35% من سكان العالم مدخنون

تفاقمت خطورة التدخين على صحة الإنسان بوجه عام وارتفعت معدلات ضحايا التدخين في العالم حتى وصلت إلى أرقام مرعبة ومذهلة حيث يموت يومياً أكثر من عشرة آلاف شخص في معظم دول العالم وبالأخص الدول النامية.

وأشارت الدراسات أن السيكارة الواحدة تتكون مما يزيد على 3600 مركب كيمياوي ذات خواص مهيجة ومسرطنة ومسببة للسرطان وقد وصلت نسبة الإصابة بمرض الرئة بين المدخنين الذي يدخنون 20 سيكارة فأكثر يومياً إلى 16 ضعفاً لنسبة الإصابة بين غير المدخنين وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية أنه يوجد في العالم نحو مليار و100 مليون من المدخنين أي حوالي 35%  من سكان العالم، وتدل الإحصاءات على أن 47% من الرجال في العالم و12% من النساء يدخنون، أما في الدول النامية فنسبة المدخنين من الرجال تصل إلى 48% مقابل 7% من النساء.

وإذا استمرت الاتجاهات الحالية على هذا الشكل فسوف يصل عدد الوفيات إلى 10 ملايين وفاة سنوياً في العشرينات أو الثلاثينات من القرن الحالي، وسيكون حوالي 7 ملايين من هذه الوفيات في البلدان النامية، كما أن استمرار اتجاهات استهلاك التبغ على حالها يعني أن التبغ سيقتل أكثر من 500 مليون شخص ممن يعيشون اليوم في عالمنا.

وقد دلت الأبحاث على أن أخطار التدخين أكبر كثيراً مما كان يظن في الماضي فمع استمرار التدخين مدة طويلة يصبح المدخنون عرضة للوفاة ونسبة المدخنين تزيد ثلاثة أضعاف على غير المدخنين في كل الأعمار ابتداءً من صغار البالغين، وفي المتوسط يعتبر المدخنون الذين يبدأون التدخين في سن المراهقة ويستمرون بانتظام معرضين للوفاة بسبب تدخينهم بنسبة 50% ويتوفى نصف هؤلاء في منتصف العمر وقبل بلوغهم سن السبعين مما يعني أنهم يخسرون في المتوسط حوالي 22 سنة من العمر المأمول.

والواقع أن الآثار الصحية المترتبة على استخدام التبغ تعتبر آثاراً مدمرة في بعض المناطق والأقاليم ففي دول الكتلة الشرقية السابقة كان استخدام التبغ سبباً في حوالي 17% من كل الوفيات التي وقعت عام 1995 ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة بحيث تصبح في عام 2020 أكثر من 22% من كل الوفيات.

وتشير الأبحاث إلى أن الإقلاع عن التدخين له فوائد صحية فبعد سنة ينخفض خطر التعرض للوفاة بسبب مرض القلب التاجي بنسبة 50% وبعد 15 عاماً يصبح خطر التعرض للوفاة بهذا السبب بالنسبة لشخص كان يدخن في الماضي مماثلاً تقريباً لما يتعرض له الشخص غير المدخن.

أما احتمال التعرض لسرطان الرئة وأمراض الرئة الانسدادية والسكتة الدماغية فتنخفض كذلك بمعدل أبطأ بعد مدة تترواح بين 10 و14 سنة من الإقلاع عن التدخين، وينخفض احتمال التعرض للوفاة بسبب السرطان ليصبح مماثلاً تقريباً لما يتعرض له الأشخاص الذين لم يدخنوا إطلاقاً.

والإقلاع عن التدخين يفيد في أي عمر يتوقف فيه المرء عن تعاطي التبغ، المهم أن تبدأ عزيزي المدخن وتتخذ القرار.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا