وسائل الإعلام الأمريكية تراقب إسرائيل

أمتلك الإعلام حيزاً، استطاع من خلاله اكتساب سلطة تتحكم في توجيه مسار الأحداث التي تظهر على الساحة الدولية. بل وصل الأمر إلى صناعة رأي المجتمع في ما يخص المسائل السياسية والاجتماعية بغض النظر عن مدى صلاحية هذا الرأي وحقيقته، وانطباقه مع ما يحدث في الواقع اليومي، لذلك شنت حملة إعلامية ضد شبكة (سي إن إن) التلفزيونية، في إسرائيل حيث وزعت ملصقات تظهر (أكاذيب سي إن إن).

وزير الاتصالات الإسرائيلي، روفين ريفلين، قال عن الشبكة (شريرة ومتحيزة وغير متوازنة) في نقلها للأحداث الجارية في فلسطين.

صحيفة (جيروز ليم بوست) الإسرائيلية المحافظة، حملت في مقال نشر على صفحاتها، على مراسلة الشبكة، شيلا ماك فيكار، ووصفتها بأنها (المرأة التي ملأت مرحاض غوبلز بالورق) في إشارة إلى الجنرال النازي المسؤول عن الدعاية.

الفلسطينيون هم أيضاً أمطروا (سي إن إن) بالرسائل الإلكترونية التي تطالب بمزيد من الاهتمام بالمدنيين الفلسطينيين الذين يقعون ضحايا الحملات العسكرية الإسرائيلية.

شبكة (سي إن إن) وجناحها العالمي (سي إن إن انترناشونال) التي تصل إلى مليار مشاهد في 212 بلداً، أصبحت بؤرة للهجوم من الجانبين والذي يزيد من حدة ردود الأفعال الإيمان الراسخ بأن الأزمة يمكن أن تحل من خلال ضغوط الرأي العام العالمي، الذي يمكن أن ينحاز لهذا الجانب أو ذاك بتأثير من الصور التي تبثها شبكات التلفزة العالمية، كما يعرف الأميركيون تماماً من تجربتهم في حرب فيتنام.

من جانبها اعتبرت (سي إن إن) أن هذا الهجوم عليها، هو الأعنف منذ تأسيسها قبل 22 سنة، بشأن تغطيتها لمشكلة الشرق الأوسط. وستراقب الشبكات الأخرى الكيفية التي تتصرف بها الشبكة في هذا المنعطف الخطر وخاصة قناة فوكس الأخبارية التي سبقتها إلى تعديل تغطيتها لتستجيب لمطالب أولئك الأميركيين الذين يعتقدون أن وسائل الإعلام متحيزة للتيار الليبرالي، وتنوي (فوكس) أن تفعل الشيء نفسه في إسرائيل وفي بقية العالم.

يذكر أن العلاقة بين (سي إن إن) وإسرائيل متوترة منذ زمن طويل، فهي الموضوع الرئيسي في إسرائيل لعدة أيام.

وكاستجابة لهذه التعليقات أسرعت المحطة الفضائية الإسرائيلية الرئيسية (واي إي أس) بإتمام إجراءات صفقتها مع شبكة (فوكس) الأخبارية لنقل أخبارها إلى المشاهد الإسرائيلي، الذي يتوقع أن تروق له أكثر من غيرها لأنها تستخدم مصطلحات مثل (القتلة الجماعيين) في إشارة إلى منفذي الهجمات الانتحارية.

لذلك سارع والتر آيزكسون، رئيس شبكة سي إن إن بتسجيل شريط فيديو للتلفزة الإسرائيلية، يتبرأ فيه من تصريحات تيرنر الذي حمل فيه الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني) في ممارسة العنف.. أيضاً أعلنت (سي إن إن) أنها لن تنقل تصريحات الانتحاريين أو أقاربهم إلا عند الضرورة القصوى، وعلى ضوء ذلك سافر إيسون جوردن، رئيس قسم الأخبار الذي صاغ هذه السياسة إلى المنطقة للقاء مسؤولي الأخبار الإسرائيليين والاجتماع بقادة الطرفين وأعلنت الشبكة في خطوة لاحقة أنها غير مرتبطة بالنزاع.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا