ائتلاف دولي لنشر ثقافة السلم والتصدي لاسباب الصراع بين الحضارات

اتفق زعماء سياسيون سابقون وحقوقيون وعلماء دين من مختلف قارات العالم على تأسيس ائتلاف دولي للعمل على فض الصراعات وإرساء السلام في العالم. ورفض المشاركون في المؤتمر العالمي للسلام والتضامن بالجزائر في ختام اجتماعاتهم أمس الأول تصنيف المقاومة المشروعة للشعوب ضمن الأعمال الإرهابية متهمين البلدان الغنية بالأنانية وتحميلها مسئولية أخطار محتملة على السلام العالمي. وشارك في المؤتمر الذي بدأ يوم الاربعاء الماضي واستمر يومين نحو 900 شخصية من 47 بلدا. ومن ابرز الحاضرين ريجوبيرتا مانشو زعيمة المعارضة في جواتيمالا الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 1992 وجيري رولينجز الرئيس السابق لجمهورية غانا وعبدالكريم الكباريتي رئيس الوزراء الاردني السابق واحمد عمر هاشم رئيس جامعة الازهر ولوسيان بيترلان رئيس جمعية الصداقة العربية الفرنسية.

وتلقى الحضور رسائل تأييد من شخصيات غائبة بينها الباب يوحنا بولس الثاني والرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر. وقالوا في بيان "قرر المشاركون تنظيم انفسهم في اطار ائتلاف دولي للسلم والتضامن". ولم ترد تفاصيل بشان الطبيعة القانونية وطريقة عمل الائتلاف لكن البيان الذي حمل عنوان "نداء الجزائر" ذكر انه جرى تكليف رئيس المؤتمر باجراء المشاورات الضرورية لتجسيد هذا القصد. وقال جمال ولد عباس الوزير الجزائري السابق للتشغيل والتضامن الوطني ورئيس المؤتمر ان الائتلاف ياخذ شكله النهائي بعد استشارات واسعة في وقت لاحق. واضاف انه سيسعى لاشراك المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني في تنفيذ الفكرة الرامية الى التخفيف من بؤر التوتر في العالم. واعرب المشاركون في البيان عن انشغالهم ازاء تفاقم التوتر والصراعات واستنفار دعاة المغالطة واستفحال كراهية الاجنبي والعنصرية والاقصاء والانغلاق على النفس وهي كلها اعراض ازمة حادة وعميقة. وأضافوا انهم سيبذلون جهودا لاحلال التضامن محل الحقد والكراهية السائدة. وقالوا انه سيحدوهم العزم على اعطاء مدلول للتضامن بين الشعوب بتسخير عوامل الترابط والتكامل التي تطبع عالم اليوم قصد احداث التقارب واقرار التآزر والتعاون بين الامم.

كما تعهدوا في البيان بالمضي قدما في نشر ثقافة السلم والتصدي لاسباب الصراع بين الحضارات وشددوا على الالتزام بترقية مثل التضامن والتسامح والتعرف على الاخر والاحترام المتبادل والتي تمثل اصلا جوهر كل الحضارات ورسالة كل الديانات والسعي نحو تكريسها قواعد تحكم الحياة الفردية والاجتماعية والاسهام هكذا في اشراقة ثقافة السلم والتضامن والتنمية. لكنهم اشترطوا ان يكون اساس الحوار الثقة لا الهيمنة وقالوا انه من الضروري اقامة حوار بين الحضارات والثقافات مبني على اسس سليمة وخال من كل اشكال الهيمنة لتجاوز الافكار المسبقة وانعدام الثقة في الاخر وما ينجر عن هذا من التوتر والنزاع الضارين بتماسك المجتمعات وحسن العلاقات بين الامم. وأكد الحضور ان الشرط المطروح يستهدف وضع ضوابط وتجاوز الفوضى التي تطبع العلاقات الدولية. وتابعوا ان الانسانية تعيش حالة من انعدام الطمأنينة وتترصد بها مخاطر كبرى بسبب نظام دولي تطبعه الفوضى والاختلال وتعقدت بفعل عولمة لا تحكمها ضوابط. وانتقد البيان ما يبديه الاغنياء من انانية وعدم اكتراث امام بؤس الفقراء ومعاناة الفئات الاجتماعية الأكثر حرمانا. واعتبر الحضور ان خرق القانون الدولي من الاسباب المباشرة وراء ازمات الفقراء وتزايد النزاعات المسلحة.

إلا أنهم ابدوا تحفظات فيما يتعلق بتفسيرات سائدة لاشكال العنف والارهاب في العالم قائلين انهم سيحذرون من كل محاولة تهدف الى تصنيف المقاومة المشروعة للشعوب من اجل ممارسة حقها في تقرير المصير ارهابا ويعربون عن تأييدهم وتضامنهم مع كل الشعوب التي لا تزال تخضع للاحتلال الاجنبي. وحث البيان المجتمع الدولي على التعاون والابتعاد عن المبادرات الانفرادية في التصدي للارهاب. وجاء به ان مكافحة الارهاب عمل تضامني تتحمله الدول بعضها ازاء البعض الاخر... وان استئصال هذه الافة والوقاية منها يتعين ان يتم في اطار تعاون دولي فاعل ونزيه.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا