اسقاط صدام تحضيرات واسعة وبدء العد العكسي

ذكر احد كبار المسؤولين في ادارة الرئيس الامريكي ‏جورج بوش اليوم ان اي حملة عسكرية واسعة النطاق في العراق يجب ان يسبقها استفزاز ‏كبير من قبل الرئيس العراقي صدام حسين.

ونقلت صحيفة (يو اس ايه تودي) الامريكية عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع ‏الامريكية (بنتاغون) قوله انه سيكون من الصعب محليا وعالميا تبرير حملة عسكرية ‏كبيرة للاطاحة بصدام حسين بدون تبرير يتجاوز الاشتباه بتطويره لاسلحة الدمار ‏الشامل.

ورجحت الصحيفة بان الادارة الامريكية عملت بذلك التصريح على رفع مستوى الخط ‏الاحمر المطلوب لشن هجوم عسكري على العراق.

واشارت الى ان المسؤولين الذين تحدثوا بشرط عدم الافصاح عن هوياتهم يعملون ‏مباشرة في جلسات وضع الخطط العسكرية حول العراق.

ولم تضع ادارة الرئيس بوش بشكل مباشر على الاقل شروط او معايير للتأثير على اي ‏عملية تغيير للنظام الحاكم في العراق.

وافادت الصحيفة ان المسؤولين يرجعون اجماعهم على اهمية وجود استفزاز كبير الى ‏الحجم الضخم للحملة الامريكية العسكرية المطلوبة ومعارضة الحلفاء لاي عمل عسكري ‏غير مبرر اضافة الى عدم الاطمئنان لامكانية الحصول على الدعم المعنوى المطلوب من ‏الشعب الامريكي.

وقال احد المسؤولين للصحيفة المشكلة الرئيسية الان هي فقدان الشرارة أي هجمة ‏من قبل العراق.

واضاف ان الادارة الامريكية شددت على ضرورة وجود لحظة حاسمة أو حدث حاسم من ‏نوع ما لبدء الحملة العسكرية في العراق.

من جهة اخرى قالت صحيفة التايمز اللندنية التايمز إن الأردن وافق على السماح للقوات الأمريكية باستخدام القواعد العسكرية الموجودة في أراضيه للقيام بهجمات محتملة على العراق.

وتضيف التايمز أن الإدارة الأمريكية أكدت للملك عبد الله الثاني أنها لن تقوم بأي إجراء عسكري هذا العام وألمحت بشدة إلى احتمال شن حملة عسكرية على العراق في أوائل العام المقبل.

وتشير صحيفة التايمز إلى أنه بالرغم من النفي القاطع الذي أعلنه مسؤولون أردنيون لهذا الموضوع، فقد أكد دبلوماسيون غربيون لمراسلي التايمز أن الملك عبد الله الثاني وافق بالفعل على تواجد أمريكي محدود في الأراضي الأردنية لأغراض الهجوم العسكري ولتقديم المساعدات الإنسانية.

وتضيف المصادر نفسها لصحيفة التايمز أن هذا التواجد الأمريكي المحدود يشمل استخدام قواعد للرادار وإقامة مراكز إنقاذ لانتشال الجنود والطيارين الأمريكيين من الأراضي العراقية إذا اقتضت الحاجة، وأن هذا الدور الأردني قابل للازدياد والتوسع عند شن الهجمات ضد العراق، على نفس نمط ما حدث في استخدام أراضي باكستان في الحرب ضد أفغانستان.

وفي نفس السياق أنهت الولايات المتحدة  مفاوضات مكثفة مع كل من قطر والأردن والكويت وتركيا بشأن استخدام أراضي تلك الدول وأجوائها لتنفيذ هجومها على العراق والإطاحة بالرئيس صدام حسين، وقطعت الاتصالات مع المعارضة العراقية أشواطا كبيرة نحو تشكيل أطر مؤقتة في المرحلة اللاحقة للضربة العسكرية.

وذكرت مصادر دبلوماسية لصحيفة السفير البيروتية انه تم فرز خمسة آلاف جندي من الجيش الأردني من أصول أردنية، معظمهم من عشيرة بني حسن، سيكلفون بمهام خلفية على أن يخضعوا لتدريبات خاصة. وذكرت المعلومات ان هؤلاء سيتولون الدخول إلى المناطق السكنية التي ستنتشر فيها أو حولها القوات الأميركية. وقد بدأ تجهيز هؤلاء الجنود بأسلحة فردية ومتوسطة خاصة.

إلى ذلك، وصلت إلى الأردن، بحسب المصادر الدبلوماسية، نحو 200 سيارة (جيب) خاصة التي تحمل رشاشات متوسطة ويقوم الجنود الأردنيون حاليا بتدريبات على قطع الطرقات ومنع الاختراقات وتمشيط المناطق القريبة من خطوط الجبهة، والاتصال بالأهالي من المواطنين العراقيين.

وذكرت المصادر لهذه الصحيفة ان 1600جندي وضابط أميركي انتشروا حتى الآن في مناطق شمالي الأردن وان نحو 800 جندي آخرين انتشروا في مناطق الجنوب كما ان وحدات كومندوس أميركية خاصة تتولى أعمال الاستطلاع المتنوعة في المناطق الحدودية مع العراق بما في ذلك في المناطق العراقية.

من جهة اخرى كثف الجانب الاميركي  من اجتماعاته مع أطراف المعارضة العراقية كافة بينها فرق شيعية ليست على علاقة جيدة مع واشنطن. أضافت ان المداولات تتركز حاليا على تشكيل (إدارة مؤقتة) تتولى التنسيق بين إدارات لامركزية في المناطق التي يقترح الأميركيون تقسيمها في المرحلة الاولى. وقد أقرت المعارضة، بحسب المصادر، بفشل المحاولات لاستقطاب ضباط كبار أو الحصول على تفويض بالتعاون من قبل عشائر ذات نفوذ كبير.

وكشفت صحيفة (لو كانار انشينيه) الفرنسية الواسعة الانتشار انه طبقا لمعلومات اجهزة المخابرات الفرنسية فإن من الاسباب الداعية الى تأجيل الضربة الاميركية ضد العراق الى عام 2003 هو (النقص الحاصل حاليا في الترسانة الاميركية بخصوص صواريخ توماهوك والقنابل الموجهة بأشعة الليزر). اضافت الصحيفة ان تصميم الولايات المتحدة على تنفيذ هجوم عسكري ضد العراق (يجد معارضة من الرئيس الفرنسي شيراك ووزير خارجيته دومينيك دو فيلبان)، مشيرة الى انه في حال تأكدت فرنسا من ان الولايات المتحدة مصممة فعلا على ضرب العراق السنة المقبلة، فانه (من المرجح ان يعمد الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته الى توجيه كل ما لديهم من انتقادات ضد هذه التحضيرات الحربية الرامية الى ضرب العراق).

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا