استهلاك شره ينتج إفلاس بيئي مهدد للبشر

أكدت الدراسة التي نشرتها دورية الأكاديمية الأمريكية القومية للعلوم أن معدل استهلاك البشر للأراضي والغابات والطاقات يتجاوز ويتخطى المعدل الذي تستطيع به الكرة الأرضية أن تجدد نفسها.

وحذرت الدراسة من أن الفشل في كبح إسراف البشر في استخدام الموارد الطبيعية والاستغلال الغير الطبيعي لها والهدر في استخدام موارد الطاقة قد يفضي إلى إفلاس بيئي لكوكب الأرض، وأعلن العلماء الذين اعدوا الدراسة أن طلب البشر من الموارد الطبيعية قد ارتفع بشدة خلال الأربعين عاماً الماضية إلى حد ومستوى يتطلب من الأرض أن تستغرق 1، 2 عاماً لكي تنتج من جديد ما يستهلكه البشر كل عام.

وبينت الدراسة أن تأثير الإنسان على البيئة ارتفع تدريجياً من عام 1961 عندما كان الطلب العام يمثل سبعين بالمئة من قدرة الأرض على التجدد.

وأشار رئيس فريق البحث (ماثيس واكرناجيل) قوله إلى أنه إذا لم نعش في إطار ميزانية الطبيعة فأن التنمية المستدامة دون استنفاذ الموارد الطبيعية ستصبح ضرباً من العبث.

وقد قامت الدراسة بقياس تأثر البيئة بأنشطة الإنسان، ونظر العلماء في ستة مجالات من النشاط البشري تستخدم فيها الموارد الطبيعية منها الصيد البحري والمجال الزراعي بما يشتمل عليه من زراعة التربة ومجال تقطيع الغابات وإنتاج الطاقة، واستخدام الأرض لأغراض البناء.

أما المجال الذي شهد أكبر زيادة في الاستهلاك فهو توليد الطاقة من وقود البقايا الحفرية من أديم الأرض، وهو ما ينتج عنه غاز CO2 المسئول الرئيسي عن ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، ولأجل امتصاص ذلك الغاز (غاز ثاني أوكسيد الكاربون) لا بد من توفير المزيد من الأرض المشجرة، لكن الغابات لا زالت تقطع وتهلك على نحو أسرع بكثير من معدل إمكانية إعادة زرعها.

وقد قدمت الدراسة بيانات حكومية وتقديرات متعددة لتحديد مساحة الأراضي المطلوبة للوفاء بحاجات البشر لهذه الأعمال، وعلى سبيل المثال وجد (واكر ناجيل) وفريقه أنه في عام 1999 استهلك كل فرد 3.2 هكتار في المتوسط.

وبالرغم من أن نتائج البحث كشفت عن أن استخدام البشر للموارد يفوق مصادر الأرض فإنها لم تصل إلى حد تحديد كم من الوقت يمكن أن يستمر ذلك دون عواقب مدمرة.

واعترف الباحثون بأن تفاصيل هذه الدارسة وهذا التحليل سوف يواجه تحدٍ كبير من جانب علماء آخرين، مشيرين إلى أنهم سيضمنوا في حساباتهم كثيراً من الأشياء الأخرى التي تعتمد عليها الطبيعة مثل امتصاص ملوثات المحيطات وإعادة إنتاجها لتكون صالحة، لكن الدراسة شددت على أن بحث المسؤولية عن استخدام الموارد الطبيعية ضروري لمستقبل الكرة الأرضية.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا