الاثنين الأول من تموز يوم تاريخي في القانون الدولي

اعتبرت منظمة العفو الدولية (امنستي) يوم الاثنين ‏الاول من يوليو يوما "تاريخيا" وهو موعد دخول (قانون روما) الخاص بانشاء ‏محكمة الجرائم الدولية حيز التنفيذ وميلاد اول هيئة قضائية دولية دائمة لملاحقة ‏المسؤولين عن الجرائم في حق الانسانية.

ودعت (امنيستي) في بيان وزع هنا بهذه المناسبة جميع حكومات العالم الى ‏الانضمام الى القانون الاساسي (قانون روما) ودعم جهود المحكمة الدولية.

وقالت انه اعتبارا من اول يوليو "فان اولئك الذين يرتكبون ابشع ‏الجرائم تحت غطاء القانون الدولي يمكن جلبهم وتقديمهم الى العدالة امام ‏المحكمة".

وبدخول قانون روما حيز التنفيذ والذى تم تبنيه فى اجتماع دولي عقد فى العاصمة ‏الايطالية فى 17 يوليو عام 1998 فان بامكان محكمة الجرائم الدولية المباشرة ‏بالتحقيق ومحاكمة اولئك الذين يرتكبون جرائم القتل الجماعي وجرائم حرب وانتهاكات ‏ضد الانسانية وذلك بعد مطلع يوليو المقبل.

ويتوقع ان تبدأ المحكمة الدولية النظر فى اول قضية لها فى مطلع العام المقبل.

واشارت امنستى في بيانها الى ان 73 دولة صادقت حتى الان على قانون روما الخاص ‏بالمحكمة الدولية.

وقالت ان قانون روما يعتبر خطوة اخرى من شأنها تعزيز نظام العدالة الدولي ‏فيما تقوم المحكمة الدولية بدور مساند للسلطات القضائية المحلية فى اي بلد فى ‏حال عجزها او تقاعسها عن التصدي لاؤلئك المتهمين او ممن يتمتع منهم بحصانة ‏قضائية.

يذكر ان المحكمة الدولية التى تتألف من 18 قاضيا منتخبا ستتخذ من مدينة لاهاي ‏الهولندية مقرا لها.

من جهة اخرى  حذر المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة الحكومات العربية، من تضييع فرصة الانضمام الفعال إلى عضويتها، حيث لن يمكن التصديق على النظام الاساسي للمحكمة بعد ذلك التاريخ.
وأوضح المركز وهو منسق التحالف العربي للمنظمات العربية غير الحكومية من أجل إنشاء المحكمة الجنائية الدولية أن عدم تصديق الحكومات العربية على النظام الأساسي للمحكمة قبل الغد سوف يحرم الدول العربية من الإنضمام إلى جمعية الدول الأطراف التي يحق لها ترشيح وانتخاب قضاه من مواطني هذه الدول ، وترشيح وانتخاب المدعي العام للمحكمة والمحققين وغيرهم من الموظفين الذين يشكلون الجهاز الإداري للمحكمة، إضافة إلى حرمان الدول العربية من المشاركة في اقرار مشروعات الأنظمة والاتفاقيات التي يتم إعدادها من قبل اللجنة التحضيرية.
وأكد المركز أن أخطر ما يترتب على عدم تصديق الدول العربية على نظام المحكمة هو الحرمان من المشاركة في مناقشة وتعريف جريمة العدوان والتي ناضلت المجموعة العربية من اجل إدراجها في النظام الأساسي في مؤتمر روما وما تبعه من لجان تحضيرية، لما لهذه الجريمة من أهمية بالغة في الواقع العربي.

وأبدى المركز في بيان له خشيته من أن يكون موقف الحكومات العربية من التصديق على النظام الأساسي للمحكمة مرده التأثير بالضغوط الأميركية المعادية لإنشاء هذه المحكمة والتي ظهر الاعتراض الأميركي على مشروعها رسميا في مؤتمر روما 1998 والمحاولة الفاشلة لإصدار ما أطلق عليه قانون غزو لاهاي.

وعقدت الحكومة الأميركية إتفاقيات ثنائية مع بعض الحكومات بغرض تفادي تطبيق نظام المحكمة على مواطنين أميركيين والمحاولات المستمرة لإخضاع المحكمة لسلطة مجلس الأمن وأخيرا الضغط على مجلس الأمن لإستثناء جميع القوات الأميركية المشاركة في عمليات حفظ السلام من نطاق اختصاص المحكمة.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا