بعض النشويات تحتوي على مواد مسرطنة

بعد السويد وألمانيا، تحذر السلطات الصحية السويسرية حالياً من تواجد المادة المعروفة باسم أكريلاميد Acrylamid في بعض الأطباق والمستحضرات الغذائية، وهي مادة مسببة للسرطان، وقد تلحق الضرر بالموروثات البشرية، إن مادة الاكريلاميد هي من المواد المعروفة منذ ما يقارب من خمسين عاماً كمادة تشكل البنية الأساسية للدائن التي تتطلب وسطاً حرارياً عالياً، وليس في الأطباق الغذائية والخبز أو مياه الشرب على أي حال.

لكن المختبرات العلمية التابعة لكانتون زيوريخ السويسري، وجدت كميات من هذه المادة المسببة للسرطان في بعض أصناف المقلي والمشوي من البطاطس، لا بل وفي مياه الشرب حيث زادت كثافة هذه المادة الصناعية في الواقع على ألف ضعف المسموح والمصرح به كحد أقصى لا يلحق الضرر بالصحة العامة، كما عثرت مختبرات زيوريخ على كميات من الاكريلاميد في الخبز المجفف وفي بعض الوجبات الغذائية القائمة على خلطة من الفواكه المجففة، وهي من الخلطات الغذائية الغنية بالفتيامينات والمحببة عند الصغار والكبار على وجه العموم.

وقد بلغ مستوى القلق لدى منظمة الصحة العالمية لدرجة حدت بها تنظيم لقاء يضم 25 خبير دولياً في غضون شهرين من نشر الدراسة لأن هذا الأمر قد سجل رقماً قياسياً بالنسبة للمنظمة الدولية للأمم المتحدة، والتي عادة ما يستغرق منها أمر تنظيم اجتماعات متخصصة لمراجعة معلومات علمية ما يقارب العام.

وقال (يورجن شلوندت) منسق قسم سلامة الأغذية في منظمة الصحة العالمية أن قلق المنظمة قد لقى ما يبرره في دراسات لاحقة في النرويج وبريطانيا عززت صحة ما توصلت إليه دراسة دائرة الغذاء القومية من نتائج وأردف يقول أنها ليست مسألة دفعة من النتائج المغلوطة من قبل علماء، كل من لديه أدنى خبرة يفهم أن هذا التهديد محتمل، وعلى الرغم من ذلك، عبّر عدد من العلماء عن شكوكه إزاء صحة نتائج الدراسة التي كانت تستند إلى 100 صنف من الأغذية والتي تم نشرها في مؤتمر صحفي.

وقال الباحثون السويديون أن البطاطس المقلية والمشوية بالفرن والمنتجات الحبوبية يمكن أن تحتوي على مستويات عالية من الاكريلاميد، ولم يتم التوصل إلى نفس النتائج فيما يتعلق بالمنتجات المسلوقة، وقدر علماء تابعون للحكومة السويدية أن المادة يمكن أن تكون مسؤولة عن بضع مئات من حالات السرطان البالغة 450000 والتي تسجل في البلاد كل عام.

وقال شلوندت أن أنواع السرطان التي يتسبب بها الاكريلاميد لم تكن محصورة بالجهاز الهضمي فحسب، لكنها شملت الغدد والجلد.

وعلى الرغم من هذه المعطيات لا تنصح الدائرة الفدرالية للشؤون الصحية الناس في سويسرا بتغيير عاداتهم الغذائية نظراً لعدم الإلمام إلماماً تاماً بمضاعفات الاكريلاميد على الحصة العامة وتقول السلطات المذكورة أن الناس يتناولون تلك الأغذية منذ عشرات السنين دون انعكاسات أو مضاعفات صحية واضحة لهذه المواد على الصحة العامة.

وفي المقابل ينصح الناطق بلسان الدائرة الفدرالية السويسرية للشؤون الصحية بزيادة الإقبال على تناول الفواكه والخضر كإجراء وقائي من سموم الاكريلاميد ريثما يتوصل العلماء والباحثون إلى نتيجة محددة للأبحاث على هذه المادة ويصدرون التوصيات بهذا الشأن.

وجدير بالذكر أن السويد كانت أول من حذر من مجازفات تواجد الاكريلاميد في المواد الغذائية في أواخر أبريل، وتبعتها ألمانيا مؤخراً بتحذير جديد من هذه المادة مرفوقاً بتحذير من المبالغة والتهويل في المضاعفات الصحية لهذه المادة.

وفي هذه الأثناء يُعد خبراء منظمة الصحة العالمية الموجود مقرها في جنيف مؤتمر دولي في أواخر يوليو، حول أضرار المقلي والمشوي والمجفف من الخضراوات والفواكه وحول تسرب مادة الاكريلاميد إلى مياه الشرب أو الأغذية الأخرى، ربما عن طريق الاحتكاك بالزجاجات والعلب المصنوعة من بعض أنواع البلاستيك واللدائن.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا