تصريحات اغا جاري حول «البروتستانتية الإسلامية»

تثير جدلا كبيرا في ايران

ذكرت وكالات الانباء العالمية ان تصريحات لم يسبق لها مثيل ادلى بها الاصلاحي هاشم اغا جاري العضو في منظمة مجاهدي الثورة الاسلامية (يسار راديكالي اصلاحي) والمقرب من الرئيس محمد خاتمي واشار فيها بالاتهام الى دور علماء الدين في ايران، اثارت عاصفة من الاحتجاجات في صفوف رجال الدين المحافظين. واحتج كبار رجال الدين في مدينة قم المقدسة جنوب طهران بعنف في الايام الاخيرة على تصريحات اغا جاري التي اعتبروها «مهينة ومناهضة للاسلام ومعادية للدين».

 ونقلت هذه الوكالات ان اغا جاري قد وجه اصبع الاتهام في خطابات القاها الاسبوع الماضي في همدان (غرب) ثم في طهران، الى «دور علماء الدين المؤسساتي» وتطرق الى موضوع يثير جدلا كبيرا في ايران، هو موضوع «البروتستانتية الاسلامية» او «التجديد الديني للمذهب الشيعي». واعتبر المثقف وهو ايضا صحفي ان ثمة حاجة الى اصلاح بنيوي للاسلام، وان المسلمين «ليس عليهم ان يتبعوا الدين بشكل اعمى عبر اتباع زعيم روحي». ويستمد اغا جاري آراءه من فكر المثقف والفيلسوف الايراني علي شريعتي الذي توفي في السبعينيات ودفن في دمشق، وهو كان يعتبر ان الاسلام بحاجة الى «اصلاح على غرار الكنيسة» في الغرب، مستبعدا «علماء الدين كوسيط بين الله والانسان». وقال اغا جاري ان «بروتستانتية شريعتي جاءت على شكل احتجاج على ما كان يسميه بالدين الرسمي». واضاف ان «شريعتي اراد انتقاد دين متحجر عبر ادخال عناصر تجديد وبالتالي اصلاح الاسلام». غير ان هذه التصريحات التي تطرقت الى محرمات، اثارت ردود فعل عنيفة ومحتدمة في صفوف رجال الدين المحافظين، فقام بعضهم حتى بدعوة القضاء النافذ في ايران والذي يسيطر عليه المحافظون، الى ملاحقة الصحفي. واثارت هذه التصريحات موجة احتجاجات في الاوساط المحافظة في العديد من المدن، حيث نظمت تجمعات وطالب علماء الدين بـ «رد فعل مناسب» لهذا «التجديف». وقال آية الله المحافظ علي مخكيني من كبار علماء الدين في مدينة قم «هناك اليوم في بلدنا خطابات معادية للاسلام، ولا نقوم بشيء حيال ذلك». وتدور حرب كلامية منذ يومين بين الصحف الاصلاحية والمحافظة حول هذا الموضوع الذي يتصدر جميع المناقشات السياسية في الحكومة والبرلمان. وفي رد فعل غير متوقع، تطرق خاتمي أمس الخميس خلال جولة في شمال غرب ايران الى هذا الجدل، منتقدا كلام اغا جاري. وقال الرئيس في تصريح نقلته الاذاعة الايرانية «لماذ يسمح البعض لانفسهم باضعاف علماء الدين تحت شعار الفكر والثقافة، في حين ان ثوريا حقيقيا يعزز النظام وعلماء الدين؟».

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا