحق الشيشانيين عام 1994م و1999م،  بأنها حرب إبادة ضد الأطفال والنساء والمطالبين بالحرية، مشيرة إلى أن إجمالي عدد ضحايا الشعب الشيشاني  يتراوح بين 50 إلى 100 ألف ضحية.

وتقول الصحيفة: إن المقاتلين كان لهم هدف واحد، وهو نيل الحرية، وإجبار الجنود الروس على ترك أراضيهم؛ وهو ما يجعلهم يقدمون على عمليات ضد هؤلاء الجنود. وأضافت أن الرئيس الروسي بوتين يصفهم بالإرهابيين، أما الدول الأوروبية فلم تعلن قبولها لهذا الوصف.

وقد عرضت الصحيفة للعديد من الصور للمصور الصحفي المعني بالحقوق الشيشانية ستنلي جرين، وأشارت إلى أن هناك العديد من الصور التي تؤكد شنّ الروس حربًا بربرية ضد الشعب الشيشاني.

وقد قام الصحفي الفرنسي جون بابتيزية بإجراء عدة حوارات مع الشيشانيين الذين رووا له قصصهم المأسوية مع حرب الإبادة الروسية لهم.

ويقول موسى أحد شباب الشيشان الذين شهدوا صورًا بشعة من التعذيب لإجبار أسرته على دفع مبلغ ضخم لإطلاق صراحة: كنت أقود سيارتي الأجرة وأوقفني أكثر من 30 جنديًّا روسيًّا ملثمين، وقاموا بوضع كيس بلاستيك أسود على رأسي، ثم اقتادوني إلى مكان مجهول، وفي هذا المكان تعرضت لوسائل عدة من التعذيب.

ويضيف موسى تم تعليقي في سقف الحجرة المظلمة من يد واحدة كالخروف، وقاموا بربط يدي الأخرى وراء ظهري، بالإضافة إلى قدمي لمدة أربعة أيام بدون طعام حتى سقطت يدي، وسقطت على الأرض، وعندما رفعوا الكيس الأسود من على وجهي لم يكن قد بقي لي غير يد واحدة.

ويتابع لم يكتفِ الروس بذلك؛ فكانوا يبللون جسدي بالماء، ويصعقونني بالكهرباء حتى يغشى علي، بل كانوا يرقدونني على بطني فوق الأرض، ثم يضعون حملا ثقيلا على ظهري، ولم يكونوا يرفعون هذا الحمل إلا بعد أن أتقيأ.

وأنهى حواره قائلا: لم يفكوا أسري إلا بعد أن دفعت أسرتي لهم أكثر من 1500 دولار، بالإضافة إلى إجباري على إمضاء ورقة تفيد بأنني من المقاتلين، مع أنني لم أكن إلا سائق سيارة أجرة.

أما ماليكه -25 عاما- أم لثلاثة أطفال وإحدى اللاجئات الشيشانيات في أنجوشيا فتقول: عندما كنت بقرية تسوتسان عام 1999م، أقتحم الجنود الروس الملثمون منزلي، ولم يكن بالمنزل غيري مع أطفالي الثلاثة، وقد تحدث الجنود إلى قائدهم، وقالوا: إنهم لم يعثروا إلا على إمرأة وأطفالها، وكان الأمر هو القبض علي وسلب كل ما يوجد بالمنزل.

وتضيف ماليكة ظل أطفالي وكان بينهم رضيع وحدهم بالمنزل تحت حراسة جنود روس مع بعض الكلاب المتوحشة، وتم اقتيادي إلى سيارة ذات صندوق خلفي، وتركوني دون ماء أو طعام لمدة طويلة.

وتابعت في الليل صعد قائدهم، وقال لي بحدة: إذا كنت تريدين العودة إلى أطفالك مرة أخرى فعليك أن تدلينا على منازل المقاتلين الشيشان، وإلا فسنقودك إلى معتقل تشرنوكوفو للتعذيب في شمال الشيشان، ولكني لم أستطع مقاومة التعذيب والضرب، وفي اليوم التالي قادوني إلى أحد منازل المقاتلين الذين قتلوا 23 فردا منهم، وبعدها أمام عيني قاموا بتقطيع أصابعهم وآذانهم، وشقوا بطونهم كنوع من الألم النفسي لي، كما قاموا بتشويه بعض الجثث، وأحرقوا البعض الآخر.

أما محمد -39 عاما- سائق من قرية توشانم فيقول: في أكتوبر 1999م هجم الجنود الروس على منزل أحد العجائز يدعى أيوب -60 عاما- حينها، وأخذوا يضربونه بالسكين في وجهه حتى تم تشويهه تماما، وعندما توسلت إليهم إحدى السيدات ليتركوه؛ لأنه مريض، كان الرد هو ضربها على ظهرها حتى كسروا العمود الفقري لها، وأصبحت عاجزة عن خدمة أطفالها الستة.

 وتقول السيدة جاهيتا -45 عاما- إحدى اللاجئات الشيشانيات في أنجوشيا: كنا نسكن جروزني، وعندما هدم الروس منزلنا في أكتوبر 1999م اضطررنا إلى اللجوء إلى قرية تسوتسان20 كم شرق جرزوني، وقد رحل ابني مع رفيق له يدعى إسلام بك، وكان ابني يقود السيارة عند خروجه من جروزني، أطلق الروس النار عليه، وأصيب إصابات بالغة، وقد أخرجه الروس من سيارته، وبدلا من أن يداووا جراحه، كانوا يضربونه عليها، وأحرقوا السيارة. وأضافت السيدة: أما رفيقه إسلام بك فقد اعتقله الجنود الروس بعد شهر من الحادث، ولا نعرف عنه شيئًا منذ أكثر من 10 سنوات.

وتضيف جاهيتا لم يكتفِ الروس بقتل ابني وهدم منزلي، بل طوقوا قرية تسوتسان بالدبابات الروسية، وبعدها بيومين اجتاح أكثر من 50 جنديا روسيا المنطقة، واقتحم ثلاثةٌ ملثمون منهم المنزل، واختطفوا ابني الأخير الذي كان يبلغ حينها 17 عاما وزوجي، وسرقوا كل ما لدينا من مواد غذائية وبطاطين، حتى ملابسنا سرقوها. (اينا)

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا